عالم يجيب... ما الحيوان الذي لديه أكبر رأس نسبة لجسمه؟

عالم يجيب... ما الحيوان الذي لديه أكبر رأس نسبة لجسمه؟
TT

عالم يجيب... ما الحيوان الذي لديه أكبر رأس نسبة لجسمه؟

عالم يجيب... ما الحيوان الذي لديه أكبر رأس نسبة لجسمه؟

هناك مجموعة هائلة من الحيوانات والحشرات بأشكال وأحجام متنوعة من أصغر خنفساء إلى أكبر حوت. وبوجود هذه الملايين من الأنواع التي تعيش على الأرض، يا ترى من له أكبر رأس بالنسبة الى حجم جسمه؟
فالحيتان الزرقاء (Balaenoptera musculus) هي أكبر الحيوانات المعروفة على الإطلاق. إذ يمكن لأكبر الحيتان الزرقاء (الإناث) أن تمتد بطول يصل إلى 110 أقدام (34 مترًا)، وفقًا لمصايد الأسماك الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA). هذا يعني ما يقارب حجم 2.5 حافلة مدرسية صفراء من النهاية إلى النهاية. ويبلغ طول جمجمة الحوت الأزرق 18 قدمًا (5.5 متر) فيما تشكل أقل من ربع جسمه، وهي بمثابة سقالات لأكبر رأس حيوان معروف على هذا الكوكب.
ويعتقد العلماء أن الحيتان الزرقاء وأنواعا أخرى من الحيتان، مثل الحيتان المقوسة الرأس (Balaena mysticetus)، التي يمكن أن يصل ارتفاع جماجمها إلى 16.5 قدم (5 أمتار)، طورت رؤوسًا وأفواهًا ضخمة حتى تتمكن من أكل الكثير قدر الإمكان في جرعة واحدة.
وتتغذى الحيتان الزرقاء والحيتان مقوسة الرأس وغيرها من حيتان البالين على الفرائس عن طريق «التغذية بالاندفاع»، حيث تتسارع إلى الأمام بأفواه مفتوحة وتبتلع أكبر قدر ممكن من الفرائس والماء. وبعد ذلك، تدفع الحيتان مياه البحر من أفواهها من خلال البلين الشبيه بالشعر الخشن، والذي يصطاد الكريل والفرائس الأخرى. حيث تربح الحيتان مقوسة الرأس في الواقع جائزة أكبر فم بمملكة الحيوانات؛ إذ يمكن أن يأخذ فم الحوت المقوس الرأس 25 قدمًا (7.6 متر) من كامل جسمه الذي يبلغ طوله 65 قدمًا (20 مترًا).
ومن الصعب معرفة أي حيوان لديه أكبر رأس بالنسبة لحجم جسمه؛ فمملكة الحيوانات شاسعة، وقد تكون هناك ملايين الأنواع التي لم يكتشفها العلماء بعد. وهناك أيضًا حيوانات مثل الأخطبوطات مثل dumbo octopuses (Grimpoteuthis)، التي لم يتم وضع أجسامها بوضوح بطريقة تجعل من الواضح ما هو «الرأس».
فالأخطبوطات لها هيكل يشبه الرأس يسمى عباءة، بالإضافة إلى ثمانية أذرع متعرجة. لكن عباءاتها تخزن جميع أعضائها، بالإضافة إلى الدماغ (ولكل ذراع خلايا عصبية خاصة به تمنح الذراعين نوعًا من العقل الخاص بها). ومن الخارج، يبدو الوشاح مثل الرأس. لكن لأنه لا يحتفظ فقط بالدماغ ولكن أيضًا ببقية أعضائه، فهل يمكن اعتباره رأسًا؟
غير ان عالم الحشرات قد يحمل الإجابة على الأنواع التي لديها أكبر رأس بالنسبة لحجم الجسم؛ فقد اقترح برونو دي ميديروس أمين مساعد لتلقيح الحشرات بمتحف فيلد للتاريخ الطبيعي بشيكاغو، العديد من الحشرات التي يمكن أن تكون منافسة في هذا المجال، وذلك وفق ما نشر موقع «لايف ساينس» العلمي المتخصص.
فقد اقترح دي ميديروس في البداية حشرات ذات «رؤوس كبيرة ضخمة مليئة مع عضلات للفك»، كالنمل الأبيض الجندي أو النمل القاطع للأوراق، التي تشكل رؤوسها حوالى نصف أجسامها.
يقول دي ميديروس إن هناك حشرات «ذات رؤوس عريضة جدًا»، مثل الذباب ساق العين في عائلة Diopsidae». مضيفا «ان العيون تساعد الذكور في التسابق على التظاهر بأنها أكبر من خصومها».
وفي جنس «Cyrtodiopsis» يكون عرض بعض رؤوس الذباب ضعف عرض أجسادها. ولكن ربما يكون الفائز الواضح في عالم الحشرات هو «سوسة السيكاد الأميركية الجنوبية» (Antliarhinus zamiae). وقد سميت هذه السوسة بهذا الاسم نسبة الى النباتات التي تقوم بتلقيحها (السيكاسيات) والتي ازدهرت منذ عصر الديناصورات وتبدو وكأنها أشجار نخيل قصيرة.
ويوضح دي ميديروس«ان (سوس السيكاد) لديه هذا الخطم الذي يمكن أن يكون أطول بمرتين من بقية الجسم. في حين أن جسم السوسة (ناقص الرأس) يقيس عمومًا حوالى 0.39 بوصة (1 سم)، يمكن أن يمتد منبره وحده حتى 0.79 بوصة (2 سم). وتستضيف المنصة عيون السوسة وقرون الاستشعار وتحمل الفك السفلي (أجزاء فمها) عند الطرف. فيما تتحكم عضلات الفك بقاعدة المنصة في الفك السفلي؛ الذي تستخدمه السوسة لأكل البذور أو حفر ثقوب في النباتات لوضع البيض فيها. قد تكون هناك حشرات أو حيوانات أخرى برأس أكبر بالنسبة لحجم جسمها. ولكن في الوقت الحالي تعد سوسة السيكاد هي الأكبر رأسا».


