مصر تَعد تصريحات نصر الله بشأنها «عبثية»

مصدر: ترتبط بـ«تجاهل القاهرة مغازلات طهران»

وزير الخارجية المصري خلال استقبال الوفد الإيراني ضمن فعاليات «كوب27» (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال استقبال الوفد الإيراني ضمن فعاليات «كوب27» (الخارجية المصرية)
TT

مصر تَعد تصريحات نصر الله بشأنها «عبثية»

وزير الخارجية المصري خلال استقبال الوفد الإيراني ضمن فعاليات «كوب27» (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال استقبال الوفد الإيراني ضمن فعاليات «كوب27» (الخارجية المصرية)

وصفت القاهرة تصريحاتٍ للأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله، تضمنت انتقاداً لسياسة مصر وتعريضاً بوضعها الاقتصادي، بأنها «عبثية».
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية المصرية عن السفير أحمد أبو زيد المتحدث باسم خارجية البلاد، تعليقاً مقتضباً تضمن وصفه تصريحات نصر الله بأنها «عبثية، وليست سوى محاولة لاستدعاء بطولات زائفة».
غير أن مصدراً مصرياً مطلعاً تحدث إلى «الشرق الأوسط»، شريطة عدم ذكر اسمه، ربط بين تصريحات الأمين العام لـ«حزب الله»، و«تجاهل مصر للمغازلات الإيرانية الداعية لفتح قنوات اتصال بين القاهرة وطهران».
وكان نصر الله يتحدث خلال احتفال بذكرى افتتاح مركز بحثي، مساء (الخميس) وفق ما نقلت «الوكالة الوطنية للإعلام» في لبنان، عندما خاطب الحاضرين داعياً إياهم إلى مراقبة الأوضاع في مصر، ومعتبراً أن «إبرام مصر (معاهدة سلام) مع إسرائيل والتزامها بها، لم يَحُلْ دون لجوئها إلى الاقتراض من (صندوق النقد الدولي)». كما عرّض الأمين العام للحزب اللبناني بالأردن ودول أخرى.
وعرفت العلاقة بين مصر و«حزب الله» منعطفات حادة ونادرة خلال العقدين الماضيين، إذ أوقفت مصر خلية تابعة للحزب كانت تعمل في مصر، وأدانتها عام 2010 بأحكام قضائية تراوحت بين 6 أشهر والسجن المؤبد، لكن العنصر البارز في الحزب سامي شهاب، تمكّن من الهرب مع آخرين من السجن عام 2011 ونال في عام 2015 حكماً جديداً غيابياً بالسجن عامين في قضية هروبه.
ومع ذلك يرفض المصدر المصري المطلع الذي تحدث إلى «الشرق الأوسط»، «حصر تصريحات نصر الله في الإطار الثنائي مع مصر في ظل الارتباط الوثيق بين إيران والحزب، وتجاهل القاهرة المتكرر لدعوات طهران لتعميق الاتصالات بين الطرفين».
وقال المصدر: «هناك طلبات واتصالات متكررة من جانب طهران لمحاولة التقدم بالعلاقات مع مصر، وكان هناك تصور لدى الإيرانيين بعد حضور وفدهم في (قمة المناخ كوب27) التي عُقدت في مدينة شرم الشيخ المصرية، ثم المشاركة إلى جانب مصر في (قمة بغداد2) التي استضافها الأردن، أن هناك إمكانية لتطوير الأمور، لكن مصر لم تتفاعل مع ذلك».
وكان حسن نصر الله قد استقبل قبل أسبوع تقريباً، وزير الخارجية ‏الإيراني ‏حسين أمير عبداللهيان في بيروت، وناقشا، حسب بيان، التطورات والأوضاع السياسية في لبنان وفلسطين ‏‏والمنطقة، والمستجدات والأحداث ‏‏الإقليمية والدولية. وعاد المصدر للقول: «حسابات مصر بشأن إيران دقيقة وترتبط بعلاقات إقليمية وعربية، وتلتزم القاهرة في إطار ذلك بالرؤية الشاملة لا المتغيرات اللحظية».
ووجهت إيران رسائل عدة طوال العام الماضي، بشأن الترحيب بـ«الحوار مع القاهرة»، وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، رحب وزير الخارجية الإيراني، بمقترح من محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي، يهدف إلى «إطلاق حوار بين القاهرة وطهران»، في الوقت الذي واصلت فيه القاهرة «صمتها» إزاء العروض الإيرانية المتكررة للتقارب.
وقال عبداللهيان إن «رئيس الوزراء العراقي أبدى خلال لقائهما معاً، في الأردن، على هامش الدورة الثانية لـ(مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة)، الرغبة في بدء مباحثات إيرانية - مصرية على المستويين الأمني والسياسي، ما يؤدي إلى تعزيز العلاقات بين طهران والقاهرة»، معرباً عن «ترحيبه بالفكرة».
وشهدت الأشهر الماضية إشارات إيرانية متكررة بشأن «تعزيز العلاقات مع مصر»، حيث أكد وزير الخارجية الإيراني، في يوليو (تموز) الماضي، أن «تعزيز العلاقات بين طهران والقاهرة يصب في صالح دول المنطقة وشعبي البلدين».
وبعدها بأيام، كتب محمد حسين سلطاني فر، رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة، على حسابه الشخصي، يشيد بما وصفه بـ«موقف مصر المعارض لمشروع تحالف أميركي ضد إيران».
واستكمل سلطاني التلويح بتحسن العلاقات بين القاهرة وطهران، عبر مقال نشره في صحيفة «إيران ديلي»، ونقلته وكالة الأنباء الإيرانية، قال فيه إن «التطورات الراهنة تقتضي رفع العلاقات الثنائية بين البلدين من مستوى رعاية المصالح، إلى المستوى السياسي المنشود».


