اليابان: جنازة وطنية غير دينية لشينزو آبي

بحضور الآلاف بينهم 700 مسؤول أجنبي

اليابان: جنازة وطنية غير دينية لشينزو آبي
TT

اليابان: جنازة وطنية غير دينية لشينزو آبي

اليابان: جنازة وطنية غير دينية لشينزو آبي

شاركت شخصيات يابانية وأجنبية عدة، أمس الثلاثاء، في تكريم ذكرى رئيس الوزراء السابق شينزو آبي الذي قتل بالرصاص، في جنازة وطنية أثارت انقساماً في البلد بين آلاف المواطنين الذين تهافتوا لوداعه وآخرين تظاهروا احتجاجاً على المراسم.
وبدأت الجنازة بوصول أرملة رئيس الوزراء السابق أكي آبي في كيمونو أسود، حاملة رماد زوجها إلى مركز «نيبون بودوكان» حيث كان في استقباله رئيس الوزراء فوميو كيشيدا.
وأشاد كيشيدا في تأبينه لشينزو آبي، واصفاً إياه بأنه «رجل شجاع»، ومعدداً إنجازاته ومن بينها توطيد العلاقات الدبلوماسية مع عدد من البلدان. وختم مبدياً «حزناً هائلاً» أمام صورة لسلفه نُصبت فوق باقة ضخمة من الأزهار وضع في وسطها إناء يحوي رماده، وخلفها العلم الياباني ومجموعة من الميداليات المصفوفة.
وتقاطر آلاف اليابانيين منذ الصباح إلى مركز «بودوكان» الذي تقام فيه مباريات في الفنون القتالية وحفلات موسيقية وحفلات رسمية في قلب العاصمة، لوضع باقات من الزهور وتكريم ذكرى آبي أمام صورة معروضة في خيمة أقيمت لهذه المناسبة.
وقال كوجي تاكاموري رجل الأعمال البالغ 46 عاماً الذي قدم من جزيرة هوكايدو (شمال) مع ابنه البالغ تسع سنوات: «أردت أن أشكره، فهو فعل الكثير من أجل اليابان»، مؤكداً لوكالة الصحافة الفرنسية أن «الطريقة التي قتل بها تشكل صدمة كبرى... بصراحة، جئت أيضاً بسبب المعارضة الشديدة» التي واجهتها هذه الجنازة الوطنية.
فاليابانيون غير متحدين حول هذا الحدث الذي أثار سجالات ومظاهرات.
وتولى آبي رئاسة الحكومة لفترة قياسية تخطت ثماني سنوات ونصف السنة على فترتين في 2006 - 2007 وبين 2012 و2020. وكان السياسي الياباني الأكثر شهرة في بلاده والخارج بفعل نشاطه الدبلوماسي المكثف وبفضل سياسة الإنعاش الاقتصادي التي اتبعها وعرفت باسمه «أبينوميكس». وأثار اغتياله بالرصاص وسط تجمع انتخابي في الثامن من يوليو (تموز) الماضي في سن الـ67 عاماً صدمة في اليابان والعالم بأسره.
غير أن آبي كان يواجه عداءً كبيراً أيضاً بسبب وجهات نظره شديدة الليبرالية والقومية، وعزمه على مراجعة الدستور الياباني السلمي وارتباطه بالعديد من الفضائح السياسية المالية.
وأسهم دافع قاتله الذي كان يعتقد أنه على ارتباط بكنيسة التوحيد المعروفة بـ«طائفة مون» والمتهمة بممارسة ضغوط مالية قوية على أعضائها، في تراجع صورة رئيس الوزراء السابق أكثر بنظر منتقديه.
وتتوارد المعلومات منذ مقتله كاشفة عن حجم الروابط بين هذه الطائفة وبرلمانيين يابانيين وخصوصاً من الحزب الليبرالي الديمقراطي (يمين حاكم) الذي كان يتزعمه آبي في الماضي ويترأسه اليوم كيشيدا، وسط تراجع شعبية رئيس الوزراء الحالي منذ الصيف.
وأثار قرار كيشيدا السريع والأحادي بتنظيم جنازة وطنية احتجاجات المعارضة التي تعتبر أنه كان ينبغي بحث المسألة في البرلمان والمصادقة عليها. وقاطعت عدة أحزاب معارضة المراسم.
وهذا النوع من التكريم للمسؤولين السياسيين نادر في اليابان خلال فترة ما بعد الحرب، وتعود السابقة الوحيدة إلى عام 1967.
ومن المسائل التي أثارت الاستياء تكلفة المراسم المقدرة بما يوازي 12 مليون يورو، ولا سيما مع التدابير الأمنية المشددة التي اتخذتها الحكومة بعد ما واجهته من انتقادات عند اغتيال آبي بسبب الثغرات في جهاز حمايته، فعمدت إلى نشر عشرة آلاف شرطي لمواكبة الجنازة.
وجرت في الأسابيع الأخيرة مظاهرات سلمية احتجاجاً على المراسم جمعت أحياناً آلاف الأشخاص وأقيم تجمع جديد الثلاثاء أمام البرلمان. كذلك حاول رجل إحراق نفسه قرب مكاتب رئيس الوزراء الأسبوع الماضي احتجاجاً على الجنازة الوطنية، وفق ما ذكرت وسائل الإعلام المحلية.
وكشفت استطلاعات الرأي الأخيرة أن نحو 60 في المائة من اليابانيين يعارضون هذه المراسم الوطنية.
وحضر نحو 4300 شخص بينهم 700 مسؤول أجنبي مراسم الجنازة غير الدينية التي تستمر نحو ساعة ونصف الساعة
وبعد عزف النشيد الوطني ولزوم دقيقة صمت، ألقيت كلمات تأبين ولا سيما من كيشيدا ومساعد آبي السابق يوشيهيدي سوغا الذي خلفه رئيساً للوزراء في 2020 - 2021.
ولم يحضر إمبراطور اليابان ناروهيتو وزوجته ماساكو لكونهما رمزاً وطنياً محايداً سياسياً، غير أن أفراداً آخرين من العائلة الإمبراطورية شاركوا.


