علاء زلزلي لـ «الشرق الأوسط» : أعود لأكمل المشوار من دون توقف

ظُلمت كثيراً في لبنان من قبل منظمي حفلات التكريم ومنح الجوائز

سيكمل زلزلي مشواره من دون توقف هذه المرة
سيكمل زلزلي مشواره من دون توقف هذه المرة
TT

علاء زلزلي لـ «الشرق الأوسط» : أعود لأكمل المشوار من دون توقف

سيكمل زلزلي مشواره من دون توقف هذه المرة
سيكمل زلزلي مشواره من دون توقف هذه المرة

غاب علاء زلزلي عن الساحة الفنية لنحو 10 سنوات، كان يطل خلالها بشكل متقطع. ظروف كثيرة أثرت عليه وبينها رحيل والدته «أم علاء» التي تركت عنده فراغاً كبيراً، لم يستطع تجاوزه بسرعة. اليوم يعود الفنان اللبناني صاحب الألقاب العديدة وبينها «نجم الشباب»، الذي رافقه منذ نجاحه في برنامج استوديو الفن لمواهب الغناء.
وشكّلت أغنيته «let’s go to Dabke» أول الغيث فأطلقها أخيراً، لتشكل واحدة من سلسلة أغانٍ سيتحفنا بها في الأيام المقبلة كما يقول.
وعن أسباب غيابه يقول لـ«الشرق الأوسط»: «غيابي لم يكن مقصوداً، لكنّ ظروفاً كثيرة اجتمعت كي تبعدني عن الساحة، لعل أهمها غياب والدتي التي كانت سندي ومستشارتي ورفيقتي، ورحيلها ولّد عندي فراغاً كبيراً».
يكمل زلزلي حديثه عن غيابه ليعترف بأن الوسط الفني هو كناية عن محسوبيات، وأن الشللية تطغى عليه. ويوضح أن الدليل على ذلك هو التكرار الذي نشهده لفنانين معينين يتعاونون مع نفس متعهدي الحفلات.

 «دبكة Let,s Go To» أغنية علاء زلزلي الجديدة

حقق علاء نجاحات واسعة على مدار مسيرته الغنائية ضمن أعمال حفرت في ذاكرة المستمع العربي، ومن بينها «تقبرني» و«يا حنون» و«أحلى عيون» و«الشكل الحلو» و«دلعونا» وغيرها. ويقول إنه سيواكب هذه المرة جيل الشباب، ودائماً على المستوى الغنائي المطلوب. فهو يرى أن الساحة شهدت تراجعاً بحيث تم استخدام كلام أغانٍ لا يليق بمجتمعاتنا.
ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «كنا في الماضي نبحث عن الكلمة واللحن اللذين يحققان انطباعاً إيجابياً. وكانت من دون شك تنجح وتتحول إلى (ترند)، ولكن من دون ارتكاب خطأ الاستسهال والاستخفاف بأذن المستمع. يسمون ما يقومون به خارجاً عن المألوف. وهو كلام غير دقيق لأن أبناء جيلي وأنا تميزنا بأعمالنا فخرجنا بها عن المألوف. كنا نستهيب ما حققه أسلافنا من عمالقة الفن، ورغبنا في إكمال الطريق بأسلوب شبابي لا يسيء إليهم. اليوم نرى أغنيات هابطة وأحياناً تتألف من كلام مبهم أو من شتيمة، ولا من يسأل. نحن تعلمنا ممن سبقونا وحاولنا تطوير أنفسنا. أما المغنون اليوم، فما يهمهم هو الانتشار على السوشيال ميديا حتى لو كان الأمر مجرد وهم يعيشونه. رموا بالفن الأصيل جانباً وشقوا لأنفسهم طريقاً يرتكز على الـ(بادي غاردز) والسيارات الفخمة والأزياء الغريبة والكلام الهابط، وكل ما يصب في عرض العضلات».
برأي علاء أن الفنان ومهما غاب، فإذا كان يملك قاعدة جماهيرية ثابتة لا بد أن يستعيد بريقه من جديد. «في الماضي القريب غاب عمرو دياب، ولكنه ما لبث أن عاد وبموقعه الفني رفيع المستوى. الفنان كاظم الساهر ومهما تأخر في إطلاق أغانٍ جديدة يطالب به جمهوره، وغيرهما كثر لأن الناس لم تتغير برأي كي تكتفي بأي عمل فني. فهي لا تزال تتذوق الفن الأصيل وتفتقده بين وقت وآخر وتبحث عنه. الفن يشهد تغييرات بالأسلوب والموسيقى، ولكنه لا يعيش على التزييف. فهو يتبدل حسب الحقبة التي يمر بها مع ثوابت تواكبه وتقوي جذوره».

