إقبال أفريقي على حيازة طائرات مسيرة في مواجهة «التنظيمات الإرهابية»

خبراء يرونها السلاح الأنسب لطبيعة دول القارة

إقبال أفريقي على حيازة طائرات مسيرة في مواجهة «التنظيمات الإرهابية»
TT

إقبال أفريقي على حيازة طائرات مسيرة في مواجهة «التنظيمات الإرهابية»

إقبال أفريقي على حيازة طائرات مسيرة في مواجهة «التنظيمات الإرهابية»

تمثل الطائرات بدون طيار سلاح المستقبل في استهداف الجماعات الإرهابية في أفريقيا، حيث المساحات الشاسعة وهشاشة سيطرة الجيوش النظامية في مقابل اتساع نفوذ التطرف في القارة. ووفق خبراء، تمكنت الطائرات المسيرة من إنشاء قوة جوية ضخمة الإمكانات في مجالات الاستطلاع والاستهداف، نظير مقابل مادي لا يقارن بالتكلفة الباهظة للطائرات العسكرية التقليدية، كما يتسم التدريب على استخدامها بالسهولة والسرعة، ما يجعل هذا السلاح الاختيار الأنسب للدول الأفريقية المنكوبة بالإرهاب.
وأخيراً حصلت نيجيريا على عدد من الطائرات بدون طيار، قالت إنها ستطور عمليات المراقبة لكشف الأنشطة الإرهابية والإجرامية في البلاد، بحسب موقع «ديفينس ويب» المتخصص في الشؤون العسكرية.
ونشر الموقع، في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بيان لشركة اليستير الفرنسية المنتجة للطائرات، قالت فيه إنها زودت قوات الشرطة النيجيرية بطائرات بدون طيار من طراز «أوريون» وأنه تم تسليم الطائرات بدون طيار والتدريب في أبوجا في بداية العام و«يتم الآن نشر الطائرات بدون طيار وتشغيلها يومياً».
وبحسب الموقع، يمكن نشر طائرات أوريون في دقائق كما يمكن نقلها بسهولة، وتسمح للمشغلين بإنشاء نقاط تفتيش سرية مع الحد الأدنى من البصمة اللوجيستية. كما أن الطائرات محصنة ضد التشويش ومناسبة للمهام النهارية والليلية ولديها مدى كشف يصل إلى 10 كم. ويبلغ وزنها 10.5 كجم.
وباستخدام الطائرات، نجحت الشرطة في التعرف على الجماعات الإرهابية المسلحة بفضل المراقبة المنفصلة واكتشاف التهديدات التي أصبحت ممكنة فوق منطقة تبلغ عدة كيلومترات خلال رحلات طيران على مدار 24 ساعة، وفقاً لـ«ديفينس ويب».
وبجانب نيجيريا، رصد تقرير نشرته «بي بي سي» في أغسطس (آب) الماضي تسارع دول أفريقية لشراء طائرات مسيرة تركية. بينها تسليم شحنة من طائرات «بيرقدار بي 2» التركية، إلى دولة توغو، التي تكافح من أجل كبح تسلل المقاتلين المتطرفين الذين ينتقلون جنوبا من بوركينا فاسو. كما حصلت النيجر في مايو (أيار) الماضي على ست طائرات من نفس الطراز لاستخدامها في عملياتها العسكرية ضد الجماعات المتطرفة في منطقة الساحل جنوب الصحراء الكبرى وحول بحيرة تشاد.
وتعتقد شانون زيمرمان المحاضرة في الدراسات الاستراتيجية بكلية الحرب الأسترالية، أن أهمية الطائرات بدون طيار تكمن في قدرتها على الوصول بسهولة أكبر إلى المناطق النائية وتغطية المزيد من المساحات الكبيرة.
وقالت زيمرمان لـ«الشرق الأوسط» في حين أن «الطائرات بدون طيار لديها مسافة محدودة للعمل خلالها إلا أنها تساعد في توفير التفاصيل في المناطق الشاسعة والتي غالباً ما تكون أقل كثافة سكانية بعيداً عن المدن والبلدات. وغالبا ما تكون مفيدة بشكل خاص بالقرب من المناطق الحدودية حيث يمكن برمجتها للطيران على طول الحدود والتقاط صور لمن يعبرون الحدود، وغالباً ما تكون هذه المعلومات حيوية في التعامل مع الهجرة والجريمة عبر الوطنية والإرهاب العابر للحدود». وترى زيمرمان أن الطائرات المسيرة ستمثل رقماً صعباً في مجال التصدي للإرهاب طالما «شرط استخدام المعلومات بشكل صحيح».
من جانبه، اعتبر أحمد بان الخبير في شؤون الحركات المتطرفة، أن تحرك الحكومات الأفريقية لشراء طيارات بدون طيار «منطقي حيث تمثل سلاحاً مناسباً للجغرافيا الواسعة والوعرة للقارة»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «تمتاز الطائرات بدون طيار بقلة تكلفتها وقدراتها العالية على الاستهداف ونجحت كسلاح في استراتيجية قطع الرؤوس حيث قتل عدد كبير من قيادات تنظيم القاعدة وتنظيم داعش بهذا السلاح».
وتصاعد الإرهاب في دول الساحل الأفريقي بشكل أسرع من أي منطقة أخرى في أفريقيا، بزيادة 140 في المائة منذ عام 2020. وأسفر هذا عن مقتل 8 آلاف شخص، ونزوح 2.5 مليون، بينما وصل عدد ضحايا هجمات تنظيم «داعش» وحده خلال 2022، إلى نحو ألف قتيل، وفقاً لتقرير «مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية» في واشنطن.


