«كاوست» تفتح آفاقاً جديدة لتطوير عقاقير السرطان

عبر كشف تفاصيل تفاعل معقد بين جزيء وبروتين

كشف تفاصيل البروتين (UHRF1)، أحد أكثر الأهداف فاعلية لعلاجات السرطان (كاوست)
كشف تفاصيل البروتين (UHRF1)، أحد أكثر الأهداف فاعلية لعلاجات السرطان (كاوست)
TT

«كاوست» تفتح آفاقاً جديدة لتطوير عقاقير السرطان

كشف تفاصيل البروتين (UHRF1)، أحد أكثر الأهداف فاعلية لعلاجات السرطان (كاوست)
كشف تفاصيل البروتين (UHRF1)، أحد أكثر الأهداف فاعلية لعلاجات السرطان (كاوست)

فتحت دراسة جديدة لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا (كاوست)، نُشرت بالعدد الأخير من دورية «ساينس أدفانسيس»، آفاقاً جديدة لتطوير عقاقير السرطان، وذلك عن طريق الكشف عن التفاصيل الدقيقة لطريقة تفاعل أحد الجزيئات المهمة في التعبير الجيني مع أحد البروتينات التنظيمية.
وتكشف نتائج الدراسة كيف يتفاعل الجزيء (PI5P) في وقت واحد مع منطقتين مختلفتين من البروتين التنظيمي (UHRF1)، وهذا التفاعل يجسد القول المأثور القديم: «الكل أكبر من مجموع أجزائه»، حيث يمكن للمناطق التي تربط المجالات المنفصلة لبروتين متعدد المجالات، أن يكون لها وظائف مهمة في تنظيم الهيكل العام ووظيفة البروتين.
وتقول بابيتا ماندال، باحثة ما بعد الدكتوراه في الكيمياء الحيوية، والمشاركة بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري: «هذا البروتين هو أحد أكثر الأهداف فاعلية لعلاجات السرطان، وستساعد النتائج التي توصلنا إليها في التخطيط الاستراتيجي لتطوير أدوية ضده».
ويتم تمييز الجينومات الخاصة بنا بعلامات كيميائية تحدد الجينات التي يجب تشغيلها أو إسكاتها في أي وقت، وهي عملية جينية يمكن أن تؤدي، عند سوء إدارتها، إلى نمو الورم.
ويلعب البروتين (UHRF1) دوراً مهماً في الحفاظ على الترتيب المناسب لهذه العلامات الكيميائية أثناء انقسام الخلية، لكن نشاطه يتوقف على الارتباط بالجزيء (PI5P).
وكشف فولفغانغ فيشل، عالم الكيمياء الحيوية في جامعة الملك عبد الله وزملاؤه في عام 2014 لأول مرة، عن أن البروتين والجزيء، كانا شريكين ملزمين، ومع ذلك «ظل من غير الواضح كيف يرتبطان على المستوى الجزيئي».
ويقول فيشل: «تفكيك التفاصيل الجزيئية لم يكن بالأمر الهين، لا سيما أن الجزيء، وهو نوع من المواد الدهنية المعروفة باسم (فوسفوليبيد)، التي يصعب للغاية التعامل معها، وكان على الباحثين استخدام عدد من التقنيات التجريبية المختلفة البيوكيميائية والفيزيائية الحيوية والهيكلية، لتحديد التفاعل بين الجزيء والبروتين (UHRF1)».
وبالتعاون مع علماء الأحياء البنيوية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وعالمة متخصصة في البروتينات، وجدوا في النهاية أن أهداف ربط الجزيء (PI5P) كانت منطقتين رابطتين بعيدتين من البروتين، وعند الارتباط المزدوج بهذه الطريقة، أدى ذلك إلى تنشيط وظيفي للبروتين.
ويأمل الباحثون أن تساعد هذه المعرفة في اكتشاف الأدوية التي يمكن أن تستهدف آلية الارتباط بين البروتين والجزيء.


مقالات ذات صلة

دراسة: الروبوت يتفوق على البشر في جراحات الكبد المعقدة

صحتك جراحة بواسطة الروبوت (غيتي)

دراسة: الروبوت يتفوق على البشر في جراحات الكبد المعقدة

أشارت دراسة جديدة إلى أن جراحات الكبد المعقدة قد يكون من الأفضل إجراؤها بطريق الإنسان الآلي (الروبوت).

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الأمير فيصل بن مشعل في صورة تذكارية مع المشاركين من أنحاء العالم (إمارة القصيم)

أمير القصيم: السعودية حاضنة للعلم والمعرفة

قال الأمير الدكتور فيصل بن مشعل أمير منطقة القصيم، إن «السعودية، بفضل رؤيتها الطموح، أصبحت حاضنة للعلم والمعرفة».

