براد بيت يُطلق مجموعة للعناية بالبشرة من قصره الفرنسي

براد بيت (أ.ب)
براد بيت (أ.ب)
TT

براد بيت يُطلق مجموعة للعناية بالبشرة من قصره الفرنسي

براد بيت (أ.ب)
براد بيت (أ.ب)

تصدرت أخبار النجم الأميركي براد بيت العناوين مؤخراً. من مشاركته في متحف «ساره هيلدن للفنون» الواقع في مدينة تامبيري الفنلندية، لأول مرة، بمنحوتات فنية، إلى طرح مجموعة مستحضرات للعناية بالبشرة. وبينما لا يُنكر في كل المقابلات أنه يعشق الفن الهندسي، فإن دخوله مجال التجميل نابع من جانب عملي حسبما صرح به لمجلة «فوغ» - النسخة البريطانية. «لودومين» هو الاسم الذي أطلقه على المجموعة. لم يشارك في الجانب الخاص بخلطها إلا أنه شارك في اختيار مكوناتها مشترطا أن تتوجه للجنسين وأن لا تكون مُعقدة حتى تناسب رجلا مثله لا يميل لاستعمالها إلا للضرورة، وأن تُطرح بسعر معقول يتراوح ما بين 60 و290 جنيهاً إسترلينياً.
بينما لا تترك القوارير أدنى شك بأنه كان وراء تصميمها الهندسي والفني، فإن عملية إنتاجها كانت لعائلة بيرين الفرنسية. تجدر الإشارة إلى أن فكرة «لودومين» وُلدت في منطقة البروفانس، جنوب فرنسا حيث يملك قصر ميرافال القريب من أراضي عائلة بيرين الشاسعة. هناك تنمو أشجار العنب والزيتون واللافندر بغزارة، وحيث التربة هنا جداً مناسبة كذلك الطقس.
كان من البديهي أن يكون العنب وزيت الزيتون مكونين أساسيين. ليس لتوفرهما فحسب بل أيضاً لمزاياهما المضادة للأكسدة. لكي يخرج بالشكل اللائق باسمه، كان براد بيت حريصاً على أن يأتي المنتج بشكل علمي وفعال. جنَد له كل من البروفسور بيير لويس تيسيدري من جامعة بوردو، والبروفسور نيكولا ليفي، العالم في مرض الشيخوخة المبكرة، وهو اضطراب وراثي نادر يؤدي إلى تسريع شيخوخة الأطفال الصغار.
الأول لكي يساعد على التمييز بين 13 نوعاً من أنواع العنب تنمو في مزارع عائلة بيرين لاستعمال أقواها فاعلية في الحفاظ على صحة الخلايا والكولاجين أطول مدة ممكنة. أما دور البروفسور نيكولا ليفي، فلا يحتاج إلى شرح.
فكرة أن كل المكونات عُضوية، بدءاً من تُربة وأشجار لم تستعمل فيها أي مبيدات أو مواد كيمياوية، غير مستغربة، لكن الغريب أن قصر ميرافال الذي اشتراه براد بيت في عام 2008، بسعر 28.4 مليون دولار، وأهداه لأنجلينا جولي لا يزال موضع نزاع بينهما في المحاكم.
بعد طلاقهما اختلفا على ملكية القصر، وانتهى الأمر بأنجلينا ببيع حصتها لشركة مُصنعة للمشروبات، من دون أن تعرضها عليه أولاً. استفزه الأمر من جهتين: الأولى أنها لم تعرضها عليها أولاً، والقانون يمنحه حق الأولوية، والثانية أنها استفزته لكي يحول خسارته إلى ربح بدخول عالم التجميل؛ فهذا العالم منتعش يشهد عصره الذهبي حالياً، كما أن اسمه كفيل بأن يبيع أي شيء لمعجبيه.


