في توقيت يحمل كثيراً من الرموز، وبينما كان رئيس أوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، يزور الولايات المتحدة ويوقع على صفقات سلاح، اتصل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، برئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف، بنيامين نتنياهو، اليوم (الخميس)، وهنَّأه بالنجاح في تشكيل الحكومة.
وأفاد بيان لمكتب نتنياهو بأن «الرئيسين ناقشا عدداً من القضايا، على رأسها الحرب في أوكرانيا»، وأن نتنياهو قال للرئيس بوتين إنه يأمل في إيجاد طريقة في أسرع وقت ممكن لإنهاء الحرب والمعاناة التي سبَّبتها.
وأضاف أنه عازم على منع إيران من حيازة سلاح نووي ولجم محاولاتها للتموضع عسكرياً في سوريا، ما يعني استمرار الغارات الإسرائيلية في سوريا، المتواصلة منذ سنوات عدّة.
وقد أثار الشق الأوكراني من هذه المحادثة ردود فعل متباينة في إسرائيل؛ إذ هاجمها اليسار والوسط الليبرالي متهمين نتنياهو بتأييد روسيا في هذه الحرب، محذرين من تبعات موقف كهذا على سياسة الرئيس الأميركي جو بايدن. بينما امتدحها اليمين الإسرائيلي، ورأى فيها إشارة على أن نتنياهو وحده قادر على القيام بوساطة ناجعة بين روسيا وأوكرانيا.
المعروف أن عهد حكومات نتنياهو السابقة شهد علاقات جيدة مع روسيا بشكل عام، بلغ ذروته في إقامة فريق تنسيق بقيادة نائبي رئاسة الأركان في البلدين، منذ دخلت روسيا إلى سوريا، وأقامت لها قواعد عسكرية هناك، ثم شهدت هذه العلاقات تدهوراً مع وصول يائير لبيد إلى رئاسة الحكومة، لأنه وقف مع أوكرانيا ضد روسيا والرئيس بوتين بشكل علني صريح في الحرب.
وكان نتنياهو، وبعد أيام من الإطاحة بحكومته في مارس (آذار) 2021، قد اتصل ببوتين، وقال له: «أعدك بأنني سأعود قريباً». وشكره بوتين على «التعاون والتفاهم المتبادل بيننا لسنوات عديدة».
وكتب بوتين لاحقاً: «إنني أُقدّر العمل العظيم الذي استثمرته في تعزيز الروابط بين بلدينا في العديد من المجالات. ستظل قدراتك وخبراتك مكسباً لإسرائيل دائماً».
واعتاد نتنياهو القول إن علاقاته الشخصية مع بوتين هي فقط التي منعت الصدام بين إسرائيل وروسيا في سوريا، حيث يعمل جيشا البلدين. وصرح نتنياهو في مقابلة لإذاعة الجيش عام 2019: «قال لي بوتين إنه لولا علاقتنا لكنا وجدنا أنفسنا في خضم صدام عسكري. وفقط لأننا نلتقي كل بضعة أشهر تم تجنب ذلك».
وكانت صحيفة «يسرائيل هيوم» المقربة من نتنياهو، قد نشرت تقريراً في 15 يونيو (حزيران) 2020 قالت فيه إن الرئيس بوتين كان قد استجاب عشية تسلم الرئيس دونالد ترمب مهام منصبه، لطلب من رئيس الحكومة نتنياهو باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد مبادرة لإدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، لإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يلزم إسرائيل بالانسحاب من الأراضي المحتلة وإقامة دولة فلسطينية».
وتتخذ إسرائيل موقفاً شبه حيادي من الحرب في أوكرانيا، وترفض إرسال أسلحة إلى أوكرانيا. وقد تعرض موقفها لنقد أميركي وأوكراني وأوروبي. ووعد نتنياهو خلال الانتخابات «بتحسين الموقف ودعم أوكرانيا»، إلا أن مقربين منه يؤكدون أن ذلك كان مجرد تصريح انتخابي ليكسب أصوات اليهود من أصل أوكراني، بينما هو في الحقيقة أقرب للموقف الروسي، وفي أحسن الحالات سيحاول التوسط بين البلدين.
بوتين يهنئ نتنياهو بالتزامن مع زيارة زيلينسكي لواشنطن
بوتين يهنئ نتنياهو بالتزامن مع زيارة زيلينسكي لواشنطن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة