لولا وبولسونارو يتبادلان الاتهامات في آخر مناظرة انتخابية

بولسونارو لدى مشاركته في تجمع انتخابي في 28 سبتمبر (أيلول) (رويترز)
بولسونارو لدى مشاركته في تجمع انتخابي في 28 سبتمبر (أيلول) (رويترز)
TT

لولا وبولسونارو يتبادلان الاتهامات في آخر مناظرة انتخابية

بولسونارو لدى مشاركته في تجمع انتخابي في 28 سبتمبر (أيلول) (رويترز)
بولسونارو لدى مشاركته في تجمع انتخابي في 28 سبتمبر (أيلول) (رويترز)

تنتهي اليوم حملة الانتخابات الرئاسية البرازيلية ليتوجه 156 مليون ناخب غداً لاختيار الرئيس المقبل الذي سيقود واحدة من أكبر الديمقراطيات في العالم، بعد أربع سنوات من حكم جايير بولسونارو، الذي شهدت خلاله البرازيل سلسلة من الكوارث الصحية والبيئية والأزمات الاجتماعية والاقتصادية، فيما كانت علاقاتها الإقليمية تذهب نحو التوتر، وتزداد عزلتها على الصعيد الدولي.
وكانت الحملة الانتخابية شهدت مناظرة حامية مساء الخميس بين المرشحين السبعة الذين يتقدمهم الرئيس الحالي ومنافسه الرئيس الأسبق لولا، الذي ترجح كل الاستطلاعات فوزه، ليكون أول رئيس في تاريخ البرازيل يتولى الحكم ثلاث مرات. وتميزت تلك المناظرة بانتقادات لاذعة تعرض لها لولا على لسان بولسونارو، الذي وصفه بأنه «لص وكذاب وخائن للوطن»، في الوقت الذي كانت بعض الاستطلاعات تتوقع فوز لولا من الجولة الأولى وعدم خوض الجولة الثانية المقررة في نهاية الشهر، التي يمكن أن تحمل مفاجآت إذا قرر المرشحون الآخرون تأييد بولسونارو.
وقبل ساعات من بداية المناظرة التي شهدت تراشقاً قاسياً بكل أنواع الاتهامات بين المرشحين السبعة، نشر نجم كرة القدم العالمي المعروف نيمار تسجيلاً على وسائل التواصل الاجتماعي يؤيد فيه بولسونارو، الذي يتقدم عليه لولا بما يزيد عن 14 نقطة، حسب الاستطلاعات الأخيرة. تجدر الإشارة إلى أن المرشحة التي تحتل المرتبة الثالثة في التوقعات، على مسافة بعيدة من لولا وبولسونارو، هي سيمون تابت المتحدرة من أصول لبنانية، وابنة الرئيس الأسبق لمجلس الشيوخ رامز توفيق تابت.
وفيما ركز بولسونارو انتقاداته لمنافسه خلال المناظرة، كما فعل طوال الحملة الانتخابية، على فضائح الفساد التي استشرت خلال الولايتين اللتين تولى فيهما رئاسة الجمهورية، وعلى اتهامه بالانتماء إلى «المحور الشيوعي» الذي تقوده كوبا وفنزويلا في المنطقة، ذهب لولا إلى المقارنة بين البرازيل اليوم وما كانت عليه خلال عهده عندما كانت لاعباً وازناً على الصعيدين الإقليمي والدولي، وكيف أخرجها من خريطة الجوع العالمية، بينما يعاني 33 مليوناً من سكانها في الوقت الحالي من سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي.
وبعد أن استعرض لولا التدهور الذي أصاب البرازيل على عهد بولسونارو في العناية الصحية والتعليم والثقافة والفنون والبحوث العلمية وحماية البيئة والصناعات الزراعية، ركز هجومه على الإدارة الكارثية لجائحة «كوفيد» التي قضت، حسب الأرقام الرسمية، على 700 ألف برازيلي كان من الممكن إنقاذ ثلثيهم لولا سوء الإدارة والتدابير التي اتخذتها الحكومة بتوجيه وإصرار من بولسونارو نفسه، الذي رفض تناول اللقاح، واستقال وزير الصحة ثلاث مرات على عهده بسبب اعتراضه على السياسة التي فرضها لمواجهة الجائحة. وكان البرلمان البرازيلي شكل لجنة مستقلة من الخبراء في العلوم الفيروسية والصحة العامة للتحقيق في إدارة الحكومة للجائحة، خلصت بعد أشهر من الدراسات والتحقيق مع وزراء وأطباء ومسؤولين عن شركات تنتج اللقاحات، إلى أن المسؤولية الأولى تقع على عاتق بولسونارو، الذي اتهمته بارتكاب جرائم بالغة الخطورة بحق المواطنين، مثل الإبادة والأفعال غير الإنسانية، وأوصت بإحالته إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي.
وكانت منظمات حقوقية برازيلية ودولية وجهت اتهامات لبولسونارو بأنه اتخذ قرارات تسببت في معاناة المواطنين ووفاتهم، وانتهكت حقوقهم الأساسية، ما قد يعرضه للملاحقة القانونية في حال عدم تجديد ولايته، على غرار ما حصل مع لولا عندما انتهت ولايته الرئاسية وأحيل للمحاكمة، حيث صدر قرار بإيداعه السجن الذي أمضى فيه 580 يوماً قبل أن تقرر المحكمة العليا إبطال الحكم لاعتبارها أن القاضي كان متحيزاً ضده.
ويكرر بولسونارو منذ فترة في تصريحاته أنه لا يؤمن بالقانون الانتخابي، وأنه لا يمكن أن ينهزم في هذه الانتخابات إلا بالتزوير، وأن ردة فعل أنصاره ستكون مثل ردة فعل أنصار دونالد ترمب الذين اقتحموا مبنى الكابيتول، مطلع العام الماضي، رافضين خروجه من البيت الأبيض. ويخشى كثيرون أن ينفذ بولسونارو تهديداته، إذ يعتمد على تأييد واسع في أوساط الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة التي أغدق عليها المساعدات والمزايا خلال ولايته. ومن القرارات الأخيرة التي اتخذها تكليف الجيش بالإشراف على مراقبة وفرز صناديق الاقتراع، الأمر الذي لم يحصل سابقاً في البرازيل.


