مهرجان «ما بين بين» مساحات من الإبداع تضيء بيروت

ينظمه المركز الثقافي البريطاني في لبنان

الفريق المنظم لمهرجان «ما بين بين» خلال الإعلان عن فقراته (من المركز البريطاني)
الفريق المنظم لمهرجان «ما بين بين» خلال الإعلان عن فقراته (من المركز البريطاني)
TT

مهرجان «ما بين بين» مساحات من الإبداع تضيء بيروت

الفريق المنظم لمهرجان «ما بين بين» خلال الإعلان عن فقراته (من المركز البريطاني)
الفريق المنظم لمهرجان «ما بين بين» خلال الإعلان عن فقراته (من المركز البريطاني)

حزم المجلس الثقافي البريطاني أمره في ما يخص تنظيمه للنشاطات الفنية، فقد قرر أن يشارك فيها بعد أن كان ينظمها ويشرف عليها فقط. وفي مؤتمر صحافي عقد في مركز «ستايشن» الثقافي، أعلن مارك معركش مدير الفنون في المجلس المذكور عن هذا التبديل. وأطلق في المناسبة مهرجان «ما بين بين» (in between) الثقافي والفني. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «الفنون حاضرة دائماً في نشاطات المجلس الثقافي البريطاني. لكن منذ نحو سنة ونيف أعدنا النظر بالاستراتيجية الخاصة بنا. ففي السابق كنا نعتمد على دعم مادي يوزع على شركائنا في الحقل الثقافي من دون أن يكون لنا أي دور مباشر فيه. وكان هذا الدعم يجري لمرة واحدة فقط فلا يغطي هذه النشاطات لمدة طويلة. اليوم تبدل الأمر ليأخذ منحى مغايراً يعتمد على العمل وعلى المدى الطويل مع شركائنا، بحيث يقام هذا النوع من النشاطات لأكثر من مرة».
وبذلك بدأ المجلس يخطط لبناء الصناعات الإبداعية مع شركائه من مبدأ شراكة فاعلة، يلعب خلالها دوراً أساسياً. وانتقل من فكرة الداعم إلى فكرة الشريك، ليكمل تغطية 4 قطاعات إبداعية، هي الموسيقى والرقص وفنون الأداء والألعاب الافتراضية. ويتابع معركش: «اعتبرنا أن القطاع الأخير يصب في عالم الإبداع الفني، ولا سيما أنه يملك قدرات كبيرة محلياً. لكنه يعاني من سوء تنظيم البنى التحتية في البلاد كي يكبر ويتوسع».
يبدأ مهرجان «ما بين بين» في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، ويستمر إلى 20 منه. ويقدم المهرجان برنامجاً متنوعاً من 23 نشاطاً من عروض مسرحية وراقصة وتجهيزات فنية، إضافة إلى الحفلات الموسيقية والندوات وإطلاق المنشورات وفرص للتشبيك في 9 مساحات مختلفة في بيروت. ويتم تحقيقه بالشراكة مع 28 كياناً ثقافياً، كما سيستضيف المهرجان 15 مندوباً من المملكة المتحدة لتطوير العلاقات والمبادرات مع محركي القطاع الثقافي والإبداعي في لبنان. ويلقي الضوء على مبادرات، هدفها بناء القدرات المهنية في قطاعات الفنون البصرية، ليشمل المسرح والأدب، ويفتح أبوابه مجاناً أمام رواده.
ويفتتح المهرجان أولى فعالياته في مصنع أبرويان في برج حمود بمعرضين رئيسيين للفنون البصرية. أحدهما بعنوان «تخيل أن الغد» وآخر «أناتومي السقوط». ويسلطان الضوء على انطباعات الماضي ورؤى المستقبل من منظور 22 فناناً بصرياً ناشئاً. وعلى الجانب الآخر من الشارع نفسه، تستضيف سينما رويال مسرحية «شي وولفز»، التي تروي قصص حاكمات إنجلترا المنسيات بعدسة نسائية، ومسرحية «ليذر فايس» التي تتعمق في نفسية زوجين بعد وحي صادم. وفي الوقت نفسه، يتم إطلاق التجهيز الفني «بيروت ناراتيفز» لسيلين وتاتيانا أسطفان لمشاركة الزوار بعض ذكرياتهم عن انفجار بيروت وانعكاساتها عليهما.
