وفاة نجل جورج وسوف تجدد الأسئلة عن وضع الخدمات الطبية في لبنان

وزير صحة سابق: الحديث عن «خطأ طبي» لا يجوز قبل إجراء تحقيق

صورة وزعها جورج وسوف له مع ابنه وديع خلال «رحلة استجمام صحي» (حساب جورج وسوف في تويتر)
صورة وزعها جورج وسوف له مع ابنه وديع خلال «رحلة استجمام صحي» (حساب جورج وسوف في تويتر)
TT

وفاة نجل جورج وسوف تجدد الأسئلة عن وضع الخدمات الطبية في لبنان

صورة وزعها جورج وسوف له مع ابنه وديع خلال «رحلة استجمام صحي» (حساب جورج وسوف في تويتر)
صورة وزعها جورج وسوف له مع ابنه وديع خلال «رحلة استجمام صحي» (حساب جورج وسوف في تويتر)

جددت وفاة نجل المغني جورج وسوف نتيجة مضاعفات صحية تلت خضوعه لعملية جراحية في بيروت، الأسئلة عن واقع القطاع الطبي في لبنان بعد الأزمات الاقتصادية، والتي تفضي إلى التفريق بين إمكانات القطاع الطبي وقدرات المرضى على دفع تكاليف الفاتورة الصحية، وهما أمران منفصلان، وسط استبعاد من قبل المعنيين لفرضية «الخطأ الطبي»، حسب ما يقول أطباء ومسؤولون. ورغم الصدمة التي اجتاحت بيروت إثر الإعلان عن نبأ وفاة وديع وسوف، نجل المغني السوري جورج وسوف في بيروت، لم تتطرق عائلة وسوف إلى حدوث خطأ طبي أودى بحياة فقيدها إثر مضاعفات حادة، بعد عملية تكميم للمعدة أجريت له في بيروت.
ويؤكد وزير الصحة السابق والاختصاصي في جراحة الجهاز الهضمي في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور محمد جواد خليفة أن «عملية تكميم المعدة التي خضع لها وديع وسوف، لها مضاعفاتها ومخاطرها»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه المضاعفات على تنوعها، من بينها النزيف، وثقب المعدة، وانسداد المصران، وتجلطات الشرايين، نراها في لبنان، كما في أميركا وألمانيا وكل بلد في العالم. وهو أمر نشرحه للمريض وعائلته، ويمكن لأي شخص كان أن يرى نسبها في بحث صغير على الإنترنت. وهي في أغلب الأحيان تعالج».
ويضيف خليفة، وهو عضو الكلية الملكية للجراحين في لندن، أن «المستشفيات في لبنان رغم الأزمة لا تزال تملك أفضل المعدات في المنطقة والفرق الطبية الكفء، لكن المشكلة الكبرى ليست في المستشفيات، بل في عدم قدرة المرضى على دفع التكاليف العلاجية وهي ليست حالة وديع وسوف، الذي يشعر كل لبنان بالصدمة جراء وفاته وهو في عز الشباب»، مشدداً على أن الحديث عن فرضية خطأ طبي، «لا يمكن أن يستوي دون تحقيق شرعي من نقابة الأطباء ولجان طبية».
وعانى لبنان خلال العامين المنصرمين من أزمة هجرة الأطباء والممرضات على خلفية تراجع العائدات المالية للعاملين في داخل البلاد بفعل الأزمة الاقتصادية والمالية، ما تسبب بأزمة لوجيستية في بعض المستشفيات، لكن هذا الأمر لم ينعكس على مستوى الكفاءات والطواقم الطبية التي لا تزال موجودة في البلاد، كما لم ينعكس على طبيعة التجهيزات الطبية، بالإضافة إلى أن تكلفة العلاج والحصول على خدمة طبية مثالية، لم تعد ممكنة بالنسبة لكثير من اللبنانيين الذين فقدوا جزءاً كبيراً من قدرتهم الشرائية بفعل تراجع سعر العملة المحلية مقابل الدولار، فيما لم يعد بإمكان الجهات الحكومية الضامنة (وزارة الصحة والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي) تغطية نفقات العلاج.