مقالات ذات صلة

أزياء رحلة دوقة ساسيكس المكوكية... تكشف الخبايا والنيّات

لمسات الموضة اختيارها لفستان من ماركة نيجيرية كان لفتة دبلوماسية ذكية (أ.ب)

أزياء رحلة دوقة ساسيكس المكوكية... تكشف الخبايا والنيّات

اختتمت قبل أيام قليلة رحلة ميغان ماركل، دوقة ساسيكس، إلى نيجيريا برفقة زوجها الأمير البريطاني هاري. رحلة قصيرة استغرقت 72 ساعة

جميلة حلفيشي (لندن)
يوميات الشرق لينا جودي تستوحي تصاميم مجوهراتها من مدينتها صُور (حسابها الشخصي)

مصمِّمة المجوهرات اللبنانية لينا جودي لـ«الشرق الأوسط»: مدينتي والمرأة تُشكّلان إلهامي

تعكس تصاميم لينا جودي قوّة النساء اللبنانيات وجرأتهن على تغيير واقعهن. من جلد ثور الملكة إليسار استلهمتْ فكرة، ومن أوروبا المخطوفة من قِبل زوس ألّفتْ تصميماً.

فيفيان حداد (بيروت)
لمسات الموضة  كان عرضاً جريئاً بإثارته الأنثوية وتقنياته الفلسفية (ميزون مارجيلا)

جون غاليانو يعود من الانكسار ليُحقق الانتصار

كانت الإطلالات تحتاج إلى ترويضها للتخفيف من جموحها الفانتازي وجُرأتها، لكنها حتى بلعبها على التضاريس الأنثوية بشكل مبالغ فيه تضمنت معاني فلسفية وفنية.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة أدريان أبيولازا

من هو مصمم «موسكينو» الجديد؟

أعلنت دار «موسكينو» عن تعيينها أدريان أبيولازا مديراً إبداعياً جديداً لها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة المصممة تامارا رالف في مشغلها (أوديمار بيغيه)

تمارا رالف لـ«الشرق الأوسط»: أنظر إلى كأسي هذه الفترة فأراها تنضح بالحب والحظ

المصممة تامارا رالف تغلبها روح الأمومة هذه الأيام، وتريد أن تحتضن المرأة في كل مكان وزمان وتُحفزها على أن تثق بنفسها وقدراتها «لأن أي واحدة منا تستطيع خوض

جميلة حلفيشي (لندن)

أحداث غزة تؤخر عودة جون غاليانو إلى ساحة الموضة

استلهم غاليانو في تشكيلته لربيع وصيف 2024 من الروايات المتناقلة وصيحات الموضة الرائجة خلال فترة زمنية ماضية (ميزون مارتن مارجيلا)
استلهم غاليانو في تشكيلته لربيع وصيف 2024 من الروايات المتناقلة وصيحات الموضة الرائجة خلال فترة زمنية ماضية (ميزون مارتن مارجيلا)
TT

أحداث غزة تؤخر عودة جون غاليانو إلى ساحة الموضة

استلهم غاليانو في تشكيلته لربيع وصيف 2024 من الروايات المتناقلة وصيحات الموضة الرائجة خلال فترة زمنية ماضية (ميزون مارتن مارجيلا)
استلهم غاليانو في تشكيلته لربيع وصيف 2024 من الروايات المتناقلة وصيحات الموضة الرائجة خلال فترة زمنية ماضية (ميزون مارتن مارجيلا)

هل يمكن أن يعود جون غاليانو إلى حضن مجموعة «إل.في.إم.آش (LVMH)»، بعد أن طُرد منها شرَّ طردة في عام 2011؟ هل سيمشي برنار أرنو، مالك المجموعة وثاني أغنى رجل في فرنسا، على مبدأ «عفا الله عما سلف»؟ والأهم من هذا هل استسلمت بعض الأوساط التي نادت بمقاطعته، وإلغائه واكتفت بما دفعه من ثمن باهظ حتى الآن؟

جون غاليانو وأنا وينتور في حفل توزيع جوائز الموضة البريطانية عام 2021 (غيتي)