مقالات ذات صلة

السودان وأوكرانيا على طاولة مباحثات السيسي ورئيس الوزراء الياباني

شمال افريقيا السودان وأوكرانيا على طاولة مباحثات السيسي ورئيس الوزراء الياباني

السودان وأوكرانيا على طاولة مباحثات السيسي ورئيس الوزراء الياباني

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم (الأحد)، على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في السودان، وذلك خلال لقائه مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في القاهرة. ووصف الرئيس المصري المباحثات مع رئيس الوزراء اليباني بأنها كانت «إيجابية وبناءة»، حيث جرى استعراض ما تشهده الساحة الدولية اليوم من تحديات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الرياضة سالم الدوسري في مرمى النيران بعد تصرف غير مبرر في «ذهاب الأبطال»

سالم الدوسري في مرمى النيران بعد تصرف غير مبرر في «ذهاب الأبطال»

تحول المهاجم سالم الدوسري من بطل محتمل للهلال في نهائي دوري أبطال آسيا لكرة القدم إلى «مفسد للحفل» بعد طرده في الدقائق الأخيرة بلقاء الذهاب، بسبب اعتداء على منافس في الدقائق الأخيرة خلال تعادل محبط 1 - 1 في الرياض أمس (السبت). وافتتح الدوسري التسجيل في الدقيقة 13 من متابعة لكرة عرضية، ليثبت مجدداً أنه رجل المواعيد الكبرى، إذ سبق له التسجيل في مرمى أوراوا في نهائي نسخة 2019، حين أسهم في تتويج الهلال. وخلد اسمه في الذاكرة بتسجيل هدف فوز السعودية التاريخي على الأرجنتين في كأس العالم بقطر العام الماضي، ليهز الشباك في نسختين بالنهائيات، فضلاً عن التسجيل في 3 نسخ لكأس العالم للأندية. لكن الدوسري (31

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم ما دلالات جولة رئيس وزراء اليابان الأفريقية؟

ما دلالات جولة رئيس وزراء اليابان الأفريقية؟

في ظل التداعيات الجيوستراتيجية للحرب الروسية - الأوكرانية، والتنافس المحموم من جانب الدول الكبرى على النفوذ في أفريقيا، تسعى اليابان لزيادة تأثيرها في القارة، وهو ما يراه خبراء تقاطعاً وتكاملاً مع استراتيجية واشنطن الجديدة، وتأسيساً لأدوار جديدة تحاول طوكيو من خلالها مجابهة تصاعد النفوذ الصيني. في هذا السياق، زار رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، أمس، مصر في بداية جولة أفريقية تشمل أيضاً غانا وكينيا وموزمبيق.