ولا يرى نقيب المستشفيات الخاصة في لبنان الدكتور سليمان هارون سبباً للربط بين هجرة الأطباء والممرضين عن لبنان بسبب الأزمة، ووفاة وديع وسوف، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه مشكلة لوجيستية يجب ألا تعطى أكبر من حجمها، ولا يمكن أن تكون سبباً مباشراً لوفاة المريض».
ويؤكد هارون «أن هذا النوع من العمليات له مضاعفات عديدة، لكن قليلاً جداً ما تتسبب بوفيات»، شارحاً أن الأطباء عادة ما يخبرون المريض بالمضاعفات الممكنة قبل إجراء العملية.
وأصاب خبر وفاة وديع وسوف اللبنانيين بصدمة، خصوصاً أن الكثير من العمليات الشائعة التي باتت تجرى لتحسين حياة الأشخاص، سواء لإنقاص الوزن أم لناحية جمالية، تجرى من دون قلق كبير، لكن حادثة وفاة ابن الفنان جورج وسوف نبهت إلى أن أي عملية تبقى لها مضاعفاتها مهما صغرت، وأحياناً خطرها الأعظم، بأخطاء أو من دونها. ويرفض عضو لجنة الصحة النيابية النائب فادي علامة فرضية الجزم بخطأ طبي، ويقول إنه لا علم لديه بتفاصيل العملية التي أجريت لوديع وسوف، لكنه يعتبر أن «الأخطاء الطبية أمر يحدث في كل مكان، وفي أحسن البلدان كما في أسوئها؛ لهذا لا أريد أن أربط وفاة وديع جورج وسوف بالوضع الصحي الذي نعرف أنه يعاني نقصاً في الأطباء وتأمين المصاريف، لكنه لا يزال صامداً رغم الأزمات».
ويشدد الأطباء على ضرورة عدم التعاطي مع موضوع الأخطاء الطبية الحساس، بتهاون واستخفاف ومواقف مسبقة. ويقول خليفة: «لا يوجد طبيب أو فريق عمل طبي لا يريد أن يقدم أفضل خدمة لمرضاه»، مضيفاً: «من الصعب جداً أن نتكلم عن حالة وديع جورج وسوف دون الإحاطة بها. فكل حالة مختلفة عن الأخرى، ولكل جسد تفاصيله وظروفه. وخصوصية المريض هي التي تحدد نتائج العملية عادة»، شارحاً أن «هناك من يعاني تخثراً في الدم، أو تشمعاً في الكبد، ولا توجد حالة مثل أخرى. لهذا إطلاق الكلام في العموميات له مخاطر وتترتب عليه مسؤوليات، ولا يمكن لأحد أن يحدد أو يعرف ما حصل من دون تحقيق مهني».
وتجرى آلاف عمليات تكميم المعدة، وأخرى تشبهها، في لبنان وكل عملية لها ظروفها، كما لكل مريض حالته الخاصة. ويقول خليفة: «رمي التهم جزافاً، كلام غير علمي. وهذا يحاسب عليه القانون في دول تحترم نفسها، حين يثبت عدم صحته. وأي تحقيق يحتاج مراجعة كل المراحل والفحوصات التي مر بها المريض».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

الرئيس اللبناني: التفاوض لا يعني الاستسلام ونعمل لإبعاد شبح الحرب

الرئيس اللبناني جوزيف عون خلال استقباله السفير سيمون كرم في قصر بعبدا (الرئاسة اللبنانية)
الرئيس اللبناني جوزيف عون خلال استقباله السفير سيمون كرم في قصر بعبدا (الرئاسة اللبنانية)
TT

الرئيس اللبناني: التفاوض لا يعني الاستسلام ونعمل لإبعاد شبح الحرب

الرئيس اللبناني جوزيف عون خلال استقباله السفير سيمون كرم في قصر بعبدا (الرئاسة اللبنانية)
الرئيس اللبناني جوزيف عون خلال استقباله السفير سيمون كرم في قصر بعبدا (الرئاسة اللبنانية)

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون «أن التفاوض لا يعني استسلاماً، ونعمل على تثبيت الأمن والاستقرار، والمهم في ذلك إبعاد شبح الحرب، وإعادة الإعمار، وتثبيت الناس في أرضهم».

