سيناء ساحة حرب في مواجهة «داعش»

مقتل 100 من الإرهابيين و17 جنديًا في أكبر عملية إرهابية.. والجيش المصري يستخدم طائرات «إف 16» و«الأباتشي» لمطاردة المتطرفين

سحب الدخان تتصاعد بعد التفجيرات التي نفذها تنظيم داعش في شمال سيناء أمس (رويترز)
سحب الدخان تتصاعد بعد التفجيرات التي نفذها تنظيم داعش في شمال سيناء أمس (رويترز)
TT

سيناء ساحة حرب في مواجهة «داعش»

سحب الدخان تتصاعد بعد التفجيرات التي نفذها تنظيم داعش في شمال سيناء أمس (رويترز)
سحب الدخان تتصاعد بعد التفجيرات التي نفذها تنظيم داعش في شمال سيناء أمس (رويترز)

استيقظت محافظة شمال سيناء المصرية المنكوبة، على دوي انفجارات غير مسبوقة، وعمليات عسكرية تحمل تغيرا نوعيا كبيرا في الحرب المستمرة منذ شهور بين الجيش المصري وعناصر إرهابية منظمة ومدربة أعلنت انتماءها لما أطلق عليه تنظيم داعش «فرع مصر» المسمى سابقا تنظيم أنصار بيت المقدس في شبه جزيرة سيناء.
وتضاربت الأنباء حول أعداد القتلى والمصابين من الجانبين، ورفضت أي جهة رسمية تحمل تبعات التصريح بأرقام واضحة، لكنه بحسب مصادر أمنية وطبية فقد تخطى إجمالي القتلى 70 قتيلا بين عسكري ومدني بينما لم يتم حصر أعداد الجرحى.
وقد حسم بيان متأخر للقوات المسلحة هذه الأعداد بقوله إنه «استشهد في الاشتباكات 17 عسكريًا مصريًا، منهم 4 ضباط، وأصيب 13 عسكريا بينهم ضابط، بينما نجح الجيش في قتل 100 فرد من العناصر الإرهابية وإصابة أعداد كبيرة منهم، بالإضافة إلى تدمير 20 عربة كانت تستخدمها العناصر الإرهابية».
ووفق شهود عيان، شن إرهابيون هجمات انتحارية على حواجز للجيش ومنشآت أمنية أخرى في عدد من المناطق في شبه جزيرة سيناء، مستخدمين السيارات المفخخة وقذائف «هاون» و«آر بي جي»، وهي الهجمات الأكثر تنظيما وقوة منذ عزل الشعب المصري للرئيس الإخواني محمد مرسي في أعقاب ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، وقد أدت الهجمات إلى تدمير حاجزي أبو رفاعي وصدر أبو حجاج في الشيخ زويد.
وتمثل هجمات أمس (الأربعاء) التي دار خلالها القتال لأكثر من ثماني ساعات أكبر عملية للإرهاب في سيناء إلى الآن، وقالت المصادر الأمنية إن الإرهابيين يحاصرون قسما للشرطة في مدينة الشيخ زويد وإنهم زرعوا قنابل حوله لمنع الأفراد بداخله من الخروج، كما أنهم زرعوا قنابل بطول طريق يربط بين الشيخ زويد ومعسكر للجيش لمنع وصول إمدادات أو تعزيزات عسكرية، وفي الوقت نفسه قصفت طائرات أباتشي وطائرات إف 16 أهدافا في المنطقة.
وأعلن المتحدث العسكري العميد محمد سمير عن نجاح قوات الجيش في استهداف مركزي تجمع رئيسيين للعناصر الإرهابية شمال سيناء وتدميرهما بالكامل بإصابات مباشرة. وقال المتحدث العسكري في بيان له إن القوات الجوية تقوم حاليا باستهداف تحركات العناصر الإرهابية على الأرض.
وقال العميد سمير في بيان سابق صباح أمس: «قام عدد من العناصر الإرهابية تشير المعلومات الأولية إلى أنها تقدر بنحو 70 عنصرا إرهابيا، بمهاجمة عدد خمسة أكمنة بقطاع تأمين شمال سيناء بالتزامن».
إلى ذلك، أفاد بيان نشر على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بأن جماعة ولاية سيناء التابعة لتنظيم الدولة في مصر أعلنت مسؤوليتها عن الهجمات، وقالت الجماعة إنها هاجمت أكثر من 15 موقعا عسكريا ونفذت ثلاث هجمات انتحارية، وأضافت أنها استخدمت الصواريخ الموجهة في مهاجمة المواقع.
وأكد خبراء ومحللون لـ«الشرق الأوسط» «أن العملية تكشف عن تطور ودعم خارجي كبير لتنظيم أنصار بيت المقدس، الذي تحول من مجرد تنظيم إرهابي إلى جيش نظامي يخطط ويتحرك بشكل مدروس ويستخدم مختلف الأسلحة بكفاءة عالية، إلى حد استخدامه حتى الأسلحة المضادة للطائرات كجزء من الهجوم».