مقالات ذات صلة

«حزب الله» يصطدم بـ«ترويكا» مسيحية يحاصرها الاختلاف رئاسياً

المشرق العربي «حزب الله» يصطدم بـ«ترويكا» مسيحية يحاصرها الاختلاف رئاسياً

«حزب الله» يصطدم بـ«ترويكا» مسيحية يحاصرها الاختلاف رئاسياً

كشف مصدر نيابي لبناني محسوب على «محور الممانعة»، عن أن «حزب الله»، بلسان رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، بادر إلى تلطيف موقفه حيال السجال الدائر حول انتخاب رئيس للجمهورية، في محاولة للالتفاف على ردود الفعل المترتبة على تهديد نائب أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم، المعارضين لانتخاب زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، بوضعهم أمام خيارين: انتخاب فرنجية أو الفراغ.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي تصعيد إسرائيلي ضد «حلفاء إيران» في سوريا

تصعيد إسرائيلي ضد «حلفاء إيران» في سوريا

شنَّت إسرائيل هجوماً بالصواريخ بعد منتصف ليل الجمعة - السبت، استهدف مستودعاً للذخيرة لـ«حزب الله» اللبناني، في محيط مطار الضبعة العسكري بريف حمص، ما أدَّى إلى تدميره بشكل كامل وتدمير شاحنات أسلحة. جاء هذا الهجوم في سياق حملة إسرائيلية متصاعدة، جواً وبراً، لاستهداف مواقع سورية توجد فيها ميليشيات تابعة لطهران على رأسها «حزب الله». وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» (مقره بريطانيا)، إلى أنَّ إسرائيل استهدفت الأراضي السورية 9 مرات بين 30 مارس (آذار) الماضي و29 (أبريل) نيسان الحالي، 3 منها براً و6 جواً، متسببة في مقتل 9 من الميليشيات وإصابة 15 آخرين بجروح. وذكر أنَّ القتلى 5 ضباط في صفوف «الحرس ا

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي «حزب الله» و«الوطني الحر» يعترفان بصعوبة انتخاب رئيس من دون تفاهم

«حزب الله» و«الوطني الحر» يعترفان بصعوبة انتخاب رئيس من دون تفاهم

يبدو أن «حزب الله» أعاد النظر بسياسة التصعيد التي انتهجها، الأسبوع الماضي، حين خير القوى السياسية بين مرشحَيْن: رئيس تيار «المردة»، سليمان فرنجية، أو الفراغ؛ إذ أقر رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة»، النائب محمد رعد، يوم أمس، بأنه «لا سبيل لإنجاز الاستحقاق الرئاسي إلا بتفاهم الجميع». وقال: «نحن دعمنا مرشحاً للرئاسة، لكن لم نغلق الأبواب، ودعونا الآخرين وحثثناهم من أجل أن يطرحوا مرشحهم، وقلنا: تعالوا لنتباحث.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي إسرائيل تدمر مستودعاً وشاحنات لـ«حزب الله» في ريف حمص

إسرائيل تدمر مستودعاً وشاحنات لـ«حزب الله» في ريف حمص

أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن صواريخ إسرائيلية استهدفت بعد منتصف ليل الجمعة - السبت، مستودعاً للذخيرة يتبع «حزب الله» اللبناني، في منطقة مطار الضبعة العسكري في ريف حمص، ما أدى لتدميره بشكل كامل، وتدمير شاحنات أسلحة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي إسرائيل: «حزب الله» وراء انفجار قنبلة شمال البلاد الشهر الماضي

إسرائيل: «حزب الله» وراء انفجار قنبلة شمال البلاد الشهر الماضي

قال مستشار الأمن الوطني الإسرائيلي تساحي هنجبي أمس (الجمعة) إن «حزب الله» اللبناني كان وراء هجوم نادر بقنبلة مزروعة على جانب طريق الشهر الماضي، مما أدى إلى إصابة قائد سيارة في شمال إسرائيل، وفقاً لوكالة «رويترز». وقال الجيش الإسرائيلي إن قوات الأمن قتلت رجلا كان يحمل حزاما ناسفا بعد أن عبر على ما يبدو من لبنان إلى إسرائيل وفجر قنبلة في 13 مارس (آذار) بالقرب من مفترق مجيدو في شمال إسرائيل. وأوضح مسؤولون في ذلك الوقت أنه يجري التحقيق في احتمال تورط «حزب الله» المدعوم من إيران في الانفجار.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