وأتت مواقف عون خلال استقباله المجلس الجديد للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم بقصر بعبدا، حيث كان له لقاء أيضاً مع رئيس الوفد اللبناني إلى المفاوضات في لجنة «الميكانيزم» السفير سيمون كرم، وزوّده بتوجيهاته عشية الاجتماع المقبل للجنة المقرر الجمعة. ولجنة «الميكانيزم» هي آلية دولية أُنشئت لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال القتالية بين لبنان وإسرائيل في نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي.

التفاوض لا يعني استسلاماً

وتحدث عون مطولاً عن المفاوضات الجارية بين لبنان وإسرائيل، والجهود التي تُبذل لإبعاد شبح الحرب، قائلاً: «نعمل من خلال التفاوض على تثبيت الأمن والاستقرار، خصوصاً في الجنوب، حيث تستمر الاعتداءات الإسرائيلية من وقت إلى آخر. وهذا التفاوض لا يعني استسلاماً». وأضاف: «نحن نعتمد على المواقف التي يتخذها الرئيس الأميركي دونالد ترمب واهتمامه بموضوع السلام، ونعمل ما علينا في هذا الاتجاه».

لبنان لا يمكن أن يذهب للحرب

وشدّد عون على «أن لبنان يُعاد بناؤه، ويعود للانتعاش من جديد، ولا يمكن له أن يذهب للحرب. وأنا، بصفتي رئيساً للجمهورية، سأسلك أي طريق يقودني إلى مصلحة لبنان، والمهم في ذلك إبعاد شبح الحرب، وإعادة الإعمار، وتثبيت الناس في أرضهم، وإنعاش لبنان اقتصادياً وتطوير دولته. هذا هو هدفي، وإذا كان من أحد لديه مشكلة مع هذا الهدف فليقل لي».

وشدّد عون «على ضرورة نقل الصورة الحقيقية عن لبنان في الخارج، لأنه، وللأسف، فإن البعض من اللبنانيين فيه ينقلون الصورة السيئة»، لافتاً إلى «ضرورة أن يكون اللبنانيون مع لبنان لا مع شخص (محدد)»، عادّاً أن من يسوّق للحرب انفضح دوره، مشيراً إلى أن «ثمة من يعيش على نفَس الحرب لإجراء الانتخابات على أساسها». وتساءل: «هل يجوز لهذا البعض أن يشوّه الصورة الحقيقية، ويبث الشائعات، ويخيف اللبنانيين، ويطلب الحرب لمصلحته الانتخابية، فيما علينا التمسّك بحسنا ومسؤوليتنا الوطنية في هذا الظرف الدقيق الذي نمر به؟».

وختم الرئيس اللبناني بالثناء على ما يقوم به الجيش والمؤسسات الأمنية الأخرى، مشدداً على أن رد أموال المودعين في المصارف هو أحد أبرز أهدافه، متمنياً أن يشهد العام المقبل «ميلاد لبنان الجديد والدولة الجديدة الخالية من الفساد، وقد عادت إلينا أراضينا وعاد أهلنا إليها».

لا تعيينات جديدة في لجنة «الميكانيزم»

وإثر لقائه رئيس الجمهورية، حيث أجرى معه جولة تناولت الأوضاع السياسية الراهنة، تحدّث نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب نافياً معلومات أشارت إلى التوجه لتعيين شخصيات مدنية لبنانية جديدة في لجنة «الميكانيزم» المكلفة بالإشراف على وقف النار مع إسرائيل. وقال: «الكلام الذي صدر في الإعلام حول تعيين سفراء آخرين غير السفير كرم، لا أعتقد أن فخامته في جوّه أو أنه على علم بهذا الموضوع. هذا كلام صدر في الإعلام، ونحن نعلم أن السفير كرم لديه من الكفاءة التي تجعله يقوم بالمهمة، ولم تكن هناك أي مطالبة بإضافة آخرين على هذا الوفد، حسبما سمعت من فخامته».