هذه وأسئلة أخرى كثيرة تدور في الكواليس، هذه الأيام، بعد تردد أقوال عن إمكانية عودة جون غاليانو؛ الابن الضال بالنسبة للبعض، والعبقري بالنسبة للبعض الآخر، إلى ساحة الموضة. مؤشرات كثيرة تقول إن عملية التقبل والاستقبال بدأت منذ فترة، وأن الحملة الشرسة لإلغائه انتهت، أو على الأقل خفّت حدّتها. عرضه الأخير لدار «ميزون مارجيلا» خلق نوعاً من النوستالجيا لاستعراضاته الفنية ومهاراته الإبداعية. حصد العرض أعلى نسبة من التغطيات الإعلامية، وعدَّه النقاد الأفضل على الإطلاق، خلال أسبوع باريس لموسم الـ«هوت كوتور»، في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي. ووفق برنامج قراءة البيانات على المواقع، «لونشمتريكس»، كان اسمه أيضاً الأكثر تداولاً في حفل متحف الميتروبوليتان الأخير؛ بفضل ظهور النجمة زيندايا بفستان من توقيعه لـ«ميزون مارتن مارجيلا» التي يعمل فيها منذ 10 سنوات، بهدوء شديد ومختلف عما عوّدَنا عليه في الماضي، وكأنه يخاف أن يُذكِّر العالم بوجوده فيحرموه مُتعة التصميم مرة أخرى.

زيندايا بفستان من تصميم جون غاليانو لدار «ميزون مارجيلا» في حفل متحف الميتروبوليتان الأخير (أ.ف.ب)

بوادر التصالح بينه وبين المجموعة الفرنسية ظهرت منذ نحو عامين تقريباً عندما حضر افتتاح معرض «مونيه _ ميتشيل» في مؤسسة «لوي فويتون» بباريس. كان في الحفل بطبيعة الحال أنا وينتور، عرَّابة الموضة المسؤولة عن كل مجلات «فوغ» ومحتوياتها، وبرنار أرنو، وسيدني توليدانو، الرئيس التنفيذي السابق في «ديور». كان هو مَن أُنيطت به مهمة إبلاغ قرار الطرد في مارس (آذار) من عام 2011، لكنه ظهر مؤخراً في وثائقي عن غاليانو قائلاً إنه غفر له زلته واعترف بقدراته الهائلة على الابتكار والإبداع.

الوثائقي، الذي صدر في شهر أبريل (نيسان) الماضي، كان بعنوان High & Low—John Galliano، (جون غاليانو... الانتصار والانكسار)، تتبَّع فيه المخرج كيفن ماكدونالد حياة المصمم، مسلِّطاً الضوء على تلك الليلة المشؤومة من عام 2011، التي سقط فيها من القمة إلى الحضيض. بدأت كأي ليلة عادية كان يتوجه فيها غاليانو إلى مطعمه المفضل والقريب من بيته لتناول وجبة العشاء، وانتهت نهاية غيَّرت مجرى حياته تماماً. السبب كان مُلاسنة جرت بينه وبين مجموعة من رواد المطعم، التقطوا له صوراً وفيديوهات متلبساً بجُرم القذف بعبارات مُعادية للسامية.

عُوقب أشد عقاب، وشُنَّت حملات كثيرة تطالب بإلغائه حتى يكون عبرة لغيره. النجمة ناتالي بورتمان انضمت إلى هذه الحملات، وهدّدت بفسخ عقدها بصفتها سفيرة «ديور»، في حال لم تتخذ هذه الأخيرة إجراءات صارمه ضده. وهذا ما حدث. خرج مطروداً بعد 15 عاماً، كما حُرِم من الدار التي أسسها بعد التخرج وكانت تحمل اسمه. كانت مجموعة «إل.في.إم.إتش» من تُموّلها. ظلّ لمدة عامين دون عمل يتنقل بين المصحات والحاخامات ليُكفّر عن ذنبه، إلى أن مدَّت له دار «أوسكار دي لارونتا» طوق النجاة بفتحها أبواب التعاون معه، ثم جاءته الفرصة الذهبية من «ميزون مارتن مارجيلا» التي احتفلت مؤخراً بمرور 10 سنوات على التحاقه بها.

