إطلاق نار في جامعات طهران غداة تهديدات قائد «الحرس الثوري»

حرق لافتات خامنئي وتحطيم تماثيل سليماني في تصاعد... و300 صحافي ينتقدون «سيناريوهات» الأمن

صدامات بين الطلاب وعناصر الأمن بجامعة «آزاد» شمال طهران (تويتر)
صدامات بين الطلاب وعناصر الأمن بجامعة «آزاد» شمال طهران (تويتر)
TT

إطلاق نار في جامعات طهران غداة تهديدات قائد «الحرس الثوري»

صدامات بين الطلاب وعناصر الأمن بجامعة «آزاد» شمال طهران (تويتر)
صدامات بين الطلاب وعناصر الأمن بجامعة «آزاد» شمال طهران (تويتر)

تجددت الاشتباكات بين قوات الأمن وشرطة مكافحة الشغب، وطلاب جامعات إيرانية تجاهلوا تحذيرات «الحرس الثوري» بشأن ضرورة إنهاء الاحتجاجات التي تهز أنحاء البلاد منذ 44 يوماً.
وتعصف الاحتجاجات بإيران منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاماً) بعد احتجاز «شرطة الأخلاق» لها الشهر الماضي، وتحول مطلب «إسقاط النظام» إلى شعار أساسي لمسيرات المحتجين الإيرانيين بمختلف خلفياتهم وانتماءاتهم منذ وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاماً في أثناء احتجاز «شرطة الأخلاق» لها بادعاء «سوء الحجاب».
وعاد شعار «الموت لخامنئي» و«الموت للديكتاتور» أقوى مما كان في الاحتجاجات السابقة، بعد تصاعد الغضب الشعبي إزاء وفاة أميني في 16 سبتمبر (أيلول) الماضي، حتى بات واحداً من أصعب التحديات التي تواجهها القيادة الدينية للبلاد منذ ثورة 1979.
حذر قائد «الحرس الثوري»، حسين سلامي، المحتجين بأن «السبت سيكون آخر يوم يخرجون فيه إلى الشوارع»، وقال: «لا تخرجوا إلى الشوارع! اليوم آخر أيام الشغب». وأضاف: «هذه الخطة الشريرة مدبرة... في البيت الأبيض والنظام الصهيوني». وأضاف: «لا تبيعوا شرفكم لأميركا، ولا تصفعوا قوات الأمن التي تدافع عنكم على وجهها».
وتجاهل الإيرانيون مثل هذه التحذيرات منذ بدء الانتفاضة الشعبية التي لعبت فيها النساء دوراً بارزاً. وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي طلاباً يشتبكون مع شرطة مكافحة الشغب وقوات الباسيج في الجامعات بأنحاء البلاد.
من مشهد وشاهرود شمال شرقي البلاد، إلى جرجان وبابل في الشمال، وأراك وزنجان في الوسط... إلى سنندج والأحواز غرباً، وشيراز جنوباً، ردد طلاب الجامعات شعارات منددة بالنظام. وردد طلاب جامعة شيراز: «لا نريد الدولة القاتلة للأطفال».
وتجددت المناوشات بين الطلاب وقوات الباسيج ورجال الأمن في جامعات طهران. وبرزت صدامات بين أمن الجامعة والطالبات في جامعة الزهراء، وأصيب عدد من الطلاب في تراشق بالحجارة في جامعة «آزاد - فرع شمال طهران». وردد طلاب جامعة «تربيت مدرس» شعار: «الجامعات غرقت في الدم وأساتذتنا صامتون».
وأظهرت تسجيلات فيديو نشرتها «اللجنة التنسيقية لنقابات الطلاب» تجمعاً حاشداً في جامعة «علامة»، وذلك بعدما أرسلت الجامعة رسالة على الجوال تبلغ عدداً من الطلاب بطردهم مؤقتاً من الجامعة والسكن الجامعي. وذكرت تقارير أن اللجنة التأديبية في جامعة طهران أصدرت قرارات بوقف 9 طلاب.
وأظهر مقطع فيديو أحد أفراد قوات الباسيج وهو يطلق النار من مسدس بالقرب من طلاب يحتجون في فرع جامعة «آزاد» في طهران. كما سُمع دوي إطلاق نار في مقطع نشرته منظمة «هه نغاو» الحقوقية خلال احتجاجات بجامعة كردستان في سنندج. وأظهرت مقاطع فيديو من جامعات في مدن أخرى ميليشيات الباسيج وهي تفتح النار على الطلاب.
وحضت منظمة حقوق الإنسان في إيران، ومقرها النرويج، «الجامعات والمراكز العلمية في العالم» على دعم الطلاب الإيرانيين ضد «الاعتداء الكبير» من قوات الأمن الإيرانية على «خصوصية» الجامعات. وقالت المنظمة إن أكثر من 50 جامعة في 20 مدينة إيرانية شهدت احتجاجات السبت.
