المخرجة ليلى كنعان لـ«الشرق الأوسط»: كفانا مُناكفات في مجال الفن والمطلوب الاتحاد

قالت إن نانسي حفظت خطوات رقصة «على شانك» بسرعة لافتة

ليلى كنعان مخرجة أغنية «على شانك» لنانسي عجرم
ليلى كنعان مخرجة أغنية «على شانك» لنانسي عجرم
TT

المخرجة ليلى كنعان لـ«الشرق الأوسط»: كفانا مُناكفات في مجال الفن والمطلوب الاتحاد

ليلى كنعان مخرجة أغنية «على شانك» لنانسي عجرم
ليلى كنعان مخرجة أغنية «على شانك» لنانسي عجرم

يحصد كليب أغنية نانسي عجرم الجديدة «على شانك» نجاحاً ملحوظاً؛ خصوصاً أن نسبة مشاهدته على «يوتيوب» لامست 7 ملايين مشاهدة. ففي هذا العمل، الذي هو من ألحان بلال سرور وتوزيع هاني يعقوب وكلمات هادي نور، أطلّت عجرم بعدسة المخرجة ليلى كنعان، كما لم يسبق أن شاهدناها من قبل.
وتتمتع كنعان بخلفية فنية غنية، وهي المعروفة بأفكارها الإبداعية. فتجاربها التصويرية الناجحة في مجال الإعلانات المصورة والكليبات الغنائية حجزت لها مكانة لا يستهان بها على الساحة الإخراجية.
وبأجواء غلب عليها طابع بلاد الهند من وسائل نقل «توك توك» وأماكن تبرز خصوصية هذه البلاد، تدور قصة العمل. وقد جرى تصويره بين لبنان والهند وشارك فيه مصمم الرقص أسادور وفرقته ضمن لوحات استعراضية.
ولأن لكل عمل فني قصته، سألت «الشرق الأوسط» ليلى كنعان عن حكاية هذا العمل الذي طبع ذاكرة كل من شاهده بالطاقة الإيجابية. وترد: «أول ما سمعت الأغنية أخذني لحنها إلى بلاد الهند. فإيقاعاتها وآلاتها المستخدمة ضمن توزيع موسيقي يخرج عن المألوف في مقاطع معينة، وجّهني إلى هناك. تخيلت بسرعة هذا الدمج الهندي فيها، وبدأت أبني صورة الكليب على هذا الأساس».
اقترحت كنعان على نانسي صورتها البصرية هذه، فوافقت على الفور. وبدأ العمل على الكليب الذي استغرق تحضيره نحو 3 أشهر. وبما أن الصورة بشكلها العام غلّفتها النكهة الهندية ارتأت كنعان أن تلامس أيضاً إطلالة نانسي، فجاءت تتوافق مع أجواء الأغنية، وتميل نحو الـ«لايت» ضمن حبكة مشبعة بالبهجة والطاقة الإيجابية.

