«كلام نواعم»... سنديانة في عاصفة

موضوعات تنتصر للمرأة وتحفّز أحلامها

نواعم البرنامج ينتصرن لقضايا المرأة
نواعم البرنامج ينتصرن لقضايا المرأة
TT

«كلام نواعم»... سنديانة في عاصفة

نواعم البرنامج ينتصرن لقضايا المرأة
نواعم البرنامج ينتصرن لقضايا المرأة

تزامن انطلاق الموسم الجديد من «كلام نواعم» مع «اليوم الوطني السعودي»، فارتدت إحدى مقدماته، نجلاء القحطاني، فستاناً بلون العلم. ضيفة الحلقة الأولى الممثلة ريم عبد الله حضرت بالأخضر نفسه، اختزالاً لحب الأرض. النواعم الثلاث، المقدمات، شيرين عرفة، ندى باعشن ونجاح المساعيد، شاركن المناسبة باتساع القلب. يحضرن مباشرة على هواء «إم بي سي» ليل كل أحد، انتصاراً لقضايا المرأة وتحفيزاً لأحلامها.
«الستات» متحمسات لإيقاظ نساء عربيات فيرفضن القيد ويحلقن بالأفكار. يدركن الأهوال المتربصة ويشجعن مَن يتطلب منهن الأمر تكثيف المحاولات لكسر القفص. برنامجهن نقاشات تتوجه «لكل امرأة في كل حالاتها». تبدلت بعض وجوه مقدماته طوال سنوات، لكن تبنيه لرحلة التمكين وقصص النجاح لم تَحِدْ عن مسارها.
تقدم الحلقات محتوى لا يرفع صوت رأي يقمع تنوع الآراء. لكل من النواعم نظرتها، تُبديها ضمن نقاش يتيح الاختلاف المشروع تحت مظلة الاحترام. يرفع الموسم سقف النقاش، كما تُبشر مقدماته، ويزف مبادرات تقودها النواعم تمنح درساً في التجاوز.
الضيف أيضاً مذيع بين المذيعات، يحاوِر ويناقِش، كما يُحاوَر ويُناقَش. يحرص البرنامج على محتوى يرفض ملء الهواء بالهراء. النواعم واعيات لأقدار النساء العربيات، بين الوصول والتعثر. يعرضن تقارير توثق الانتهاكات، ويتنهدن قبل الخروج بعبرة. هذه المرة على لسان نيللي كريم، ضيفة الحلقة الثانية: «أَحبي نفسكِ، تستحقي الاحترام».
عرضُ وجهات النظر يتفوق على هَم الإقناع، فالحديث لا يتجه نحو تشكل جبهة واحدة. يغتني بتعدد الرأي وتنوع التجربة. تأتي الممثلة السعودية ريم عبد الله لتُشارك النساء شخصية قوية نالتها بعد خذلان سدده «أصدقاء وزملاء مهنة». تشكرهم فرداً فرداً، «لولاهم لما نضجتُ. وفروا علي سنوات ينبغي عيشها لفهم أصناف البشر». ثمة ما يُلهم في الحلقات، والرجل معنيّ كما المرأة، فتشدد شيرين عرفة على دور الرجال وتدعو لعدم انسحابهم من شؤون النساء ومعارك حقوقهن.
تتمنى نجلاء القطحاني قدوم أيام لا تضطر فيها البرامج خوض نقاشات حول ما يُفترض أن تناله النساء بلا مسيرة نضال. يرتدين إشارة التضامن الزهري على ملابسهن لمؤازرة بطلات بعضهن نجونَ من سرطان الثدي وأخريات في قلب المواجهة. لا يضيع البرنامج وقتاً خارج المقصود منه: صقل الوعي حيال متغيرات يجدر شملها بالنساء، وحيال كرامات يجب ألا تُداس حين يتعلق الأمر بهن. نيللي كريم حاسمة: «جِدي نفسكِ أولاً وكوني سندها. الرجل يأتي لاحقاً».