«حماس» تقبل الهدنة... وإسرائيل تتمسك بالاجتياح


فلسطينيون يحتفلون بإعلان «حماس» موافقتها على مقترح وقف النار في رفح بجنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يحتفلون بإعلان «حماس» موافقتها على مقترح وقف النار في رفح بجنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

«حماس» تقبل الهدنة... وإسرائيل تتمسك بالاجتياح


فلسطينيون يحتفلون بإعلان «حماس» موافقتها على مقترح وقف النار في رفح بجنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يحتفلون بإعلان «حماس» موافقتها على مقترح وقف النار في رفح بجنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)

أعلنت حركة «حماس»، أمس، موافقتها على المقترح المصري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لكن إسرائيل ردت بإعلان تمسكها باجتياح مدينة رفح في جنوب القطاع. وقالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية إن مجلس الحرب قرر بالإجماع أن تواصل إسرائيل العملية في رفح لممارسة الضغط العسكري على «حماس» من أجل تعزيز إطلاق سراح الرهائن وتحقيق الأهداف الأخرى للحرب. وأشار البيان في الوقت ذاته إلى أن إسرائيل قررت ارسال وفد لاستكمال المفاوضات التي تستضيفها القاهرة.

وجاء الموقف الإسرائيلي بعدما قالت «حماس» في بيان إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، أبلغ رئيس حكومة قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، في اتصالين هاتفيين، موافقة حركته على مقترح وقف النار.

وذكرت مصادر في الحركة لـ«الشرق الأوسط»، أنه «بعد أخذ ردود مصرية وقطرية واضحة بشأن استفسارات ومخاوف الحركة، وبعد مشاورات بين الخارج والداخل جرى إعلان الموافقة»، مضيفة أن «(كتائب القسام) أسهمت بشكل مباشر في الرد الإيجابي».

وفور هذا الإعلان، عمت الاحتفالات كل أنحاء القطاع، عبر الزغاريد وإطلاق النار في الهواء.

لكن في إسرائيل، نقلت إذاعة «كان» عن مصدر مسؤول أن «حماس» وافقت على ورقة مصرية أحادية الجانب تختلف عن تلك التي وافقت عليها إسرائيل. وقال مسؤولون كبار لـ«القناة 12» إن الحديث يدور عن اقتراح بعيد المدى غير مقبول بالنسبة لإسرائيل.

وجاءت هذه التطورات بعد تصريحات لمصدر مصري تحدث عن «اعتزام وصول وفد من (حماس) إلى القاهرة، اليوم (الثلاثاء)، لاستكمال مفاوضات وقف النار».

وكانت جهات إقليمية ودولية رفيعة قد حذرت من مخاطر عملية عسكرية في رفح. وأكدت السعودية في بيان لوزارة خارجيتها، أمس، تحذيرها من مخاطر استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفح... في ظلّ انعدام الملاذات الآمنة بعد الدمار الهائل الذي تسبّبت به آلة الحرب الإسرائيلية.


«حرب غزة» تلقي بظلالها على العلاقات بين إيران وسوريا


إحياء يوم القدس في مخيم اليرموك غاب عنه التمثيل الإيراني الرسمي وصور قيادات إيرانية أو من «حزب الله» اللبناني (الشرق الأوسط)
إحياء يوم القدس في مخيم اليرموك غاب عنه التمثيل الإيراني الرسمي وصور قيادات إيرانية أو من «حزب الله» اللبناني (الشرق الأوسط)
TT

«حرب غزة» تلقي بظلالها على العلاقات بين إيران وسوريا


إحياء يوم القدس في مخيم اليرموك غاب عنه التمثيل الإيراني الرسمي وصور قيادات إيرانية أو من «حزب الله» اللبناني (الشرق الأوسط)
إحياء يوم القدس في مخيم اليرموك غاب عنه التمثيل الإيراني الرسمي وصور قيادات إيرانية أو من «حزب الله» اللبناني (الشرق الأوسط)

يبدو أن الحرب الدائرة في غزة ألقت بظلالها على الوجود العسكري الإيراني في سوريا.

وتفيد مصادر محلية بأن طهران بدأت بوضع خطط لإجلاء عناصر «الحرس الثوري» ونقل مقارّ قياداته المعروفة من ريف دمشق إلى مناطق قريبة من لبنان، بعد مقتل الكثير من قادته البارزين في غارات إسرائيلية. وطالت رياح تلك الحرب أيضاً علاقات البلدين، إذ بدأ التراجع في وهجها بعد موقف «الحياد» الذي اتخذته دمشق تجاهها، وظهر على شكل جفاء بين مؤسستي الرئاسة في البلدين ونأي دمشق بنفسها عن محور «وحدة الساحات»، ثم شكوك طهران بتورط أجهزة أمن سورية بتسريب معلومات حول تحركات ضباطها، إضافة إلى قلقها من تجاوب دمشق مع مؤشرات لانفتاح عربي، ورغبة بالخروج من عنق الزجاجة الإيرانية بتطبيع العلاقة مع الغرب.