مقالات ذات صلة

هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

أفريقيا هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

بينما تستعد بريطانيا لتتويج الملك تشارلز الثالث (السبت)، وسط أجواء احتفالية يترقبها العالم، أعاد مواطنون وناشطون من جنوب أفريقيا التذكير بالماضي الاستعماري للمملكة المتحدة، عبر إطلاق عريضة للمطالبة باسترداد مجموعة من المجوهرات والأحجار الكريمة التي ترصِّع التاج والصولجان البريطاني، والتي يشيرون إلى أن بريطانيا «استولت عليها» خلال الحقبة الاستعمارية لبلادهم، وهو ما يعيد طرح تساؤلات حول قدرة الدول الأفريقية على المطالبة باسترداد ثرواتها وممتلكاتها الثمينة التي استحوذت عليها الدول الاستعمارية. ودعا بعض مواطني جنوب أفريقيا بريطانيا إلى إعادة «أكبر ماسة في العالم»، والمعروفة باسم «نجمة أفريقيا»، وا

أفريقيا «النقد الدولي»: أفريقيا الخاسر الأكبر من «الاستقطاب العالمي»

«النقد الدولي»: أفريقيا الخاسر الأكبر من «الاستقطاب العالمي»

مع تركيز مختلف القوى الدولية على أفريقيا، يبدو أن الاقتصادات الهشة للقارة السمراء في طريقها إلى أن تكون «الخاسر الأكبر» جراء التوترات الجيو - استراتيجية التي تتنامى في العالم بوضوح منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. وتوقَّع تقرير صدر، (الاثنين)، عن صندوق النقد الدولي أن «تتعرض منطقة أفريقيا جنوب الصحراء للخسارة الأكبر إذا انقسم العالم إلى كتلتين تجاريتين معزولتين تتمحوران حول الصين وروسيا من جهة، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في المقابل». وذكر التقرير أن «في هذا السيناريو من الاستقطاب الحاد، ما يؤدي إلى أن تشهد اقتصادات أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى انخفاضا دائماً بنسبة تصل إلى 4 في الما

أفريقيا السعودية والاتحاد الأفريقي يبحثان وقف التصعيد العسكري في السودان

السعودية والاتحاد الأفريقي يبحثان وقف التصعيد العسكري في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، اليوم (الثلاثاء)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة في السودان، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضها، بما يضمن أمن واستقرار ورفاهية البلاد وشعبها. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية السعودي، برئيس المفوضية، وتناول آخر التطورات والأوضاع الراهنة في القارة الأفريقية، كما ناقش المستجدات والموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
أفريقيا «مكافحة الإرهاب» تتصدر الأجندة الأوغندية في «السلم والأمن» الأفريقي

«مكافحة الإرهاب» تتصدر الأجندة الأوغندية في «السلم والأمن» الأفريقي

تتصدر جهود مكافحة ظاهرة التطرف والإرهاب، التي تؤرق غالبية دول القارة الأفريقية، الأجندة الأوغندية، خلال رئاستها مجلس السلم والأمن، التابع للاتحاد الأفريقي، في شهر مايو (أيار) الجاري. ووفق المجلس، فإنه من المقرر عقد اجتماع تشاوري في بروكسل بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، لمناقشة النزاعات والأزمات في البحيرات الكبرى والقرن والساحل، والصراع المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومكافحة تمرد حركة «الشباب» في الصومال، والتحولات السياسية المعقدة، فضلاً عن مكافحة الإرهاب في بلدان منطقة الساحل، كبنود رئيسية على جدول الأعمال. وأوضح المجلس، في بيان له، أن مجلس السلم والأمن الأفريقي سيناقش نتا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أفريقيا مكافحة «الإرهاب» تتصدر أجندة أوغندا في مجلس الأمن الأفريقي

