آلاف الأكراد يتظاهرون تنديداً بالهجمات التركية في شمال سوريا

خلال تشييع أشخاص قُتلوا جراء القصف التركي شمال سوريا في 21 نوفمبر الحالي (رويترز)
خلال تشييع أشخاص قُتلوا جراء القصف التركي شمال سوريا في 21 نوفمبر الحالي (رويترز)
TT

آلاف الأكراد يتظاهرون تنديداً بالهجمات التركية في شمال سوريا

خلال تشييع أشخاص قُتلوا جراء القصف التركي شمال سوريا في 21 نوفمبر الحالي (رويترز)
خلال تشييع أشخاص قُتلوا جراء القصف التركي شمال سوريا في 21 نوفمبر الحالي (رويترز)

تظاهر الآلاف في مدينة القامشلي، اليوم الأحد، تنديداً بالهجمات الجوية التركية على مواقع كردية وتهديدات أنقرة بشن عملية برية جديدة ضد مناطق سيطرة القوات الكردية في شمال وشمال شرقي سوريا، وفق ما أفاد به مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.
ففي 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أطلقت تركيا سلسلة ضربات جوية استهدفت مواقع لـ«حزب العمال الكردستاني» في العراق ولـ«قوات سوريا الديمقراطية»؛ على رأسها «وحدات حماية الشعب» الكردية في سوريا، في هجوم قالت إنه جاء رداً على اعتداء إسطنبول في 13 نوفمبر الحالي، الذي أسفر عن مقتل 6 أشخاص. ونفى الطرفان الكرديان أي دور لهما فيه.
ومنذ ذلك الحين، علت التهديدات التركية بشن هجوم بري أيضاً ضد مناطق سيطرة القوات الكردية في سوريا، رغم رفض واشنطن، الداعمة للأكراد، وموسكو، الداعم الرئيسي لدمشق.
وقد تظاهر الآلاف في مدينة القامشلي السورية رافعين صور قتلى سقطوا جراء الضربات التركية، ومرددين هتافات: «يسقط يسقط (الرئيس التركي رجب طيب) إردوغان»، و«تعيش مقاومة (روج أفا)» أي «غرب كردستان». كما حمل المتظاهرون صوراً للزعيم الكردي عبد الله أوجلان المسجون في تركيا، ولافتة كُتب عليها أن «التعاون مع الدولة التركية هو عداء لكل الشعوب».
وقال المتظاهر صلاح الدين حمو (55 عاماً) لوكالة الصحافة الفرنسية: «نريد أن نرسل رسالة للعالم أننا نتعرض للإبادة على مرأى ومسمع الجميع»، مضيفاً: «للأسف؛ إنهم يتفرجون دون أن يُحرّكوا ساكناً». وقالت سهام سليمان (49 عاماً): «لن تنكسر إرادة الشعب الكردي، ولن نترك أرضنا ومقابر أبنائنا».
ومنذ بدء الحملة الجوية التركية، دعت «قوات سوريا الديمقراطية» الولايات المتحدة وروسيا إلى اتخاذ مواقف أكثر «حزماً» لمنع أنقرة من مواصلة ضرباتها، ومن شن هجوم بري ضد الأكراد.
وخلال الأسبوع الماضي؛ استمرت الضربات الجوية التركية عبر الطيران الحربي والمسيرات بشكل متقطع في شمال وشمال شرقي سوريا. واستهدفت بشكل رئيسي مواقع لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، وطالت أيضاً مواقع لقوات النظام السوري الذي ينتشر عناصره في مناطق سيطرة الأكراد بموجب اتفاقات مسبقة كان هدفها منع التمدد التركي.
وأسفرت الضربات التركية منذ 20 نوفمبر عن مقتل 59 شخصاً، بينهم 35 مقاتلاً من «قوات سوريا الديمقراطية» وحلفائها، و23 عنصراً من قوات النظام السوري؛ وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي أشار إلى أن معظمهم سقطوا في اليوم الأول للغارات.
ولم تعلن دمشق سوى عن مقتل «عدد» من عسكرييها في اليوم الأول للضربات. وبعد هدوء استمر 3 أيام، استهدفت الطائرات الحربية التركية بكثافة فجر الأحد؛ وفق «المرصد»، مناطق سيطرة الأكراد في ريف حلب الشمالي.
ومنذ 2016، شنت أنقرة 3 عمليات عسكرية استهدفت أساساً المقاتلين الأكراد في سوريا، وسيطرت مع فصائل سورية موالية لها على منطقة حدودية واسعة. ومنذ آخر هجوم لها في 2019، هددت مراراً بشن عملية جديدة.
وحدد إردوغان قبل أيام أهداف العملية البرية الجديدة؛ وهي مناطق تل رفعت (شمال حلب) ومنبج (شمال شرقي حلب) وكوباني (شمال الرقة)، في إطار هدفه الأوسع بإقامة ما يطلق عليها «منطقة آمنة» بعمق 30 كيلومتراً.


مقالات ذات صلة

«قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

المشرق العربي «قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

«قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

أعلنت سوريا، أمس، سقوط قتلى وجرحى عسكريين ومدنيين ليلة الاثنين، في ضربات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع في محيط مدينة حلب بشمال سوريا. ولم تعلن إسرائيل، كعادتها، مسؤوليتها عن الهجوم الجديد الذي تسبب في إخراج مطار حلب الدولي من الخدمة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي لا تأكيد أميركياً لقتل تركيا زعيم «داعش» في سوريا

لا تأكيد أميركياً لقتل تركيا زعيم «داعش» في سوريا

في حين أعلنت الولايات المتحدة أنها لا تستطيع تأكيد ما أعلنته تركيا عن مقتل زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي أبو الحسين الحسيني القرشي في عملية نفذتها مخابراتها في شمال سوريا، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن قوات بلاده حيدت (قتلت) 17 ألف إرهابي في السنوات الست الأخيرة خلال العمليات التي نفذتها، انطلاقاً من مبدأ «الدفاع عن النفس».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي إردوغان يعلن مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا

إردوغان يعلن مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، يوم أمس (الأحد)، مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا خلال عملية نفذتها الاستخبارات التركية. وقال إردوغان خلال مقابلة متلفزة: «تم تحييد الزعيم المفترض لداعش، واسمه الحركي أبو الحسين القرشي، خلال عملية نفذها أمس (السبت) جهاز الاستخبارات الوطني في سوريا». وكان تنظيم «داعش» قد أعلن في 30 نوفمبر (تشرين الأول) مقتل زعيمه السابق أبو حسن الهاشمي القرشي، وتعيين أبي الحسين القرشي خليفة له. وبحسب وكالة الصحافة الفرنيسة (إ.ف.ب)، أغلقت عناصر من الاستخبارات التركية والشرطة العسكرية المحلية المدعومة من تركيا، السبت، منطقة في جينديرس في منطقة عفرين شمال غرب سوريا.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
المشرق العربي الرئيس التونسي يعيّن سفيراً جديداً لدى سوريا

الرئيس التونسي يعيّن سفيراً جديداً لدى سوريا

قالت الرئاسة التونسية في بيان إن الرئيس قيس سعيد عيّن، اليوم الخميس، السفير محمد المهذبي سفيراً فوق العادة ومفوضاً للجمهورية التونسية لدى سوريا، في أحدث تحرك عربي لإنهاء العزلة الإقليمية لسوريا. وكانت تونس قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع سوريا قبل نحو عشر سنوات، احتجاجاً على حملة الأسد القمعية على التظاهرات المؤيدة للديمقراطية عام 2011، والتي تطورت إلى حرب أهلية لاقى فيها مئات آلاف المدنيين حتفهم ونزح الملايين.

«الشرق الأوسط» (تونس)
المشرق العربي شرط «الانسحاب» يُربك «مسار التطبيع» السوري ـ التركي

شرط «الانسحاب» يُربك «مسار التطبيع» السوري ـ التركي

أثار تمسك سوريا بانسحاب تركيا من أراضيها ارتباكاً حول نتائج اجتماعٍ رباعي استضافته العاصمة الروسية، أمس، وناقش مسار التطبيع بين دمشق وأنقرة.


الأمم المتحدة: الهجمات التي تستهدف الجيش اللبناني «انتهاك صارخ» للقرار 1701

جنود لبنانيون يتجمعون في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت موقعاً للجيش في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
جنود لبنانيون يتجمعون في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت موقعاً للجيش في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة: الهجمات التي تستهدف الجيش اللبناني «انتهاك صارخ» للقرار 1701

جنود لبنانيون يتجمعون في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت موقعاً للجيش في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
جنود لبنانيون يتجمعون في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت موقعاً للجيش في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

قال ستيفان دوغاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، يوم الاثنين، إن المنظمة الدولية تشعر بالقلق إزاء تصاعد الأعمال القتالية بين «حزب الله» اللبناني والجيش الإسرائيلي، والهجمات التي تعرض لها الجيش اللبناني.

ونقل موقع الأمم المتحدة عن دوغاريك قوله «قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) تشعر بقلق بالغ إزاء الضربات العديدة التي تعرضت لها القوات المسلحة اللبنانية على الرغم من إعلان عدم مشاركتها في الأعمال القتالية»، مشيراً إلى أن القوات المسلحة اللبنانية أعلنت عن مقتل 45 جندياً على الأقل في هجمات وقعت مؤخراً.

وأضاف دوغاريك أن الهجمات التي تستهدف القوات المسلحة اللبنانية «تشكل انتهاكاً صارخاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701، وكذلك القانون الإنساني الدولي، الذي يحظر استهداف الذين لا يشاركون في الأعمال القتالية».

وقال المتحدث إن الأمم المتحدة لا تزال «تشعر بقلق عميق إزاء تصعيد الأعمال العدائية والدمار الواسع النطاق والخسائر في الأرواح عبر (الخط الأزرق) الذي يفصل بين لبنان وإسرائيل».

وتابع قائلاً «نحث جميع أطراف الصراع على حل خلافاتهم من خلال المفاوضات، وليس من خلال العنف».

واتسع نطاق الحرب الإسرائيلية ليشمل لبنان في سبتمبر (أيلول) بهدف القضاء على «حزب الله» الذي كان يشن هجمات على إسرائيل منذ العام الماضي دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة.

وأدت الهجمات الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من ثلاثة آلاف في لبنان حتى الآن.وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية ولبنانية خلال الساعات الماضية عن قرب الاتفاق على وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».