وزير الطاقة السعودي: «أوبك بلس» تعمل وفق آلية اقتصادية بحتة بعيداً عن السياسة

كشف عن التوجه محليا لفتح نشاط توزيع الغاز أمام القطاع الخاص

وزير الطاقة السعودي متحدثاً للحضور أمس الأحد ضمن جلسات ملتقى الميزانية 2023 (تصوير: صالح الغنام)
وزير الطاقة السعودي متحدثاً للحضور أمس الأحد ضمن جلسات ملتقى الميزانية 2023 (تصوير: صالح الغنام)
TT

وزير الطاقة السعودي: «أوبك بلس» تعمل وفق آلية اقتصادية بحتة بعيداً عن السياسة

وزير الطاقة السعودي متحدثاً للحضور أمس الأحد ضمن جلسات ملتقى الميزانية 2023 (تصوير: صالح الغنام)
وزير الطاقة السعودي متحدثاً للحضور أمس الأحد ضمن جلسات ملتقى الميزانية 2023 (تصوير: صالح الغنام)

في وقت أكد أن بلاده لديها مقومات لتصبح أكبر دولة مصدرة للهيدروجين الأخضر والأزرق ما يعزز منهجية تنويع مصادر الدخل، شدد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، أمس، على أن مجموعة «أوبك بلس» تعمل وفق آلية ومنظور اقتصادي بحت دون الدخول في الجوانب السياسية والتحالفات.
وبين وزير الطاقة أن «أوبك بلس» تعمل في كل المراحل لتتعايش مع جميع المتغيرات، وأن التحدي الأساسي يكمن في الحفاظ على مصادر الدخل مهما بلغت المؤثرات، بالإضافة إلى الحد من تقلبات السوق ما يسهم في تعزيز فرص الاستثمار وتمكين القطاع.
وبين خلال جلسة بعنوان «طاقة مستدامة» ضمن ملتقى الميزانية 2030 الذي عقد أمس (الأحد) في الرياض، أن المجهود الجماعي لـ«أوبك» هو المحقق لمعجزة، بحسب قوله، خصوصاً في 2022، مبيناً أن العمل التكاملي يستوجب التوافق وبالتالي من الضروري إعطاء كل دولة في المجموعة أن تمارس حقها لتكون جزءاً من القرار.
واسترجع الأمير عبد العزيز بن سلمان حجم التحديات التي واجهت قطاع الطاقة في 2020 بعد أزمة كوفيد - 19 وما وصل إليه الآن بعد التقلبات الحادة، موضحاً أن التطورات العالمية الأخيرة أثبتت أن المجموعة اتخذت القرار الصحيح.
وقال إن هناك تشوهاً في مزيج الطاقة ويجري الآن تخفيف استهلاك النفط محلياً وزيادة توفير الطاقة من مصادر أخرى، مفيداً بأن السعودية تعتزم فتح نشاط توزيع الغاز محلياً أمام القطاع الخاص.
ووفقاً لوزير الطاقة السعودي: «عالجنا التحديات التي واجهتنا سابقاً، ولن نتردد في وضع الحلول لكل ما سيواجهنا مستقبلاً وفق مؤشرات وأهداف نعمل على تحقيقها... حرصنا نابع من المحافظة على الأسواق ومصادر الدخل».
وزاد الأمير عبد العزيز بن سلمان: «لدينا أنشطة كثيرة فيما يتعلق بالطاقة المتجددة، وهناك توجهات واعدة فيما يتعلق بتخصيص الطاقة».
وفي الجلسة ذاته، أفصح محمد أبو نيان، رئيس مجلس إدارة «أكوا باور»، عن تكلفة إنتاج الطاقة المتجددة في السعودية التي تعتبر الأقل في العالم، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك فصل بين المنظم والمشرع في قطاع الطاقة.