مكافحة «الإرهاب» تتصدر أجندة أوغندا في مجلس الأمن الأفريقي

تتصدر جهود مكافحة ظاهرة «التطرف والإرهاب»، التي تقلق كثيراً من دول القارة الأفريقية، أجندة أوغندا، خلال رئاستها مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، في مايو (أيار) الحالي. ومن المقرر عقد اجتماع تشاوري في بروكسل بين الاتحادين الأوروبي والأفريقي؛ لمناقشة النزاعات والأزمات في البحيرات الكبرى والقرن والساحل، والصراع المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومكافحة تمرد حركة «الشباب الإرهابية» في الصومال، والتحولات السياسية المعقدة، فضلاً عن مكافحة «الإرهاب» في بلدان منطقة الساحل، كبنود رئيسية على جدول الأعمال. وأوضح المجلس، في بيان، أنه سيناقش نتائج الحوار الوطني في تشاد، ولا سيما المسألتين ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

محكمة نيجيرية تصدر أحكاماً بالسجن على 125 شخصاً أدينوا بالإرهاب

صورة تظهر آثار هجوم شنته عناصر من جماعة «بوكو حرام» في بلدة دالولي شمال شرق نيجيريا (رويترز)
صورة تظهر آثار هجوم شنته عناصر من جماعة «بوكو حرام» في بلدة دالولي شمال شرق نيجيريا (رويترز)
TT

محكمة نيجيرية تصدر أحكاماً بالسجن على 125 شخصاً أدينوا بالإرهاب

صورة تظهر آثار هجوم شنته عناصر من جماعة «بوكو حرام» في بلدة دالولي شمال شرق نيجيريا (رويترز)
صورة تظهر آثار هجوم شنته عناصر من جماعة «بوكو حرام» في بلدة دالولي شمال شرق نيجيريا (رويترز)

أصدرت محكمة خاصة في نيجيريا أحكاماً بالسجن على 125 شخصاً فيما يتعلق باتهامات بتورطهم في الإرهاب، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية، وتردد أن معظم المتهمين، في أول محاكمة جماعية منذ سنوات، أعضاء في جماعة «بوكو حرام» المتشددة، التي نفذت عمليات خطف وهجمات انتحارية في تلك الدولة الواقعة غرب أفريقيا.

وقال المدعي العام ووزير العدل النيجيري، لطيف فاجبيمي، إن المحكمة أدانت 85 شخصاً بتمويل الإرهاب في إطار المحاكمة. كما أدانت أيضاً 22 شخصاً آخرين في جرائم بموجب قوانين المحكمة الجنائية الدولية، مثل جرائم ضد الإنسانية، أو جرائم الحرب مثل التعذيب أو الاغتصاب. وحُكم على المتهمين الآخرين في تهم مختلفة أيضاً تتعلق بالإرهاب.

وجاء في بيان رسمي أنه حكم على المتهمين بالسجن لمدد مختلفة، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل. وأدى تمرد لـ«بوكو حرام» إلى مقتل الآلاف، ونزوح الملايين منذ بدئه في 2009، ما أحدث أزمة إنسانية في شمال شرق نيجيريا، وزاد الضغوط على الحكومة من أجل إنهاء الصراع.

وقال قمر الدين أوجونديلي، المتحدث باسم مكتب المدعي العام، في بيان، في وقت متأخر أمس الجمعة: «لقد أُدينوا بتهم تصل إلى الإرهاب وتمويله، وتقديم الدعم المادي، وفي قضايا تتعلق بجرائم من اختصاص المحكمة الجنائية الدولية». وجرت آخر محاكمات جماعية لمشتبه في انتمائهم إلى «بوكو حرام» بين 2017 و2018، وأُدين خلالها 163 شخصاً، فيما أُفرج عن 887 آخرين.

وذكر أوجونديلي أن من بين المدانين السابقين من أكمل مدة عقوبته، ونُقل إلى مركز إعادة تأهيل معروف باسم «عملية الممر الآمن في ولاية جومبي» شمال شرق نيجيريا «من أجل إعادة تأهيلهم، والقضاء على تطرفهم، ثم إعادة دمجهم في المجتمع».

واختطفت «بوكو حرام» أكثر من 270 فتاة من مدرسة في بلدة تشيبوك، الواقعة شمال شرق البلاد في أبريل (نيسان) 2014، وهو هجوم أثار حالة من الغضب، وأدى إلى إطلاق حملة عالمية تحت وسم (هاشتاغ) #أعيدوا فتياتنا. وعاد أكثر من نصف الفتيات، إلا أن كثيراً منهن عدن وقد أنجبن عدة أطفال. وأظهرت تفاصيل الإدانات الأحدث أن 85 أُدينوا بتمويل الإرهاب، و22 أُدينوا في جرائم تتعلق باختصاص المحكمة الجنائية الدولية، بينما أُدين البقية بالإرهاب.