«كازا ميا».. بيت الأطباق الإيطالية التقليدية في دبي

يمزج بين نكهة المتوسط والحنين إلى الريف

ديكورات بسيطة تتناسب مع النمط الإيطالي في المطاعم التقليدية
ديكورات بسيطة تتناسب مع النمط الإيطالي في المطاعم التقليدية
TT

«كازا ميا».. بيت الأطباق الإيطالية التقليدية في دبي

ديكورات بسيطة تتناسب مع النمط الإيطالي في المطاعم التقليدية
ديكورات بسيطة تتناسب مع النمط الإيطالي في المطاعم التقليدية

«كازا ميا» Casa miaكلمتان بالإيطالية، والمعنى بالعربية «بيتي»، هذا هو اسم المطعم الإيطالي التابع لفندق «لوميرديان» القريب من مطار دبي الدولي، فالمطعم ليس بالواقع «بيتي» إنما بيت المأكولات الإيطالية التقليدية التي حاول الطاهي الرئيسي في المطعم موريتزيو لازارين أن يترجمها في أطباقه التي تحمل في طياتها ونكهاتها طعم الريف الإيطالي من خلال استقدام معظم المنتجات الأساسية المستخدمة في الأطباق من بلدها الأم ومن المقاطعات الشهيرة بكل منها.
يعتبر مطعم «كازا ميا» من أهم عناوين الأكل الإيطالي في دبي، تدخل إليه وتنسى أنك في الإمارات؛ لأن الأجواء والديكورات تنقلك إلى المتوسط وتذكرك بالمقاهي الإيطالية التقليدية بأثاثها البسيط الذي لا يعتمد على البذخ، إنما على مفروشات تقليدية وجدران من الحجارة تكسوها اللوحات التي تنقلك على بساط الريح إلى بلاد الباستا والبيتزا.
زرنا المطعم فترة الظهر، وكان مكتظا برجال الأعمال، وشرح لنا الشيف لازارين أن ميزة المطعم أنه يناسب عقد اجتماعات رجال الأعمال فترة الظهيرة، وفي المساء يتحول المشهد إلى مطعم مليء بالذواقة الباحثين عن الأكل الجيد والخدمة الممتازة.
عندما يكون المناخ ملائما للجلوس في الخارج، تنتشر في باحة المطعم الخارجية جلسات جميلة ومريحة، أما في الداخل وكما ذكرنا فلا توجد فذلكات في الديكور، الطاولات من الخشب البني الداكن وحولها كراس من الخشب أيضا، تقدم على الطاولات أجود أنواع زيت الزيتون من قصر «Castello Monte Vibiano» في منطقة بيروجيا الإيطالية، بالإضافة إلى خل «البالساميك» الذي يرافق الخبز الأسمر والأبيض الذي يخبز في المطعم، ومذاقه رائع جدا، فلا تكثر من أكله لأن الآتي من الأطباق بعده سيكون أعظم.
يقدم المطعم الكثير من الأطباق التي ترتكز على ثمار البحر والقواقع والسمك في مكوناتها، استهللنا وليمتنا بطبق من المقبلات اللذيذة، وهو عبارة عن سمك نيء Carpaccio of sea food ولا تفوّت عليك تذوق جبن البوراتا (جبن شبيه بجبن الموتزاريلا ولكنه أكثر طراوة) مع الطماطم والريحان، أما بالنسبة للطبق الرئيسي فهناك خيارات كثيرة من أشهرها البيتزا المحضرة في فرن الحطب، ولمحبي المعكرونة أو الباستا، أنصحهم بإسباغيتي القواقع والطماطم.
لائحة الطعام غنية جدا ومن الصعب الاختيار من بين الأطباق؛ لذا من الأفضل استشارة الطاهي أو النادل الذي يعرف اللائحة والأطباق ومحتوياتها عن ظهر قلب، وبإمكانه مساعدتك لاختيار أفضل ما يناسبك.
يتفنن الشيف لازارين بأطباق الحلوى أيضا، لذا من الضروري أن تترك مساحة صغيرة لـ«شوربة التوت» وهي عبارة عن طبق الباناكوتا مع صلصة «كولي» التوت.
وبعد تناول كل هذه الأطباق، تناول كوبا من الإسبريسو أو الماكياتو، وانتبه إلى أنه من غير اللائق تناول الكابوتشينو بعد الساعة 11 صباحا، وهذا الأمر يسبب إحراجا للزبائن في المطاعم الإيطالية التي يرفض بعض طهاتها تلبية طلبهم ظنا منهم أن التقليد الإيطالي يحتم عليك تناول الإسبريسو من دون حليب أو الماكياتو (إسبريسو مع حليب) بعد وجبة الغداء أو العشاء.
ولا تزال تشكل هذه المسألة حرجا للعرب عندما يزورون مطعما إيطاليا تقليديا لا سيما داخل إيطاليا.
«كازا ميا» يتبع لفندق «لوميريديان» بمبناه القديم القريب من المطار، ولكنه يتمتع بمدخله الخاص على بعد خطوات معدودة من البهو الرئيسي. للمزيد من المعلومات: Le Meridien - Airport Rd - Dubai - United Arab Emirates



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».