ترجم غاليانو الرومانسية ومفهوم الأنوثة بأسلوبه الخاص وبجمالية علينا تجاوز أحجامها الكاريكاتورية (ميزون مارجيلا)

ولحسن حظه أن قوى أخرى مؤمنة بعبقريته، عملت بهدوء، وأحياناً في الخفاء لصالحه. راهنت على الوقت وعلى محاولاته الجادة في التغلب على مشاكله الشخصية. أنا وينتور واحدة من هؤلاء. لم تتخلّ عنه في أي لحظة من اللحظات. كان بالنسبة لها مبدعاً وصديقاً في الوقت نفسه. صحيح أنها لم توافق على ما تَفوَّه به، لكنها مثل الملايين من عشاقه شعرت بأن العقاب كان قاسياً؛ ليس عليه وحده، بل على صناعة الموضة ككل، فهذه في أمسّ الحاجة إلى مبدعين من أمثاله يرتقون بها في زمن غلب فيه المفهوم التجاري على الفني. ما يذكره الجميع أنه في زمنه كان عاصفة من الابتكار والدراما الفنية. يستمدها من كتب التاريخ فتُحرك المشاعر والعقل وتستحضر عظماء النهضة. كانت أنا وينتور شُجاعة إلى حد كبير؛ لأنها وقفت في وجه الحملة ضده، وكانت تردد كلما سنحت لها الفرصة أنه واحد من أهم المصممين الذين جادَ بهم هذا العصر. وفي أحد لقاءاتها النادرة صرحت بأن العرض المفضل لديها حتى الآن هو التشكيلة التي قدّمها لـ«ديور» في مارس من عام 1994، وهو ما يُعد شهادة لا يستهان بها. حتى الوثائقي الذي صدر مؤخراً عن انتصاراته وانكساراته كان بإنتاج مشترك بين منصة البث «موبي» ومجموعة «كوندي ناست»، المالكة لمجلات «فوغ» وغيرها من المطبوعات.

من تشكيلة Co-Ed لموسم ربيع وصيف 2024 استوحاها غاليانو من فكرة توارث الأزياء عبر الأجيال (ميزون مارتن مارجيلا)

يتردد أيضاً في كثير من الأوساط أنها رشّحته ليكون تيمة حفل ومعرض متحف الميتروبوليتان، لهذا العام، أسوة بألكسندر ماكوين وكارل لاغرفيد وتشارلز جيمس وغيرهم، إلا أن أحداث غزة غيّرت كل الموازين؛ لما أثارته من ردود أفعال عالمية متضاربة. كان لا بد من التراجع عن الفكرة؛ لتجنب أي جدل سياسي. وهكذا جرى اختيار تيمة مضمونة في المقابل هي «الجميلات النائمات: نهضة الموضة». ومع ذلك فإن مجرد تردد اسمه كاحتمال لهذا الحدث العالمي هو إعادة اعتبار له وبداية مُبشرة.

كيف يمكن أن تبدأ العودة؟

- الشائعات تردد أن البداية ستكون تدريجية لتجسَّ النبض، باستعادته دار «جون غاليانو»، التي أسسها في الثمانينات، واستحوذت عليها المجموعة الفرنسية الضخمة في التسعينات، لكنها أُغلقت بعد طرده من «ديور».

- هناك أيضاً من يقول إنه ربما يتسلم إدارة «جيفنشي» الفنية، التي عمل فيها لفترة بعد تخرجه. هؤلاء يبنون هذه النظرية على افتقادها مديراً إبداعياً، بعد خروج الأميركي ماثيو ويليامسون في بداية العام الحالي.

- فئة أخرى تُرجح كفة دار «سيلين»، فهناك شائعات بأن المصمم هادي سليمان قد يغادرها قريباً، لكن تبقى كل هذه مجرد شائعات، ربما تكون نسبة كبيرة منها من باب التمني والنوستالجيا في غياب مصممين؛ لهم الجُرأة والجموح الإبداعي نفسهما.