مقالات ذات صلة

موفدة أميركية تحض البرازيل على دعم أوكرانيا بوجه روسيا «المتنمرة»

الولايات المتحدة​ موفدة أميركية تحض البرازيل على دعم أوكرانيا بوجه روسيا «المتنمرة»

موفدة أميركية تحض البرازيل على دعم أوكرانيا بوجه روسيا «المتنمرة»

دعت موفدة أميركية رفيعة المستوى أمس (الثلاثاء)، البرازيل إلى تقديم دعم قوي لأوكرانيا ضد روسيا «المتنمرة»، لتثير القلق من جديد بشأن تصريحات سابقة للرئيس البرازيلي حمّل فيها الغرب جزئياً مسؤولية الحرب، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. والتقت ليندا توماس – غرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، التي تزور برازيليا، مع وزير الخارجية ماورو فييرا، وزوجة الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، لكن لم يجمعها أي لقاء بالرئيس اليساري نفسه. وفي كلمة ألقتها أمام طلاب العلاقات الدولية بجامعة برازيليا، قالت الموفدة الأميركية إن نضال أوكرانيا يتعلق بالدفاع عن الديمقراطية. وأضافت: «إنهم يقاتلون ضد متنمر

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بعد انتقادات أميركية... لولا يُدين «انتهاك وحدة أراضي» أوكرانيا

بعد انتقادات أميركية... لولا يُدين «انتهاك وحدة أراضي» أوكرانيا

بعد انتقادات أميركية اتهمته بـ«ترديد الدعاية الروسية والصينية»، أدان الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بوضوح، أمس (الثلاثاء)، «انتهاك وحدة وسلامة أراضي أوكرانيا» من روسيا، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وخلال مأدبة عشاء على شرف الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس، الذي يزور برازيليا، قال لولا إن «حكومتي مع إدانتها انتهاك وحدة وسلامة أراضي أوكرانيا، تدافع عن حل تفاوضي لسياسة النزاع». وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، قد رد (الاثنين)، على تصريحات الرئيس لولا الذي اتهم، خلال زيارة للصين، الولايات المتحدة بـ«تشجيع الحرب» في أوكرانيا، وأكد ضرورة «البدء بالحديث عن السلام».

