حكومة باشاغا تتهم الدبيبة بـ«ارتكاب مخالفات مالية»

تقدمت بشكوى إلى النائب العام وجهات رقابية

باشاغا وزير الحكومة الليبية الموازية وأسامة حماد وزير المالية بحكومته (الحكومة)
باشاغا وزير الحكومة الليبية الموازية وأسامة حماد وزير المالية بحكومته (الحكومة)
TT

حكومة باشاغا تتهم الدبيبة بـ«ارتكاب مخالفات مالية»

باشاغا وزير الحكومة الليبية الموازية وأسامة حماد وزير المالية بحكومته (الحكومة)
باشاغا وزير الحكومة الليبية الموازية وأسامة حماد وزير المالية بحكومته (الحكومة)

اتهمت حكومة «الاستقرار» الليبية الموازية، برئاسة فتحي باشاغا، حكومة «الوحدة» المؤقتة غريمتها في طرابلس، بـ«ارتكاب مخالفات مالية» تتعلق بأحد بنود الموازنة العامة، مهددة باتخاذ «إجراءات تصعيدية» لوقف تدفق الإيرادات الناتجة عن بيع إيرادات النفط والغاز إلى حساب المؤسسة الوطنية.
وتوجه أسامة حماد، وزير التخطيط والمالية بحكومة باشاغا، بخطاب إلى النائب العام المستشار الصديق الصور، ورئيسي هيئة الرقابة الإدارية سليمان الشنطي وديوان المحاسبة خالد شكشك، بالإضافة إلى هيئة مكافحة الفساد، مساء (السبت) تناول فيه ما أسماه بـ«الجرائم والمخالفات المالية الجسيمة التي ارتكبها» رئيس حكومة الوحدة الوطنية (منتهية الولاية).
وقال حماد، إن الدبيبة وجه بـ«تعلية مبلغ (تخصيص مبلغ) يزيد عن 16 مليارا و500 مليون دينار من مخصصات (الباب الثالث) بما يسمى (الترتيبات المالية) التي قدرها لهذه السنة دون سند قانوني». ورأى أن «الإقدام على تعلية مبلغ بهذه الضخامة والادعاء بأنه يخص تنفيذ مشروعات تنموية لم يتم استكمال إنجازها خلال السنة المالية، ما هو إلا تضليل وافتراء».
وذهب حماد، إلى أن ما قام به رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» (منتهية الولاية) «مقصده التهرب من إعادة الأموال لحساب الاحتياطي العام في نهاية السنة المالية كما تقضي بذلك التشريعات النافذة»، متابعاً: «هذه المخالفة تضاف إلى غيرها من المخالفات الأخرى في حق قوت الليبيين»، في إشارة إلى عوائد النفط.
وقال وزير التخطيط، إن المؤسسة الوطنية للنفط «لعبت دوراً محورياً مخالفاً للقانون؛ وذلك بتغذية حسابات وزارة المالية بحكومة (الوحدة الوطنية) منتهية الولاية بالتغطية المالية من الإيرادات النفطية، المودعة بحساب المؤسسة لدى المصرف الليبي الخارجي».
وتعاني ليبيا من الانقسام السياسي لوجود حكومتين متنازعتين على السلطة. الأولى برئاسة الدبيبة، وتتخذ من طرابلس مقراً لها. والثانية بقيادة باشاغا، وتمارس مهامها ما بين سرت (وسط ليبيا) وبنغازي (شرقاً). ومنذ تشكيل الأخيرة، ومنحها الثقة البرلمانية في مارس (آذار) الماضي، ما زالت الأوضاع تراوح مكانها باستثناء المناكفات السياسية.
وسبق لرئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، تحذير مؤسسات الدولة السيادية من التعامل مع حكومة الدبيبة، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث.
وفي تصعيد جديد، هدد أسامة حماد وزير المالية بحكومة باشاغا، بـ«اتخاذ جملة من الإجراءات التصعيدية بقصد إيقاف تدفق الإيرادات الناتجة عن مبيعات النفط والغاز إلى الحسابات المصرفية للمؤسسة الوطنية، وذلك من باب حفظ هذه الأموال من الهدر والتبذير».
وتابع: «يجب فتح تحقيق جنائي وإداري موسع في هذا الأمر، وتحريك الدعوى الجنائية والتأديبية ضد رئيس حكومة الوحدة الوطنية (منتهية الولاية) وكل شركائه في الوقائع المشار إليها، وتحميل المسؤولية القانونية وما يترتب عنها من آثار للمخالفين».
ووجهت حكومة باشاغا، نداءات عديدة إلى وزراء غريمتها في طرابلس، بالمسارعة إلى تقديم استقالاتهم من مناصبهم. وقبيل نهاية العام الماضي، طالبتهم بالانسحاب من مناصبهم على غرار وزير الصحة علي الزناتي، الذي أعلن استقالته على الهواء بعد تبرئته بحكم قضائي من تهم فساد.
وقالت إن «بقاءهم في الحكومة (المنتهية الولاية)، سيضعهم أمام مسؤولية تاريخية بأنهم كانوا جزءاً أصيلاً وسبباً رئيسياً لانقسام البلاد، وكذلك أمام مسؤولية قانونية تتمثل في عدم اعترافهم بقرارات المؤسسات التشريعية في الدولة، التي تعد صاحبة الاختصاص الأصيل في تكليف ومتابعة عمل الحكومات».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.