مقالات ذات صلة

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
يوميات الشرق بإمكان الجميع بدء حياة أخرى (أ.ب)

شبل الأسد «سارة» أُجليت من لبنان إلى جنوب أفريقيا لحياة أفضل

بعد قضاء شهرين في شقّة صغيرة ببيروت مع جمعية للدفاع عن حقوق الحيوان، وصلت أنثى شبل الأسد إلى محمية للحيوانات البرّية بجنوب أفريقيا... هذه قصتها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق «مو دينغ» يُكثّف نجوميته (أ.ب)

أغنية رسمية بـ4 لغات لفرس النهر التايلاندي القزم «مو دينغ» (فيديو)

إذا لم تستطع رؤية فرس النهر التايلاندي القزم، «مو دينغ»، من كثب، فثمة الآن أغنية رسمية مميّزة له بعدما بات الحيوان المفضَّل لكثيرين على الإنترنت.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
يوميات الشرق عدد الفيلة في النوعين مجتمعين بلغ ما بين 415 ألف و540 ألف فيل حتى عام 2016 (رويترز)

انخفاض كبير في أعداد الأفيال الأفريقية خلال نصف قرن

واختفت الأفيال من بعض المواقع بينما زادت أعدادها في أماكن أخرى بفضل جهود الحفاظ عليها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مهارة مذهلة (إكس)

فِيلة تُذهل العلماء... «ملكة الاستحمام» عن جدارة! (فيديو)

أذهلت فِيلةٌ آسيويةٌ العلماءَ لاستحمامها بنفسها، مُستخدمةً خرطوماً مرناً في حديقة حيوان ألمانية، مما يدلّ على «مهارة رائعة».

«الشرق الأوسط» (برلين)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».