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
أميركا اللاتينية مباحثات إماراتية برازيلية في العلاقات الثنائية وتعزيزها ضمن الشراكة الاستراتيجية

مباحثات إماراتية برازيلية في العلاقات الثنائية وتعزيزها ضمن الشراكة الاستراتيجية

عقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات ولويس إيناسيو لولا دا سيلفا رئيس البرازيل جلسة محادثات رسمية تناولت مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في إطار الشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين، وحرصهما على الدفع بها إلى آفاق أرحب تخدم مصالحهما المتبادلة. وأكد الشيخ تطلعه لأن تشكل زيارة الرئيس البرازيلي دفعة قوية لمسار العلاقات المتنامية بين البلدين في مختلف المجالات.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
أميركا اللاتينية الصين تتعهد بفرص جديدة للبرازيل والعالم

الصين تتعهد بفرص جديدة للبرازيل والعالم

أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ لنظيره البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا اليوم (الجمعة) أن تنمية الصين تُحدث «فرصا جديدة» للبرازيل والدول الأخرى. واستقبل شي الرئيس البرازيلي بعد ظهر الجمعة، وأكد له أن العلاقة بين البلدين تحتل أولوية دبلوماسية عالية، بحسب بيان رسمي عن وزارة الخارجية الصينية نشرته وسائل إعلام رسمية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
أميركا اللاتينية البرازيل تغازل «بي واي دي» الصينية

البرازيل تغازل «بي واي دي» الصينية

قال حاكم ولاية باهيا شمال شرق البرازيل إن بلاده واثقة من التوصل إلى اتفاق مع شركة صناعة السيارات الصينية «بي واي دي» لإقامة مصنع للسيارات الكهربائية في البرازيل. وأشارت وكالة «بلومبرغ» للأنباء يوم الأربعاء إلى أن جيرونيمو رودريغيز يقوم بجولة في الصين لنحو أسبوعين، واجتمع عدة مرات مع مسؤولي «بي واي دي»، وزار مصنعها في مدينة هانغشو ومقر رئاستها في شينشن. وقال رودريغيز إنه التقى أيضا مع وانغ شوانفو رئيس مجلس إدارة «بي واي دي» وستيلا لي نائبة الرئيس التنفيذي، وناقش معهما إمكانية إقامة مصنع للشركة في ولاية باهيا، مضيفا عبر موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي أن المناقشات «كانت مثمرة»، وهو يأمل في أن تؤد

«الشرق الأوسط» (برازيليا)

الانتخابات الفنزويلية: تفاؤل حذر في صفوف المعارضة ومخاوف بأوساط النظام

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يحيّي أنصاره في كاراكاس في 25 يوليو (د.ب.أ)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يحيّي أنصاره في كاراكاس في 25 يوليو (د.ب.أ)
TT

الانتخابات الفنزويلية: تفاؤل حذر في صفوف المعارضة ومخاوف بأوساط النظام

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يحيّي أنصاره في كاراكاس في 25 يوليو (د.ب.أ)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يحيّي أنصاره في كاراكاس في 25 يوليو (د.ب.أ)

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والعامة في فنزويلا، ضاعف نظام نيكولاس مادورو هجماته ضد وسائل الإعلام التي يتّهمها بدعم الدبلوماسي المخضرم إدموندو غونزاليس الذي اختارته مرشحة المعارضة ماريا كورينا، بديلاً عنها بعد أن أصدرت المحكمة الانتخابية قراراً ينزع عنها أهلية الترشح في الانتخابات الرئاسية.

وتقول أوساط النظام إن الصحف المحلية تُروّج لنتائج استطلاعات مزوّرة تُرجّح فوز غونزاليس، وهي استطلاعات سبق أن أصابت ترجيحاتها في الماضي. وتدّعي هذه الأوساط أنّ ثمّة مؤامرة دولية تُحاك على عدة جبهات لإسقاط نيكولاس مادورو، وإنهاء ربع قرن من حكم الحركة التي أسسها الرئيس الراحل هوغو تشافيز.

هجوم حاد

وتُشارك في هذه الحملة قيادات النظام، من مادورو وذراعه اليمنى خورخي رودريغيز، إلى النائب العام ورئيس المحكمة الانتخابية. ويتّهمون عدداً من الصحف الأجنبية بتمويل حملة كورينا ضد النظام من أموال المخدرات والودائع الفنزويلية المجمّدة في الخارج.