في الأثناء، أحرقت طالبات مدرسة ثانوية الحجاب في سنندج، ورددن شعارات مناهضة للحكومة. ويسمع في تسجيل فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي شعار: «الموت للديكتاتور» بينما تتصاعد ألسنة الدخان في باحة المدرسة.
ولعبت الطالبات والنساء دوراً بارزاً في الاحتجاجات؛ حيث حرقن حجابهن، في الوقت الذي طالبت فيه الحشود بإسقاط «الجمهورية الإسلامية» التي وصلت إلى السلطة عام 1979.
وامتدت الاحتجاجات الأحد إلى فريدونشهر في أصفهان.
في غضون ذلك، قال جهاز استخبارات «الحرس الثوري»، في بيان، إنه اعتقل 3 أشخاص في محافظة «تشار محال ومحال بختياري»، معلناً عن إحباط «مخطط لتخريب الأموال العامة والتخريب بمواد قابلة للاشتعال وقذائف مولوتوف».
وأظهرت تسجيلات فيديو حرق لافتات المرشد الإيراني علي خامنئي والقائد السابق لـ«فيلق القدس» قاسم سليماني الذي قضى بضربة أميركية في بغداد مطلع عام 2020. وأظهرت تسجيلات حرق لافتات في مدن بندر عباس جنوباً وبجنورد (شمالي شرق) ومراغة (شمالي غرب)، فضلاً عن تدمير تمثال سليماني بمدينة مريوان في كردستان، وكنبد كاووس في محافظة غلستان الشمالية.
وفي وقت متأخر السبت، قال حساب «1500 تصوير» على «تويتر»، الذي يتابعه نحو 300 ألف مستخدم، إن قوات الأمن حاصرت بعض الجامعات، مثل جامعة آزاد في مشهد و«الكلية التقنية» بجامعة طهران، لاعتقال طلاب نشطاء.
واندلع مزيد من الاحتجاجات بمدينة مريوان الكردية وفق ما أفادت به مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وأظهرت محتجين يشعلون حرائق في الشوارع بينما يُسمع دوي إطلاق نار. ولم يتسن لـ«رويترز» التحقق من المقاطع. ونشر حساب «1500 تصوير» مقاطع فيديو قال إنها تُظهر محتجين بمدينة آستارا في شمال غربي إيران يشعلون النار في حطام ودراجات نارية استولوا عليها من الشرطة.
لا تراجع
حاول الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الربط بين هجوم شيراز الذي تنباه تنظيم «داعش» وأوقع 15 قتيلاً، والاحتجاجات التي تعصف بالبلاد منذ الشهر الماضي.
وقال رئيسي لدى استقباله عدداً من أساتذة الجامعات في مقر الحكومة إن «حل المشكلات أهم واجبات المسؤولين»، مضيفاً أن هجوم شيراز «كان تجسيداً لجزء من هدف العدو خلق حالة من عدم الأمان وتعطيل حياة الناس من خلال الاضطرابات والفتنة والإرهاب». تابع أن «الغضب الشعبي ازداد على الإرهابيين ومثيري الشغب».
ووجه «الباسيج الطلابي» رسالة إلى رئيسي احتجاجاً على ما وصفوه بـ«الشغب الجامعي»، وتصف الطلاب المحتجين بـ«الطلاب الذين يسعون وراء الاغتيالات» وبأنهم «أقلية أنانية». ويتساءل هؤلاء: «ألم يحن الوقت لمعاقبة الجناة الرئيسيين في أعمال الشغب هذه؟».
وقال المتحدث باسم «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، علي خان محمدي، إن «المؤسسة الحاكمة ليس لديها أي نية للتراجع عن فرض الحجاب؛ لكن يتعين عليها أن (تتحلى بالحكمة) بشأن تطبيق هذا الفرض». وصرح لموقع «خبر أون لاين» بأن «خلع الحجاب مخالف لقانوننا، و(الهيئة) لن تتراجع عن موقفها، ومع ذلك، يجب أن تتحلى تصرفاتنا بالحكمة لتجنب منح الأعداء أي ذريعة لاستخدامها ضدنا».
وفي محاولة أخرى على ما يبدو لنزع فتيل التوتر، قال رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، إنه «يحق للناس المطالبة بالتغيير»، وإن «مطالبهم ستُلبى إذا نأوا بأنفسهم عن (مثيري الشغب) الذين خرجوا إلى الشوارع»؛ وفق «رويترز».
