العراق لإعادة إجراء تقييم شامل للخطط وتغيير التكتيكات العسكرية

غداة هجمات شنها «داعش» في ديالى وكركوك

السوداني مجتمعاً مع رئيس أركان الجيش ونائب قائد العمليات المشتركة وعدد من كبار الضباط (واع)
السوداني مجتمعاً مع رئيس أركان الجيش ونائب قائد العمليات المشتركة وعدد من كبار الضباط (واع)
TT

العراق لإعادة إجراء تقييم شامل للخطط وتغيير التكتيكات العسكرية

السوداني مجتمعاً مع رئيس أركان الجيش ونائب قائد العمليات المشتركة وعدد من كبار الضباط (واع)
السوداني مجتمعاً مع رئيس أركان الجيش ونائب قائد العمليات المشتركة وعدد من كبار الضباط (واع)

أصدر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أمس (الأربعاء)، حزمة توجيهات للقادة الأمنيين على خلفية الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة كركوك وديالى وأدت إلى مقتل وإصابة ما لا يقل عن 25 عسكرياً ومدنياً. وجاءت حزمة التوجيهات خلال اجتماع أمني ترأسه السوداني وضم رئيس أركان الجيش ونائب قائد العمليات المشتركة وعدداً من كبار القادة الأمنيين والعسكريين من مختلف صنوف القوات الأمنية.
وطبقاً لبيان صادر، فإن الاجتماع «خُصص لمناقشة التطورات الأمنية الأخيرة في محافظتي كركوك وديالى، اللتين شهدتا هجومين إرهابيين أدّيا إلى استشهاد وإصابة عدد من منتسبي الأجهزة الأمنية والمدنيين».
وبعد أن استمع السوداني إلى إيجاز مفصل عن الحادثين الإرهابيين، والخطط العسكرية الموضوعة للحيلولة دون تكرار مثل هذه الخروقات، أمر القادة العسكريين بـ«إعادة إجراء تقييم شامل للخطط الموضوعة، وتغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطات لفلول الإرهاب، واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، وبالطريقة التي تضعف من قدرات عناصر (داعش) الإرهابية، وتحدّ من حركتهم».
ووجه السوداني كذلك، جميع القادة والآمرين بـ«الوجود الميداني في قواطع العمليات، وأن يكونوا قريبين من الضباط ومنتسبيهم، والعمل على رفع معنوياتهم العسكرية، والوقوف بشكل مباشر على الخطط والتنفيذ الميداني لها، وضرورة التنسيق العالي بين الأجهزة الاستخبارية، والتأهب العالي، والقيام بعمليات نوعية واستباقية ضد العدو أينما وجودوا».
وكان تنظيم «داعش» شنّ، الأسبوع الماضي، هجوماً على نقطة عسكرية شمال بغداد، أدى إلى مقتل ضابط كبير في الجيش وجنديين آخرين، ثم عاد، مطلع الأسبوع الجاري، واستهدف رتلاً للشرطة الاتحادية في كركوك قتل فيها 9 عناصر من الشرطة، وشنّ أول من أمس، هجوماً في قرية البوبالي في محافظة ديالى وقتل 8 مدنيين.
وفي شأن عسكري آخر، أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، أمس (الأربعاء)، قتل 5 إرهابيين بضربة جوية في قضاء تلعفر شمال محافظة نينوى.
وقال رسول، في بيان: «وفقاً لمعلومات دقيقة من الأبطال في جهاز مكافحة الإرهاب، نفذ صقور الجو الشجعان وطيران الجيش، ضربة جوية في قضاء تلعفر ضمن جبال شيخ إبراهيم».
وأضاف أن «العملية أسفرت وفقاً للمعلومات الاستخبارية الاستباقية عن قتل (5) إرهابيين أحدهم من قيادات عصابات تنظيم (داعش) الإرهابي».وكانت محافظة ديالى شرق العراق، شهدت هجوم طال قرية البوبالي في قضاء الخالص التابع للمحافظة، وأسفر عن مقتل 8 أشخاص وإصابة 3 بجروح، جميعهم مدنيون. وبينما ندّد مسؤولون محليون بهذا الهجوم الذي وصفوه بأنه «إرهابي»، اتهمت مصادر رسمية في المحافظة تنظيم «داعش» بالضلوع في الحادث. وتحدثت مصادر أخرى عن نزاع عشائري تسبب في الحادث الذي يأتي بعد ساعات قليلة من هجوم شنه «داعش» على رتل للشرطة الاتحادية في محافظة كركوك القريبة، قُتل فيه 9 عناصر من الشرطة.
ووقع الهجوم، ليل (الاثنين) في قرية البوبالي في قضاء الخالص في محافظة ديالى. وقال قائمقام القضاء، عدي الخدران، أمس (الثلاثاء)، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية، إن «مجموعة إرهابيين يستقلون دراجات نارية هاجموا قرية البوبالي التي تقع في أطراف قضاء الخالص من 3 محاور». وأضاف: «تعدّ القرية من القرى الزراعية... ويقطنها مزارعون... العشرات من الأهالي هبوا للتصدي للهجوم الإرهابي الذين كان بعضهم غير مسلح». وذكر أن الهجوم الذي استمر لمدة نصف ساعة أسفر عن مقتل «8 أشخاص وإصابة 3 بجروح». وكان سكان القرية قد شكّلوا مجموعة مسلحة للدفاع عن أنفسهم ضدّ تنظيم «داعش».
وأعلنت وزارة الدفاع عن وصول وفد أمني رفيع المستوى، ضم رئيس أركان الجيش الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يار الله، ونائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن قيس خلف المحمداوي، إلى قاطع قيادة عمليات ديالى لـ«الوقوف على تفاصيل الحادث الإجرامي هناك». واتهم قائمقام قضاء الخالص، عدي الخدران، أمس (الثلاثاء)، ما وصفها بـ«المجموعة الإرهابية» بالوقوف وراء الحادث، وقال الخدران في تصريحات لقناة «العراقية» الرسمية، إن «مجموعة إرهابيين يستقلون دراجات نارية هاجموا قرية البوبالي التي تقع في أطراف قضاء الخالص من 3 محاور في الساعة الثامنة والنصف مساءً؛ إذ تُعد من القرى الزراعية التي يقطنها مزارعون، وهبّ العشرات من الأهالي للتصدي للهجوم الإرهابي، وكان بعضهم غير مسلح». وأضاف، أن «العملية الإرهابية التي استمرت لمدة نصف ساعة أسفرت عن استشهاد 8 أشخاص وإصابة 3 بينهم شخص بجروح بليغة، وتجري القوات الأمنية عمليات تفتيش بحثاً عن الإرهابيين». وأكد الخدران، أن «هناك أشخاصاً مشتبهاً بهم يمكن التحقيق معهم لمعرفة الجناة، وهناك بؤر إرهابية قريبة من القرية، لم يتم معالجتها سابقاً».وسيطر تنظيم «داعش» في عام 2014 على مناطق شاسعة في العراق وسوريا المجاورة، لكنه هُزم في البلدين على التوالي في عامي 2017 و2019. وفي حين أعلن العراق «الانتصار» على التنظيم في 2017، فإن عناصر التنظيم لا يزالون ينشطون في مناطق ريفية ونائية في البلاد. وتشنّ القوات الأمنية العراقية عمليات بشكل متواصل ضدّ هذه الخلايا، وتعلن من وقت لآخر مقتل عشرات الجهاديين بضربات جوية أو مداهمات برية. ولا تزال الحدود بين سوريا والعراق «تشكّل منطقة ضعف رئيسية» يستغلها التنظيم الذي له «ما بين 6 إلى 10 آلاف مقاتل منتشرين في جميع أنحاء البلدين، يتركز معظمهم في المناطق الريفية، ويُقدّر أن معظمهم مواطنون سوريون وعراقيون»، بحسب تقرير لمجلس الأمن الدولي نُشر في يوليو (تموز) 2022.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعتزم توسيع مساعداتها الإنسانية لسوريا

رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش خلال زيارة لحلب في سوريا (صفحة اللجنة عبر فيسبوك)
رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش خلال زيارة لحلب في سوريا (صفحة اللجنة عبر فيسبوك)
TT

اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعتزم توسيع مساعداتها الإنسانية لسوريا

رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش خلال زيارة لحلب في سوريا (صفحة اللجنة عبر فيسبوك)
رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش خلال زيارة لحلب في سوريا (صفحة اللجنة عبر فيسبوك)

قالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الاثنين، إن المنظمة تعتزم توسيع مساعداتها لسوريا بشكل كبير، بما يتجاوز برنامجا أوليا بقيمة 100 مليون دولار، مشيرة إلى احتياجات ملحة في قطاعات الصحة والمياه والطاقة.

ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فإن سوريا تحتاج إلى مساعدات بقيمة 4.07 مليار دولار هذا العام، لكن لم يتم جمع سوى 33 في المائة منها، لتبقى فجوة تبلغ 2.73 مليار دولار.

ويأتي التوسع المتوقع للجنة الدولية للصليب الأحمر بعد أن صار بإمكانها الوصول إلى جميع مناطق سوريا بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد الشهر الماضي.

وقالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش، لوكالة «رويترز»، على هامش زيارة لسوريا: «كان برنامجنا في الأصل لهذا العام لسوريا 100 مليون دولار، ولكن من المرجح أن نوسع هذا المبلغ بشكل كبير».

رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش خلال زيارة لمستشفى جامعة حلب (صفحة اللجنة عبر فيسبوك)

وقالت سبولياريتش إن دولا مانحة عرضت بالفعل بشكل فردي زيادة التمويل لسوريا.

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر واحدة من المنظمات الدولية القليلة التي ظلت تعمل في سوريا خلال حكم الأسد، إذ عملت على مشروعات بنية تحتية منها أنظمة المياه والكهرباء.

وأضافت سبولياريتش: «نحن بحاجة إلى التوسع في هذا العمل، لدينا الكثير للقيام به في قطاع الصحة».

وتشارك المنظمة في أعمال إعادة تأهيل للحفاظ على توفير المياه بنسبة تتراوح بين 40 في المائة و50 في المائة من مستويات ما قبل الحرب في سوريا، لكن حماية مرافق المياه تظل مهمة لأن بعضها قريب من مناطق لا يزال القتال مستمرا فيها.

وأشارت سبولياريتش إلى أن التقييمات الأولية لبدء إعادة تأهيل أنظمة الكهرباء في سوريا اكتملت جزئيا، لكن هناك حاجة الآن إلى استثمارات مالية عاجلة وتعديلات على العقوبات.

وتابعت: «يجب السماح بدخول قطع غيار معينة، لأن ذلك يقوض أيضا أعمال إعادة التأهيل في الوقت الحالي. لذا فإن الأمر له بعد سياسي».

وفي وقت سابق من اليوم، قالت مصادر مطلعة إن الولايات المتحدة ستعلن تخفيف القيود عن تقديم المساعدات الإنسانية وغيرها من الخدمات الأساسية مثل الكهرباء إلى سوريا مع الإبقاء على نظام العقوبات الصارم.

وقال حكام سوريا الجدد، أمس الأحد، إن العقوبات الأميركية تمثل عقبة أمام التعافي السريع للبلد الذي عانى من الحرب، وحثوا واشنطن على رفعها، وذلك خلال زيارة مسؤولين سوريين لقطر.