ماكرون يدعو الاتحاد الأوروبي إلى التصرّف «سريعاً» في مواجهة الإعانات الأميركية

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متحدثاً اليوم من بروكسل (إ.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متحدثاً اليوم من بروكسل (إ.ب.أ)
TT

ماكرون يدعو الاتحاد الأوروبي إلى التصرّف «سريعاً» في مواجهة الإعانات الأميركية

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متحدثاً اليوم من بروكسل (إ.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متحدثاً اليوم من بروكسل (إ.ب.أ)

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم (الخميس)، قادة الاتحاد الأوروبي المجتمعين في قمّة في بروكسل، إلى التحرّك «بشكل أسرع» و«أقوى» في إطار ردّهم على خطّة الإعانات الأميركية الضخمة، المعروفة بـ«قانون خفض التضخّم»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
ويحاول قادة الدول الـ27 الأعضاء الاتحاد الأوروبي، اليوم، التوصّل إلى استجابة مشتركة لمساعدة قطاعها الصناعي في مواجهة أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا والسباق إلى الإعانات الأميركية. لكن الصدمة التي سببتها فضيحة الفساد المفترضة في البرلمان الأوروبي، وُضعت أيضاً على جدول المناقشات. وقد تعهدت رئيسة هذه المؤسسة الأوروبية بـ«حزمة إصلاحات واسعة النطاق» لتنظيف الهيئة التشريعية.
وقال ماكرون لدى وصوله إلى بروكسل «يجب أن يكون لدينا ردّ للحفاظ على منافسة عادلة والدفاع عن المشاريع الكبرى، خصوصاً التقنيات الخضراء وتقنيات المستقبل في أوروبا». وأضاف «يفترض ذلك التحرّك بشكل أسرع، وتبسيط قواعدنا وأن تكون لدينا استجابة اقتصادية كلية ومستوى مساعدة على المستويين الأوروبي والوطني، يجعل من الممكن الاستجابة ومعادَلة ما فعله الأميركيون»، مطالِباً بردّ في بداية العام 2023.
تنصّ الخطة الأميركية التي تبنّتها واشنطن هذا الصيف على استثمارات بقيمة 370 مليار دولار لصالح مكافحة التغيّر المناخي. وخلف هدف بيئي مهم، تتخذ الخطة طابعاً حمائياً عبر مساعدات استثنائية مخصّصة للشركات التي أُنشئت ما وراء الأطلسي؛ الأمر الذي من المرجّح أن يقوّض القدرة التنافسية الأوروبية التي تضرّرت بالفعل من ارتفاع أسعار الطاقة.
بعد أسبوعين على زيارة إيمانويل ماكرون إلى الولايات المتحدة، حيث طالب بتنازلات من الرئيس الأميركي جو بايدن، اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، الأربعاء، أمام النواب الأوروبيين في ستراسبورغ، أنّ «هذا القانون قد يؤدي إلى منافسة غير عادلة». واقترحت وضع خطّة أوروبية من دون انتظار تنازلات محتملة من واشنطن، تجري مناقشتها حالياً في إطار مجموعات العمل العابرة للأطلسي.
ويتعيّن على الأوروبيين إعادة التفكير في دعم شركاتهم في سياق دقيق. فقد خفّضت موسكو شحنات الغاز عبر خطوط الأنابيب إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 80 في المائة منذ بدء هجومها العسكري على أوكرانيا في فبراير (شباط). وإذا كان الإمداد الأوروبي مضموناً لهذا الشتاء، خصوصاً بفضل واردات الغاز الطبيعي المسال، فقد انفجرت تكلفته إلى حدّ يهدّد بقاء قطاعات بأكملها في الصناعات الكيميائية أو الصلب.
وتريد الدول الـ27 إقناع واشنطن بالحفاظ على التحالف، في وقت تشتعل فيه الحرب على حدود التكتّل. وقال المستشار الألماني أولاف شولتس، الأربعاء «يجب ألا نسمح لأنفسنا بالانقسام في علاقتنا عبر الأطلسي. على العكس، بدلاً من الجدل، يجب أن نعمل معاً بشكل أوثق».
لكن يجب على الأوروبيين أنفسهم أن يبقوا متّحدين في مواجهة الأزمة الاقتصادية. فبعد الانخفاض التاريخي في الناتج المحلّي الإجمالي الناجم عن جائحة «كوفيد» في العام 2020، فإنّ ارتفاع أسعار الطاقة سيدفع اقتصاد الاتحاد الأوروبي إلى الركود مرة أخرى هذا الشتاء.
وفي السياق، اقترحت فون ديرلاين على المدى القصير تسهيل مساعدات الدولة للشركات، لدفعها على مواصلة الاستثمار في أوروبا ولتعزيز الخطة الأوروبية لتطوير الطاقات المتجدّدة والتحرّر من المحروقات الروسية.
كذلك، تطالب منذ سبتمبر (أيلول) بإنشاء «صندوق سيادي» أوروبي لتطوير سياسة صناعية مشتركة والاستثمار بشكل أكبر في مشاريع البحث والابتكار على نطاق قاري: الهيدروجين، أشباه الموصلات، الحوسبة الكمومية، الذكاء الاصطناعي، إلخ.
إضافة إلى الملفات الاقتصادية، سيؤكد قادة الدول الـ27 في الاتحاد الأوروبي دعمهم السياسي والمالي والإنساني لأوكرانيا ويدينوا روسيا التي بدأت اعتماد التدمير المنهجي للبنى التحتية المدنية، خصوصاً للطاقة.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يتعيّن على الدول السبع والعشرين (في الاتحاد الأوروبي) أيضاً مناقشة سبل زيادة الضغط على موسكو بعد العقوبات التي تم تبنّيها، بما في ذلك تحديد سقف السعر للنفط الروسي.


مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

العالم الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا، اليوم الخميس، من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين الذي اتهمت موسكو كييف بشنّه، لتكثيف هجماتها في أوكرانيا. وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء من دول الاتحاد مكلفين شؤون التنمي«ندعو روسيا الى عدم استخدام هذا الهجوم المفترض ذريعة لمواصلة التصعيد» في الحرب التي بدأتها مطلع العام 2022. وأشار الى أن «هذا الأمر يثير قلقنا... لأنه يمكن استخدامه لتبرير تعبئة مزيد من الجنود و(شنّ) مزيد من الهجمات ضد أوكرانيا». وأضاف «رأيت صورا واستمعت الى الرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم الاتحاد الأوروبي يخطّط لإنتاج مليون قذيفة سنوياً وأوكرانيا تستنزف الذخيرة

الاتحاد الأوروبي يخطّط لإنتاج مليون قذيفة سنوياً وأوكرانيا تستنزف الذخيرة

سيطرح الاتحاد الأوروبي خطة لتعزيز قدرته الإنتاجية للذخائر المدفعية إلى مليون قذيفة سنوياً، في الوقت الذي يندفع فيه إلى تسليح أوكرانيا وإعادة ملء مخزوناته. وبعد عقد من انخفاض الاستثمار، تُكافح الصناعة الدفاعية في أوروبا للتكيّف مع زيادة الطلب، التي نتجت من الحرب الروسية على أوكرانيا الموالية للغرب. وتقترح خطّة المفوضية الأوروبية، التي سيتم الكشف عنها (الأربعاء)، استخدام 500 مليون يورو من ميزانية الاتحاد الأوروبي لتعزيز إنتاج الذخيرة في التكتّل. وقال مفوّض الاتحاد الأوروبي للسوق الداخلية، تييري بريتون: «عندما يتعلّق الأمر بالدفاع، يجب أن تتحوّل صناعتنا الآن إلى وضع اقتصاد الحرب». وأضاف: «أنا واث

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
شؤون إقليمية الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

قال الاتحاد الأوروبي إنه «يدين بشدة» قرار القضاء الإيراني فرض عقوبة الإعدام بحق المواطن الألماني - الإيراني السجين جمشيد شارمهد، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وأيدت المحكمة العليا الإيرانية يوم الأربعاء حكم الإعدام الصادر بحق شارمهد.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد الاتحاد الأوروبي يمدد لمدة عام تعليق الرسوم الجمركية على الواردات الأوكرانية

الاتحاد الأوروبي يمدد لمدة عام تعليق الرسوم الجمركية على الواردات الأوكرانية

أعطت حكومات الدول الـ27 موافقتها اليوم (الجمعة)، على تجديد تعليق جميع الرسوم الجمركية على المنتجات الأوكرانية الصادرة إلى الاتحاد الأوروبي لمدة عام، حسبما أعلنت الرئاسة السويدية لمجلس الاتحاد الأوروبي. كان الاتحاد الأوروبي قد قرر في مايو (أيار) 2022، تعليق جميع الرسوم الجمركية على الواردات الأوكرانية إلى الاتحاد الأوروبي لمدة عام، لدعم النشاط الاقتصادي للبلاد في مواجهة الغزو الروسي. وتبنى سفراء الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي في بروكسل قرار تمديد هذا الإعفاء «بالإجماع».

