تفاؤل لبناني بتأليف حكومة «معدلة» قريباً

الرئيسان عون وميقاتي خلال لقائهما الأخير (دالاتي ونهرا)
الرئيسان عون وميقاتي خلال لقائهما الأخير (دالاتي ونهرا)
TT

تفاؤل لبناني بتأليف حكومة «معدلة» قريباً

الرئيسان عون وميقاتي خلال لقائهما الأخير (دالاتي ونهرا)
الرئيسان عون وميقاتي خلال لقائهما الأخير (دالاتي ونهرا)

عاد التفاؤل ليطغى على ملف تأليف الحكومة اللبنانية، إذ تشير المعطيات إلى أن الإفراج عنها سيكون بين نهاية سبتمبر (أيلول) الحالي وبداية أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ما لم يطرأ أمر لم يكن في الحسبان.
وتجمع مصادر مقربة من كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي على أن المشاورات باتت في مراحلها الأخيرة، وسيشهد الأسبوع المقبل ولادتها، وتحديداً بعد عودة ميقاتي من الخارج وانتهاء جلسة مجلس النواب المخصصة للبحث في الموازنة في 26 سبتمبر الحالي.
وفي هذا الإطار، يقول الوزير السابق إلياس نحاس، مستشار ميقاتي، لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تفاؤل بتشكيل الحكومة قريباً، وهذا ما تحدث عنه بشكل واضح وصريح رئيس الحكومة خلال زيارته الأخيرة للرئيس عون، وهو لم يكن ليعلن ذلك لو لم يملك المعطيات». وحول صيغة الحكومة، يلفت نحاس إلى أن «الاتجاه هو لبقاء الحكومة (المستقيلة) كما هي مع تغيير بعض الوزراء، إنما التشاور يبقى مفتوحاً للتوصل إلى صيغة ترضي كل الأطراف المعنية».
هذه الأجواء تلفت إليها أيضاً مصادر وزارية مقربة من رئاسة الجمهورية، وتتجه إلى التأكيد أنه في نهاية الأسبوع المقبل سيشهد لبنان ولادة الحكومة. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «بعد عودة ميقاتي نهاية الأسبوع الحالي من نيويورك وانعقاد جلسة البرلمان المخصصة للموازنة بداية الأسبوع المقبل، من المفترض أن يعود الكلام والبحث الجدي في الحكومة لوضع اللمسات الأخيرة على التشكيلة التي اتفق على أن تبقى صيغتها كما حكومة تصريف الأعمال الحالية، واستبعد خيار إضافة ستة وزراء دولة إليها، أي حكومة من ثلاثين وزيرا، كما كان يطلب عون». وتشير المصادر إلى أن «التغيير، كما بات معروفا، سيطال كلا من وزير الاقتصاد أمين سلام ووزير المهجرين عصام شرف الدين، وقد يشمل أيضا وزير المالية يوسف خليل»، لافتة في الوقت عينه إلى أن «هناك مشكلة عند الاسم الذي سيعين بدلاً من شرف الدين بعدما كان قد طرح اسم الوزير السابق صالح الغريب (المحسوب على الوزير السابق طلال أرسلان)، لكن يبدو أنه لن يعتمد نظرا لأنه يشكل استفزازا لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط». وتتوقف المصادر في الوقت عينه عند اللقاء الذي عقد قبل أيام بين أرسلان والغريب وأمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، قائلة: «لا نعرف من كان يقنع من وكيف سينتهي هذا الأمر؟».
وفي انتظار ما ستنتهي إليه مشاورات الأيام الأخيرة وما إذا كان سيبقى التفاؤل سيد الموقف أو تعود الأمور إلى نقطة الصفر كما حصل مرات عدة، اعتبر رئيس لجنة المال والموازنة النائب في «التيار الوطني الحر» إبراهيم كنعان أن «تشكيل حكومة جديدة مصلحة وطنية وأمر ضروري وملح، بالشراكة مع رئيس الجمهورية لتفادي الفراغ الكامل»، كاشفاً أن «المعطيات تشير إلى مسعى جدي لتشكيل الحكومة بعد عودة ميقاتي من نيويورك».
كذلك، أشار النائب في «التيار» سيمون أبي رميا إلى «أننا نعيش واقعاً مريراً من معاناة اجتماعية وانهيار مالي، حيث يفوق فيه الدين العام التسعين مليار دولار ولكن لبنان يستطيع أن يتعافى اقتصاديا إذا وجدت إرادة لذلك، وتغيير هذا الواقع يبدأ بتشكيل حكومة جديدة مكتملة الأوصاف دستورياً، ووضع خطة تعافٍ اقتصادية، وإقرار الإجراءات الإصلاحية، منها التدقيق الجنائي وصولا للاتفاق مع صندوق النقد الدولي».
وفي الإطار نفسه، طالب المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بـ«تشكيل حكومة سد فراغ كممر جبري لتسوية رئاسية». وقال في بيان له: «لأن كل النفقات باتت مدولرة، ولأن الأزمة المعيشية تعصف بالبلد، ولأن الحلول غامضة وبطيئة ومجمرَكة دولياً، ولأن الكوارث تجتاح البلد بطريقة مدروسة ومنظمة، ولأن اللوبي الدولي الإقليمي بقيادة واشنطن يتعامل مع لبنان كبلد متوتر ومستنزف مالياً ونقدياً ومعيشياً، ولأن نار الدولار تضع الناس على عتبة المذبح، المطلوب سريعاً تشكيل حكومة سد فراغ كممر جبري لتسوية رئاسية مقبولة، فضلاً عن تمرير موازنة الضرورة القصوى؛ لأن الدولة بماليتها وناسها ووجودها مهددة».
وبعدما كان أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله تحدث عن آمال لتأليف الحكومة في وقت قريب «منعاً للدخول في نوع من أنواع الفوضى»، جدد عضو المجلس المركزي في الحزب نبيل قاووق المطالبة بتأليف الحكومة. وقال خلال احتفال تأبيني في الجنوب: «تشكيل الحكومة هو مصلحة لجميع اللبنانيين، لأن مواجهة هذه الأزمات والتخفيف منها لا يمكن أن يتم من دون حكومة كاملة الأوصاف والصلاحيات، وهي مصلحة لبنانية لجميع اللبنانيين والأحزاب والقوى، لا سيما أن لبنان في أسوأ مراحله وأزماته، ولا يحتمل مزيدا من افتعال أي أزمات جديدة، لذلك، بذل (حزب الله) جهودا مهمة في الأيام الأخيرة لتذليل العقبات وتسريع الجهود لتشكيل حكومة جديدة كاملة الأوصاف والصلاحيات، ونأمل قبل نهاية شهر سبتمبر الحالي أن تشكل هذه الحكومة».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