وحسب مشاهدات ميدانية لـ«الشرق الأوسط»، بات الانتشار المسلح في «السيدة زينب» اليوم مقتصراً على عناصر من «حزب الله» اللبناني، خصوصاً في محيط المقام الذي يؤمّه الزوار الشيعة من إيران والعراق ولبنان وباكستان وأفغانستان وعند حاجز «المستقبل» المؤدي إلى المنطقة من طريق مطار دمشق الدولي.

وتقول مصادر محلية في بلدة حجيرة شمال «السيدة زينب»: «هنا مقر (القائد) ومقارّ قيادات إيرانية دينية وعسكرية، لكنهم منذ تكثيف إسرائيل قصفها للمنطقة، باتت مشاهدتهم نادرة، وفي الفترة الأخيرة لم نعد نراهم كلياً... لقد اختفوا».


تحذير أممي: اجتياح إسرائيل لرفح سيكون أمراً «لا يُحتمل»

فلسطينيون يفرّون من رفح بعد أوامر الجيش الإسرائيلي بإخلاء أجزاء من المدينة (رويترز)
فلسطينيون يفرّون من رفح بعد أوامر الجيش الإسرائيلي بإخلاء أجزاء من المدينة (رويترز)
TT

تحذير أممي: اجتياح إسرائيل لرفح سيكون أمراً «لا يُحتمل»

فلسطينيون يفرّون من رفح بعد أوامر الجيش الإسرائيلي بإخلاء أجزاء من المدينة (رويترز)
فلسطينيون يفرّون من رفح بعد أوامر الجيش الإسرائيلي بإخلاء أجزاء من المدينة (رويترز)

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أنّ «اجتياحاً» إسرائيلياً لمدينة رفح في جنوب قطاع غزة حيث تتوعّد إسرائيل بشنّ هجوم برّي واسع النطاق، سيكون أمراً «لا يُحتمل»، داعياً الحكومة الإسرائيلية وحركة «حماس» لبذل «جهد إضافي» للتوصل إلى هدنة.

وقال غوتيريش في تصريح لصحافيين لدى استقباله الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا إنّ «اجتياحاً برّياً لرفح سيكون أمراً لا يُحتمل بسبب عواقبه الإنسانية المدمّرة وبسبب تأثيره المزعزع للاستقرار في المنطقة».

وأضاف «لقد وجّهت اليوم نداءً قوياً جداً إلى الحكومة الإسرائيلية وقيادة حماس لبذل جهد إضافي من أجل التوصّل إلى اتفاق وهو أمر حيوي للغاية. هذه فرصة لا يمكن تضييعها»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان ستيفان دوجاريك، المتحدّث باسم غوتيريش، أدلى بنفس الكلمات تقريباً بعيد إعلان «حماس» موافقتها على مقترح الوسطاء للتوصل إلى اتفاق هدنة.

وطلب الجيش الإسرائيلي، صباح الاثنين، من سكّان المناطق الشرقية في مدينة رفح إخلاءها والانتقال الى المواصي الواقعة إلى شمال غرب رفح، مشيراً الى أنّ العملية ستشمل 100 ألف شخص.

وقال دوجاريك للصحافيين إنّ «أوامر الإخلاء الصادرة اليوم لشرق رفح ستؤدّي ببساطة إلى زيادة معاناة المدنيين (...) من المستحيل تنفيذ عملية إخلاء جماعية بهذا الحجم بشكل آمن».

بدوره، اعتبر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أنّ أوامر الإخلاء الصادرة لسكان شرقي رفح «غير إنسانية».


مسؤول أميركي: الضربات الإسرائيلية على رفح لا تمثل عملية عسكرية كبرى

الدخان يتصاعد بعد غارات إسرائيلية على رفح (رويترز)
الدخان يتصاعد بعد غارات إسرائيلية على رفح (رويترز)
TT

مسؤول أميركي: الضربات الإسرائيلية على رفح لا تمثل عملية عسكرية كبرى

الدخان يتصاعد بعد غارات إسرائيلية على رفح (رويترز)
الدخان يتصاعد بعد غارات إسرائيلية على رفح (رويترز)

قال مسؤول أميركي، يوم الاثنين، إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء أحدث الضربات الإسرائيلية على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة لكنها تعتقد أنها لا تمثل عملية عسكرية كبيرة.

وأضاف المسؤول أن المسؤولين الأميركيين يركزون على منع حدوث عملية عسكرية كبيرة في المناطق المكتظة بالسكان في رفح مشيراً إلى أن الإسرائيليين «لا ينفذون ذلك على ما يبدو»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأبلغت حركة «حماس»، الاثنين، الوسيطين القطري والمصري موافقتها على مقترحهما للهدنة في الحرب المتواصلة منذ أكثر من سبعة أشهر مع إسرائيل التي قالت إنّ ردّ «حماس» لا يلبّي مطالبها.