أما سبب تسمية المهرجان «ما بين بين»، فإشارة إلى أن بيروت لا توفر فرصة التأكيد على أنها منارة ثقافية لا تنطفئ، ولو تطلب منها ذلك بين أزمة وأخرى. فهي تطل من خلال أدمغة أبنائها المبدعة كي تحيي شعارها هذا، مهما كلفها الأمر.
أما ختام المهرجان في 20 الحالي فيبدأ بجولة لاستكشاف فن الشارع بين منطقتي الحمرا البيروتية وعالية الجبلية. وخلال فترة ما بعد الظهر، سيتم تحت عنوان «العب» عرض مجموعة مختارة من الألعاب الإلكترونية اللبنانية، وتجري مناقشات حول هذا القطاع، تتناول التصميم، وصولاً إلى التطوير.
ومساء، تصور مسرحية «فليد» ممثلين يرثان دون وعي الدورين الخاصين بشخصيتهما. هذا العمل يبنى على المساحة المألوفة حالياً عند اللبنانيين، والرغبة في المغادرة والهجرة الفعلية.
وبعد 5 أيام من النشاطات الفنية والثقافية، سيحمل اليوم الأخير للمهرجان مسرحية «فرحة». فيكون الجمهور مدعواً لزيارة شقق مختلفة في مبنى من ثلاثينات القرن العشرين، يقع في منطقة برج حمود. ويلقي نظرة على الحياة الحميمة لسكانها، وكذلك مشاهدة الاستعدادات لحفل زفاف يقام في باحة هذا المبنى.
ويشرح كارل حديفة عن هذا العمل الخارج عن المألوف لـ«الشرق الأوسط»: «تتألف المسرحية من جزءين، الأول منهما يكتشف خلاله الجمهور حياة كل واحد من الممثلين المجسدين أدوار سكان المبنى الذي يدور فيه العمل. ولكن من دون إمكانية التواصل معهم مباشرة، بل افتراضياً. فيمكن للممثل أن يمر من أمام أحد الحاضرين، وكأنه يمر أمام فراغ. وفي الجزء الثاني يجتمع الحضور في حديقة المبنى للاحتفال بحفل زفاف». ويشارك في هذا العمل، الذي كتبه وأخرجه كل من مارك حديفة وجوليان بطرس، عدد من الفنانين المعروفين، كفايق حميصي وريتا الأشقر وكايتي يونس ومازن كيوان ورامز عوض وغيرهم.
ومن النشاطات الأخرى التي يشهدها المهرجان، العرض الراقص الاختباري «بيفور يو غو»، ويضم أكثر من 6 راقصين. يبدأون عروضهم على الطريق مع الجمهور، وصولاً إلى قصر سرسق. كما سيتم إطلاق كتاب «فيتش يور مازرز هارت» لليزا لوكس، وهو مجموعة من القصائد حول العنف والنزوح.
وفي لقاء يجري في 18 الحالي، بعنوان «All Hands On Deck»، سيتم تناول قطاع الرقص من خلال دعوة المحترفين للمناقشة واتخاذ الإجراءات التي تساعد على تنمية هذا القطاع في مركز «ستايشن» الثقافي. ويتم إطلاق مجلة «AMBIT 248» التي تطرح فكرة الحرب، من خلال تفسيرات فنية جديدة. ويتخلل الحدث معرض لمساهمات الفنانين في المجلة، ويختتم بأداء أبيات شعر. بعد ذلك، سيسلط حفل «شروق» الضوء على مشهد موسيقي جديد من لبنان بـ3 عروض غنائية.
وفي اليوم ما قبل الأخير للمهرجان، أي في 19 نوفمبر، سيعقد حدث احترافي للتعارف السريع بين الفنانين الناشئين وأكثر من 30 محترفاً لبنانياً وبريطانياً. وتستمر المحادثات حتى الكشف عن «FIELDS OF POWER»، وهي جدارية تعاونية حول الوعي البيئي وتمكين المرأة، تجري في مركز «بيروت ديجيتال ديستريكت». كما سيتم افتتاح التركيب الرقمي «ناين أيرث» لاستكشاف العلاقة بين الأحداث اليومية والاستخدام البشري المفرط لموارد الأرض.
ويحجز المهرجان مساحة من نشاطاته للفكاهة، فيعرض «الفيلسوف» في مركز جريدة السفير. ومساء، تعرض مسرحية «فطائر ببندورة» لهبة نجم. ويختتم هذا النهار الطويل مع عمل فني منسوج من الموسيقى والأداء التشاركي، بعنوان «صدى العتمة».