بسبب حرب غزة... منظمتان للأمم المتحدة تحذران من تنامي الفقر في فلسطين

أطفال فلسطينيون ينتظرون للحصول على طعام تم إعداده في مطبخ خيري (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون ينتظرون للحصول على طعام تم إعداده في مطبخ خيري (د.ب.أ)
TT

بسبب حرب غزة... منظمتان للأمم المتحدة تحذران من تنامي الفقر في فلسطين

أطفال فلسطينيون ينتظرون للحصول على طعام تم إعداده في مطبخ خيري (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون ينتظرون للحصول على طعام تم إعداده في مطبخ خيري (د.ب.أ)

بعد نحو 7 أشهر من الحرب في قطاع غزة، حذرت وكالتان تابعتان للأمم المتحدة من زيادة نسب الفقر في الأراضي الفلسطينية لتصل إلى 58 في المائة، بحسب «وكالة أنباء العالم العربي».

وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا، في تقرير مشترك، إن الحرب ستدفع نحو 1.74 مليون شخص إلى الفقر.

وأضاف أن الناتج المحلي الإجمالي لفلسطين تراجع بنسبة كبيرة بلغت 26.9 في المائة، بخسائر إجمالية تجاوز 7 مليارات دولار عما كانت عليه في 2023.

وحذر التقرير من أن استمرار الحرب إلى 9 أشهر من شأنه أن يضاف نسبة الفقر في فلسطين إلى 60.7 في المائة.

كما توقعت المنظمتان انخفاض الناتج المحلي الإجمالي الفلسطيني إلى 29 في المائة بإجمالي خسائر 7.6 مليار دولار إذا استمرت الحرب إلى 9 أشهر.