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم الكرملين يهدّد بمصادرة أصول مزيد من الشركات الأجنبية في روسيا

الكرملين يهدّد بمصادرة أصول مزيد من الشركات الأجنبية في روسيا

حذّر الكرملين اليوم (الأربعاء)، من أن روسيا قد توسّع قائمة الشركات الأجنبية المستهدفة بمصادرة مؤقتة لأصولها في روسيا، غداة توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمرسوم وافق فيه على الاستيلاء على مجموعتَي «فورتوم» و«يونيبر». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين: «إذا لزم الأمر، قد توسّع قائمة الشركات. الهدف من المرسوم هو إنشاء صندوق تعويضات للتطبيق المحتمل لإجراءات انتقامية ضد المصادرة غير القانونية للأصول الروسية في الخارج».

«الشرق الأوسط» (موسكو)

أميركا تتعهد بتقديم مليارَي دولار لدعم الجهود الإنسانية للأمم المتحدة

سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة مايك والتز خلال اجتماع لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأميركية 23 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة مايك والتز خلال اجتماع لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأميركية 23 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

أميركا تتعهد بتقديم مليارَي دولار لدعم الجهود الإنسانية للأمم المتحدة

سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة مايك والتز خلال اجتماع لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأميركية 23 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة مايك والتز خلال اجتماع لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأميركية 23 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، اليوم (الاثنين)، إن الولايات المتحدة تعهدت بتقديم مليارَي دولار لدعم ​الجهود الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، في خطوة تأتي بعد التخفيضات الكبيرة التي أجرتها إدارة الرئيس دونالد ترمب على المساعدات الخارجية خلال عام 2025، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وخفّضت الولايات المتحدة إنفاقها على المساعدات هذا العام، وقلّصت جهاتٌ مانحة غربية رائدة مثل ألمانيا مساعداتها هي الأخرى عقب تحويل أولوياتها ‌المالية إلى ‌المجال الدفاعي، مما تسبّب ‌في ⁠أزمة تمويل ​حادة ‌للأمم المتحدة.

وقال المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، إن الولايات المتحدة تتعهد بتخصيص مليارَي دولار لتمويل برامج المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة، دون كشف تفاصيل توزيع هذه الأموال أو ما إذا كانت هناك تعهدات إضافية مرتقبة.

الشعار الرسمي للأمم المتحدة في مقر المنظمة بمدينة نيويورك الولايات المتحدة 23 أغسطس 2022 (رويترز)

وتُظهر بيانات الأمم ⁠المتحدة أن مجموع الإسهامات الإنسانية الأميركية للأمم المتحدة انخفض ‌إلى نحو 3.38 مليار ‍دولار في عام 2025، ‍أي ما يعادل نحو 14.8 ‍في المائة من الإجمالي العالمي. ويمثّل هذا انخفاضاً حاداً عن 14.1 مليار دولار في العام السابق، وعن الذروة التي بلغت 17.2 مليار دولار في ​عام 2022. وأطلقت الأمم المتحدة في وقت سابق من ديسمبر (كانون الأول) نداءً ⁠لجمع 23 مليار دولار خلال عام 2026، للوصول إلى 87 مليون شخص معرّضين للخطر، وهو نصف المبلغ الذي طلبته لعام 2025 وبلغ 47 مليار دولار، مما يعكس تراجع دعم المانحين رغم الاحتياجات العالمية.

وقال منسق الإغاثة في الأمم المتحدة، توم فليتشر، إن الاستجابة الإنسانية التي تقدّمها المنظمة تعاني من ضغط شديد ونقص حاد في التمويل، مما يعني أنه يجب اتخاذ «خيارات ‌قاسية» لإعطاء الأولوية لمن هم في حاجة أكبر مقارنة بغيرهم.