وأضاف قاليباف: «نرى أن الاحتجاجات ليست فقط حركة تصحيحية ودافعاً للتقدم؛ لكننا نعتقد أيضاً أن هذه الحركات الاجتماعية ستغير السياسات والقرارات، بشرط ابتعادها عن مرتكبي العنف والمجرمين والانفصاليين»، وهي مصطلحات يستخدمها المسؤولون عادة للإشارة إلى المتظاهرين. بدورها؛ نقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن قاليباف قوله إن «الأعمال الإرهابية لأعداء إيران ينبغي ألا تكون ذريعة لتجاهل الاحتجاجات الجماعية للشعب». ومع ذلك، ألقى باللوم على «المجموعات السياسية والفاعلين في المجالين الثقافي والاجتماعي». وقال: «لو منعوا منذ البداية تحول الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح إلى اضطرابات واحتجاجات عنيفة، وتصرفت منذ البداية مثل عامة الناس وعزلت طريقها عن العنف، لما استطاع الأعداء إلحاق الضرر بالناس».
قمع بلا هوادة
قالت وكالة «هرانا» للأنباء المعنية بحقوق الإنسان في إيران إن 283 متظاهراً قتلوا في الاحتجاجات حتى السبت؛ بينهم 44 قاصراً. كما قُتل نحو 34 من أفراد قوات الأمن. وأضافت الوكالة أن أكثر من 14 ألف شخص اعتقلوا؛ بينهم 253 طالباً، خلال احتجاجات في 132 مدينة وبلدة و122 جامعة.
وسحق «الحرس الثوري» وميليشيات «الباسيج» التابعة له جميع أشكال المعارضة في الماضي. وقال قائد في «الحرس الثوري»، الأحد، إن «مثيري الفتنة» يوجهون إهانات لهم في الجامعات والشوارع، وتوعد باستخدام مزيد من القوة إذا استمرت الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن قائد «الحرس الثوري» في إقليم خراسان الجنوبي، العميد محمد رضا مهدوي، قوله: «حتى الآن؛ التزم الباسيج ضبط النفس والصبر. لكن الأمر سيخرج عن سيطرتنا إذا استمر الوضع».
تهديد الصحافة
انتقد أكثر من 300 صحافي إيراني «كتابة سيناريوهات» من الأجهزة الأمنية ضد الصحافيين، وطالبوا بالإفراج عن زميلتين لهم مسجونتين بسبب تغطيتهما قضية أميني، في بيان نشرته صحيفة «اعتماد» وصحف أخرى الأحد.
وكانت نيلوفر حامدي قد التقطت صورة لوالدي أميني وهما يتعانقان في أحد مستشفيات طهران حيث كانت ابنتهما ترقد في غيبوبة. وكانت الصورة، التي نشرتها حامدي على «تويتر»، أول جرس إنذار للعالم بأن هناك خطباً ما بشأن أميني التي كانت اعتقلتها «شرطة الأخلاق» قبل ذلك بـ3 أيام بدعوى ارتدائها ملابس غير لائقة.
أما الهه محمدي، مراسلة صحيفة «هم ميهن» فقد سافرت من طهران لتغطية جنازة أميني بمدينة سقز الكردية؛ مسقط رأسها، حيث بدأت الاحتجاجات. واتهم بيان مشترك من وزارة المخابرات الإيرانية والمخابرات التابعة لـ«الحرس الثوري» يوم الجمعة حامدي ومحمدي بأنهما «جاسوستان» لوكالة المخابرات المركزية الأميركية. وعدّ هؤلاء أن بيان الأجهزة الأمنية «نهاية الصحافة في إيران».
ويتماشى اعتقالهما مع الرواية الرسمية التي تروج لها إيران ومفادها بأن الولايات المتحدة وإسرائيل والقوى الغربية وعملاءها بالداخل يقفون وراء الاحتجاجات.
وتقول جماعات حقوقية إن ما لا يقل عن 40 صحافياً اعتُقلوا في الأسابيع الستة الماضية، وإن العدد في ازدياد. وأشارت صحيفة «سازندكي»؛ الناطقة باسم حزب «كاركزاران سازندكي (عمال البناء)»؛ فصيل الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، في عددها الصادر الأحد، إلى أن «أكثر من 20 صحافياً لا يزالون موقوفين» في غير مدينة إيرانية؛ أبرزها طهران. وأضافت الصحيفة؛ التي نشرت صور عدد من هؤلاء على صفحتها الأولى، أن صحافيين آخرين جرى استدعاؤهم من قبل السلطات.
ونشرت صحيفة «هم ميهن»؛ التي يرأس مجلس إدارتها غلام حسين كرباسجي عضو اللجنة المركزية في حزب «سازندكي»، صورة محمدي. ووصفت بيان الأجهزة الاستخباراتية بـ«المحبط».
وفي تصريح نشرته صحيفة «اعتماد» الإصلاحية، انتقدت نقابة الصحافيين في طهران «المقاربة الأمنية» حيال الصحافة، عادّةً أنها إجراء «غير قانوني» و«يتعارض مع الحرية». ولمحت النقابة إلى بيان مشترك من الأجهزة الأمنية.
وكتب القائد السابق للمنتخب الإيراني، علي كريمي، في تغريدة على «تويتر»: «كل وطني لم يبع قلمه؛ ليس جاسوساً». وتضمنت التغريدة صورة سعيد فتحي؛ الصحافية الرياضية التي اعتقلتها السلطات.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