مقالات ذات صلة

«مشروع توثيقي» لمصري يفوز بجائزة من «وورلد برس فوتو»

يوميات الشرق «مشروع توثيقي» لمصري يفوز بجائزة من «وورلد برس فوتو»

«مشروع توثيقي» لمصري يفوز بجائزة من «وورلد برس فوتو»

«هنا الأبواب لا تعرفني» عنوان المشروع، الذي فاز به المصور المصري الشاب محمد مهدي في المسابقة الدولية للتصوير الفوتوغرافي «وورلد برس فوتو» لعام 2023.

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق «الإسماعيلية التسجيلي» يُبرز مسيرة سينمائيين مصريين

«الإسماعيلية التسجيلي» يُبرز مسيرة سينمائيين مصريين

يحتفي «مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة» خلال دورته اﻟ24. بمسيرة 2 من السينمائيين المصريين، وهما مدير التصوير السينمائي دكتور محمود عبد السميع، والناقد والمؤرخ محمود علي، اللذين جمعهما توثيق السينما، حيث وثقها عبد السميع بالكاميرا عبر أفلامه، بينما وثقها علي بالقلم عبر كتب وموسوعات عن تاريخ السينما، واستهل المهرجان أولى فاعلياته بإقامة ندوة لكل منهما ظهر اليوم (الأربعاء). وأكد مدير التصوير السينمائي عبد السميع، خلال الندوة، أنه «كلما كانت اللقطة التي يتم تصويرها واقعية جنح الفيلم إلى التوثيق». وقال إن «الصورة يجب أن تبقى في خدمة المضمون في الفيلم التسجيلي بعيداً عن الجماليات».

انتصار دردير (الإسماعيلية)
يوميات الشرق مسعود هانتشر ممسكاً بيد ابنته إرماك البالغة 15 عاماً المتوفاة تحت الأنقاض جراء الزلزال في كهرمان ماراش (أ.ف.ب)

حملة تضامن مع رجل تركي ينشر صورته ممسكاً بيد ابنته المتوفاة تحت الأنقاض

حرّكت صورة مسعود هانتشر ممسكاً بيد ابنته المتوفاة تحت الأنقاض، عقب الزلزال العنيف الذي ضرب تركيا يوم 6 فبراير (شباط)، العالم بأسره، واستتبعت حملة من التضامن مع هذا الرجل المحطم، كما روى لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». بعد نحو 3 أسابيع على هذه الكارثة الطبيعية التي أودت بأكثر من 44 ألف شخص في تركيا، غادر هانتشر، وهو والد لأربعة أطفال، من بينهم إرماك (15 عاماً) التي قضت مدفونة تحت أنقاض مبنى من 8 طوابق، بلدته كهرمان مراش، في جنوب شرقي تركيا، ليستقر في أنقرة. وقال: «لقد فقدت أيضاً والدتي وإخوتي وأبناء إخوتي في الزلزال. لكن دفن ولدك لا نظير لمأساويته...

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
يوميات الشرق الفنانة الروسية - (الجامعة الأميركية بالقاهرة)

فوتوغرافية روسية تعيد اكتشاف المباني المهجورة في مصر (صور)

تأثرت المصورة الفوتوغرافية الروسية زينيا نيكولسكايا بالبنايات القديمة بمدينة سانت بطرسبرغ، التي تم تأسيسها عام 1703-، كميناء مهم وقاعدة بحرية، لدرجة أنه أُطلق عليها لقب «نافذة على أوروبا» من قبل مؤسسها بطرس الأكبر، ولا تزال كذلك.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)
يوميات الشرق بنايات تعكس وجه السودان القديم (الشرق الأوسط)

مباني الخرطوم المهجورة تعود إلى الحياة عبر الصور

«سودانية بكتوريل التصويرية» هو واحد من برامج كثيرة لإحياء بنايات تعكس وجه السودان القديم، عبر توثيق لمبانيه المهجورة والأثرية التي أشرفت على الاندثار، بإعادة قراءتها للأجيال القادمة والحاضرة عبر الصورة. وتقول ريم حسين (مهندسة) صاحبة الفكرة: «إن المبادرة منبثقة من حب السودان.

سهام صالح (الخرطوم)

كيف سيبدو العالم إذا انقرض البشر؟

أحد شوارع العاصمة الفرنسية باريس خلال حظر التجوال تجنباً لتفشي وباء «كورونا» (رويترز)
أحد شوارع العاصمة الفرنسية باريس خلال حظر التجوال تجنباً لتفشي وباء «كورونا» (رويترز)
TT

كيف سيبدو العالم إذا انقرض البشر؟

أحد شوارع العاصمة الفرنسية باريس خلال حظر التجوال تجنباً لتفشي وباء «كورونا» (رويترز)
أحد شوارع العاصمة الفرنسية باريس خلال حظر التجوال تجنباً لتفشي وباء «كورونا» (رويترز)

يُعدّ اختفاء البشر فكرة شائعة في الأفلام والبرامج التلفزيونية والكتب، إلا أن نهاية البشرية لا تزال أمراً غريباً يجب التفكير فيه.