يعود علاء زلزلي بعد غياب بإطلالته الشبابية المعروف بها

تميز زلزلي بشكله وأسلوبه وجرأته في غنائه وحتى في تغيير لباسه وقصة شعره وحركاته على المسرح. ولذلك أطلق عليه المخرج الراحل سيمون أسمر لقب «نجم الشباب». ومنحه الصحافي الراحل جورج إبراهيم الخوري لقب «روح الهوى والشباب». وكذلك حمل ألقاب «ملك المسرح» و«زلزال المسارح» و«ألفيس الشرق» الذي أطلقه عليه أحد رؤساء الوزراء الأستراليين في الماضي. فهل بعد هذا الغياب يخطط لعودة تشمل شكله الخارجي وإطلالته الفنية؟ يرد: «لقد حضّرت نفسي جيداً لهذه العودة محافظاً على حيوتي وطاقتي. وأعود بصورة علاء الذي أحبه الناس بجنونه وصرعاته ولكن هذه المرة بنضج أكبر. سأغني المصري واللبناني والخليجي والعراقي ولكن بأسلوبي. لن أربط شعري وأضع الـ(باند) على رأسي، لقد تجاوزت تلك الحقبة، والأجدر بي اليوم أن أطل بنفس الأسلوب، ولكن بما يليق بفني. في بداياتي تعلمت من رعيل ماضٍ، اليوم أكمل المشوار ومن دون توقف مواكباً جيل الشباب. لن أخذل المعجبين بي، ولن أنكث بوعدي لأمي وهو أن لا أتراجع عن الغناء حتى آخر نفس».
يعز على علاء زلزلي عدم تكريمه في بلده. فهو عاتب على القيمين على جائزة الـ«موركس دور» بأنهم لم يتذكروه يوماً. «لقد ظلمت كثيراً في لبنان وواجهت تقصيراً من قبل منظمي حفلات التكريم ومنح الجوائز وبينهم الـ(موركس دور). عتبي هذا ينبع من محبتي لبلدي الذي لم أنسه يوماً ولكنه نساني ولم يعطني حقي».
أغنيته الجديدة «Let’s go Dabke» صورها تحت إدارة المخرجة جيسيكا هيكل. وهي من ألحان وكلمات إيهاب غيث ومحمد شعث. ويطل فيها بلوك يجمع فيه الغربي والشرقي تماماً كما الموسيقى التي تغلفها. فيقف على المسرح بحيويته المعهودة المشبعة بالطاقة والحماس ليقدم من خلالها تحية إلى الفولكلور اللبناني على طريقته المميزة. فيستمتع سامعها بإيقاع موسيقى الدبكة والهوارة والعتابا والميجانا وغيرها ضمن قالب حديث. «التغيير يحضر دائماً في الغناء، شرط الحفاظ على روح النمط الذي تقدمينه. وهذا ما قمت به وتفاعل معه الناس بشكل لافت وأنا سعيد بهذه النتيجة كثيراً».
علّمه مشواره الغنائي كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» أن لا يتنازل بسهولة للآخرين. فهو يتمتع بالاستقرار النفسي الذي يخوله رؤية الأمور بوضوح. «الغناء ليس مجرد ميكروفون ومسرح بل هذا التفاعل الذي يحدثه المغني مع الناس».
وعن عودته هذه بعد غياب يقول: «أريد أن أكمل المشوار على مستوى يليق بتاريخي الفني حتى النفس الأخير. وإذا ما شعرت بأنني لا أستطيع التجديد وتقديم الأفضل سأنسحب بهدوء وأتفرغ لإحياء حفلات خاصة بالأطفال المرضى والمسنين. فهؤلاء أكن لهم كل الحب منذ بداياتي ولم أوفر أي مناسبة كي أغني لهم وأفرح قلوبهم لأنهم عزيزون على قلبي. هي فترة قد تعنون نهاية مشواري وسأكون من أسعد الناس في خوضها، في حال لم أعد أجد ما يجدد مسيرتي».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