وقالت إسرائيل بعد إعلان «حماس»، إنها ماضية في عمليتها البرية المقرّرة على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة والتي تتعرض لقصف عنيف منذ ساعات، وذلك بعد أن طلب الجيش من سكان أحيائها الشرقية إخلاءها، رغم تحذيرات دولية من خطورة ذلك.

وفور إعلان «حماس»، عمَّت مظاهر الارتياح رفح ومناطق أخرى من القطاع الفلسطيني المدمر. وصفّق الناس ورقصوا، بينما أطلق البعض النار في الهواء ابتهاجاً.

في المقابل، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان عقب اجتماع لحكومة الحرب إنه «على الرغم من أنّ مقترح حماس لا يلبّي مطالب إسرائيل الأساسية، فإنّ إسرائيل سترسل وفداً للقاء الوسطاء».

وجدّدت إسرائيل تصميمها على اجتياح رفح. وقال البيان إنّ «حكومة الحرب قررت بالإجماع أن تواصل إسرائيل العملية في رفح لممارسة ضغط عسكري على حماس من أجل المضي قدماً في الإفراج عن رهائننا وتحقيق بقية أهداف الحرب».


ما أبرز تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار الذي تدعمه «حماس» وتعارضه إسرائيل؟

فلسطينيون يبحثون عن ذويهم بعد قصف إسرائيلي على مخيم جباليا في31 أكتوبر 2023 (رويترز)
فلسطينيون يبحثون عن ذويهم بعد قصف إسرائيلي على مخيم جباليا في31 أكتوبر 2023 (رويترز)
TT

ما أبرز تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار الذي تدعمه «حماس» وتعارضه إسرائيل؟

فلسطينيون يبحثون عن ذويهم بعد قصف إسرائيلي على مخيم جباليا في31 أكتوبر 2023 (رويترز)
فلسطينيون يبحثون عن ذويهم بعد قصف إسرائيلي على مخيم جباليا في31 أكتوبر 2023 (رويترز)

أعلنت حركة «حماس»، الاثنين، موافقتها على اتفاق من ثلاث مراحل لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل المحتجزين، لكن مسؤولاً إسرائيلياً قال إن الاتفاق غير مقبول لإسرائيل بسبب «تخفيف» بنوده.

وقالت الولايات المتحدة، التي تلعب إلى جانب قطر ومصر دور الوساطة في المحادثات، إنها تدرس رد «حماس» وستبحثه مع حلفائها في الشرق الأوسط.

وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، استناداً إلى التفاصيل التي أعلنها حتى الآن مسؤولو «حماس» ومسؤول مطلع على المحادثات، فإن الاتفاق الذي أعلنت الحركة الفلسطينية موافقتها عليه يشمل ما يلي:

المرحلة الأولى

- وقف إطلاق النار لمدة 42 يوماً.

- إطلاق «حماس» سراح 33 من الرهائن الإسرائيليين مقابل الإفراج عن فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

- سحب إسرائيل قواتها جزئياً من غزة والسماح للفلسطينيين بحرية الحركة من جنوب القطاع إلى شماله.

المرحلة الثانية

- فترة أخرى مدتها 42 يوماً تتضمن اتفاقاً لاستعادة «هدوء مستدام» في غزة، وهي عبارة قال مسؤول مطلع على المحادثات إن «حماس» وإسرائيل اتفقتا عليها من أجل عدم مناقشة «وقف دائم لإطلاق النار».

- انسحاب كامل لمعظم القوات الإسرائيلية من غزة.

- إطلاق «حماس سراح» أفراد من قوات الاحتياط الإسرائيلية وبعض الجنود مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين.

المرحلة الثالثة

- الانتهاء من تبادل الجثامين والبدء في إعادة الإعمار وفقاً لخطة تشرف عليها قطر ومصر والأمم المتحدة.

- إنهاء الحصار الكامل على قطاع غزة.


الملك عبد الله: أي هجوم إسرائيلي على رفح قد يسبب «مجزرة جديدة»

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الأميركي جو بايدن في 6 مايو 2024 (الديوان الملكي الهاشمي)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الأميركي جو بايدن في 6 مايو 2024 (الديوان الملكي الهاشمي)
TT

الملك عبد الله: أي هجوم إسرائيلي على رفح قد يسبب «مجزرة جديدة»

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الأميركي جو بايدن في 6 مايو 2024 (الديوان الملكي الهاشمي)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الأميركي جو بايدن في 6 مايو 2024 (الديوان الملكي الهاشمي)

قال الديوان الملكي الهاشمي في بيان إن العاهل الأردني الملك عبد الله حذر، الاثنين، خلال اجتماع مع الرئيس الأميركي جو بايدن، من أن أي هجوم إسرائيلي على رفح «يهدد بالتسبب بمجزرة جديدة».

وأشار البيان إلى أن عبد الله الثاني شدد خلال لقائه مع بايدن على ضرورة تحرك المجتمع الدولي «فوراً» لمنع حدوث كارثة جديدة في غزة، مضيفاً أن الزعيمين أكدا التزامهما بالعمل للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار في غزة.


