لماذا تتردد باريس في تسليم دبابات لوكلير إلى أوكرانيا؟

فرقة من دبابات "لوكلير" الفرنسية في تدريب لها ضمن الناتو برومانيا في 8 ديسمبر 2022 (أ.ف.ب)
فرقة من دبابات "لوكلير" الفرنسية في تدريب لها ضمن الناتو برومانيا في 8 ديسمبر 2022 (أ.ف.ب)
TT

لماذا تتردد باريس في تسليم دبابات لوكلير إلى أوكرانيا؟

فرقة من دبابات "لوكلير" الفرنسية في تدريب لها ضمن الناتو برومانيا في 8 ديسمبر 2022 (أ.ف.ب)
فرقة من دبابات "لوكلير" الفرنسية في تدريب لها ضمن الناتو برومانيا في 8 ديسمبر 2022 (أ.ف.ب)

دبابة لوكلير الفرنسية هي الغائبة الوحيدة عن قائمة الدبابات الأخيرة التي ستسلم إلى أوكرانيا. فبعد ليوبارد الألمانية وتشالنجر البريطانية، وأبرامز الأميركية، هل ستسلم فرنسا دبابات لوكلير إلى أوكرانيا؟

وفق تقرير نشرته صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية الخميس، تعتبر دبابة لوكلير رأس حربة الجيش الفرنسي، وهي من أفضل المركبات المدرعة في العالم. وفيما لم يصدر أي قرار رسمي فرنسي بإرسال «لوكلير» إلى أوكرانيا، لا تزال هذه المسألة قيد «المناقشة»، وستكون موضوع قرار في الأيام أو الأسابيع المقبلة.

تكثر الترددات لدى الأركان العسكرية والدوائر السياسية في فرنسا بشأن إرسال الدبابة إلى أوكرانيا، إذ يعتقد الكثيرون أن تكاليف إرسالها ستفوق بكثير الفوائد من هذا الإرسال. ولكن لماذا؟

أفاد تقرير «لوفيغارو» أن أسباب التردد هي أولاً تشغيلية. فقد تم تصدير دبابة لوكلير فقط إلى الإمارات العربية المتحدة والأردن ولكن ليس إلى أوروبا (بمعنى غير متاحة بعدد كبير وبالقرب من أوكرانيا). ويمتلك الجيش الفرنسي 200 دبابة منها، بما فيها 50 قيد التجديد. فلا يمكن بالتالي تزويد أوكرانيا بأعداد كبيرة من هذه الدبابة وبسرعة نسبية للسماح بأقصى قدر من الفعالية في ساحة المعركة. في حين أن ليوبارد 2، المركبة المدرعة الثقيلة الألمانية الصنع، تجهز 22 جيشاً، بما في ذلك 15 جيشاً في أوروبا، بما مجموعه حوالي 2000 دبابة، ما يوفر للجيش الأوكراني أعداداً كافية من هذه الدبابة، وبالسرعة اللازمة لأكبر قدر من الفعالية في ميدان المعركة.
يضاف أيضاً إلى الأسباب التشغيلية، أن دبابات لوكلير لم تعد تصنع منذ العام 2008، بينما ليوبارد الألمانية مدعومة صناعياً. كما أن البديل للوكلير لن يعلن عنه قبل العام 2040.


دبابة لوكلير الفرنسية خلال تدريب لها برومانيا في 25 يناير 2023 (إ.ب.أ)

من ناحيته، يضع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شروطاً لتسليم لوكلير المحتمل إلى أوكرانيا. بداية ألا تكون الخطوة تصعيدية تجاه روسيا. لكن هذا السبب استبعد، لأن الإليزيه يرى الآن أنه لن يثير تسليم لوكلير إلى أوكرانيا غضب موسكو، لأنها لن تستخدم في داخل الأراضي الروسية.

من ناحية أخرى، يخشى الإليزيه إضعاف قدرات فرنسا الدفاعية (نتيجة التخلي عن عدد من هذه الدبابات)، مع حرص باريس على ضرورة توفير «دعم حقيقي وفعال للأوكرانيين»، لا تؤمنه دبابة لوكلير التي من شأنها جعل التنظيم العسكري للجيش الأوكراني أكثر تعقيداً، حسب دبلوماسي فرنسي.

أشار التقرير إلى أن الجدل الدائر حول تسليم دبابة لوكلير إلى أوكرانيا كان في الواقع سياسياً بالكامل منذ البداية. كان الهدف الأساسي للتسليم النهائي للدبابات الفرنسية الثقيلة إلى أوكرانيا هو تحريك الألمان لتسليم ليوبارد، إذ إن الألمان كانوا الأكثر تردداً بين جميع الغربيين بإرسال ليوبارد إلى أوكرانيا، لأن ألمانيا لا تريد الذهاب إلى الجبهة بمفردها لأسباب مرتبطة بالتاريخ (الألماني الحديث) وتوجه ألمانيا السلمي الحالي، لكن هذه الخطوة من فرنسا لتشجيع الألمان لم تنجح، لأن برلين طالبت بضمانة أميركية، وفق أحد الدبلوماسيين.