بلينكن يتعجّل «هدنة»... ويتمسك بـ«خطة إنسانية»

دبابات إسرائيلية تحتشد قرب مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة أمس (إ.ب.أ)
دبابات إسرائيلية تحتشد قرب مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة أمس (إ.ب.أ)
TT

بلينكن يتعجّل «هدنة»... ويتمسك بـ«خطة إنسانية»

دبابات إسرائيلية تحتشد قرب مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة أمس (إ.ب.أ)
دبابات إسرائيلية تحتشد قرب مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة أمس (إ.ب.أ)

أظهر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، تصميماً على التوصل إلى هدنة مرفقة بالإفراج عن الرهائن والمحتجزين بين إسرائيل و«حماس»، مشدداً خلال زيارته تل أبيب، أمس، على التعجل في إقرار اتفاق بين الطرفين.

وقال بلينكن، لدى لقائه الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ: «حتى في هذه الأوقات الصعبة، نحن مصممون على التوصل إلى وقف لإطلاق النار (...) والتوصل إليه الآن».

وزاد الوزير الأميركي من الضغط على «حماس»، إذ حمّلها مسؤولية التأخر في التوصل إلى هدنة، وقال إنها «السبب الوحيد لعدم حصول ذلك».

لكن بلينكن أكد، في الوقت ذاته، أن بلاده «لا يمكنها دعم عملية عسكرية (إسرائيلية) في رفح في ظل غياب خطة إنسانية». وبعدما أشار إلى أن واشنطن «لم تطلع على خطة من هذا القبيل»، أوضح أنه اقترح على تل أبيب «حلولاً أخرى»، لم يفصح عنها، لتجنب الهجوم على رفح.

بدوره، واصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التشدد في موقفه بشأن عملية رفح، ونقل بيان صحافي عن مكتبه أنه أبلغ بلينكن أن «اقتحام مدينة رفح سوف يحدث»، رافضاً أن تكون صفقة التهدئة متضمنة وقف الحرب. وأفادت شبكة (إيه.بي.سي نيوز) الإخبارية الأميركية أمس نقلاً عن مسؤول مصري بأنه من المتوقع أن تسلم «حماس» ردها على الصفقة المقترحة مع إسرائيل «خلال ساعات»، مشيراً إلى أن «الأجواء إيجابية».

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورنيه، في القاهرة، إن «الهدنة المحتملة في غزة يتعيّن أن تقترن بهدنة مماثلة في لبنان». وأوضح بعد اجتماع مع نظيره المصري سامح شكري قائلاً: «أتينا لتنسيق جهودنا للتوصل إلى هدنة. الرسائل التي وجهتها فرنسا وشركاؤها العرب في المنطقة هي أن تتراجع إسرائيل عن هذا الهجوم في رفح».


عطلة «الغدير» تقسّم البرلمان العراقي

صورة البرلمان العراقي من مدخل مقره الرئيسي (أ.ف.ب)
صورة البرلمان العراقي من مدخل مقره الرئيسي (أ.ف.ب)
TT

عطلة «الغدير» تقسّم البرلمان العراقي

صورة البرلمان العراقي من مدخل مقره الرئيسي (أ.ف.ب)
صورة البرلمان العراقي من مدخل مقره الرئيسي (أ.ف.ب)

اعترضت أحزاب على تشريع قانون يحوّل «عيد الغدير» لدى المسلمين الشيعة عطلة رسمية في العراق.

وكان مقترح القانون على جدول أعمال البرلمان في جلسة أول من أمس، (الثلاثاء)، وتعطلت قراءته إثر جدال بين نواب شيعة وسنة حول إدراجه من دون مشاورات.

وقال الحزب الإسلامي، أمس (الأربعاء)، إن «اعتماد عطلة الغدير لا يتوافق مع احتياجات العراق». وأوضح الحزب أن لهذه «المناسبة خصوصية لدى مكون دون آخر، لكنها ستعيد إنتاج دوامة الفعل ورد الفعل بما لا يخدم المصلحة الوطنية العليا».

من جهته، رفض حزب «متحدون» بزعامة أسامة النجيفي الرئيس الأسبق للبرلمان، تشريع العطلة، وحث الأحزاب على «نقاط اتفاق بعيداً عن السرديات الطائفية». وقال الحزب، في بيان، إنه «كان وما زال مع عراق موحد قوي وحكومة رشيدة ومجلس نواب يعبر عن آمال وطموحات الشعب العراقي بغض النظر عن الدين أو العرق أو الطائفة».