قصف إسرائيلي مكثّف على رفح بعد موافقة «حماس» على مقترح الهدنة

الدخان يتصاعد من رفح في أعقاب قصف إسرائيلي 6 مايو 2024 (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من رفح في أعقاب قصف إسرائيلي 6 مايو 2024 (أ.ف.ب)
TT

قصف إسرائيلي مكثّف على رفح بعد موافقة «حماس» على مقترح الهدنة

الدخان يتصاعد من رفح في أعقاب قصف إسرائيلي 6 مايو 2024 (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من رفح في أعقاب قصف إسرائيلي 6 مايو 2024 (أ.ف.ب)

نفّذت إسرائيل ضربات جوية مكثّفة على رفح مساء الاثنين بعدما شددت على دعوتها للسكان إخلاء شرق المدينة الواقعة في جنوب غزة، وفق ما أفاد مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتواصلت الضربات دون توقف تقريبا على مدى نصف الساعة الماضية، وفق ما أفاد مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية» المتواجد ميدانياً في رفح قبل وقت قصير من الساعة العاشرة مساء (19,00 بتوقيت غرينتش).

وكرر الجيش الإسرائيلي في وقت سابق دعوته سكان الأحياء الشرقية لمدينة رفح في جنوب قطاع غزة إلى إخلاء المنطقة، تمهيداً لـ «عملية برية"، بعدما أعلنت حركة «حماس» موافقتها على مقترح لوقف إطلاق النار تقدّمت به مصر وقطر.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، خلال مؤتمر صحافي مقتضب «نطلب من السكان مساء هذا اليوم (الاثنين) إخلاء المناطق التي حددناها»، موضحاً أن «بداية إخلاء السكان من الأحياء الشرقية لرفح» جزء «من التحضير لعملية برية في المنطقة». وأضاف أن على مدار اليوم قصفت الطائرات أيضاً أكثر من 50 هدفاً في منطقة رفح وصفتها بأنها أهداف «إرهابية».


«حماس» تتحدث عن اتفاق من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما

نائب رئيس «حماس» في غزة خليل الحية وممثلها في لبنان أسامة حمدان يتحدثان إلى الصحافيين (رويترز-أرشيفية)
نائب رئيس «حماس» في غزة خليل الحية وممثلها في لبنان أسامة حمدان يتحدثان إلى الصحافيين (رويترز-أرشيفية)
TT

«حماس» تتحدث عن اتفاق من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما

نائب رئيس «حماس» في غزة خليل الحية وممثلها في لبنان أسامة حمدان يتحدثان إلى الصحافيين (رويترز-أرشيفية)
نائب رئيس «حماس» في غزة خليل الحية وممثلها في لبنان أسامة حمدان يتحدثان إلى الصحافيين (رويترز-أرشيفية)

قال خليل الحيّة نائب رئيس حركة «حماس» في قطاع غزة في تصريحات تلفزيونية، اليوم الاثنين، إن مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه الحركة هو اتفاق من ثلاث مراحل، مدة كل منها 42 يوما.

وأضاف الحيّة أن المرحلة الثانية من الاتفاق تنص على انسحاب إسرائيلي كامل من غزة.

وقال الحيّة إن «المقترح الذي قدمه لنا الوسطاء في قطر ومصر يتضمن 3 مراحل، كل مرحلة من 42 يوماً بهدف الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار»، لافتاً إلى أن الصيغة تشمل «انسحاباً كاملاً من غزة وعودة النازحين وتبادلاً للأسرى».

 

 


«إلى أين نذهب؟»... صرخة سكان رفح بعد أوامر للجيش الإسرائيلي بإخلاء شرقها

TT

«إلى أين نذهب؟»... صرخة سكان رفح بعد أوامر للجيش الإسرائيلي بإخلاء شرقها

أشخاص يفرون من الأجزاء الشرقية من رفح بعد أن بدأ الجيش الإسرائيلي في إجلاء المدنيين الفلسطينيين 6 مايو 2024 (رويترز)
أشخاص يفرون من الأجزاء الشرقية من رفح بعد أن بدأ الجيش الإسرائيلي في إجلاء المدنيين الفلسطينيين 6 مايو 2024 (رويترز)

يعرب المدنيون الفلطسينيون في رفح بجنوب قطاع غزة عن خوفهم الشديد بعدما باشر الجيش الإسرائيلي شن هجوم كبير على مدينة رفح، «عملية محدودة النطاق» تهدف إلى إجلاء أكثر من 100 ألف شخص من شرق المدينة الواقعة عند الحدود مع مصر.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه طلب من سكان شرق رفح المغادرة. وجاء في منشور باللغة العربية ألقي، صباح الاثنين، في الأحياء الشرقية للمدينة: «إلى كل السكان والنازحين، الجيش الإسرائيلي يعمل بقوة ضد التنظيمات الإرهابية، من أجل سلامتكم يجب الإخلاء الفوري إلى المنطقة الإنسانية بالمواصي».