نانسي عجرم في كليب أغنيتها «على شانك» الجديدة

«إننا في لبنان وكما في باقي دول العالم نشعر بشيء من الإحباط ونحتاج جرعة من الفرح ولو للحظات، كي تنسينا واقعنا هذا. بنيت صورة الكليب على هذا الأساس مستخدمة مواقع تصوير بين الهند ولبنان، وألواناً زاهية غير مبالغ فيها بحيث لا تكون فاقعة تنفر العين منها. أعتقد هذا هو ما أسهم في انتشار الكليب لأن مشاهده أتيحت له فرصة القيام برحلة سفر قصيرة حلوة وخفيفة».
تقدم نانسي في الكليب لوحات راقصة تكمل موضوع الأغنية الذي يدور في فلك نثر الفرح. وتشاركها في ذلك فرقة مصمم الرقص أسادور وهو ما جعل الكليب ينبض بالحيوية ونشاط الشباب الذي تمثله نانسي بكل نواحيه.
فهل دخول فن الرقص في الكليبات الغنائية بات ضرورة اليوم، خاصة أنه يحضر في غالبية هذه الأعمال مؤخراً؟ توضح كنعان: «لا شك أن (السوشيال ميديا) ولّدت عملية ازدهار لهذا الفن في الأغاني. فكما في (تيك توك) و(تويتر) و(فيسبوك) وغيرها يتم تبادل مقاطع راقصة من أغنية معينة. وأحياناً تشهد تفاعلاً ومنافسات بين الناشطين والفنان نفسه. هذا الأمر يصح على أغنيات إيقاعية بعيدة عن الرومانسية التي لا توفر أجواؤها مناخاً للرقص. ولا بأس أن يتحرك الفنان ويشارك في الرقص من باب التغيير، وليس من باب المبالغة في الأمر. فأنا شخصياً تأثرت منذ صغري بحضور الفنانة شريهان المبهج في فوازير رمضان. فكانت ترقص وتغني بخفة دم ملحوظة، وأعطت بذلك مساحة متوازية للفنيّن. وفي أغنية (على شانك) خطر على بالي إدخال تابلوهات راقصة عليها لأنها تتحمل هذا التلوين. وقدمت نانسي في أدائها الرائع رقصاً وغناء تغليفة جميلة للكليب. وهي على فكرة حفظت خطوات الرقصة المصممة بسرعة كبيرة. وهو أمر لفتني فيها إذ حضرت على موقع التصوير بكامل نشاطها حافظة تصميم اللوحة الراقصة بكل تفاصيلها».
وتصف كنعان الأغنية كلها بأنها كانت متناسقة بعناصرها الفنية بدءاً من لياقة نانسي البدنية مروراً بلوحات أسادور وفرقته وصولاً إلى العامل البصري الموجود فيها. وتعلق: «حتى أزياء نانسي كانت مناسبة للأغنية، تتراوح بين (المودرن) و(التراندي) المشهورة فيه ضمن قواعد المحافظة».
لم تواجه كنعان أي صعوبات تذكر خلال تصويرها الكليب، الذي استغرق نحو يومين. وتنقلت خلاله في 3 شوارع تقع في منطقة الكرنتينا البيروتية قرب مرفأ صيادي السمك. واستخدمت إضافة إلى ساحة فارغة لقطات تم تصويرها خصيصاً من أجل الكليب في الهند. وعن أهمية إلقاء الضوء في مسلسلات لبنانية وكليبات غنائية على مواقع سياحية لبنانية، ترد كنعان: «أنا من اللبنانيين المتشبثين ببلدهم حتى الرمق الأخير. ورغم حيازتي على الجنسية الفرنسية فإني لم أفكر يوماً بهجره. فخارجه أشعر بالاختناق ولا أستطيع أن أمكث بعيداً عنه أكثر من أيام قليلة. ولأنني من مدينة صيدا فعندما أسير في أزقتها وأحيائها أحس وكأن جرعة أكسجين إضافية تنشقتها. أقول لك كل هذا لأنه من المهم جداً أن نتشبث ببلادنا ونلقي الضوء على نواحيها الإيجابية. فكفى إبراز سلبيات لبنان وتوجيه الأنظار إليها. لقد مرّت بلدان كثيرة غيرنا بمشكلات مشابهة، ولكن أحداً منهم لم ينشرها على الملأ مثلنا. فمن الجيد جداً استخدام مواقع لبنانية تسهم في ترويج السياحة فيه».
تتحدث كنعان في هذا الموضوع بحماس وتتأسف لعدم وجود الاتحاد بين اللبنانيين على مختلف الأصعدة. تنتقد ما يحصل اليوم على الساحة الفنية من مناكفات بين الفنانين. وتشير إلى أنها لم تلجأ يوماً إلى هذا النوع من التعاطي مع زملائها. الأسلوب الهابط الذي يتبعه بعض الفنانين مع بعضهم، وتبني وسائل إعلام له هو أمر مخجل. وتتابع: «تمسكي بلبنان لا يأتي عن عبث أو على الهامش. بل أحرص على إظهار جماله سواء في الإعلانات التي أصورها أو في الكليبات الغنائية، إذا ما توفر لي هذا الأمر انطلاقاً من موضوعاتها. فمن العيب أن نصل إلى هذا المستوى في التعاطي بعضنا مع بعض ومع بلدنا. بينما الاتحاد بين أهل الفن مثلاً في أي بلد عربي آخر يبرز بوضوح». وتختم كنعان بالقول: «أتوجه عبر هذا المنبر إلى كل لبناني كي يسهم في رفع اسم بلده بدل إنزاله إلى الهوة. أظهروا جمال لبنان وصبوا اهتمامكم على نواحيه الإيجابية».
شهدت الكليبات الغنائية بالماضي القريب تراجعاً لصناعتها، واليوم تعود مع أعمال غنائية جديدة. فما رأيها بما يحصل على الساحة اليوم من تطور إيجابي في هذا الخصوص؟ ترد: «على أمل أن يكون الواقع كما تصفينه، لأن وسائل التواصل الاجتماعي سرقت بفترة من الفترات وهج هذه الصناعة. صارت كحبة الكرز التي تزين قالب الحلوى بحيث تتوج قلة من الأعمال الغنائية. فالفنان أيضاً شعر وكأن الكليب لم تعد له الأهمية نفسها كما في الماضي. ويكتفى بإصداراته عن طريق المسموع وليس المرئي، لأنه ما عاد يتكل عليه لانتشار الأغنية. اليوم عاد الكليب إلى الظهور بعد فترة حجر قاسية دفعت بكثير من الفنانين إلى الاهتمام بإنتاجاتهم من جديد. فالصورة لها مكانتها بالتأكيد، وتولد بين الفنان ومحبيه علاقة تفاعلية. وبانتظار أن تعود هذه الصناعة إلى سابق عهدها الذهبي، فإن الكليب بمثابة إضافة للعمل الفني».
ونسأل كنعان؛ عينك على من، من الفنانين اليوم بعد تجارب متراكمة مع نجوم كثر؟ تقول: «في الحقيقة عيني اليوم على السينما والدراما، وأنا بصدد إنهاء نصٍ من تأليفي كنت قد بدأت كتابته من قبل. إلا أن انشغالي بعائلتي الصغيرة وبناتي أخّرني عن إنجازه. حان الوقت كي أنتقل إلى الضفة الأخرى مع التزامي بصناعة الكليبات أيضاً لأني أحبها. وأطمح بتنفيذ فيلم أو مسلسل على المستوى المطلوب في المستقبل القريب».