وجمع نواب سنة توقيعات زملائهم للمطالبة بسحب القانون، فيما توقع معنيون تصاعد الجدل حول القانون خلال الأيام المقبلة.

وخلال السنوات الماضية، كانت حكومات محلية في الوسط والجنوب تحتفل بهذا اليوم، وتمنح الدوائر عطلة رسمية، لكنه لم يكن عطلة على نطاق وطني.

و«عيد الغدير» الذي يوافق في التقويم الهجري الـ18 من ذي الحجة، يعود لإحدى خطب النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ألقاها عند منطقة «غدير خم» في العام العاشر بعد الهجرة، ومضمونها محل خلاف بين المذاهب الإسلامية على مدار قرون، لا سيما في العراق بين السنة والشيعة.


فصائل عراقية تعلن استهدف «هدف حيوي» في الجولان

نقطة مراقبة لقوات الأمم المتحدة في الجولان (أ.ف.ب)
نقطة مراقبة لقوات الأمم المتحدة في الجولان (أ.ف.ب)
TT

فصائل عراقية تعلن استهدف «هدف حيوي» في الجولان

نقطة مراقبة لقوات الأمم المتحدة في الجولان (أ.ف.ب)
نقطة مراقبة لقوات الأمم المتحدة في الجولان (أ.ف.ب)

قالت فصائل عراقية مسلحة في بيان مقتضب إن عناصرها استهدفوا، اليوم (الأربعاء)، «هدفا حيويا» في الجولان بالطيران المسيّر، وفق ما أوردته «وكالة أنباء العالم العربي».

وأضافت الفصائل، في بيان، أن الاستهداف جاء «ردا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين الفلسطينيين العزل ونصرة لأهلنا في غزة».

وسبق أن أعلنت هذه الفصائل استهداف قواعد عسكرية أميركية في العراق وسوريا أو أهداف في إسرائيل، فيما تقول إنه رد على الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول).


«البنتاغون»: اكتمال 50 % من الرصيف البحري في غزة

الصور الأولى للرصيف البحري الذي بدأت أميركا في بنائه قبالة ساحل غزة (القيادة المركزية للجيش الأميركي )
الصور الأولى للرصيف البحري الذي بدأت أميركا في بنائه قبالة ساحل غزة (القيادة المركزية للجيش الأميركي )
TT

«البنتاغون»: اكتمال 50 % من الرصيف البحري في غزة

الصور الأولى للرصيف البحري الذي بدأت أميركا في بنائه قبالة ساحل غزة (القيادة المركزية للجيش الأميركي )
الصور الأولى للرصيف البحري الذي بدأت أميركا في بنائه قبالة ساحل غزة (القيادة المركزية للجيش الأميركي )

قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، اليوم (الأربعاء)، إن الجيش الأميركي أكمل حتى الآن إنشاء أكثر من 50 في المائة من الرصيف البحري الذي سيُقام في نهاية المطاف قبالة ساحل قطاع غزة لتسريع تدفق المساعدات الإنسانية للقطاع، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».

وذكرت المتحدثة باسم «البنتاغون»، سابرينا سينغ، لصحافيين: «حتى اليوم، انتهينا من 50 في المائة من إنشاء الرصيف». وأضافت أن الرصيف يتألف من عدة مكونات مختلفة.

وتابعت: «الرصيف العائم بالكامل اكتمل وتأسس. لا يزال العمل في الجسر جارياً».

وكشف «البنتاغون»، في وقت سابق، عن أن تكلفة بناء الرصيف البحري لن تقل عن 320 مليون دولار.

وأشار إلى أن التكلفة تقدير تقريبي للمشروع وتشمل نقل المعدات وأقسام الرصيف من الولايات المتحدة إلى ساحل غزة، بالإضافة إلى عمليات البناء وتوصيل المساعدات.

وبموجب خطة الجيش الأميركي، سيتم تحميل المساعدات على سفن تجارية في قبرص لتنقلها إلى الرصيف العائم.

وسيتم تحميل المنصات على شاحنات ستكون بدورها محمولة على سفن أصغر تتجه إلى جسر معدني عائم ذي مسارين.