وشدد الجيش على أن أي شخص يبقى «في المنطقة يعرض حياته وحياة الآخرين من عائلته للخطر».

وقال أسامة الكحلوت من غرفة عمليات الطوارئ في جمعية «الهلال الأحمر» في غزة: «فعلياً بدأت عملية النزوح على أرض الواقع ولكن بشكل محدود، بدأ المواطنون بالإخلاء بعد حالة من الرعب والذعر خصوصاً بعد الإعلان الرسمي عن المربعات المطلوب إخلاؤها، والتي يوجد فيها حالياً 250 ألف نسمة».

وفي المقابل، قدَّر الجيش الإسرائيلي عدد الأشخاص المعنيين بـ«نحو 100 ألف» شخص.

ويقيم نحو 1.2 مليون شخص غالبيتهم من النازحين في رفح راهناً، وفق منظمة الصحة العالمية.

وبقيت مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع في منأى عن العمليات البرية الإسرائيلية التي بدأت في 27 أكتوبر (تشرين الأول) في قطاع غزةن لكنها تتعرّض بشكل منتظم لغارات جوية وقصف مدفعي.

«أين نذهب؟»

ووسط الأمطار، بدأ بعض النازحين إلى رفح بترتيب مقتيناتهم استعداداً للانتقال.

وتساءل عبد الرحمن أبو جزر (36 عاماً): «إلى أين يمكن أن نذهب؟ لا نعلم، مناطق المواصي لا يوجد فيها أماكن، هي مكتظة بالنازحين، وأيضاً لا يوجد فيها مدارس لاستيعاب آلاف المواطنين. أنا وعائلتي 13 شخصاً».

وأضاف: «زوجة عمي معنا وهي مريضة وتغسل كلى في مستشفى النجار، والمستشفى أيضاً ضمن منطقة الإخلاء، فكيف سنتصرف معها؟ خصوصاً أنه لا يوجد في المواصي مستشفيات وبعيدة عن أي خدمات، هل ننتظرها حتى تموت من دون أن نتمكن من عمل شيء لإنقاذها؟».

وقال محمد النجار (23 عاماً)، محامٍ: «كل المواطنين والنازحين في حالة حذر وترقب خشية دخول الجيش الإسرائيلي إلى المدينة، وعدم معرفتهم إلى أين سيذهبون، خصوصاً أن القطاع قد استنفد منه جميع مناحي ومعالم الحياة».

وأكد: «كان لدينا بصيص من الأمل بأن تنجح المفاوضات، ويجري وقف لإطلاق النار» لكن الآن «الناس في حالة تخبط... هل يغادرون أماكنهم أم يبقون في بيوتهم؟».

وأوضح أن المنطقة التي حددها الجيش الإسرائيلي «مكتظة بالسكان أصلاً، ولا يوجد فيها أماكن لوضع الخيم».

وشدد على أن «الناس لا يثقون بما يقوله الجيش بأنها منطقة آمنة، فلا توجد منطقة آمنة في قطاع غزة من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه ما دام هناك احتلال».

وشدد الجيش الإٍسرائيلي على أن العملية «تأتي في إطار خططنا لتفكيك حركة «حماس». وقد كان هناك تذكير عنيف بوجودهم وقدراتهم العملاتية في رفح، الأحد».

وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 4 جنود، وإصابة أكثر من 10 آخرين في هجوم صاروخي عند معبر كرم أبو سالم مع غزة. وقال إن الصواريخ أطلقت من منطقة محاذية رفح.

«لا خطة إنسانية موثوقة»

وأعربت المنظمات الإنسانية الدولية عن قلقها الشديد من احتمال اجتياح رفح.

وقالت بشرى خالدي مديرة المناصرة في منظمة «أوكسفام» في الأراضي الفلسطينية: «من منطلق إنساني، ما من خطة إنسانية موثوقة في حال ووقع هجوم على رفح».

وأكدت: «لا يمكنني أن أفهم أن (هجوم) رفح سيحدث»، سائلة: «إلى أين سيذهب النازحون الفلسطينيون بينما محيطهم تحول إلى موت ودمار؟».

اندلعت الحرب في قطاع غزة مع شن «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصاً، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وخطف أكثر من 250 شخصاً ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، توفّي 35 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليّين.

وردت إسرائيل متوعدة بـ«القضاء» على «حماس»، وهي تنفذ حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة، ما تسبب بسقوط 34735 قتيلاً غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس».


«حماس» توافق على الوثيقة المصرية... وغزة تبتهج بالزغاريد وإطلاق الرصاص

TT

«حماس» توافق على الوثيقة المصرية... وغزة تبتهج بالزغاريد وإطلاق الرصاص

نازح من رفح قبيل التهديد ببدء عملية عسكرية (رويترز)
نازح من رفح قبيل التهديد ببدء عملية عسكرية (رويترز)

أعلنت حركة «حماس» رسمياً موافقتها على المقترح المصري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وجاء في بيان أصدرته الحركة، أن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، أبلغ كلاً من رئيس حكومة قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومدير المخابرات المصرية عباس كامل، في اتصالين هاتفيين، موافقة حركته على المقترح.