ولفت بوصعب إلى أنه اطلع من رئيس الجمهورية على العمل الذي تقوم به لجنة «الميكانيزم». وقال: «هذا العمل محل تقدير؛ لأن أسئلة جميع اللبنانيين الذين هم في الخارج، تتمحور حول ما إذا كان بإمكانهم المجيء لتمضية فترة العيد في لبنان، وإذا كان هناك هدوء»، واصفاً الوضع في البلاد بـ«المطمئن».

اجتماع أمني وإجراءات لمتابعة التدابير خلال الأعياد

في موازاة ذلك، عقد وزير الداخلية والبلديات، أحمد الحجار، اجتماعاً لمجلس الأمن الداخلي المركزي خُصص لعرض الأوضاع الأمنية العامة في البلد، ومتابعة التدابير والإجراءات الأمنية المتخذة لمناسبة الأعياد، بهدف الحفاظ على الأمن والاستقرار وسلامة المواطنين، خصوصاً في الأماكن التي ستشهد ازدحاماً مرورياً واحتفالات.

وطلب الوزير الحجار رفع الجهوزية القصوى، وتعزيز التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية والدفاع المدني، داعياً إلى «اتخاذ كل التدابير التي من شأنها ضمان سرعة الاستجابة لأي طارئ».

وأعطى الحجار توجيهاته للانتشار والتمركز في محيط الكنائس ودور العبادة، وأماكن السهر خلال عيدي الميلاد ورأس السنة، والتشدد في إجراءات حفظ الأمن والنظام، وتعزيز تدابير السير على الطرق العامة لتسهيل أمور المواطنين.

كما أكد الوزير الحجار «ضرورة تكثيف الجهد الاستعلامي الأمني لمنع أي أعمال مخلة بالأمن، لا سيما إطلاق النار في الهواء، وملاحقة المرتكبين وإحالتهم إلى القضاء المختص».

وخلال الاجتماع، أثنى الحجار على عمل الأجهزة الأمنية كافة، وعلى التدابير المتخذة في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، مؤكداً أهمية مواصلة هذا الجهد «لضمان حُسن سير العمل في المطار، وتسهيل أمور الوافدين والمغادرين».


توغل إسرائيلي جديد في القنيطرة السورية

الطريق إلى جبا بريف القنيطرة (سانا)
الطريق إلى جبا بريف القنيطرة (سانا)
TT

توغل إسرائيلي جديد في القنيطرة السورية

الطريق إلى جبا بريف القنيطرة (سانا)
الطريق إلى جبا بريف القنيطرة (سانا)

توغلت قوات إسرائيلية مجدداً، مساء الأربعاء، في عدة قرى بريف محافظة القنيطرة.

وذكر مراسل وكالة «سانا» الرسمية في القنيطرة، أن «قوة تابعة للاحتلال الإسرائيلي مؤلَّفة من أربع آليات؛ واحدة مصفحة، وأخرى من نوع همر، واثنتين من نوع هايلكس، توغلت في مدينة القنيطرة المهدمة، وقامت بنصب حاجز مؤقت على دوار العلم لمدة 15 دقيقة، قبل أن تتوجه باتجاه قرية الصمدانية الشرقية وصولاً إلى تل كروم جبا في ريف القنيطرة الشمالي».

كانت قوات إسرائيلية قد توغلت، الثلاثاء، في عدة قرى وبلدات بريف القنيطرة الجنوبي.

وأوضحت«سانا» أن إسرائيل«تواصل سياساتها العدوانية وخرقها اتفاق فض الاشتباك عام 1974 عبر التوغل في أرياف القنيطرة ودرعا والاعتداء على المواطنين، فيما تطالب سوريا باستمرار، بخروج الاحتلال من أراضيها، وتدعو المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته وردع هذه الممارسات غير المشروعة».


