أفاد السكان في العاصمة اليمنية صنعاء بأن الميليشيات الحوثية تسببت في إغلاق شوارع رئيسية في المدينة بعد أن خصصتها لإقامة معارض لصور عشرات الآلاف من قتلاها لمناسبة ما تسميه «أسبوع الشهيد».
وكانت وسائل إعلام موالية للجماعة الحوثية كشفت حديثاً عن افتتاح أكثر من 50 معرضا خلال يومين فقط تحوي صور آلاف القتلى من الشبان والأطفال الذين تم إخضاعهم لتلقي دورات طائفية وعسكرية قبل إلحاقهم بالجبهات خلال السنوات الماضية.
وتحدث سكان في أحياء متفرقة بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن شكاواهم من مواصلة الجماعة إغلاق شوارع وطرقات بنطاق أحيائهم، ونصب خيام فيها خصصت لإقامة معارض صور القتلى.
وعبر السكان عن رفضهم لكل المظاهر الطائفية التي تقيمها الجماعة في شوارع وأحياء العاصمة وبقية المدن، وتحاول إجبار السكان تحت الترهيب على المشاركة فيها.
ويقول نادر، وهو عامل في أحد المطاعم، إن «الميليشيات الحوثية لم تكتف بتضييق الخناق بقطع الشوارع فحسب، بل سارعت منذ انطلاق أولى فعالياتها إلى إجبار الناس على زيارة المقابر ومعارض صور القتلى بغية حضهم على السير على نهجهم».
وكانت الجماعة الانقلابية أغلقت منذ منتصف الأسبوع الماضي أربعة شوارع في مديرية معين بصنعاء، منها شارع رئيسي يقع بمنطقة عصر، إلى جانب إغلاقها أجزاء من شارع الستين (أكبر شوارع العاصمة) بزعم تنظيم معارض لصور القتلى.
وأغلقت الجماعة بنطاق مديرية الوحدة في صنعاء شوارع فرعية عدة تتبع حي البليلي، والحي السياسي، وحي عطان، في حين تعرضت شوارع في أحياء بير زيد، وجدر، والرحبة بمديرية بني الحارث شمال صنعاء هي الأخرى للإغلاق على يد مشرفين انقلابيين.
وتحدثت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن استعداد حوثي في مقبل الأيام لإغلاق شوارع وطرق رئيسية وفرعية جديدة في صنعاء، منها تلك الواقعة في سوق الزمر وجوار الجامع الكبير بصنعاء القديمة، والشارع المؤدي للمعهد البيطري، والشارع المؤدي لجامع النهمي بمنطقة شعوب، وشارع النهضة، وشارع جامع دهمان في مديرية الثورة.
وفي حي شميلة بصنعاء تحدث أحد السكان لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى إغلاق الميليشيات شوارع رئيسية وفرعية عدة في الحي وتخصيصها لإقامة 4 معارض لصور قتلاها، وقال: «رغم الضغوط الكبيرة وحجم الأموال التي أنفقتها الجماعة في سبيل إنجاح مناسبتها، فإن هناك عزوفا مجتمعيا كبيرا عن الحضور والمشاركة في الفعاليات والمعارض التي تقيمها الميليشيات».
وأضاف «كان من المفترض أن تجد الميليشيات أماكن أخرى كالساحات العامة وغيرها لنصب خيامها وإقامة معارض صور قتلاها بدلا من قطع الشوارع والطرقات وتعطيل حركة السكان».
وأكد أن إغلاق الميليشيات للكثير من الشوارع العامة دون إشعار مسبق تسبب في تعطيل سكان الأحياء عن أعمالهم، كما أعاق كثيرين عن الخروج من منازلهم للبحث عن الرزق لأسرهم.
وبحسب شهود في صنعاء، ألزمت الميليشيات أصحاب محال تجارية وباعة ومواطنين في ميدان التحرير والشوارع المتفرعة منه مثل شوارع: جمال، والقصر، وعلي عبد المغني وغيرها بالاستعداد لإغلاق محلاتهم لفترة قصيرة في اليومين القادمين استعدادا لإقامة معارض لصور القتلى، وتنظيم فعاليات لمناسبة ما يسمى «أسبوع الشهيد».
ورغم استمرار إخفاء الجماعة كعادتها الأرقام المتعلقة بحجم خسائرها البشرية، فإن قادة في الميليشيات مسؤولين عن أسر القتلى اعترفوا بمقتل أكثر من 90 ألف عنصر.
وكان معرض حوثي للصور كشف العام الفائت عن مقتل أكثر من ألف مجنّد من مديرية واحدة في العاصمة صنعاء، كانت الجماعة دفعت بهم إلى جبهات القتال، وذلك بالتزامن مع مطالبات عائلات بالإفصاح عن مصير العشرات من أبنائها الذين اقتادتهم في الأشهر الماضية إلى خطوط النار.
واتهم الأهالي في مديرية معين ثاني أكبر المديريات في العاصمة، من حيث عدد السكان الجماعة حينها بالوقوف وراء اختطاف أبنائهم وذويهم من شريحة الشباب والأطفال وإخضاعهم لدورات طائفية وعسكرية، ومن ثم تحويلهم إلى وقود ومحارق للموت.
وجاءت الاتهامات حسب ما أكدته مصادر محلية سابقا لـ«الشرق الأوسط»، عقب مشاهدة العشرات من الأسر أبناءها المختفين، وقد تم تعليق صورهم بشكل جماعي على سور مبنى البرلمان الجديد (تحت الإنشاء)، أثناء احتفال الجماعة بالذكرى السنوية لقتلاها.
وتحت ضغط أهالي المجندين اضطرت الجماعة الحوثية العام الماضي إلى تدشين العشرات من معارض الصور على الطريقة الإيرانية لقتلاها في جميع مديريات أمانة العاصمة، وفي مقدمتها مديرية معين التي تضم في نطاقها ثلاثة أحياء كبيرة، ونحو 97 حارة.
صور قتلى الحوثيين تغلق شوارع رئيسية في صنعاء
الميليشيات أقامت أكثر من 50 معرضاً في العاصمة خلال يومين
صور قتلى الحوثيين تغلق شوارع رئيسية في صنعاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة