«سقوط شجرة الحور»... رواية تركية تدور أحداثها في نصف ساعة

«سقوط شجرة الحور»... رواية تركية تدور أحداثها في نصف ساعة
TT

«سقوط شجرة الحور»... رواية تركية تدور أحداثها في نصف ساعة

«سقوط شجرة الحور»... رواية تركية تدور أحداثها في نصف ساعة

صدرت عن دار «العربي» بالقاهرة، رواية «سقوط شجرة الحور» للكاتبة التركية سيفجي سويسال، ترجمة سوسنة سيد، التي تدور أحداثها في مدينة أنقرة في مدة زمنية لا تتجاوز نصف ساعة فقط، رغم أنها تقع في 325 صفحة. وبحسب ما جاء في مقدمة العمل على لسان الناقد التركي مصطفى تونالي، فإننا إزاء نص يشبه صورة فوتوغرافية قديمة التُقطت تحت شمس الظهيرة، إنها حكاية عملاقة متشعبة أكثر من كونها رواية، فهي لا تصور فقط لحظة سقوط شجرة الحور، بل ترصد التفاعلات والعلاقات بين عدد من الشخصيات والأحداث عبر 30 دقيقة هي المدة اللاحقة للحدث الرئيسي، وهو سقوط تلك الشجرة في أحد أهم وأشهر ميادين العاصمة. ورداً على الانتقاد المتكرر بأن العمل يفتقد «وحدة الرواية»، وجاء عبارة عن قصص إنسانية متفرقة، تقول سيفجي سويسال، إنها كتبت الرواية «مجازفة بالتعرض لمثل هذا الانتقاد؛ إذ أرادت النظر عبر عدسة آلة تصوير سينمائية إلى حشد العاصمة الذي يتدفق من ميدان (كيزيلاي) إلى مطعم (بيكنك) في وقت الظهيرة في أثناء سقوط شجرة عملاقة، بحيث أبحث في الخلفيات الاجتماعية والنفسية للأشخاص الذين دخلوا نطاق هذه العدسة».
ومنذ اللحظة الأولى، يضعنا العمل في ذروة الأحداث، حيث شجرة الحور على وشك السقوط، ورجال الإطفاء يهرعون هنا وهناك لاتخاذ التدابير الاحترازية، وتدفق حشد البشر النابض بالحياة. هناك البائع أحمد بعد أن مر بإخفاق أمام «شكران هانم» في القبو في فترة استراحة الغداء، يصطدم أمام المتجر الكبير بـ«خديجة هانم» التي تتقدم الصفوف لتدلف إلى المتجر فور افتتاحه. يتجاوزها «أحمد»، في حين تلعنه «خديجة» التي تخرج من المتجر مستمدة القوة من ملاعق الشاي التي سرقتها للتو، فيستاء منها «نجيب بيه» الذي يعيش على عائدات تأجير عقاره لتجاهلها التحية شديدة اللباقة التي ألقاها عليها.
وتتعدد بقية الشخصيات بحكاياتها التي لا تنتهي في متاهة درامية، فتظهر «ماهيتاب»، موظفة البنك التي نشأت في بيئة فقيرة، وترى «نجيب بيه» بوصفه خائناً ممن يجعلون حكايتها الخيالية مستحيلة التحقق، وذلك جراء سحبه المستمر لأمواله من البنك، وأيضاً بنشره اليأس في قلبها، وزعزعة آمالها في أن كل شيء سيتغير يوماً ما بفعل المبلغ الذي ادخرته في البنك، على أمل أن تستثمره يوماً ما وتخرج من دائرة الفقر.
والشخصية الأخرى «جونجور» يستمتع باستمرار نجاح مسيرته المهنية التي بدأها بتلوين بيض «عيد الفصح» وبيعه للأميركيين من السياح. يصف نفسه بعبارة: «أنا شخص مثالي»، لكنه يغضب من تنمر «نجيب بيه» ضد نادل المطعم «علي»، وسخريته من مستواه الاجتماعي المتدني. وعبر «علي» نتعرف على شخصية «دوغان»، فهما صديقان مقربان رغم التفاوت الطبقي بينهما، ولا يمانع الأخير من زواج صديقه بأخته؛ نظراً لقناعته بقوة ثقافة وشخصية «علي» الذي يساهم في تغيير نظرة «دوغان» لنفسه وللعالم.
اتسم السرد في الرواية بالإيقاع اللاهث بسبب الضغط الزمني للأحداث، فضلاً عن تعدد الشخصيات بسبب طبيعة البناء الفني المركب الذي يقوم على فكرة «توليد الحكاية» من حكاية أخرى.
وجاءت الشخصيات شديدة الواقعية، بحيث تعكس فعلاً بعض الأنماط السائدة في المجتمع التركي المعاصر.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