أفريقيا ما دلالات الجولة الأفريقية لرئيس وزراء اليابان؟

ما دلالات الجولة الأفريقية لرئيس وزراء اليابان؟

في ظل التداعيات الجيوستراتيجية للحرب الروسية - الأوكرانية، وما استتبعها من تنافس محموم من جانب الدول الكبرى على النفوذ في أفريقيا، تسعى اليابان لزيادة نفوذها في القارة، وهو ما يراه خبراء تقاطعاً وتكاملاً مع استراتيجية واشنطن الجديدة، وتأسيساً لأدوار جديدة تحاول طوكيو من خلالها مجابهة تصاعد النفوذ الصيني. في هذا السياق، زار رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، اليوم (السبت)، مصر، في بداية جولة أفريقية تشمل أيضاً غانا وكينيا وموزمبيق.

العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

«الجنائية الدولية» ترفض طعن منغوليا في قرار يدين عدم توقيفها بوتين

لحظة وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منغوليا (رويترز)
لحظة وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منغوليا (رويترز)
TT

«الجنائية الدولية» ترفض طعن منغوليا في قرار يدين عدم توقيفها بوتين

لحظة وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منغوليا (رويترز)
لحظة وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منغوليا (رويترز)

رفضت المحكمة الجنائية الدولية، الجمعة، طلب استئناف تقدمت به منغوليا ضد قرار أكد انتهاكها التزاماتها بعدم توقيفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء زيارة أجراها للبلاد.

وزار الرئيس الروسي منغوليا في أوائل سبتمبر (أيلول) رغم صدور مذكرة توقيف بحقّه من المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقرّاً، بشبهة الترحيل غير القانوني لأطفال أوكرانيين بعد غزو أوكرانيا عام 2022.

وقالت المحكمة في قرارها: «إنها رفضت طلب منغوليا بالحصول على إذن بالاستئناف»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، اتهمت المحكمة الجنائية الدولية منغوليا، وهي دولة عضو، بالفشل في اعتقال بوتين، وأحالت المسألة على جمعية الدول الأطراف لاتخاذ مزيد من الإجراءات.

وينص نظام روما، وهو المعاهدة التأسيسية للمحكمة التي وقّعتها جميع الدول الأعضاء، على التزام الدول بتوقيف المطلوبين.

مسؤول عن «جريمة حرب»

وبعد أيام من صدور القرار، تقدّمت منغوليا بطلب للحصول على إذن باستئنافه، فضلاً عن استبعاد اثنين من القضاة، لكن المحكمة رفضت، الجمعة، طلبي منغوليا.

وقال القضاة إن قرار المحكمة، وإحالة المسألة على جمعية الدول الأطراف، لا يمكن استئنافهما، لأنهما «لا يُشكلان حكماً رسمياً للمحكمة بشأن جوهر القضية أو بشأن مسألة إجرائية».

وأضاف القضاة أن القرار كان «تقييماً للامتثال في ما يتعلق بواجب التعاون مع المحكمة».

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق بوتين في مارس (آذار) 2023. وقالت حينها إن هناك «أسباباً معقولة» للاعتقاد بأن بوتين «يتحمل المسؤولية عن جريمة الحرب المتمثلة في الترحيل غير القانوني» لأطفال أوكرانيين إلى روسيا.

ورفضت موسكو مذكرة التوقيف وعَدّتها باطلة، لكن زيارة بوتين إلى منغوليا كانت الأولى لدولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية خلال 18 شهراً منذ صدور المذكرة.

وألغى الرئيس الروسي العام الماضي زيارة إلى قمة مجموعة «بريكس» في جنوب أفريقيا، العضو في المحكمة الجنائية الدولية، بعد ضغوط داخلية وخارجية على بريتوريا لتوقيفه.