اقرأ أيضاً


رئيس الأركان الإسرائيلي: نستعد لهجوم في الشمال

قوات إسرائيلية تمشط الطريق الذي يفصل قطاع غزة إلى قسمين شمالي وجنوبي (إ.ب.أ)
قوات إسرائيلية تمشط الطريق الذي يفصل قطاع غزة إلى قسمين شمالي وجنوبي (إ.ب.أ)
TT

رئيس الأركان الإسرائيلي: نستعد لهجوم في الشمال

قوات إسرائيلية تمشط الطريق الذي يفصل قطاع غزة إلى قسمين شمالي وجنوبي (إ.ب.أ)
قوات إسرائيلية تمشط الطريق الذي يفصل قطاع غزة إلى قسمين شمالي وجنوبي (إ.ب.أ)

قال هرتسي هاليفي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، إن العملية الهجومية في قطاع غزة «ستستمر بقوة» وإن إسرائيل «تستعد لهجوم في الشمال»، وفق «رويترز».

ولم يخض هاليفي، قائد القوات المسلحة، في مزيد من التفاصيل في تعليقاته التي أدلى بها خلال إجراء جولة وتقييم للأوضاع على الحدود اللبنانية.

ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» في وقت سابق اليوم عن مسؤول إسرائيلي القول إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأنه لن يقبل طلب حركة حماس الفلسطينية المتمثل في إنهاء الحرب في غزة ضمن اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين.

وذكرت الصحيفة أنها علمت من مكتب نتنياهو أن رئيس الوزراء تعهد أيضا بغزو مدينة رفح الفلسطينية، ونقلت عن المكتب القول إن «عملية رفح لا تتوقف على أي شيء.. رئيس الوزراء نتنياهو أوضح ذلك للوزير بلينكن».


عصابة «تيكتوكرز» في قبضة الأمن اللبناني

عناصر في قوى الأمن الداخلي خلال قيامهم بمهامهم (وكالة الأنباء المركزية)
عناصر في قوى الأمن الداخلي خلال قيامهم بمهامهم (وكالة الأنباء المركزية)
TT

عصابة «تيكتوكرز» في قبضة الأمن اللبناني

عناصر في قوى الأمن الداخلي خلال قيامهم بمهامهم (وكالة الأنباء المركزية)
عناصر في قوى الأمن الداخلي خلال قيامهم بمهامهم (وكالة الأنباء المركزية)

أعلنت قوى الأمن الداخلي في لبنان عن توقيفها عصابة ممن يعرفون بالـ«تيكتوكرز» (ناشطون على تطبيق تيك توك)، تستدرج الأطفال لاغتصابهم.

وبدأت الأجهزة الأمنية في لبنان بتكثيف تحقيقاتها، لتفكيك خيوط هذه الشبكة الكبيرة، وقال مصدر أمني معني بهذه القضية لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك عصابة كبيرة تضمّ أكثر من 30 شخصاً تنشط في مجال التعرّف على الأطفال والتودد إليهم قبل استدراجهم والإيقاع بهم»، مشيراً إلى أن «مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية يجري تحقيقات مكثّفة بإشراف القضاء المختص، وحتى الآن جرى توقيف ستة أشخاص توفرت معطيات عن تورطهم بهذه الأفعال».

وقالت «الأمن الداخلي» في بيان لها مساء الأربعاء، إنه «بعد ادعاء عدد من القاصرين لدى النيابة العامّة تعرّضهم لاعتداءات جنسيّة، وتصوير، من قبل أفراد إحدى العصابات المنظّمة، وبنتيجة المتابعة وجمع المعلومات التي استمرّت لنحو شهر تقريباً، تمكّن مكتب مكافحة جرائم المعلوماتيّة وحماية الملكيّة الفكريّة في قسم المباحث الجنائيّة الخاصّة التابع لوحدة الشرطة القضائيّة، بمؤازرة من المجموعة الخاصّة في الوحدة عينها، حتى تاريخه، من توقيف ستة أشخاص في بيروت وجبل لبنان والشمال، من بينهم ثلاثة قُصَّر ذائعي الصّيت على تطبيق (تيك توك) وهم من جنسيّات لبنانيّة، وسورية، وتركيّة»، مشيرة إلى أن التحقيق مستمرّ بإشراف القضاء المختصّ. والعمل جارٍ لتوقيف جميع أفراد العصابة.

