محطات رئيسية في الأسبوع الأول للجمعية العامة للأمم المتحدة

وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا (أ.ف.ب)
وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا (أ.ف.ب)
TT

محطات رئيسية في الأسبوع الأول للجمعية العامة للأمم المتحدة

وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا (أ.ف.ب)
وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا (أ.ف.ب)

قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، إن لباريس «مسؤوليات خاصة» في المرحلة الراهنة، باعتبارها ترأس مجلس الأمن الدولي لشهر سبتمبر (أيلول) الجاري، الذي تنطلق أعماله يوم الاثنين، في ظل استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا وتبعاتها المتعددة، إن لجهة المخاطر النووية أو الأزمة الغذائية أو ارتفاع أسعار الطاقة، وما يرافقها من غلاء وتضخم.
وعدَّت الوزيرة الفرنسية التي كانت تتحدث بعد الظهر في مؤتمر صحافي في نيويورك، نُقل عبر وسائل التواصل الإلكترونية، أن الحرب الروسية «تؤجج منطق المواجهة وتنتهك المبادئ الأساسية لشرعة الأمم المتحدة التي تحرم اللجوء إلى القوة، وتدعو إلى احترام سيادة الدول وحل النزاعات سلمياً، وتضمن العيش المشترك وحماية السلام والاستقرار في العالم».
وعرضت كولونا برنامج عمل باريس في الدورة الراهنة للأمم المتحدة التي تنطلق مع ما يسمى «أسبوع القادة» الذي يوفر منصة استثنائية للمشاورات. وعرضت مسؤولة الدبلوماسية الفرنسية الاتجاهات الرئيسية الثلاثة التي ستركز عليها باريس، وهي: العمل على مواجهة اهتزاز الأمن والاستقرار في العالم، وأبرز تجلياته الحرب الروسية «العدوانية وغير المبررة» على أوكرانيا، والتي ترى فرنسا أنها تنتهك ثلاثة أسس: قانونية وأخلاقية وسياسية.
وثمة محطتان تتناولان أوكرانيا: الأولى، اجتماع صباح الأربعاء برئاسة إيمانويل ماكرون ورئيس حكومة أوكرانيا دونيس شميهال، بحضور مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، ويركز على موضوع الأمن النووي، وخصوصاً أمن محطة زابوريجيا، وتوفير الدعم للخطة التي طرحها الأخير لهذا الغرض، عقب قيادته بعثة الوكالة. والثانية، اجتماع يوم الخميس المقبل بدعوة من رئاسة مجلس الأمن (أي فرنسا) للنظر في كيفية العمل لمنع إفلات المسؤولين من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتُكبت على الأراضي الأوكرانية. واعتبرت كولونا أن العمل حول هذا الملف «أساسي؛ لأن لا سلام من غير عدالة».
وقد التقت كولونا نظيرها الروسي لافروف صباحاً، وكان للوضع في محطة زابوريجيا ومنطقتها الأولوية في المحادثات الثنائية. ويذكر أن لافروف هو من يقود وفد بلاده إلى نيويورك.
أما المحور الثاني للتحرك الدبلوماسي الفرنسي، فيتناول مستقبل النظام العالمي وحالة التشظي التي تهدده كإحدى تبعات الحرب في أوكرانيا. وثمة ثلاثة اجتماعات تندرج في هذا السياق: الأول، اليوم وضم وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، والثاني لوزراء خارجية مجموعة السبع، الأربعاء، والثالث أطلسي أميركي أوروبي، بدعوة من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
وأفادت مصادر الرئاسة الفرنسية يوم الجمعة الماضي، بأن العمل على منع تشظي العالم وقيام مجموعتين متواجهتين والانقسام بين الشمال والجنوب، كلها ملفات سيركز عليها الرئيس الفرنسي في الخطاب الذي سيلقيه بعد ظهر الغد.
وفي السياق عينه، سيُعقد اجتماع بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، سيكون محوره الرئيسي أفريقيا. ويتخوف الغربيون -وعلى رأسهم فرنسا- من التغلغل الروسي في القارة السمراء، وما قد يستتبعه سياسياً وأمنياً. وتبدو التجربة الفرنسية الفاشلة في مالي التي اضطرت فيها باريس لترحيل قوة «برخان» التي كانت تعمل لمواجهة التنظيمات الجهادية منذ عام 2014، أحد محركات الدبلوماسية الفرنسية في المنطقة.
يبقى أن المحور الثالث سيركز على السبل الكفيلة بتعزيز الديمقراطيات عبر العالم، ومساندة دينامية المجتمعات المدنية. بيد أن ما سبق لا يشكل عرضاً شاملاً لأنشطة الدبلوماسية الرئيسية؛ إذ من المرتقب أن تلتئم قمة أوروبية أفريقية على هامش أعمال الجمعية العامة، وذلك في سياق ما تعتبره أوروبا من حاجة لتعزيز الشراكة بين المجموعتين: الاتحاد الأوروبي ومنظمة الوحدة الأفريقية.


مقالات ذات صلة

مليون نازح إضافي في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل

المشرق العربي توافد النازحين السوريين إلى معبر المصنع لدخول لبنان (أ.ف.ب)

مليون نازح إضافي في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل

أفادت الأمم المتحدة، الخميس، أن أكثر من مليون شخص، معظمهم نساء وأطفال، نزحوا في الآونة الأخيرة في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل المسلحة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)

السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

طالَبت السعودية، الخميس، بإنهاء إطلاق النار في قطاع غزة، والترحيب بوقفه في لبنان، معبرةً عن إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)

غوتيريش قلق بشأن الضربات الإسرائيلية على سوريا ويدعو للتهدئة

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة قلقه البالغ إزاء «الانتهاكات الواسعة النطاق مؤخراً لأراضي سوريا وسيادتها»، وأكد الحاجة الملحة إلى تهدئة العنف على كل الجبهات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي تظهر الصورة زنزانة في سجن صيدنايا الذي عُرف بأنه «مسلخ بشري» في عهد نظام الأسد بينما يبحث رجال الإنقاذ السوريون عن أقبية مخفية محتملة في المنشأة في دمشق في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

محققو الأمم المتحدة أعدوا قوائم بآلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا

وضع محققون تابعون للأمم المتحدة قوائم سرية بأربعة آلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا، آملين مع سقوط الرئيس بشار الأسد بضمان المحاسبة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال التصويت على مشاريع قرارات بشأن القضية الفلسطينية (إ.ب.أ)

غالبية أممية ساحقة تطالب بوقف فوري للنار في غزة

أيدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأكثرية ساحقة الوقف الفوري للنار في غزة مؤكدة على دعم وكالة «الأونروا» وسط اعتراضات أميركية وإسرائيلية.

علي بردى (واشنطن)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».