«الشرق الأوسط» (بريدة)
صحتك وفقاً لمنظمة الصحة العالمية يعاني 3.8 % من سكان العالم من الاكتئاب ما يؤثر على نحو 280 مليون شخص (رويترز)

اكتشاف المئات من عوامل الخطر الوراثي المسببة للاكتئاب

حددت دراسة عالمية 300 عامل خطر جيني غير معروفة سابقاً للاكتئاب لأنها شملت عينة سكانية واسعة جداً، ما يوسّع فهم العلم لمسببات الاكتئاب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الآشوريون عرفوا علاج جذور الأسنان قبل أكثر من 3000 عام

الآشوريون عرفوا علاج جذور الأسنان قبل أكثر من 3000 عام

حضارة وادي الرافدين تزخر بإنجازاتها في الطب والعلاج

د. عميد خالد عبد الحميد (الرياض)
صحتك ستسمح البيانات التي تم جمعها في الدراسة للعلماء في جميع أنحاء العالم بإجراء أبحاث متعلقة بالصحة واستكشاف كيف تؤدي أنماط الحياة والبيئة والجينات من خلال البروتينات إلى إصابة بعض الأشخاص بأمراض معينة (رويترز)

الإعداد لأكبر دراسة بروتينية ستحدث ثورة في اختبارات السرطان والخرف

ستنطلق أكبر دراسة في العالم للبروتينات التي تدور في جسم الإنسان في بريطانيا هذا الشهر، في مشروع قد يُحدث ثورة في اكتشاف الأمراض.

«الشرق الأوسط» (لندن)

انطلاق «مسابقة المهارات الثقافية» لصقل المواهب السعودية

تعمل المسابقة على اكتشاف وتطوير المواهب الثقافية من الطلبة (وزارة التعليم)
تعمل المسابقة على اكتشاف وتطوير المواهب الثقافية من الطلبة (وزارة التعليم)
TT

انطلاق «مسابقة المهارات الثقافية» لصقل المواهب السعودية

تعمل المسابقة على اكتشاف وتطوير المواهب الثقافية من الطلبة (وزارة التعليم)
تعمل المسابقة على اكتشاف وتطوير المواهب الثقافية من الطلبة (وزارة التعليم)

أطلقت وزارتا «الثقافة» و«التعليم» في السعودية، الاثنين، «مسابقة المهارات الثقافية» الثالثة، التي تهدف إلى اكتشاف المواهب من الطلبة، وصقل مهاراتهم؛ لتمكينهم من استثمار شغفهم وأوقاتهم، وبناء جيلٍ قادر على إثراء القطاع الثقافي والفني بإبداعاته وتميّزه.

وتستهدف المسابقة طلاب وطالبات التعليم العام، وتشمل في نسختها الحالية 9 مسارات رئيسية، هي: «المسرح، والفن الرقمي، وصناعة الأفلام، والتصوير الفوتوغرافي، والحِرف اليدوية، والقصص القصيرة، والمانجا، والغناء، والعزف».

وتمرّ بثماني محطات رئيسية، تبدأ من فتح باب التسجيل، وتليها المسابقات الإبداعية، فمرحلة الفرز والتحكيم الأوليّ، وحفل الإدارات التعليمية الافتراضي، وتنظيم المقابلات الشخصية، قبل أن تنتقل إلى تطوير المواهب في معسكر تدريبي، ثم التحكيم النهائي، وانتهاءً بتكريم الفائزين.

وتسعى وزارة الثقافة عبر المسابقة لاكتشاف وتطوير مهارات الطلاب والطالبات من جميع أنحاء السعودية في القطاعات الثقافية، وتوجيه أعمالهم تجاه المحافظة على الإرث الثقافي السعودي، ورفع مستوى وعيهم به، وما يُمثّله من قيمة تاريخية وحضارية.

كما تواصل وزارة الثقافة من خلالها تحفيز الطلبة على توجيه شغفهم نحو ممارسة مختلف المجالات الثقافية والفنيّة، والاستثمار الأمثل لطاقاتهم، وتمكينهم من الأدوات الملائمة التي تُسهم في رفع جودة إنتاجهم الثقافي.

وتُعدُّ هذه المسابقة الأولى من نوعها في السعودية، وقد أطلقتها الوزارتان في تعاونٍ مشترك خلال عام 2022، ضمن استراتيجية تنمية القدرات الثقافية؛ لرفع مستوى ارتباط الطلبة بالثقافة والفنون، واستكشاف مهاراتهم وتنميتها، وخلق طاقاتٍ إبداعية جديدة تشارك بفاعلية في إثراء القطاع، وترفع من مستوى إنتاجه بمختلف مكوناته، وتسهم في خلق بيئة جاذبة لهم.