وبدأت خيوط هذه لقضية تتكشّف، عبر دعاوى تقدّم بها ذوو عدد من الأطفال، وعلى أثرها سارعت القوى الأمنية إلى إجراء التحقيقات والتحريات، وأفاد المصدر الأمني بأن مكتب «جرائم المعلوماتية» بدأ في تعقّب حسابات على تطبيق «تيك توك» تحوم حولها شبهات، وتبيّن أن أصحابها يستخدمون أسماء وهمية، وأن أفراد العصابة يتقاسمون الأدوار، مشيراً إلى أن نحو «عشرة أشخاص بينهم قاصرون يتولون مهمّة التعرف على الأطفال من متابعي هذا التطبيق ويستدرجونهم ويعملون على تسليمهم لآخرين من أجل الاعتداء عليهم جنسياً، وتوريطهم في تعاطي المخدرات وتشجيعهم على الإدمان عليها»، مؤكداً أن التحقيق «حدد حتى الآن أسماء 26 متورطاً بينهم ستة موقوفين أحدهم مزيّن شعر معروف، لكنّ توقيفهم لا يزال على ذمة التحقيق بموجب الشبهات المتوفرة حولهم ولم توجّه إليهم اتهامات قضائية بانتظار ختم المحاضر الأولية وإحالتها إلى النيابة العامة».

وينشط أفراد الشبكة، وفق المصدر، ما بين بيروت وجبل لبنان، وأوضح مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجزء الأكبر من التحقيق يجري بإشراف المدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، بعدّ النشاط الأوسع للشبكة يقع في نطاق محافظة جبل لبنان، بالإضافة إلى أوكار لها في بيروت». وتوقع أن «تتوسع دائرة التوقيفات لتشمل كلّ من له علاقة بهذه الجرائم؛ خصوصاً أن الجرم لا يقتصر على اغتصاب الأطفال، بل هناك من أجبروا على تعاطي المخدرات حتى يتحوّلوا إلى مدمنين ويسهل عليهم الاعتداء عليهم جنسياً أو استخدامهم في أعمال أخرى»، مؤكداً أن «أكثر ما يعيق التحقيق هو عدم توفر كامل هويات باقي المتورطين والتثبّت من أن الأسماء المتوفرة للمحققين صحيحة». ولفت المصدر إلى أن «العصابات المحترفة دائماً ما تتخذ إجراءات وقائية عبر الاختباء وراء أسماء حتى لا يسهل اكتشافهم وتوقيفهم».


العاهل الأردني يزور إيطاليا والولايات المتحدة لبحث الحرب في غزة

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (رويترز)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (رويترز)
TT

العاهل الأردني يزور إيطاليا والولايات المتحدة لبحث الحرب في غزة

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (رويترز)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (رويترز)

غادر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، (الأربعاء)، عمان في طريقه إلى إيطاليا والولايات المتحدة في «زيارة عمل» يبحث خلالها الحرب في غزة، حسبما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي.

وأكد الديوان أن الزيارة تأتي «في إطار الجهود التي يبذلها الأردن للتوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، ووقف الكارثة الإنسانية في القطاع»، في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر بين إسرائيل وحركة «حماس».

وفي إيطاليا سيلتقي العاهل الأردني الخميس رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني والبابا فرنسيس.

ولم يحدد البيان تاريخ وصول الملك عبد الله الثاني إلى الولايات المتحدة أو جدول لقاءاته.

وتأتي الزيارة في وقت أنعشت الوساطة القطرية والمصرية والأميركية الآمال في التوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» والإفراج عن الرهائن لقاء إطلاق معتقلين فلسطينيين.

ودعا الملك عبد الله، أمس، خلال لقائه وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في عمان إلى «الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة» و«التحرك الفوري لوقف الكارثة الإنسانية في القطاع، وحماية المدنيين الأبرياء» و«إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية بشكل مستدام وعبر كل السبل المتاحة».

وحذّر الملك من «خطورة أي عملية عسكرية في رفح»، مشيراً إلى أن «الآثار الكارثية للحرب الدائرة في غزة قد تتسع لتشمل مناطق في الضفة الغربية والقدس، والمنطقة بأسرها».