موقع «كونفرزيشن» طرح سيناريو تخيلياً لمصير كوكب الأرض إذا انقرض البشر لأي سبب، وقال: «إن اختفاء البشر فجأةً من العالم من شأنه أن يكشف شيئاً عن الطريقة التي نتعامل بها مع الأرض، وسيظهر لنا أيضاً أن العالم الذي نعيشه اليوم لا يمكنه البقاء على قيد الحياة من دوننا، وأننا لا نستطيع البقاء على قيد الحياة إذا لم نهتم به، وأن الحضارة مثل أي شيء آخر تحتاج لإصلاح مستمر».

ووفقاً للسيناريو الذي طرحه الموقع: «إذا اختفى البشر، وتمكّنتَ من العودة إلى الأرض لترى ما حدث بعد عام واحد، فإن أول شيء ستلاحظه لن يكون بعينيك، بل بأذنيك؛ إذ سيكون العالم هادئاً. وستدرك مدى الضجيج الذي يُصدره الناس، أما عن الطقس فستصبح السماء أكثر زُرقةً، والهواء أكثر صفاءً، وسوف تقوم الرياح والأمطار بتنظيف سطح الأرض، وسيختفي كل الضباب الدخاني والغبار الذي يصنعه البشر».

«وفي تلك السنة الأولى، عندما يكون منزلك خالياً من أي إزعاج من قِبل أي شخص، ستذهب إلى منزلك، وآمُل ألّا تشعر بالعطش؛ لأنه لن يكون هناك ماء في الصنبور؛ حيث تتطلّب أنظمة المياه ضخّاً مستمراً. إذا لم يكن هناك أحد في مصدر المياه العام لإدارة الآلات التي تضخ المياه، فلن تكون هناك مياه، لكن الماء الذي كان في الأنابيب عندما اختفى الجميع كان سيظل موجوداً عندما جاء فصل الشتاء الأول؛ لذلك في أول موجة برد، كان الهواء البارد سيُجمّد الماء في الأنابيب ويفجّرها».

«ولن تكون هناك كهرباء. ستتوقف محطات توليد الطاقة عن العمل؛ لأنه لن يقوم أحد بمراقبتها، والحفاظ على إمدادات الوقود، لذلك سيكون منزلك مظلماً، من دون أضواء أو تلفزيون أو هواتف أو أجهزة كمبيوتر».

محطة قطارات خالية من روادها في لندن ضمن التدابير الهادفة للسيطرة على تفشي فيروس «كورونا» (د.ب.أ)

«وسيكون منزلك مترباً، ففي الواقع، يوجد غبار في الهواء طوال الوقت، لكننا لا نلاحظه لأن أنظمة تكييف الهواء والسخانات لدينا تنفخ الهواء حولنا.

وفي أثناء تنقلك بين غرف منزلك، فإنك تحافظ على الغبار في حالة تحرك أيضاً. ولكن بمجرد أن يتوقف كل ذلك، سيظل الهواء داخل منزلك ساكناً ويستقر الغبار في كل مكان».

«وسوف ينمو العشب الموجود في حديقتك حتى يصبح طويلاً ويتوقف عن النمو، وسوف تظهر أعشاب ضارة جديدة، وستكون في كل مكان، والكثير من النباتات التي لم ترها من قبل سوف تنمو في حديقتك. وفي كل مرة تُسقط فيها شجرة بذرة، قد تنمو شتلة صغيرة، ولن يكون هناك أحد ليخرجها أو يقطعها». وفقاً للموقع.

«وفي الشوارع، سوف تتآكل الطرق والسدود والجسور التي بناها الناس على الأنهار والجداول في العالم، وسوف تعود المزارع إلى الطبيعة، وستبدأ النباتات التي نأكلها بالاختفاء؛ لأنه لم يَعُد هناك الكثير من الذرة أو البطاطس أو الطماطم بعد الآن.

وستكون الحيوانات الأليفة فريسة سهلة للدببة والذئاب والفهود، وبمرور الوقت ستصبح القطط مثلاً وحشية على الرغم من أن الكثير منها سوف يتم افتراسه من قبل حيوانات أكبر».

وذكر الموقع أن هذا السيناريو قد يتحقق عن طريق اصطدام كويكب بالأرض أو توهج شمسي يتسبب في اختفاء البشرية.