منذ أن أدى الإعلان عن تسليم دبابات أبرامز الأميركية، وقبلها دبابة ليوبارد الألمانية إلى أوكرانيا، يبدو أن الفائدة السياسية لنقل لوكلير إلى أوكرانيا، حسب التقرير، قد انخفضت بشكل كبير بالنسبة لفرنسا. ولن يكون لتقديم هذه الدبابة قيمة مضافة على الأرض، فيما يضعف بالوقت نفسه قوة الجيش البري الفرنسي. يجادل آخرون بأن الانضمام إلى نادي البلدان التي تسلم الدبابات الثقيلة إلى أوكرانيا، هو ضروري لتحسين صورة فرنسا في دول أوروبا الشرقية (الأكثر اصطفافاً مع أوكرانيا).


دبابات لوكلير الفرنسية خلال تدريب لها برومانيا في 25 يناير 2023 (رويترز)


مقالات ذات صلة

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

العالم إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

أعلنت السلطات المعينة من روسيا في القرم إسقاط طائرة مسيرة قرب قاعدة جوية في شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا، في حادثة جديدة من الحوادث المماثلة في الأيام القليلة الماضية. وقال حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجاييف على منصة «تلغرام»: «هجوم آخر على سيفاستوبول. قرابة الساعة 7,00 مساء (16,00 ت غ) دمرت دفاعاتنا الجوية طائرة من دون طيار في منطقة قاعدة بيلبيك».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا، اليوم الخميس، من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين الذي اتهمت موسكو كييف بشنّه، لتكثيف هجماتها في أوكرانيا. وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء من دول الاتحاد مكلفين شؤون التنمي«ندعو روسيا الى عدم استخدام هذا الهجوم المفترض ذريعة لمواصلة التصعيد» في الحرب التي بدأتها مطلع العام 2022. وأشار الى أن «هذا الأمر يثير قلقنا... لأنه يمكن استخدامه لتبرير تعبئة مزيد من الجنود و(شنّ) مزيد من الهجمات ضد أوكرانيا». وأضاف «رأيت صورا واستمعت الى الرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، صباح اليوم (الخميس)، نقلاً عن خدمات الطوارئ المحلية، أن حريقاً شب في جزء من مصفاة نفط في جنوب روسيا بعد هجوم بطائرة مسيرة. وقالت «تاس»، إن الحادث وقع في مصفاة «إلسكاي» قرب ميناء نوفوروسيسك المطل على البحر الأسود. وأعلنت موسكو، الأربعاء، عن إحباط هجوم تفجيري استهدف الكرملين بطائرات مسيرة، وتوعدت برد حازم ومباشر متجاهلة إعلان القيادة الأوكرانية عدم صلتها بالهجوم. وحمل بيان أصدره الكرملين، اتهامات مباشرة للقيادة الأوكرانية بالوقوف وراء الهجوم، وأفاد بأن «النظام الأوكراني حاول استهداف الكرملين بطائرتين مسيرتين».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

تثير الهجمات وأعمال «التخريب» التي تكثّفت في روسيا في الأيام الأخيرة، مخاوف من إفساد الاحتفالات العسكرية في 9 مايو (أيار) التي تعتبر ضرورية للكرملين في خضم حربه في أوكرانيا. في الأيام الأخيرة، ذكّرت سلسلة من الحوادث روسيا بأنها معرّضة لضربات العدو، حتى على بعد مئات الكيلومترات من الجبهة الأوكرانية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. تسببت «عبوات ناسفة»، الاثنين والثلاثاء، في إخراج قطارَي شحن عن مساريهما في منطقة محاذية لأوكرانيا، وهي حوادث لم يكن يبلغ عن وقوعها في روسيا قبل بدء الهجوم على كييف في 24 فبراير (شباط) 2022. وعلى مسافة بعيدة من الحدود مع أوكرانيا، تضرر خط لإمداد الكهرباء قرب بلدة في جنو

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

أكد سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) نشر وحدات عسكرية إضافية في أوروبا الشرقية، وقام بتدريبات وتحديثات للبنية التحتية العسكرية قرب حدود روسيا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك»، اليوم الأربعاء. وأكد باتروشيف في مقابلة مع صحيفة «إزفستيا» الروسية، أن الغرب يشدد باستمرار الضغط السياسي والعسكري والاقتصادي على بلاده، وأن الناتو نشر حوالى 60 ألف جندي أميركي في المنطقة، وزاد حجم التدريب العملياتي والقتالي للقوات وكثافته.


