ولاية ميشيغان، التي يعني اسمها في لغة السكان الأصليين «البحيرة الكبيرة»، هي عاشر أكبر ولاية أميركية من حيث عدد السكان، والحادية عشرة من حيث المساحة. عاصمتها مدينة لانسينغ، وأكبر مدنها ديترويت، عاصمة صناعة السيارات في أميركا، ولفترة طويلة أكبر مركز لهذه الصناعة على مستوى العالم.
يعيش في الولاية أكبر جالية إسلامية في الولايات المتحدة، (أكثر من 300 ألف نسمة)، يتحدرون من الشرق الأوسط. وفي ديربورن (بضواحي ديترويت)، سابع أكبر مدينة في عدد السكان في الولاية، تعيش جالية عربية كبيرة، مع العديد من الآشوريين والكلدان والسريان الذين هاجروا للعمل في صناعة السيارات في عشرينات القرن الماضي، ويعيش فيها إلى جانب المهاجرين القدامى من اللبنانيين والسوريين المزيد من المهاجرين اليمنيين والعراقيين الجدد.
من جهة ثانية، يقوم في ميشيغان أكبر جامع في الولايات المتحدة. يتكلم أكثر من 90 في المائة من سكان الولاية من سن الخامسة وما فوق اللغة الإنجليزية في المنزل، مقابل أكثر من 9 في المائة لغات أخرى، على رأسها الإسبانية ثم العربية.
واقتصادياً ومعيشياً، قدر مكتب التحليل الاقتصادي الأميركي إجمالي الناتج المحلي لولاية ميشيغان في الربع الثالث من عام 2018 بنحو 538 مليار دولار، لتحتل المرتبة 14 من أصل 50 ولاية. ووفقاً لمكتب إحصاءات العمل، اعتباراً من يونيو (حزيران) 2021، قُدِر معدل البطالة المعدل موسمياً في الولاية بـ6.3 في المائة، الذي انخفض أخيراً.
هذا، واحتلت ميشيغان المرتبة الثانية في الولايات المتحدة في عام 2004 من حيث المرافق والتوسعات الجديدة للشركات. ومن عام 1997 إلى عام 2004، كانت الولاية الوحيدة التي تجاوزت حاجز 10 آلاف للتطورات الجديدة الرئيسة.
ومع أن الأزمة الاقتصادية العالمية، في 2008، أدت إلى تباطؤ اقتصاد الولاية، احتلت الولاية في ذلك العام المركز الثالث في استطلاع اختيار الموقع بين الولايات لجذب الأعمال الجديدة التي تقيس الاستثمار الرأسمالي وخلق فرص عمل جديدة لكل مليون نسمة.
تاريخياً، تتمركز في الولاية كبرى شركات صناعة السيارات الأميركية - أو «العمالقة الثلاثة» - أي «جنرال موتورز» و«فورد» و«كرايسلر». وحالياً يضاف إلى الشركات الثلاث ومرافقها، ومرافق ومصانع تجميع لشركات سيارات ألمانية ويابانية، منها «مرسيدس بنز» و«بي إم دبليو» و«فولكسفاغن» و«تويوتا» و«هوندا». وفي هذا الإطار، خلال أغسطس (آب) 2009، تلقت صناعة السيارات في ميشيغان - ومدينة ديترويت بالذات - 1.36 مليار دولار على شكل منح من وزارة الطاقة لتصنيع تقنيات السيارات الكهربائية، التي خلقت 6800 وظيفة فورية ونحو 40 ألفاً بحلول عام 2020، ومن عام 2007 إلى عام 2009، احتلت ميشيغان المرتبة الثالثة في الولايات المتحدة من حيث التسهيلات والتوسعات الجديدة للشركات. وفي عام 2009، خرجت «جنرال موتورز» و«كرايسلر»، من إعادة الهيكلة بموجب الفصل 11 في قانون الإفلاس، بتمويل مقدم جزئياً من الحكومتين الأميركية والكندية. وبدأت «جنرال موتورز» طرحها العام الأولي للأسهم في عام 2010، وفي ذلك العام، أبلغت شركات صناعة السيارات الأميركية الثلاث الكبرى عن أرباح كبيرة تشير إلى بداية الانتعاش. ومن ثم، اعتباراً من عام 2002، احتلت ميشيغان المرتبة الرابعة في الولايات المتحدة في التوظيف عالي التقنية مع 568 ألف عامل في مجال التكنولوجيا العالية، بما في ذلك 70 ألفاً في صناعة السيارات.
هذا، وعادة ما تحتل ميشيغان المرتبة الثالثة أو الرابعة في إجمالي نفقات البحث والتطوير، في الولايات المتحدة. ويشكل بحثها وتطويرها، بقيادة جامعاتها الكبرى - على رأسها جامعتاها الكبريان المرموقتان: جامعة ميشيغان في آن آربور وجامعة ميشيغان الحكومية في إيست لانسينغ - . ويشمل نشاطها البحثي الذي يشمل تقنيات السيارات، نسبة مئوية أعلى من الناتج المحلي الإجمالي للولاية مقارنة بأي ولاية أميركية أخرى. وبالفعل، تعد الولاية مصدراً مهماً لفرص العمل الهندسية، وتمثل صناعة السيارات ومشتقاتها، بشكل مباشر وغير مباشر، واحدة من كل عشر وظائف في الولايات المتحدة.