وأضافوا «أن الهجوم المتزامن على عدة أكمنة ونقاط تفتيش في سيناء أمس يدل على أن عدد الإرهابيين كبير ومعهم أسلحة مختلفة، وأن هناك من يدير المعارك ويعطي التعليمات، كما أن العمليات الانتحارية تساعدهم للبدء في السيطرة على الأرض ثم فرض طوق أمني عليها، ثم قطع الإمدادات، وهي نفس الاستراتيجية القتالية التي يتبعها (داعش) في سوريا والعراق».
وقال مسؤول عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية: «إنها حرب، والمعارك لا تزال جارية». وأضاف أن «الأمر غير مسبوق بالنسبة لعدد الإرهابيين ونوعية الأسلحة المستخدمة».
وقال طبيب في مستشفى العريش العام إن المستشفى استقبل 30 جثة بعضها كان يرتدي زيا عسكريا، وحذر مسؤول طبي من أن حصيلة الضحايا قد تكون أكبر بكثير.
وتعتبر شمال سيناء الواقعة شرق البلاد معقلا لتنظيم أنصار بيت المقدس الجهادي الذي بات يطلق على نفسه اسم «ولاية سيناء» منذ أن بايع تنظيم الدولة المتطرف الذي يسيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا.
وتأتي تفجيرات سيناء بعد يومين فقط من عملية اغتيال النائب العام المصري، وسط أجواء مشحونة ومتوترة تسود البلاد في الذكرى الثانية لثورة 30 يونيو، التي كانت شرارة البداية لتطور أعمال العنف، والتي تؤكد الدولة المصرية، عبر تصريحات متوالية لمسؤولين، مسؤولية جماعة الإخوان المسلمين عنها.
وقد اتخذت الحكومة المصرية تدابير أمنية متلاحقة في سيناء للحد من الهجمات الإرهابية، منها إقامة منطقة عازلة بعمق كيلومتر على الحدود مع قطاع غزة، وكذلك فرض حالة الطوارئ وحظر التجوال في قطاعات كبيرة من شمال سيناء.
ووفقا للسلطات المصرية فقد قتل المئات من الجنود في هجمات شنها إرهابيون في شمال سيناء منذ عام 2013؛ ففي 12 أبريل (نيسان) الماضي، قتل 11 من أفراد الأمن في هجومين منفصلين أحدهما ضد مدرعة للجيش، والثاني تفجير مركز للشرطة في العريش. وفي 2 أبريل الماضي أيضا، قتل 15 جنديا في هجمات متزامنة في شمال سيناء.
لكن أكبر الهجمات حصلت في يناير (كانون الثاني) 2015 حيث هاجمت سيارة مفخخة معسكرا رئيسيا للجيش في قلب العريش بالإضافة لعدد من المنشآت العسكرية الأخرى. فيما قتل ثلاثون جنديا آخرون في أكتوبر (تشرين الأول) 2014 في هجوم دامٍ ضد حاجز كرم القواديس شرق العريش.
وأكد محللون عسكريون لـ«الشرق الأوسط» «أن عملية الأمس في سيناء كشفت عن بعض أوجه القصور الأمني التي منحت تنظيم أنصار بيت المقدس مساحة كبيرة من الحرية والحركة، مكنته من تنفيذ عمليات متزامنة، ومن المدهش أن يحدث ذلك في ظل علم أو تنبؤ أجهزة الأمن المصرية بتزايد احتمال حدوث عمليات إرهابية في الساعات الأخيرة خاصة بعد اغتيال النائب العام». وأضافوا: «إنه مع صعوبة حصر أفراد التنظيم بسبب انضمام عناصر أجنبية كثيرة له، وهو ما اتضح في العملية الأخيرة، فإن على الدولة تكثيف قدراتها في جمع المعلومات لتتمكن من معرفة الأفراد والعتاد والقدرات والتدريبات، حتى لا تفاجأ من جديد».
وقامت الحكومة المصرية في أواخر أبريل الماضي بتمديد العمل بقانون الطوارئ في أجزاء من شمال سيناء لمدة ثلاثة أشهر أخرى، وكانت حالة الطوارئ قد بدأ سريانها في المناطق نفسها اعتبارا من أكتوبر الماضي، كما اتخذ الجيش عدة إجراءات لوقف خطر الإرهاب في سيناء، شملت بجانب قصف مواقع أنصار بيت المقدس، تدمير أنفاق سرية تحت خط الحدود مع قطاع غزة، كما أقام الجيش منطقة عازلة على الحدود.