وواصل أبو نيان، أن محطة الشعيبة (غرب السعودية) تحرق ما يقارب 62 ألف برميل يومي من الزيت العربي الخفيف وتنتج 900 ميغاواط كهرباء و880 ألف متر مكعب تحلية مياه، مبيناً أنه في 2025 سيكون «صفر» استخدام الزيت.
وأضاف رئيس مجلس إدارة «أكوا باور» أن تعزيز المحتوى المحلي يتطلب تمكين القطاع الخاص، كون الحكومة تعمل دورها المطلوب في التشريع، وفي المقابل يقوم القطاع الخاص بالتنفيذ والاستثمار.
وتابع أبو نيان، أن هناك ثقة من المستثمرين المحليين وهذا يعود لكفاءة القطاع الحكومي العالية، مؤكداً كذلك أن البلاد ستقود العالم في الطاقة النظيفة.
من جانب آخر، أكد ملتقى أسبار في تقرير، صدر عنه أمس، بعنوان: «مستقبل الهيدروجين الأخضر كطاقة نظيفة بالمملكة العربية السعودية»، أهمية تنويع مصادر الطاقة في المملكة والانتقال إلى نظام طاقة أنظف وأكثر استدامة من خلال إنتاج الهيدروجين الأخضر.
وأشار التقرير إلى أن السعودية قطعت شوطاً كبيراً في إطار رؤية 2030 بتنويع مصادر الطاقة وزيادة المحتوى المحلي وذلك من خلال تطوير قطاعات صناعية جديدة والاستفادة من سلاسل الإمداد الحالية، مضيفاً أن الهيدروجين الأخضر من المشاريع الطموحة التي توجهت نحوها بوصلة السعودية لتحجز مكانها ضمن قائمة الدول الرائدة في قطاع الطاقة المتجددة في خضم التوجه العالمي الواسع نحو الطاقة النظيفة للحد من تغير المناخ، والتلوث البيئي، وتنويع مصادر استهلاك الطاقة.
وأوضح أن الهيدروجين الأخضر يتميز بأهداف حماية البيئة ومكافحة الاحتباس الحراري لكونه لا يولد إنتاجه واستخدامه كوقود ثاني أوكسيد الكربون أو تلوث في الهواء، كما ظهرت الأمونيا الخضراء خياراً آخر قد يصبح أكثر أهمية من الهيدروجين الأخضر، الذي يُنظر إليه بوصفه الوقود النظيف الأمثل في تحول الطاقة من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة، إذ يبحث العالم عن الطريق الأسرع للوصول على الحياد الكربوني.
وخلص التقرير إلى عدد من التوصيات منها البدء في إنشاء البنية التحتية لتمديد شبكات الغاز الطبيعي حالياً أو الهيدروجين مستقبلاً لتوصيله للتجمعات الصناعية في الجبيل وينبع والمدن الصناعية وغيرها، مما يعني الحل الأمثل لتحديات نقل الهيدروجين والغاز عموماً، وذلك ضمن مبادرة وزارة الطاقة (لإزاحة الوقود السائل) الأحفوري.
كذلك سن التشريعات والسياسات التي تؤصل وتمهد وتحفز على استخدام الطاقة المتجددة والنظيفة في التصنيع خاصة والأنشطة الاقتصادية عموماً، والاستثمار في بحوث وتقنيات الطاقة المتجددة محلياً بتوحيد الجهود تحت مظلة مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة وخارجياً عن إبرام اتفاقيات التعاون مع الدول المتقدمة في مجال الطاقة المتجددة.
وحث التقرير الشركات على زيادة الاهتمام بالتأثير السلبي للمنتجات على البيئة والمجتمع، وضرورة تبني مفاهيم التصنيع الأخضر؛ لتجنب حصول النفايات السامة والخطرة وتقليل الهدر في الإنتاج وهذا جانب من مسؤوليتهم الاجتماعية والأخلاقية.


