«الشرق الأوسط» تكشف تفاصيل سيناريو «السهم الذهبي» لتحرير عدن

القوات المشاركة قوامها ألف بينهم جنود قدامى مسرحون تلقوا تدريبات خاصة لعدة أشهر

«الشرق الأوسط» تكشف تفاصيل سيناريو «السهم الذهبي» لتحرير عدن
TT

«الشرق الأوسط» تكشف تفاصيل سيناريو «السهم الذهبي» لتحرير عدن

«الشرق الأوسط» تكشف تفاصيل سيناريو «السهم الذهبي» لتحرير عدن

فوجئت كل الأوساط في الساحة اليمنية والمنطقة والعالم، أيضا، بالعملية السريعة التي نفذتها القوات العسكرية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي مع المقاومة الشعبية لتحرير مدينة عدن من ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، وبالتنسيق والدعم الكامل من قبل قوات التحالف وإسنادها الجوي والبحري للعملية.
وفي خلال أيام من انطلاق العملية العسكرية لتحرير عدن والتي أطلق عليها «السهم الذهبي»، تمكنت المقاومة عبر عمليات القصف الجوية والإنزال التي قامت بها بارجات بحرية في شواطئ عدن لقوات يمنية، جرى تدريبها في منطقة حدودية يمنية، خلال الشهرين الماضيين، من استعادة المدينة، بالكامل ما عدا جيوب ما زال يختبئ فيها عناصر من ميليشيا الحوثي - صالح. وكشف أحد الضباط المشاركين في عملية تحرير عدن لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل مهمة حول عملية «السهم الذهبي»، وقال محسن عبد الله الغلابي، ركن تسليح كتيبة «سلمان الحزم»، إن القوة المشاركة في العملية يصل قوامها إلى 1000 شخص، وإنها كانت توجد قرب عدن منذ ما يقرب الشهر، بعد أنهت تدريباتها وتسليحها، وأن هؤلاء الأفراد ينتمون للمحافظات اليمنية الجنوبية وللجيش اليمني «وجميعهم ممن جرى تسريحهم من قبل نظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح عقب حرب صيف 1994، وفي مراحل لاحقة، والذين أبدوا الاستعداد للدفاع عن أرض الجنوب».
وتدحر هذه المعلومات ادعاءات ومزاعم الحوثيين بحدوث عملية إنزال «مرتزقة» على حد وصفهم في تعليقهم على هزيمتهم في عدن.
وقال الضابط الجنوبي إن «ساعة الصفر» في عملية «السهم الذهبي»، كانت بعملية تحرير منطقة رأس عمران، وإن هذه العملية لم تستغرق سوى 4 ساعات، قبل أن تصدر التوجيهات بالتوجه إلى مطار عدن الدولي وحي خور مكسر. وذكر أن عناصر الميلشيات والقوات الموالية للمخلوع «كانت تفر من أمامنا بعد أن تقدمنا إليهم بالعربات وقمنا بمحاصرتهم وأصبحوا فيما يشبه داخل شباك للصيد»، وإن «بعضهم رفض الاستسلام وقُتل وجُرح عدد كبير منهم، لكن الغالبية منهم فروا إلى المناطق المفتوحة وخلفوا وراءهم العربات والآليات العسكرية والسيارات». وأرجع الضابط اليمني نجاح العملية إلى جملة عوامل وأسباب، منها التخطيط والاستعداد الجيد، وأيضا، وجود القيادات العسكرية الميدانية في الخط الأول للمعارك. وذكر من هؤلاء القادة، اللواء فضل حسن، قائد الألوية في المنطقة العسكرية الرابعة وقائد كتيبة «سلمان الحزم»، علي الحوثري. وأشار إلى مشاركة أعداد كبيرة من المدنيين والعسكريين في هذه العملية. كما كشف الضابط الغلابي لـ«الشرق الأوسط» أنه وقبل البدء في عملية «السهم الذهبي»، كانت لديهم معلومات عن تجهيز الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع صالح، لفرقة عسكرية تضم 600 شخص، للقيام بعملية مهاجمة مديرية البريقة والمناطق الأخرى التي لم تكن تحت سيطرتهم في عدن، وذلك «أثناء فترة الهدنة»، التي كانت مقررة الأسبوع الماضي. وسعت الأمم المتحدة إلى التوصل إليها، ويتضح من الوقائع أن القوات الموالية للشرعية باغتت ميليشيات المتمردين وقوات المخلوع وأفشلت مخططهم.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.