وجاء إعلان «حماس» بعد تبادل اتهامات مع إسرائيل بإفشال الاتفاق.

وقالت مصادر في الحركة لـ«الشرق الأوسط»، إن توجه «حماس» كان إيجابياً منذ البداية، ولم تكن تنوي عرقلة المفاوضات.

وأضاف: «بعد أخذ ردود مصرية وقطرية واضحة بشأن استفسارات ومخاوف الحركة، وبعد مشاورات بين الخارج والداخل تم إعلان الموافقة».

وأكدت مصادر «الشرق الأوسط» أن «كتائب القسام أسهمت بشكل مباشر في الرد الإيجابي».

وفور إعلان «حماس» انطلقت زغاريد في كل أنحاء القطاع، وعبر غزيون عن فرحهم بإطلاق النار في الهواء.

مفاوضات غير مباشرة

بدورها، أعلنت الدوحة أنّ وفداً قطرياً سيتوجّه صباح (الثلاثاء) إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات الجارية بين إسرائيل و«حماس» بوساطة قطرية - مصرية - أميركية مشتركة من أجل التوصل إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في بيان إنّ «الوفد القطري سيتوجّه صباح الثلاثاء إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين»، معرباً عن الأمل في «التوصّل إلى اتفاق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل مستدام إلى كافة مناطق القطاع».

وأكّد الأنصاري في بيانه أنّ «حماس أرسلت للوسطاء ردّاً على مقترحاتهم التي طرحوها على إسرائيل والحركة بشأن الهدنة وأنّ الردّ يمكن أن يوصف بالإيجابي».

مناورة

لكن في إسرائيل شككوا في رد «حماس»، وقال مصدر مسؤول بحسب إذاعة «كان»، إن «حماس» وافقت على ورقة مصرية أحادية الجانب تختلف عن تلك التي وافقت عليها إسرائيل. وأضاف: «سنرد عندما تتسلم الورقة».

وقال مسؤولون كبار للقناة 12 إن الحديث يدور عن اقتراح بعيد المدى غير مقبول بالنسبة لإسرائيل.

وقال مسؤولون آخرون للقناة 13 الإسرائيلية إن «حماس» وافقت على «مسودة مصرية مخففة وهي غير مقبولة لدى إسرائيل».

وزعم مصدر في «كابينت الحرب» أن «حماس» تناور وتريد تأخير عملية رفح وتقوم بخدعة تستهدف إظهار إسرائيل كأنها تعرقل الاتفاق.

«ندرس كل المقترحات»

هذا، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأميرال دانيال هاغاري، إن جميع المقترحات المتعلقة بالمفاوضات من أجل إطلاق سراح الرهائن في غزة يتم دراستها بجدية، وإن الجيش يواصل، بالتوازي مع ذلك، عملياته في القطاع الذي تسيطر عليه حركة «حماس».وردا على سؤال خلال مؤتمر صحفي بشأن ما إذا كان إعلان «حماس» قبولها اقتراح وقف إطلاق النار سيؤثر على الهجوم المزمع على مدينة رفح في قطاع غزة، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي «ندرس كل إجابة وكل رد بجدية شديدة ونستنفد كل الإمكانيات فيما يتعلق بالمفاوضات وإعادة الرهائن».وأضاف «بالتوازي مع ذلك، ما زلنا نعمل في قطاع غزة وسنواصل القيام بذلك».

ونقلت «رويترز» عن مسؤول في «حماس»، قوله إن الحركة وافقت على مقترح يفي بعدة مطالب منها وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار وإعادة النازحين واتفاق لتبادل الأسرى، وإن وفداً من الحركة سيزور القاهرة قريباً لبحث اتفاق وقف إطلاق النار والخطوات التالية.

تحذيرات دولية

وكانت جهات إقليمية ودولية رفيعة حذرت من مخاطر عملية عسكرية في رفح. وأكدت السعودية في بيان لوزارة خارجيتها، مساء الاثنين، تحذيرها من مخاطر استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفح ضمن حملتها الدمويّة الممنهجة لاقتحام جميع مناطق قطاع غزة وتهجير سكانه نحو المجهول، وذلك في ظلّ انعدام الملاذات الآمنة بعد الدمار الهائل الذي تسبّبت به آلة الحرب الإسرائيلية.

كما أكدت السعودية رفضها القاطع لمواصلة قوات الاحتلال انتهاكاتها السافرة لجميع القرارات الدولية الداعية لوقف هذه المجازر، وانتهاكها القوانين الدولية من دون رادع بما يفاقم الأزمة الإنسانية، ويحدّ من جهود السلام الدولية.

وجددت «الخارجية» السعودية عبر البيان مطالبة المملكة، المجتمع الدولي، بالتدخل فوراً لوقف عمليّات الإبادة الجماعية التي تقوم بها قوات الاحتلال بحق المدنيّين العُزّل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.