مقالات ذات صلة

«أوبك» تخفّض مجدداً توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2024 و2025

الاقتصاد تتوقع «أوبك» أن يرتفع الطلب العالمي على النفط في عام 2024 بمقدار 1.61 مليون برميل يومياً (رويترز)

«أوبك» تخفّض مجدداً توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2024 و2025

خفّضت «أوبك» توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2024 و2025، يوم الأربعاء، في خامس خفض على التوالي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد منظر عام لمصفاة فيليبس 66 كما شوهدت من مدينة روديو بكاليفورنيا أقدم مدينة لتكرير النفط بالغرب الأميركي (رويترز)

النفط يرتفع بفضل توقعات ارتفاع الطلب من الصين في 2025

ارتفعت أسعار النفط قليلاً، في وقت مبكر اليوم الأربعاء، مع توقع المتعاملين بالسوق ارتفاع الطلب بالصين، العام المقبل.

الاقتصاد الأمين العام لمنظمة «أوبك» هيثم الغيص خلال منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي في سانت بطرسبرغ (أرشيفية - رويترز)

«أوبك»: تجديد تفويض هيثم الغيص أميناً عاماً للمنظمة لولاية ثانية

قالت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إنها جدَّدت ولاية الأمين العام، هيثم الغيص، لمدة 3 سنوات أخرى في اجتماع افتراضي عقدته المنظمة، يوم الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد مضخة نفطية في حقل بولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)

تراجع طفيف للنفط... والتوتر الجيوسياسي وسياسة الصين يحدان من خسائره

تراجعت أسعار النفط قليلاً يوم الثلاثاء متمسكة بمعظم مكاسبها من الجلسة السابقة. فيما حدّ التوتر الجيوسياسي وسياسة الصين من الخسائر.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد الأمين العام لمنظمة «أوبك» هيثم الغيص (أ.ف.ب)

هل يعاد انتخاب الغيص أميناً عاماً لـ«أوبك» غداً؟

من المقرر أن تعيد منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» انتخاب الأمين العام الحالي هيثم الغيص لفترة ثانية مدتها ثلاث سنوات.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«المركزي الروسي» يعلن عزمه بيع العملات الأجنبية بدءاً من يناير 2025

العلم الروسي فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
TT

«المركزي الروسي» يعلن عزمه بيع العملات الأجنبية بدءاً من يناير 2025

العلم الروسي فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)

أعلن البنك المركزي الروسي عزمه بيع عملات أجنبية بقيمة 8.86 مليار روبل (ما يعادل 89.05 مليون دولار) يومياً خلال النصف الأول من العام المقبل، وذلك بالإضافة إلى التدخلات المنفصلة التي ينفذها نيابة عن وزارة المالية.

ووفقاً للبنك، ستبدأ خطة مبيعات النقد الأجنبي هذه في 9 يناير (كانون الثاني) 2025 وتستمر حتى 30 يونيو (حزيران) من العام نفسه، وفق «رويترز».

وتأتي هذه العمليات في إطار «قاعدة الموازنة» الروسية، التي تعتمد على بيع وزارة المالية للعملات الأجنبية من صندوق الثروة الوطني في الأوقات الصعبة لتعويض أي نقص في الإيرادات الناتجة عن صادرات النفط والغاز، أو شراء العملات الأجنبية في حال تحقيق فائض.

وفي السياق ذاته، يقوم البنك المركزي ببيع العملات الأجنبية لتعكس الإنفاق من صندوق الثروة الوطني لتمويل عجز الموازنة ومشاريع الاستثمار. كما يُشرف البنك المركزي على تنفيذ عملياته النقدية وأيضاً تلك الخاصة بوزارة المالية.

وكان البنك المركزي قد أرجأ تنفيذ عمليات وزارة المالية في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بهدف تقليل التقلبات في السوق، وذلك بعد أن شهد الروبل تراجعاً كبيراً إلى أدنى مستوى له منذ عامين ونصف العام. وأوضح البنك أن صافي مبيعاته من العملات الأجنبية سيبلغ 3.41 مليار روبل خلال الأسبوع الأول من استئناف العمليات بعد عطلة رأس السنة، وتحديداً من 9 إلى 14 يناير 2025.

ومع فرض العقوبات الغربية نتيجة غزو روسيا لأوكرانيا، التي منعت موسكو من استخدام الدولار واليورو في تعاملاتها، لجأت السلطات الروسية إلى التدخل في سوق الصرف الأجنبي باستخدام اليوان الصيني. ومن المتوقع أن تؤدي مبيعات اليوان إلى المزيد من الضغوط على العملة الروسية، رغم أنها شهدت تحسناً منذ 19 ديسمبر (كانون الأول).

تجدر الإشارة إلى أن البنك المركزي أوقف تدخلات وزارة المالية مرات عدة في السابق، كان أبرزها بين منتصف عام 2023 وعام 2024، عندما انخفضت قيمة الروبل إلى أقل من 100 مقابل الدولار في أغسطس (آب) 2023. كما سبق أن علّق البنك جميع تدخلاته النقدية في عام 2022 مع التقلبات الحادة التي ضربت سوق العملات الروسية عقب إرسال موسكو قواتها إلى أوكرانيا.

ويوم الأربعاء، استقر الروبل الروسي قرب مستوى 100 مقابل الدولار الأميركي، بعد أن شهد تحسناً ملحوظاً في 5 جلسات متتالية؛ حيث تكيفت الأسواق مع العقوبات المالية الأميركية الجديدة التي تم فرضها في نوفمبر الماضي.

وتوقّع محللون احتمال تراجع الروبل قبل عطلة رأس السنة الجديدة في روسيا؛ حيث بدأ بعض اللاعبين في جني الأرباح على مراكز الروبل وشراء العملات الأجنبية للاحتفاظ بها خلال فترة العطلة.

وأوضح محللون من شركة «بي سي إس» للسمسرة أن الروبل أكمل موجة التعزيز بينما هبطت العملات الأجنبية إلى المنطقة المستهدفة، مع انخفاض الدولار إلى ما دون 100، ما دفع المتداولين النشطين إلى جني الأرباح المضاربية.