تشارك نجاح المساعيد للمرة الأولى ما تفوح منه رائحة الندم: «تسع سنوات أمضيتها في زواجي الأول وأنا أمنح الفرصة تلو الأخرى، حتى انهار كل شيء. تطلبت لملمة النفس واستعادة الثقة وقتاً. لو عاد الزمن لانفصلتُ بعد منح العلاقة فرصتين فقط».
«هذه ليست دعوة لطلاق النساء»، تشدد. وعلى طريقتها، توضح نيللي كريم القصد: «العلاقة حين لا تعود مريحة، تصبح المغادرة ملحة». لخمس دقائق قبل الختام، وبأسئلة سريعة كإجاباتها، ناقشت نجمة مصر جدلية الانفصال وتأثيره في الأولاد. سبق ذلك حوار عنوانه التربية، وضعت له عنواناً آخر: «الاحترام وعدم التمييز بين بنت وصبي على الإطلاق».
المستوى المتقدم في الكلام يبرر أهمية دخوله كل بيت عربي، فيفيد ويؤثر. إلى الضيف الرئيسي، ضيف يحمل رسالة أمل فيحفز على قتل العدو الأكبر في الإنسان: الخوف. تتحرر طبيبة الأسنان سمر غرة من شعور الضحية لتتكلم للمرة الأولى في استوديو النواعم عن إصابتها بسرطان الثدي والتحولات التي أحدثها ليجعلها امرأة مكتملة النضوج، يغمرها الحمد. مَن يسمعها تقول: «لا تخافوا، فلكل شيء نهاية. فكروا بالحل لا بالمشكلة»، قد يغير الزاوية، فيرى أبعد من الثقب الضيق.
بصحبة أحلام ترفض حدها، تحضر سائقة الراليات السعودية دانيا العقيل إلى جلسة النواعم. تُسعد المهتمات بقولها إن طرق القيادة باتت أسهل، فلم تعد تحتاج، كالسابق، قوة بدنية فائقة أتاحت هيمنة الرجل على هذا النوع الرياضي. تُشجع النساء على اللحاق بأصوات داخلية تهمس لهن بضرورة مواصلة الدرب مهما اعترضته ذئاب.
تسرد نجاح المساعيد ما مر على بالها بلسان أمها: «لا تكسر المرأة سوى القِلة والذلة»، وتفسر ذلك بالعوز والتسلط الذكوري. تتوجه إلى ريم عبد الله بسؤال عن الخذلان، مستوحى من «بوست» كتبته على «إنستغرام» يلخص تقلباتها: «أنا لم أتغير، لكنني ابتعدتُ عن كل مَن لم يدرك قيمتي». أحد عوامل القوة في حياة النجمة السعودية، تضعه على الطاولة بصراحة، لا تكترث إن حُسبت لها أو عليها: «إنه المال، مصدر السعادة. يجعلني لا احتاج أحداً ويحقق لي ما أريده، فأساعد نفسي وغيري». خروجها على «مثالية» الإجابة، يُحترم.
تخوض في فقرة الجدل نقاشاً حول الخصوصة في «السوشيال ميديا». حياتها ليست كتاباً مفتوحاً، ففصولها لها. توضح أن ما يلفها لا تنطبق عليها عوارض الغموض، بل إبعاد النفس مما لا يعني الآخرين ولا يجدر حشرهم به. يمكن الإصغاء إلى النواعم باهتمام، فلا يهدرن الجلسة بما يُشتت الانتباه عن روح البرنامج. روح أنثوية صلبة كسنديانة في العاصفة.