التقى هاليفي وكاتس... كوريلا بحث في إسرائيل الوضع بسوريا والمنطقة

قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)
قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)
TT

التقى هاليفي وكاتس... كوريلا بحث في إسرائيل الوضع بسوريا والمنطقة

قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)
قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)

زار قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا، إسرائيل، من الأربعاء إلى الجمعة، حيث التقى بمسؤولين من الجيش الإسرائيلي، وناقش الوضع في سوريا وعدداً من المواضيع الأخرى المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، وفق «رويترز».

وقالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) إن الجنرال كوريلا التقى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس.

وحثت واشنطن إسرائيل على التشاور الوثيق مع الولايات المتحدة بشأن مستجدات الأوضاع في سوريا، بعد أن أنهى مقاتلو المعارضة بقيادة أحمد الشرع، المكنى أبو محمد الجولاني، قبل أيام، حكم عائلة الأسد الذي استمر 50 عاماً عقب فرار الرئيس المخلوع بشار الأسد من البلاد.

ويراقب العالم لمعرفة ما إذا كان بمقدور حكام سوريا الجدد تحقيق الاستقرار في البلاد التي شهدت على مدى أكثر من 10 سنوات حرباً أهلية سقط فيها مئات الآلاف من القتلى، وأثارت أزمة لاجئين كبيرة.

وفي أعقاب انهيار الحكومة السورية، قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته نفذت مئات الضربات في سوريا، ودمرت الجزء الأكبر من مخزونات الأسلحة الاستراتيجية لديها.

وأمر كاتس القوات الإسرائيلية بالاستعداد للبقاء خلال فصل الشتاء على جبل الشيخ، وهو موقع استراتيجي يطل على دمشق، في إشارة جديدة إلى أن الوجود الإسرائيلي في سوريا سيستمر لفترة طويلة.

وقال بيان القيادة المركزية الأميركية: «ناقش القادة مجموعة من القضايا الأمنية الإقليمية، بما في ذلك الوضع المستمر بسوريا، والاستعداد ضد التهديدات الاستراتيجية والإقليمية الأخرى».

وقالت القيادة المركزية الأميركية إن كوريلا زار أيضاً الأردن وسوريا والعراق ولبنان في الأيام القليلة الماضية.

ورحبت إسرائيل بسقوط الأسد، حليف عدوتها اللدودة إيران، لكنها لا تزال متشككة إزاء الجماعات التي أطاحت به، والتي ارتبط كثير منها بتنظيمات إسلاموية.

وفي لبنان، زار كوريلا بيروت لمراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية الأولى بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي، في حرب تسببت في مقتل الآلاف ونزوح أكثر من مليون شخص.

وتشن إسرائيل حرباً منفصلة في قطاع غزة الفلسطيني منذ نحو 14 شهراً. وحصدت هذه الحرب أرواح عشرات الآلاف، وقادت إلى اتهامات لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب وهو ما تنفيه إسرائيل.