الأمم المتحدة تندد بإحالة عدد من موظفيها المحتجزين على محكمة تابعة للحوثيين

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تندد بإحالة عدد من موظفيها المحتجزين على محكمة تابعة للحوثيين

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)

ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، بإحالة المتمردين الحوثيين في اليمن على محكمتهم الخاصة عدداً من موظفي الأمم المتحدة الـ59 الذين يحتجزونهم «تعسفياً».

وأفاد ستيفان دوجاريك، الناطق باسم غوتيريش، بأن الأمين العام «يدين إحالة سلطات الأمر الواقع الحوثية موظفين من الأمم المتحدة على محكمتهم الجنائية الخاصة»، مشيراً إلى أن هذه الإحالة تشمل عدداً لم يحدده من موظفي الأمم المتحدة المُحتجَز بعضهم منذ سنوات.

وأضاف: «ندعو سلطات الأمر الواقع إلى إلغاء هذه الإحالة والعمل بحسن نية للإفراج الفوري عن جميع موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والسلك الدبلوماسي».

ونفذ الحوثيون المدعومون من إيران في السنوات الأخيرة موجات عدة من الاعتقالات، ولا يزالون يحتجزون 59 موظفاً من الأمم المتحدة، جميعهم من الجنسية اليمنية، وهم محرومون من أي تواصل مع العالم الخارجي.

وعلّل الحوثيون احتجاز هؤلاء بتهم تجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، لكنّ الأمم المتحدة نفت الاتهامات مؤكدة عدم جواز ملاحقة موظفيها على أساس أنشطتهم الرسمية.

أما مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك فأشار في بيان إلى أن أحد زملائه أحيل على المحكمة الخاصة لدى الحوثيين بناء على «اتهامات كاذبة بالتجسس»، وقال: «هذا أمر غير مقبول على الإطلاق ويشكّل انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان»، مجدداً المطالبة بالإفراج الفوري عن جميع موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى.

ودأب القضاء التابع للحوثيين، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء وأجزاء واسعة من اليمن، على استدعاء عاملين في منظمات غير حكومية وصحافيين ومعارضين.


ترحيب في مقديشو بنجم «تيك توك» صومالي رحّلته واشنطن

الصومالي مهاد محمود (أ.ف.ب)
الصومالي مهاد محمود (أ.ف.ب)
TT

ترحيب في مقديشو بنجم «تيك توك» صومالي رحّلته واشنطن

الصومالي مهاد محمود (أ.ف.ب)
الصومالي مهاد محمود (أ.ف.ب)

في 24 أكتوبر (تشرين الأول)، شنّ البيت الأبيض هجوماً على الصومالي مهاد محمود، واصفاً إياه بأنه «حثالة مجرم» واتهمه خطأ على ما يبدو بالمشاركة في اختطاف جاسوسين فرنسيين في مقديشو، لكنّ بلده استقبله كالأبطال بعد ترحيله من الولايات المتحدة.

ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، ذاك المنشور الذي ورد يومها على منصة «إكس» وأُرفِق بصورة لشخص ذي لحية قصيرة يرتدي قميصاً بنقشات مربعات، فاجأ مواطني محمود، إذ يُعَدّ في بلده الأصلي نجماً على وسائل التواصل الاجتماعي يحظى بشعبية واسعة، ويبلغ عدد متابعيه على «تيك توك» نحو 450 ألفاً.

تواجه الصومال منذ عام 2006 تمرداً تقوده حركة «الشباب» المتطرفة المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولا تزال الحرب مستمرة إلى اليوم على بعد 60 كيلومتراً من العاصمة مقديشو. في هذا الواقع، يركّز مهاد محمود على المناوشات الكلامية بين الفصائل الصومالية المتناحرة ويبدو بعيداً جداً عن أجواء المتمردين المتطرفين.

وأجرت وكالة الصحافة الفرنسية عملية تحَقُق من هذا الرجل الذي رُحِّل إلى الصومال في نوفمبر (تشرين الثاني)، وترى فيه مصادر أمنية صومالية وفرنسية ضحية جديدة لسياسة إدارة ترمب المتعلقة بالهجرة، لا ضالعاً في قضية هزّت فرنسا، ينفي أي دور له فيها.

ففي 14 يوليو (تموز) 2009، أقدمت مجموعة من المسلحين على خطف اثنين من عملاء مديرية الأمن الخارجي الفرنسية من «فندق صحافي العالمي» (Sahafi international) الذي كانا يقيمان فيه بمقديشو، وما لبث أحدهما ويُدعى مارك أوبريير أن تمكن من الهرب بعد شهر.

أما الآخر، وهو دوني أليكس، فتوفي بعد ثلاث سنوات ونصف سنة من الأسر، في يناير (كانون الثاني) 2013، وأكدت باريس أن خاطفيه أعدموه عندما كانت القوات الفرنسية تحاول تحريره.

«ليس صحيحاً»

وصف منشور البيت الأبيض مهاد محمود بأنه «حثالة مجرم خارج على القانون»، واتهمه بأنه «ضالع في اختطاف مسؤولين فرنسيين في فندق صحافي وقتل أحدهما من قِبل حركة الشباب».

وقال محمود في حديث مع وكالة الصحافة الفرنسية، السبت، إن هذا الاتهام «ليس صحيحاً»، موضحاً أنه كان يقيم بين عامَي 2008 و2021 في جنوب أفريقيا ولم يكن موجوداً في الصومال لدى حصول هذه الواقعات، مندداً باتهامات «تخدم الأجندة السياسية» للسلطات الأميركية.

ومع أن مهاد محمود لا يمتلك أي مستندات إدارية تثبت أقواله، أكد اثنان من أقربائه لوكالة الصحافة الفرنسية روايته.

وأظهرت وثيقة صادرة عن الشرطة الصومالية في 28 يونيو (حزيران) 2025 اطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية أن سجلّه العدلي لا يتضمن أي سوابق.

كذلك رأى مصدران أمنيان صوماليان استصرحتهما وكالة الصحافة الفرنسية أن الاتهامات الأميركية تفتقر إلى الصدقية، وقال أحدهما: «ليس لدينا أي دليل على ارتباطه مباشرة» بالخطف، فيما توقع الآخر «أن تكون الولايات المتحدة تلقّت معلومات مغلوطة».

أما في فرنسا التي بقيت استخباراتها الخارجية تسعى طوال سنوات إلى العثور على المسؤولين عن خطف عميليها، فقد أكّد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية جازماً أن مهاد محمود ليس ضالعاً في ذلك.