مقالات ذات صلة

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

يوميات الشرق مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

انشغلت الأوساط الفنية في فرنسا بخبر تدهور صحة الممثلة المعتزلة بريجيت باردو ودخولها وحدة العناية المركزة في مستشفى «تولون»، جنوب البلاد. يحدث هذا بينما يترقب المشاهدون المسلسل الذي يبدأ عرضه الاثنين المقبل، ويتناول الفترة الأولى من صباها، بين سن 15 و26 عاماً.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق خالد يوسف: «سره الباتع» تعرّض لحملة ممنهجة

خالد يوسف: «سره الباتع» تعرّض لحملة ممنهجة

دافع المخرج المصري خالد يوسف عن مسلسله الأخير «سره الباتع» الذي عُرض في رمضان، قائلاً إنَّه تعرَّض لحملة هجوم ممنهجة. وربط يوسف في «سره الباتع» بين زمن الحملة الفرنسية على مصر (1798 - 1801)، وحكم «الإخوان المسلمين» قبل ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، ورصد التشابه بينهما في سعيهما لتغيير «هوية مصر». ورأى يوسف، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنَّ المصريين لديهم كما يبدو «قرون استشعار» لمسألة الهوية، و«هذا ما شعرت به من قراءاتي للتاريخ، وهو ما يفسّر لماذا ثاروا على الحملة الفرنسية، وعلى حكم (الإخوان) بهذه السرعة». وواجه المسلسل انتقادات عدة، بعضها يرتبط بالملابس وشكل جنود الحملة الفرنسية، لكن يوسف رد على

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق «سهير شو» مع معتصم النهار: المجتهد ونصيبه

«سهير شو» مع معتصم النهار: المجتهد ونصيبه

تعود العراقية سهير القيسي إلى «إم بي سي» بعد غياب. تُجدّد في الاتجاه، فيصبح حواراً في الفن بعد قراءة لنشرات الأخبار ولقاءات في السياسة. ضيف الحلقة الأولى من برنامجها «سهير شو من أربيل» الفنان السوري معتصم النهار. طفت محاولات نفضها الصورة «الجدّية» وإذعانها لبداية جديدة. تزامُن عرض الحلقة مع العيد برّر غلبة «الإنترتيمنت»؛ دبكة و«بوش آب» و«راب»، دفعها للتعليل الآتي لشخصيتها التي عهدها الناس وللحوارات العميقة. لعلّها مع تقدّم الحلقات لن تحتاج لجهد ساطع يثبت العفوية ويؤكد للآخرين أنها في موقعها. ستفسح المجال للانسياب فيعبّر عن نفسه وعنها.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق وسام فارس لـ «الشرق الأوسط» : «سفر برلك» كان نقلة نوعية لي

وسام فارس لـ «الشرق الأوسط» : «سفر برلك» كان نقلة نوعية لي

حقق الممثل وسام فارس حضوراً مميزاً في دراما رمضان 2023 المشتركة، وكاد أن يكون النجم اللبناني الوحيد الذي سطع في سمائها. وسام الذي تابعه المشاهد العربي قبيل موسم رمضان في مسلسل «الثمن» كان له حضوره المميز في العملين الدراميين الرمضانيين «سفر برلك» و«وأخيراً». وجاء اختياره في دور بطولي في «سفر برلك» بمثابة فرصة سانحة، ليطل على الساحة العربية مرة جديدة، ولكن من باب عمل تاريخي ضخم. هذا العمل يصنّفه فارس بالمتكامل الذي برز فيه مستوى عال في التصوير والإخراج بميزانية عالية رصدتها له الـ«إم بي سي». بدأ الاتصال بوسام فارس من أجل المشاركة في «سفر برلك» منذ عام 2018.

يوميات الشرق يامن الحجلي لـ «الشرق الأوسط» : لا أدخل مسلسلاً لست مقتنعاً بنصه

يامن الحجلي لـ «الشرق الأوسط» : لا أدخل مسلسلاً لست مقتنعاً بنصه

يتمتع الممثل يامن الحجلي، صاحب لقب «فارس الدراما السورية»، بخلفية درامية غنية، فإضافة إلى كونه كتب مسلسلات عدّة، فقد حقق نجاحات واسعة في عالم التمثيل، إذ قدّم، في 10 سنوات، أكثر من 30 مسلسلاً؛ بينها «الصندوق الأسود»، و«أرواح عارية»، و«أيام الدراسة»، و«طوق البنات»، و«هوا أصفر»، و«باب الحارة 7»، وغيرها... وهو يطلّ حالياً في مسلسل «للموت 3»، مجسداً شخصية «جواد»، الذي يُغرَم بإحدى بطلات العمل «سحر» (ماغي بوغصن). يؤدي الحجلي المشاهد بلغة جسد يتقنها، خصوصاً أنّ دوره تطلّب منه بدايةً المكوث على كرسي متحرك لإصابته بالشلل.


«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».