إنارة شجرة الميلاد بسوريا في مواجهة شبح الإرهاب والوضع الاقتصادي

إنارة شجرة السقيلبية في ريف حماة الغربي (صفحة أسرة التعليم الديني)
إنارة شجرة السقيلبية في ريف حماة الغربي (صفحة أسرة التعليم الديني)
TT

إنارة شجرة الميلاد بسوريا في مواجهة شبح الإرهاب والوضع الاقتصادي

إنارة شجرة السقيلبية في ريف حماة الغربي (صفحة أسرة التعليم الديني)
إنارة شجرة السقيلبية في ريف حماة الغربي (صفحة أسرة التعليم الديني)

يستعد المسيحيون في سوريا للاحتفال بعيد الميلاد للمرة الثانية بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد البائد، برغم سيطرة مخاوف أمنية من هجمات إرهابية محتملة، مع مواصلة السلطات السورية حملتها ضد تنظيم «داعش» الذي ارتفعت وتيرة استهدافاته لعناصر الأمن، والجيش في الأيام الأخيرة، وبرغم الأوضاع الاقتصادية المتعبة، بعد رفع أسعار الكهرباء.

وبينما زينت شجرات الميلاد كنائس العديد من المناطق وسط اهتمام رسمي وشعبي، لا تزال بعض الكنائس تتردد في إظهار البذخ بإنارة الشجرة، والزينات.

بازار في كنيسة الكيرلس في حي القصاع الدمشقي (متداولة)

في مشهد يبدو مستجداً على العاصمة دمشق، بدأت الأسواق التجارية وسط العاصمة دمشق، منها الشعلان، والحمرا، بوضع زينة الشجرة وعيد الميلاد قبل وضعها في حي القصاع المسيحي. ويقول جوزيف، وهو أحد سكان الحي، إنها المرة الأولى التي يتأخر فيها «سوق القصاع» بتزيين الشجرة في حين أن حيي «باب توما» و«باب شرقي» المسيحيين، علقا الزينات منذ بداية الشهر الجاري. وردّ الأسباب إلى عاملين، الأول: هو حالة الخوف التي لا تزال تسيطر على عدد كبير من المسيحيين منذ تفجير كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة، واحتمال استهداف الاحتفالات، وخاصة أن هناك متشددين ما زالوا يقومون بأعمال استفزازية بين حين وآخر. والسبب الثاني: اقتصادي بعد رفع أسعار الكهرباء في ظل وضع معيشي سيئ.

وأشار جوزيف إلى ما حصل لدى تزيين شجرة الدويلعة قبل عشرة أيام، حين مرّ شخصان يركبان دراجة نارية قريباً من الاحتفال وهما يرفعان «علم التوحيد» احتفالاً بعيد التحرير مع هتاف التكبير، ما أثار الذعر، والظن بأنهما سيفجران الشجرة، وحصل تدافع ورعب شديدان. وقال: «هذه الحادثة كشفت عن حالة الذعر لدى الأهالي التي عززها تفجير الكنيسة قبل أشهر».

محافظ حلب خلال افتتاح «القرية الميلادية» في المدينة (متداولة)

وتعرضت كنيسة مار إلياس في الدويلعة لهجوم انتحاري في يونيو (حزيران) الماضي، أدى إلى مقتل 25 شخصاً، وإصابة 60 آخرين، واتهمت السلطات السورية تنظيم «داعش» بالمسؤولية عن التفجير.

حنين يوسف من الدويلعة قال «إن مخاوف المسيحيين هذا العام تختلف عن العام الماضي، فقبل عام وفور سقوط النظام، كان الخوف من المجهول القادم قوياً جداً، لكن الآن، هناك جهات أمنية، وحكومة ننسق معها، وتقدم الحماية للتجمعات، والخوف هو من العناصر المتشددة، والمنفلتة التي تهدد الجميع».

وأعلنت وزارة الداخلية السورية ليل الثلاثاء-الأربعاء عن تفكيك خلية تتبع تنظيم «داعش» في إدلب، وقالت إن زعيم الخلية قتل فيما تم القبض على ثمانية آخرين في عملية نوعية نفذتها بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة في محافظة إدلب.