زعيمة المعارضة ماريا كورينا ومرشّحها إدموندو غونزاليس في فعالية انتخابية بكاراكاس في 25 يوليو (أ.ف.ب)

وكان مادورو بذاته قد أدلى بتصريحات هذا الأسبوع، هاجم فيها عدداً من الصحف المحلّية والأجنبية فيما وصفها بأنها «خطة لإعلان الانتخابات مزوّرة مسبقاً، بالاتفاق مع المعارضة». وقال مادورو إن هذه الخطة تديرها مجموعة من «وسائل الإعلام المأجورة، مثل (وكالة الصحافة الفرنسية) و(أسوشييتد برس) و(سي إن إن) وصحيفة (إلباييس) و(نيويورك تايمز) و(واشنطن بوست)».

ويأتي هذا التصعيد من جانب النظام الفنزويلي عشية الانتخابات، بالتزامن مع تصريحات لبعض الزعماء الإقليميين القريبين منه الذين يحضّون مادورو على التخلي عن الحكم في حال فوز المعارضة. وكان الرئيس الأرجنتيني السابق ألبرتو فرنانديز قد أعلن، أمس، أن الحكومة الفنزويلية طلبت إليه عدم التوجه إلى كاراكاس للمشاركة في مراقبة الانتخابات، كما سبق أن طلبت منه المحكمة الانتخابية. وذلك بعد أن قال في تغريدة له على «إكس»، إنه يتوجب على مادورو المغادرة إذا خسر الانتخابات. وكان الرئيس البرازيلي لولا قد أدلى بتصريحات مماثلة منذ أيام، قال فيها: «من يخسر يغادر الحكم، ومن يفوز يحكم. هذه هي الديمقراطية». وقال لولا إنه أصيب بالهلع من تصريحات لمادورو، حذّر فيها من «حمّام دم» في فنزويلا إذا فازت المعارضة، ودعا الرئيس الفنزويلي لتناول «شراب لتهدئة الأعصاب».

قلق إقليمي

أنصار مادورو في فعالية انتخابية بكاراكاس في 25 يوليو (رويترز)

من جهته، قال الرئيس الكولومبي بترو إن حكومته تراقب باهتمام كبير وحذر شديد هذه الانتخابات الفنزويلية؛ وذلك نظراً للعلاقات التاريخية التي تربط البلدين المتجاورين، ودعا إلى احترام النتائج أياً كانت، كاشفاً أن حكومته تسعى منذ فترة لإقناع المعارضة الفنزويلية والنظام بالتوقيع على ميثاق يتعهد فيه الطرفان باحترام نتائج انتخابات الأحد المقبل. وقال بترو إنه أجرى محادثات مطوّلة مع مادورو منذ أيام، شدّد فيها على ضرورة أن تعود فنزويلا إلى «النظام الديمقراطي الليبرالي»، وأبلغ نظيره الفنزويلي بأنه والرئيس البرازيلي على استعداد لبذل ما يلزم من جهود لرفع العقوبات الأميركية والأوروبية عن فنزويلا، شريطة أن يكفّ النظام عن مضايقة المعارضة وملاحقتها، وأن يُنظّم انتخابات حُرّة وعادلة. وكان بترو قد انتقد بشدة القرار الذي اتخذته المحكمة الانتخابية الفنزويلية بنزع أهلية الترشح عن زعيمة المعارضة ماريا كورينا.

ومن المؤشرات على تزايد المخاوف الإقليمية من التطورات التي قد تنشأ عن الانتخابات الفنزويلية، خاصة في حال فوز المعارضة ورفض مادورو النتائج والتخلي عن الحكم، ما جاء في تصريحات أدلى بها لولا إلى التلفزيون البرازيلي مساء الخميس؛ إذ قال: «قلت لمادورو مرّتين، وهو يعرف ذلك، إن السبيل الوحيدة لعودة فنزويلا إلى وضعها الطبيعي هي إجراء انتخابات تحظى باحترام الجميع. وإذا كان مادورو يريد المساهمة في عودة بلاده إلى مسار النمو الاقتصادي، وعودة الذين غادروا فنزويلا، يجب عليه أن يحترم العملية الديمقراطية».

في موازاة ذلك، فاجأت تصريحات أدلى بها نيكولاس مادورو غيرّا، نجل الرئيس الفنزويلي، قال فيها: «إذا فاز مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس، سنسلمه الحكم وننتقل إلى المعارضة».