السعودية تؤكد التزامها بالحفاظ على التراث الثقافي

السعودية ثمّنت حرص البرازيل على دعم استمرارية المسار الثقافي بمجموعة العشرين (واس)
السعودية ثمّنت حرص البرازيل على دعم استمرارية المسار الثقافي بمجموعة العشرين (واس)
TT

السعودية تؤكد التزامها بالحفاظ على التراث الثقافي

السعودية ثمّنت حرص البرازيل على دعم استمرارية المسار الثقافي بمجموعة العشرين (واس)
السعودية ثمّنت حرص البرازيل على دعم استمرارية المسار الثقافي بمجموعة العشرين (واس)

أكدت السعودية، الجمعة، التزامها بالحفاظ على التراث الثقافي، وتطلّعها لتوطيد مكانة الثقافة، بعدّها قوةً دافعة للتنمية المستدامة، ومصدر إلهام لأجيال المستقبل لبناء عالم أفضل.

جاء ذلك في كلمة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي، التي ألقاها نيابةً عنه المهندس فهد الكنعان وكيل الوزارة للعلاقات الثقافية الدولية، خلال الاجتماع الوزاري الخامس لوزراء ثقافة دول مجموعة العشرين بمدينة سلفادور البرازيلية.

وقال الكنعان إن الثقافة تُمثِّل أولوية رئيسية في «رؤية 2030»، وتؤمن السعودية بدورها في ربط ماضينا، وإثراء حاضرنا، وصنع مستقبلنا المشترك، مشيراً إلى أن قطاعاتها تحظى بدعمٍ غير محدود من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

الثقافة تُمثّل أولوية رئيسية في «رؤية السعودية 2030» (واس)

وأضاف أن السعودية تعتز بمبادرتها لعقد الاجتماع الأول لوزراء ثقافة دول مجموعة العشرين على هامش رئاستها في عام 2020 تحت شعار «نهوض الاقتصاد الثقافي: نموذج جديد»، لافتاً إلى أن ذلك «يعكس إيماننا المشترك بالثقافة كمنفعة عالمية عامة»، ومُنوهاً بالجهود الدولية الساعية لاستمرارية اجتماع المسار الثقافي كهدفٍ مشترك.

ونقل الكنعان تقدير السعودية لجهود الرئاسة البرازيلية في مواصلة ترسيخ الثقافة بالمجموعة تحت شعار «بناء عالم عادل وكوكب مستدام»، ودعمها الأولويات الثقافية، والمتضمنة دعم الاندماج الاجتماعي، والاستفادة من البيئة الرقمية مع حماية حقوق النشر، وتعزيز الاقتصاد الإبداعي لتحقيق النمو المستدام، وحماية التراث الثقافي.

وأشار إلى أن السعودية قدّمت مبادرات نوعيّة في هذا السياق، منها إطلاق مركز عالمي متخصص في إدارة التراث الثقافي المغمور تحت مياه البحر الأحمر والخليج العربي، واستعادته والحفاظ عليه، وفقاً لأفضل الممارسات والمعايير العالمية.