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

رجل إطفاء يتحوَّل «بابا نويل» لإسعاد الأطفال المرضى

بعضُ السحر يستحقّ أن يُصدَّق (مواقع التواصل)
بعضُ السحر يستحقّ أن يُصدَّق (مواقع التواصل)
TT

رجل إطفاء يتحوَّل «بابا نويل» لإسعاد الأطفال المرضى

بعضُ السحر يستحقّ أن يُصدَّق (مواقع التواصل)
بعضُ السحر يستحقّ أن يُصدَّق (مواقع التواصل)

زَرَع رجل إطفاء البهجة في نفوس عدد لا يُحصى من الأطفال خلال عطلة عيد الميلاد على مرّ السنوات، لكنَّ ديفيد سوندرز (50 عاماً)، يقول إنّ القيام بدور «بابا نويل» يُرخي أثراً سحرياً عليه أيضاً. بالنسبة إلى سوندرز المقيم في مقاطعة فيرفاكس بولاية فرجينيا، فإنّ أداء دور «بابا نويل» يتجاوز التقاليد: «إنه مَهمَّة شخصية عميقة مستوحاة من العائلة وتغذّيها الرغبة في نشر الفرح». بدأ سوندرز، وهو والد لـ5 أطفال، ذلك العمل الموسميّ منذ 16 عاماً. في ذلك الوقت، كان ابنه البالغ 6 سنوات يعاني مرضاً تسبَّب بتنقّله بين المستشفيات. نقلت عنه «فوكس نيوز» قوله لشبكة «إس دبليو إن إس»: «في كل مرّة كنّا نقصد المستشفى، كان يرى جميع الأطفال المرضى. وخلال المغادرة راح يقول لي: (أتمنّى لو نستطيع فعل شيء لطيف لهم). كنتُ أجيبه: (اكتشف ما تريد فعله، وسنحاول)».

مَهمَّة شخصية عميقة مستوحاة من العائلة (مواقع التواصل)

تحوَّلت هذه الرغبة دعوةً غير متوقَّعة للأب والابن، اللذين بدآ في ارتداء زيّ «بابا نويل» وجنّيته المساعدة لإسعاد المرضى الصغار. حالياً، يُنجز سوندرز بين 100 إلى 150 زيارة منزلية كل عام؛ مُرفقةً ببعض الإعلانات التجارية وفيلمين لعيد الميلاد. قال: «أحبُّ إسعاد الناس. أستمتعُ برسم البسمة على وجوههم». وكلّ عام، كان يرى أطفالاً اعتاد رؤيتهم منذ أن كانوا رضَّعاً: «استمتعتُ بمراقبتهم وهم يكبرون. تحملهم بكونهم أطفالاً، ثم تشاهدهم يكبرون. أحياناً تعتقد أنهم لن يرغبوا في عودتك هذا العام، لكنَّ أمهاتهم أو آباءهم يتّصلون دائماً ويقولون: (إنهم لا يريدون أن يمرَّ عيد الميلاد من دونك)». ورغم أنّ دور «بابا نويل» مبهج عموماً، فإنَّ سوندرز أقرّ بمواجهة تحدّيات: «أرى بعض الأطفال المرضى أو الذين ليس لديهم الكثير. أحياناً يكون الأمر مُرهقاً عقلياً».

بدأ سوندرز عمله الموسميّ منذ 16 عاماً (مواقع التواصل)

وبعد 30 عاماً من كونه رجل إطفاء، يتطلَّع الآن إلى تحويل عمله الجانبي وظيفةً بدوام كامل. تابع: «عملي رجل إطفاء وظيفة رائعة. إنه أيضاً أحد تلك الأشياء المُرهِقة عقلياً وجسدياً، لكنْ كانت لديَّ مهنة جيّدة. جسدي يؤلمني، وأنا أكبُر في السنّ؛ لذلك حان الوقت للمضيّ قدماً. آمل أن تنمو هذه التجارة أكثر». سحرُ عيد الميلاد هو ما يستمرّ في إلهام سوندرز لإسعاد الأطفال والكبار على السواء: «أعتقد أنّ جميع الأطفال، وحتى البالغين، يريدون شيئاً يصدّقونه، خصوصاً في هذا العيد».