اتهامات جمهورية لترمب بالتخلي عن «أميركا أولاً»

ترمب خلال لقائه بزيلينسكي في فلوريدا يوم 28 ديسمبر 2025 (رويترز)
ترمب خلال لقائه بزيلينسكي في فلوريدا يوم 28 ديسمبر 2025 (رويترز)
TT

اتهامات جمهورية لترمب بالتخلي عن «أميركا أولاً»

ترمب خلال لقائه بزيلينسكي في فلوريدا يوم 28 ديسمبر 2025 (رويترز)
ترمب خلال لقائه بزيلينسكي في فلوريدا يوم 28 ديسمبر 2025 (رويترز)

​قبل أيام معدودة من نهاية العام، ينصب تركيز الرئيس الأميركي دونالد ترمب على السياسة الخارجية، فبعد لقاء الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي في مقر إقامته في مارالاغو، يوم الأحد، يلتقي يوم الاثنين برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في فلوريدا؛ حيث يقضي فترة الأعياد.

خطوات أثارت حفيظة بعض الجمهوريين الذين استغربوا من تجيير الانتباه في الأيام الأخيرة من العام عن السياسة الأميركية الداخلية، فقالت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين في منشور على منصة «إكس»: «زيلينسكي اليوم. نتنياهو غداً. هل يمكن أن نركز على أميركا فقط؟».

تصريح يحمل معاني مبطنة، فغرين التي كانت من أشد حلفاء ترمب شراسة، وأبرز وجوه قاعدة «ماغا» الشعبية، انشقت عن الرئيس الأميركي، بعد أن سحب دعمه لها إثر ازدياد انتقاداتها له؛ خصوصاً حيال تعاطي إدارته مع ملف إبستين. ولطالما دعت إلى التركيز على الولايات المتحدة وسياسة «أميركا أولاً»، رافضة استمرار المساعدات الأميركية لكييف من جهة، ومنتقدة نهج أميركا تجاه إسرائيل من جهة أخرى. وبينما لا يمثل موقف غرين مواقف الجمهوريين التقليديين في الكونغرس الذين يعتبرون أن السياسة الخارجية أساسية للحفاظ على النفوذ الأميركي في العالم، فإنها تمثل شريحة بارزة من القاعدة الشعبية التي سئمت من الحروب الأبدية، وهي الشريحة التي يتحدث معها ترمب، عندما يعد بإنهاء هذه الحروب والتركيز على «أميركا أولاً».

النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين في جلسة استماع بالكونغرس يوم 11 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

ولكن هذه الوعود تصطدم أيضاً بواقع المبادئ الجمهورية التقليدية؛ خصوصاً فيما يتعلق بتعاطي ترمب مع الحرب الروسية الأوكرانية. فقد اعتبر رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، الجمهوري مايك ترنر، أنه «من غير الممكن أن نكون مع (أميركا أولاً) وموالين لروسيا في الوقت نفسه». وأضاف في مقابلة مع شبكة «إيه بي سي»: «روسيا هي خصم معلن للولايات المتحدة. وهي ماضية في قتل الأوكرانيين بلا رحمة، وتحاول الاستيلاء على الأراضي الأوكرانية». ورغم أن ترنر لم يذكر الرئيس الأميركي بالاسم، فإنه من الواضح أن تصريحاته هذه تلمح إلى مواقف ترمب المثيرة للجدل حيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

شعبية منخفضة

ترمب خلال مؤتمر صحافي مع زيلينسكي في فلوريدا يوم 28 ديسمبر 2025 (أ.ب)

يأتي هذا في وقت يواجه فيه ترمب أرقاماً منخفضة في شعبيته، إذ وصلت إلى 39 في المائة حسب استطلاع نهاية العام لمؤسسة «غالوب». ويقول كارل روف مستشار الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، إن على ترمب أن يقوم بعمل أفضل في عرض إنجازاته في السياسات الداخلية، محذراً: «سوف ينهي الرئيس هذا العام بأدنى نسبة تأييد في التاريخ الحديث لأي رئيس خلال السنة الأولى بعد تنصيبه. وعليه أن يعمل على رفع هذه الأرقام». ودعا روف ترمب إلى زيارة الحدود الجنوبية للبلاد لعرض إنجازاته في التصدي للهجرة غير الشرعية، كما حثه على التطرق إلى التحديات الداخلية، كموضوع الرعاية الصحية، والاقتصاد، وشرح استراتيجيته حيالها للأميركيين بأسلوب واضح.

وأضاف روف في مقابلة مع «فوكس نيوز»: «عليه أن يُخفف من سقف التوقُّعات، وأن يقدِّم إنجازات تفوق الوعود. يجب أن يكون هدفه في العام المقبل هو التقليل من الوعود مقابل الإفراط في الإنجاز».