وفي المنشور الذي تضمّن اتهامه، أشاد البيت الأبيض بـ«العمل البطولي» لإدارة الهجرة والجمارك الأميركية التي «سحبته» من شوارع مدينة مينيابوليس في ولاية مينيسوتا (بشمال الولايات المتحدة)، حيث تعيش جالية صومالية كبيرة.

ودانت منظمات دولية عدة ارتكاب سلطات الهجرة الأميركية انتهاكات كثيرة لحقوق الإنسان في إطار سياسة الترحيل الجماعي التي اتبعتها إدارة الرئيس دونالد ترمب.

«ضحية ظلم»

روى محمود أن رجالاً «ذوي وجوه مغطاة ويرتدون سترات واقية من الرصاص» طوقوه لدى خروجه من منزله واقترابه من سيارته في 27 مايو (أيار) الفائت و«وجهوا مسدساً» إلى رأسه وأوقفوه.

ورغم إقراره بأنه لم يتلقَ معاملة سيئة لدى توقيفه، ولا خلال أكثر من خمسة أشهر تلته من الاحتجاز، شكا محمود الموجود في الولايات المتحدة منذ عام 2022 «الظلم» الذي قضى على حلمه.

وقال محمود الذي عمل خصوصاً مع «أوبر» و«أمازون»: «ترمب مسؤول عما حدث لي (...) ولكن لست الوحيد. فقد طال ذلك ملايين الأشخاص من مختلف أنحاء العالم الذين يعيشون في الولايات المتحدة، سواء أكانوا صوماليين أم لا».

إلا أن الجالية الصومالية التي ينتمي إليها تبدو مستهدفة بالفعل.

فترمب أدلى بتصريحات لاذعة ضد الصوماليين، واعتبر أن «عصابات» منهم تُرهّب مينيسوتا. وقال في مطلع ديسمبر (كانون الأول): «لا أريدهم في بلدنا (...) وسنذهب في الاتجاه الخاطئ إذا استمررنا في قبول القمامة».

أما مهاد محمود الذي يؤكد «كرامة» شعبه و «أخلاقه»، فرُحِّل في نهاية المطاف إلى مقديشو، عبر كينيا، في بداية نوفمبر (تشرين الثاني)، مع سبعة صوماليين آخرين.

ومنذ عودته إلى بلده، راح نجم «تيك توك» ينشر مقاطع فيديو تُظهِر الترحيب به. وبلغت شعبيته ذروتها، إذ انضم نحو مائة ألف متابع إضافي إلى حسابه على «تيك توك»، وحظيَ أحد مقاطع الفيديو التي نشرها عليه بنحو مليونين ونصف مليون مشاهَدة.

وأكد مهاد محمود الذي لم يكن عاد إلى الصومال منذ مغادرته إياها إلى جنوب أفريقيا عام 2008، أنه «سعيد جداً» بهذا الاستقبال الذي ناله في بلده. لكنه لاحظ أنه «يعود في جزء كبير منه إلى أن الناس» يرونه «ضحية ظلم».


دعم سعودي شامل ومستدام للتعليم في اليمن

أحد المشاريع التعليمية التي يمولها «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» (الشرق الأوسط)
أحد المشاريع التعليمية التي يمولها «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» (الشرق الأوسط)
TT

دعم سعودي شامل ومستدام للتعليم في اليمن

أحد المشاريع التعليمية التي يمولها «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» (الشرق الأوسط)
أحد المشاريع التعليمية التي يمولها «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» (الشرق الأوسط)

انطلاقاً من إيمان السعودية بأن التعليم هو حجر الأساس في بناء الشعوب وصناعة التنمية، واصلت الرياض تقديم دعم واسع وشامل للقطاع التعليمي في اليمن، عبر «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن»، الذي نفّذ خلال السنوات الماضية سلسلة من المشاريع والمبادرات النوعية، أسهمت في تحسين بيئة التعليم وتعزيز قدرته على تلبية احتياجات الطلاب والكوادر الأكاديمية في مختلف المحافظات.