ضربات إسرائيلية جديدة على مواقع عسكرية سورية

مركبات عسكرية إسرائيلية في مدينة القنيطرة السورية كما شوهدت من الجانب الإسرائيلي من مرتفعات الجولان (إ.ب.أ)
مركبات عسكرية إسرائيلية في مدينة القنيطرة السورية كما شوهدت من الجانب الإسرائيلي من مرتفعات الجولان (إ.ب.أ)
TT

ضربات إسرائيلية جديدة على مواقع عسكرية سورية

مركبات عسكرية إسرائيلية في مدينة القنيطرة السورية كما شوهدت من الجانب الإسرائيلي من مرتفعات الجولان (إ.ب.أ)
مركبات عسكرية إسرائيلية في مدينة القنيطرة السورية كما شوهدت من الجانب الإسرائيلي من مرتفعات الجولان (إ.ب.أ)

استهدفت ضربات إسرائيلية جديدة صباح اليوم (السبت)، مواقع عسكرية في دمشق وريفها، بعد أسبوع على دخول فصائل المعارضة العاصمة السورية، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ومنذ فرار الرئيس المخلوع بشار الأسد، نفّذت إسرائيل مئات الضربات على مواقع عسكرية في سوريا، وفقاً للمرصد الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقراً، ويعتمد على شبكة واسعة من المصادر في داخل سوريا.

وقال المرصد إنّ الضربات الإسرائيلية «دمّرت معهداً علمياً ومعملاً لسكب المعادن بالبحوث العلمية في برزة بريف دمشق».

كما استهدف الطيران الإسرائيلي «مطار الناصرية العسكري الواقع على بعد 17 كيلومتراً شرق مدينة النبك في ريف دمشق الشمالي»، وفق المصدر ذاته.

وأضاف المرصد أنّ غارات إسرائيلية «دمّرت أيضاً مستودعات صواريخ سكود الباليستية وراجمات حديثة قرب القسطل في منطقة القلمون بريف دمشق»، إضافة إلى «أنفاق» تحت الجبال.

وأشار إلى أنّ هذه الضربات على «المواقع العسكرية التابعة للنظام السابق» تهدف إلى «تدمير ما تبقى من قدرات عسكرية (يمكن استخدامها) من قبل الجيش السوري المستقبلي».

واستهدف الطيران الإسرائيلي الجمعة «قاعدة صواريخ في جبل قاسيون بدمشق»، وفق المرصد الذي أشار إلى استهداف مطار في محافظة السويداء و«مركز البحوث والدفاع في مصياف» بمحافظة حماة.

وأمر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الجيش، «بالاستعداد للبقاء» طوال فصل الشتاء بالمنطقة العازلة في هضبة الجولان الاستراتيجية المحتلة منذ عام 1967.

وتم إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح تحت سيطرة الأمم المتحدة، عقب اتفاق لفض الاشتباك بين القوات الإسرائيلية والسورية عام 1974 بعد حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973.

وضمت إسرائيل القسم المحتل من الجولان عام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي باستثناء الولايات المتحدة.