قبل البرازيل... 8 دول تحجب منصة «إكس»

شخص برازيلي يتصفح تطبيق «إكس» قبل حظره في بلاده (أ.ف.ب)
شخص برازيلي يتصفح تطبيق «إكس» قبل حظره في بلاده (أ.ف.ب)
TT

قبل البرازيل... 8 دول تحجب منصة «إكس»

شخص برازيلي يتصفح تطبيق «إكس» قبل حظره في بلاده (أ.ف.ب)
شخص برازيلي يتصفح تطبيق «إكس» قبل حظره في بلاده (أ.ف.ب)

تحظر دول عدة، لا سيما ذات الأنظمة الاستبدادية، منصة «إكس» التي بدأ (السبت) حجبها في البرازيل؛ بسبب دورها في «نشر معلومات كاذبة»، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأثبتت هذه الشبكة الاجتماعية، المحظورة أيضاً بشكل مؤقت في عديد من الدول، قدرتها على نشر المعلومات حول الاحتجاجات السياسية التي وقعت، على سبيل المثال، في مصر خلال عام 2011 وتركيا في عامَي 2014 و2023 أو حتى في أوزبكستان قبل الانتخابات الرئاسية عام 2021 وبعدها.

الصين

حظرت الصين منصة «تويتر» (الاسم السابق لـ«إكس») حتى قبل أن يذيع صيتها في العالم. واعتاد الصينيون عدم استخدامها منذ يونيو (حزيران) 2009، أي قبل يومين من إحياء الذكرى العشرين لحملة القمع الدامية التي شنّتها الصين في ساحة تيانانمين، واستبدلوا بها منصتَي «ويبو» و«ويتشات» على نطاق واسع.

إيران

حظرت السلطات «تويتر» في أعقاب الاحتجاجات على نتائج الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها، التي جرت في يونيو 2009، وهو قرار لا يزال سارياً حتى الآن بعد مرور 15 عاماً على إصداره.

لكن التطبيق أسهم في نقل أخبار تتعلق بالحركات الاحتجاجية للخارج، على غرار تلك المناهضة للقمع الذي تتعرّض له النساء، في نهاية عام 2022.

تركمانستان

بدأت الدولة المعزولة للغاية في آسيا الوسطى حجب «تويتر» في مطلع 2010، بالإضافة إلى عديد من الخدمات والمواقع الأجنبية الأخرى.

ويخضع تصفح الإنترنت الذي توفره حصراً شركة «تركمان تيليكوم» المملوكة للدولة، لمراقبة السلطات.

كوريا الشمالية

بعد تقاربها مع «الأجانب المهتمين بالبلاد» وفتح حسابها الخاص على «تويتر» في عام 2010، حجبت كوريا الشمالية التطبيق في أبريل (نيسان) 2016، إلى جانب «فيسبوك» و«يوتيوب» ومواقع المراهنة والمواد الإباحية.

ويخضع الوصول إلى الإنترنت، باستثناء عدد قليل من المواقع الحكومية، لمراقبة شديدة من النظام المنغلق على نفسه، الذي يحصر استخدام الشبكة بعدد قليل من المسؤولين.

ميانمار

يتعذّر الوصول إلى المنصة منذ فبراير (شباط) 2021، بعد حظرها على خلفية الاحتجاجات المناهضة للانقلاب العسكري الذي أطاح حكومة أونغ سان سو تشي المدنية.

ومنذ ذلك الحين، ظل المجلس العسكري الحاكم مصمماً على تقييد الإنترنت.

روسيا

قيدت موسكو استخدام «تويتر» عبر إبطاء الوصول إليه منذ عام 2021، مستنكرة نشر «محتوى غير قانوني».

ثم منعت الوصول إلى الموقع رسمياً في مارس (آذار) 2022، فور بدء الهجوم الروسي في أوكرانيا. لكن عديداً من الروس يستخدمون «إكس» عبر برنامج «الشبكة الافتراضية الخاصة» أو «في بي إن (VPN)» الذي يخفي عنوان المتصل بالبرنامج، وبالتالي يتيح الالتفاف على الحظر.

باكستان

حظرت الحكومة، المدعومة من الجيش، منصة «إكس» منذ الانتخابات التشريعية في فبراير (شباط) 2024. وعزت القرار إلى «أسباب أمنية».

وكان حساب معارض، هو حساب حزب رئيس الوزراء السابق عمران خان المسجون، قد نشر عبر المنصة اتهامات بحصول عمليات تزوير على نطاق واسع.

فنزويلا

أمر الرئيس نيكولاس مادورو، الذي أُعيد انتخابه في يوليو (تموز) على الرغم من التشكيك بحدوث عمليات تزوير، بحظر المنصة لمدة 10 أيام في التاسع من أغسطس (آب)، بالتزامن مع مظاهرات تم قمعها بعنف في جميع أنحاء البلاد.

والحظر لا يزال سارياً رغم انقضاء المهلة.

البرازيل

تم الحجب بموجب أمر قضائي تضمّن فرض غرامات قدرها 50 ألف ريال (نحو 9 آلاف دولار) على الأشخاص الذين يلجأون إلى «الحيل التكنولوجية» للالتفاف على الحجب، مثل استخدام الشبكات الافتراضية الخاصة (في بي إن).