ترمب يعلن تدمير «منشأة كبيرة» ضمن حملته ضد فنزويلا

صورة مركبة للرئيسين الأميركي دونالد ترمب والفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)
صورة مركبة للرئيسين الأميركي دونالد ترمب والفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)
TT

ترمب يعلن تدمير «منشأة كبيرة» ضمن حملته ضد فنزويلا

صورة مركبة للرئيسين الأميركي دونالد ترمب والفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)
صورة مركبة للرئيسين الأميركي دونالد ترمب والفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في مقابلة إذاعية، إن الولايات المتحدة دمَّرت «منشأة كبيرة» الأسبوع الماضي في إطار حملة إدارته ضد فنزويلا.

وأدلى ترمب بتصريحه يوم الجمعة، خلال مقابلة مع جون كاتسيماتيديس، الملياردير الجمهوري ومؤيد الرئيس، ومالك محطة إذاعة «WABC» في نيويورك.

وكان الرجلان يناقشان الحملة العسكرية الأميركية لعرقلة تهريب المخدرات من أميركا اللاتينية، عبر استهداف قوارب يُشتبه في نقلها للمخدرات.

وقال ترمب: «لديهم مصنع ضخم أو منشأة كبيرة تنطلق منها السفن»، دون أن يحدد موقعها، أو يُشير صراحة إلى فنزويلا كهدف. وأضاف: «قبل ليلتين، دمرنا ذلك الموقع».

وقال مسؤولون أميركيون لصحيفة «نيويورك تايمز»، إن ترمب كان يشير إلى منشأة لتهريب المخدرات في فنزويلا، وأنه تم تدميرها، ولكنهم لم يقدموا أي تفاصيل.

وإذا ثبتت صحة تصريح ترمب بأن الولايات المتحدة قصفت موقعاً في المنطقة، فسيكون ذلك أول هجوم بري معروف منذ بدء حملته العسكرية ضد فنزويلا.

وامتنع المسؤولون الأميركيون عن تحديد أي تفاصيل بشأن الموقع الذي أعلن الرئيس عن استهدافه، أو موقعه، أو كيفية تنفيذ الهجوم، أو الدور الذي لعبه في تهريب المخدرات. ولم يصدر أي تقرير علني عن هجوم من الحكومة الفنزويلية أو أي سلطات أخرى في المنطقة.

وامتنع كل من البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية عن التعليق.

وتشتهر فنزويلا بدورها في تهريب المخدرات، وخصوصاً الكوكايين المنتج في كولومبيا، ولكنها لم تكن منتجاً رئيسياً للمخدرات.

ووعد ترمب بشنِّ ضربات برية في فنزويلا، في إطار حملة ضغط متصاعدة على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي تتهمه الولايات المتحدة بالمشاركة في تجارة المخدرات.

وقد سمح الرئيس الأميركي لوكالة الاستخبارات المركزية بالبدء في التخطيط لعمليات سرية داخل فنزويلا، قبل أشهر.

وتشنُّ الولايات المتحدة غارات عسكرية على سفن في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، منذ سبتمبر (أيلول). وتؤكد الإدارة الأميركية أن هذه السفن تنقل الكوكايين. وقد أسفرت هذه العمليات عن مقتل 105 أشخاص على الأقل حتى الآن، ووصفها منتقدون بأنها عمليات قتل خارج نطاق القانون، قائلين إن الجيش الأميركي لا يملك أي أساس قانوني لشنِّ ضربات مميتة ضد المدنيين.

ودافعت الإدارة الأميركية عن الهجمات بالقول إن الولايات المتحدة في صراع مع ما تسميه «إرهابيي المخدرات» الذين لا يمكن إيقافهم إلا بالقوة العسكرية.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن أشخاص مطلعين على الأمر، قولهم إن تلك الضربات البحرية هي في الأصل جزء من عملية من مرحلتين، مشيرين إلى أن «المرحلة الثانية التي لم يُعلن عنها رسمياً بعد، ستشمل ضربات على منشآت المخدرات في فنزويلا».

ومنذ بدء الضربات، أعلن ترمب ما سمَّاه حصاراً على فنزويلا، في الوقت الذي بدأت فيه الولايات المتحدة محاولات اعتراض ناقلات النفط، قاطعة بذلك مصدر دخل حيوياً لحكومة مادورو.