يأتي هذا الدعم، امتداداً لالتزام سعودي راسخ بدعم استقرار اليمن وتنميته، وإدراكاً للدور الحيوي الذي يؤديه التعليم في تعزيز رأس المال البشري ودفع عجلة التنمية الشاملة.

وبحسب بيانات رسمية، نفّذ البرنامج السعودي، 5 مشروعات ومبادرات تعليمية شملت التعليم العام والعالي، والتدريب الفني والمهني، موزّعة على 11 محافظة يمنية، ضمن جهود السعودية لدعم القطاعات الحيوية في اليمن.

في قطاع التعليم العام، ركّز البرنامج على بناء بيئة تعليمية حديثة وآمنة للطلاب، من خلال إنشاء وتجهيز أكثر من 30 مدرسة نموذجية في عدد من المحافظات. وتضمّ هذه المدارس فصولاً دراسية متطورة ومعامل حديثة للكيمياء والحاسب الآلي، بما يرفع مستوى جودة التعليم ويحفّز الطلاب على التعلم النشط واكتساب المهارات العلمية.

ولضمان استمرارية التعليم، قدّم البرنامج خدمات النقل المدرسي والجامعي عبر حافلات مخصّصة، ما أسهم في تخفيف أعباء التنقل عن آلاف الأسر وساعد في انتظام الطلاب والطالبات في الدراسة، خصوصاً في المناطق التي تعاني ضعف البنية التحتية وصعوبة الوصول إلى المؤسسات التعليمية.

دعم الجامعات

على مستوى التعليم العالي، نفّذ البرنامج مشاريع نوعية لتحسين البنية التحتية للجامعات ورفع جودة البيئة الأكاديمية. فقد شمل دعمه جامعة عدن من خلال تجهيز 28 مختبراً حديثاً في كلية الصيدلة، تغطي تخصصات الكيمياء والتكنولوجيا الحيوية وعلم الأدوية، إلى جانب إنشاء مختبر بحث جنائي هو الأول من نوعه في اليمن، ما يشكّل إضافة مهمة للعمل الأكاديمي والبحثي.

كما يعمل البرنامج، على تجهيز كليات الطب والصيدلة والتمريض في جامعة تعز، لما يمثله ذلك من دور محوري في سد النقص الكبير في الكوادر الصحية وتعزيز قدرات القطاع الطبي في البلاد. ويتوقع أن تسهم هذه المشاريع في تطوير البحث العلمي ورفع مستوى التعليم الأكاديمي المتخصص.

وفي محافظة مأرب، أسهم البرنامج في معالجة التحديات التي تواجه جامعة إقليم سبأ، من خلال تنفيذ مشروع تطوير يشمل إنشاء مبنيين يضمان 16 قاعة دراسية، ومبنى إدارياً، وتأثيث مباني الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، ما يسهم في استيعاب الأعداد المتزايدة من الطلبة وتحسين جودة التعليم الجامعي.

التدريب المهني والتعليم الريفي

في مجال التدريب الفني والمهني، يعمل البرنامج السعودي على إنشاء وتجهيز المعهد الفني وكلية التربية في سقطرى، بقدرة استيعابية تشمل 38 قاعة دراسية ومعامل متخصصة للحاسوب والكيمياء، ما يساعد في توفير بيئة تعليمية ملائمة للطلبة والمتدربين.

كما دعم البرنامج، مشروعاً مشتركاً مع «مؤسسة العون للتنمية»، لتعزيز تعليم الفتيات في الريف، واختُتم بمنح 150 فتاة، شهادة دبلوم المعلمين، ما يسهم في رفع معدلات تعليم الفتيات وتشجيعهن على مواصلة التعليم العالي.

يُذكر، أن «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن»، نفّذ حتى الآن 268 مشروعاً ومبادرة في ثمانية قطاعات حيوية تشمل التعليم والصحة والطاقة والمياه والزراعة والنقل، ودعم قدرات الحكومة والبرامج التنموية، ما يجعل دوره من أهم المساهمات الإقليمية في دعم استقرار وتنمية اليمن.