وجاءت العملية بعد عدة هجمات استهدفت عناصر الأمن، ودوريات الطرق، والجمارك في ريفي حلب وإدلب، وبعد هجوم استهدف جنوداً أميركيين في تدمر قبل أيام.

المخاوف من الإرهابيين والمتشددين لم تمنع المسيحيين من إقامة الاحتفالات، وكان لافتاً هذا العام احتفال البلدات المسيحية في ريف إدلب بعيد الميلاد، حيث تزينت شوارع وكنائس بلدتي اليعقوبية، والقنية اللتين عاد إليهما قسم كبير من المهجرين الصيف الماضي، كما أعيد افتتاح كنيسة اليعقوبية... وفي مدينة السقيلبية ذات الغالبية المسيحية بريف حماة الغربي، التي تعرضت شجرة الميلاد فيها العام الماضي إلى اعتداء وحرق من قبل مجهولين، قام العميد محمد الجاسم قائد «الفرقة 62» في الجيش السوري بحماة، بالتبرع لدعم تزيين الشجرة هذا العام، في تأكيد على الدعم الرسمي للاحتفالات.

ونقلت «وكالة سانا» الرسمية عن عدد من أهالي السقيلبية التأكيد على أن «الاحتفال هذا العام يحمل رمزية مضاعفة، إذ يجمع بين فرحة الميلاد وذكرى التحرير»... وفي مدينة محردة ذات الغالبية المسيحية بريف حماة أيضاً، جرى احتفال رسمي لإنارة شجرة الميلاد وقال مطران حماة نيقولاوس بعلبكي: «فرحتنا اليوم مضاعفة؛ فرحة الميلاد، وفرحة مرور عام على ولادة سوريا الجديدة». وفي مدينة القصير بريف حمص، أثار مسلمون من أهالي المدينة جدلاً حول أسباب تأخر إنارة الشجرة، وقدموا اقتراحات بإنارة شجرة في ساحة المدينة إن لم ترغب الكنيسة بإنارتها هذا العام، وردت الكنيسة ببيان أوضحت فيه أنها لم تتأخر وأنها اعتادت إنارة الشجرة قبل العيد بأربعة أو خمسة أيام.

«القرية الميلادية» في حلب (فيسبوك)

وكانت الكنائس في مدينتي اللاذقية وطرطوس على الساحل السوري سباقة في بدء الاحتفالات بعيد الميلاد بحضور رسمي. وقال مطران اللاذقية أثناسيوس فهد في كلمة ألقاها في أحد الاحتفالات: «نيّتنا كسوريين أن نزيّن بلدنا كما نزيّن شجرة الميلاد، بكل إمكانياتنا ومواهبنا، لتبقى سوريا شامخة، وللجميع». كما شهدت حلب احتفالاً مميزاً بافتتاح «القرية الميلادية» في «دير الأرض المقدسة»، بحضور محافظ حلب ومسؤولين بالحكومة، وعدد من رجال الدين، والرهبان، والراهبات.

ويعتبر المسيحيون في سوريا العيد فرصة للمشاركة في نشاطات اجتماعية وثقافية داعمة للأسر من خلال حفلات الفرق النحاسية، والبازارات الخاصة بترويج الأعمال اليدوية المنزلية، والمشاريع الصغيرة، ومشاريع الدعم، والرعاية للشرائح الضعيفة.

ميليسيا عيسى، أخصائية في العلاج النفسي الحركي من مركز «يد الرب» التابع لكنيسة السريان، قالت لـ«الشرق الأوسط» إن عيد الميلاد، والبازارات، والأنشطة التي ترافقه «مناسبة لعرض مشروع دعم ذوي الإعاقة من كل الحالات، والأعمار، ومن كل الأطياف، بهدف دمجهم في المجتمع، باعتبار ذلك رسالة سلام للجميع».

وقالت «إن العمل مع ذوي الإعاقة يعلمنا النظر للإنسان ككيان، ومشاعر بغض النظر عن الانتماء الطائفي، وهذا يذكرنا بأننا أكبر من أي شحن طائفي، وقادرون على الحب وخدمة بعضنا البعض، فالأطفال ذوو الإعاقة هم رسالة تحتاج لعيون تقرأها».