ومنحت إسرائيل «حماس» مهلة حتى مساء اليوم للرد على مقترح للهدنة تمّت مناقشته في القاهرة.

وكانت مصر أعلنت مساء الاثنين عن «تفاؤلها» بشأن التوصّل إلى هدنة، لكنّ زاهر جباري وهو أحد مفاوضي «حماس» قال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنّه «من السابق لأوانه الحديث عن أجواء إيجابية في المفاوضات».

وخطف خلال هجوم حركة «حماس» على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، أكثر من 250 شخصاً ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، ويعتقد أن 34 منهم توفوا، وفق مسؤولين إسرائيليين.

وأسفر الهجوم عن مقتل 1170 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لتعداد أجرته الوكالة استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

ورداً على ذلك، شنّت إسرائيل حرباً على قطاع غزة أسفرت عن مقتل 34568 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لوزارة الصحة التابعة لحركة «حماس».


بلينكن اقترح على إسرائيل «حلولاً أفضل» لتجنب هجوم رفح

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يسير مع منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ عند معبر كرم أبو سالم الحدودي (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يسير مع منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ عند معبر كرم أبو سالم الحدودي (رويترز)
TT

بلينكن اقترح على إسرائيل «حلولاً أفضل» لتجنب هجوم رفح

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يسير مع منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ عند معبر كرم أبو سالم الحدودي (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يسير مع منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ عند معبر كرم أبو سالم الحدودي (رويترز)

زار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم (الأربعاء)، معبر كرم أبو سالم الحدودي بين إسرائيل وقطاع غزة لتفقد عبور شاحنات المساعدات، وفق ما أفاد صحافي في «وكالة الصحافة الفرنسية».

وشاهد الصحافي عشرات الشاحنات تنتظر العبور، بينما كانت دبابات عسكرية إسرائيلية مصطفة في مكان قريب. ورافق بلينكن في الجولة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت.

وقال بلينكن خلال الزيارة إن التقدم في زيادة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة حقيقي، لكنه ينبغي تسريعه في ضوء الاحتياجات الهائلة في القطاع الفلسطيني.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يسير مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت والمنسقة الأولى للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ عند معبر كرم أبو سالم الحدودي (رويترز)

وأضاف بلينكن للصحافيين أن إسرائيل قدمت تنازلات مهمة بشأن اقتراح اتفاق من شأنه أن يشهد إطلاق سراح رهائن مقابل وقف إطلاق النار، وأن على حركة «حماس» قبول المقترح.

ووصل بلينكن إلى كرم أبو سالم، وهو أحد المعابر الإسرائيلية مع غزة، ويقع على بُعد كيلومترات من مدينة رفح بجنوب القطاع، حيث مئات الآلاف من النازحين.

وقال مساعدون إنه أثار خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مخاوف بشأن وتيرة إدخال المساعدات الى القطاع المحاصر المهدد بالمجاعة في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر بين إسرائيل وحركة «حماس».

ودعا بلينكن إسرائيل إلى بذل المزيد من الجهود لضمان المرور السريع للمعونة الانسانية الى القطاع حيث حذرت الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة تطال مئات الآلاف من السكان البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.

وسعى المسؤولون الإسرائيليون إلى إظهار التقدم لبلينكن.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يسير مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت والمنسقة الأولى للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، سيغريد كاغ، عند معبر كيرم شالوم الحدودي (رويترز)

وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) شمعون فريدمان إن 98.5 في المائة من الشحنات تمر دون اعتراضات إسرائيلية، وأن الهدف هو السماح بدخول 500 شاحنة يوميًا.

وأعادت إسرائيل فتح معبر كرم أبو سالم في ديسمبر (كانون الأول) بعد ضغط أميركي، بعدما رفضت لمدة طويلة السماح بدخول شاحنات المساعدات عبره، واكتفت بالسماح بذلك عبر معبر رفح الحدودي مع مصر في جنوب القطاع.

ووافقت إسرائيل في أبريل (نيسان) الماضي على السماح بدخول المساعدات المخصصة لغزة عبر ميناء مدينة أسدود في جنوب الدولة العبرية، والذي زاره بلينكن الأربعاء. كما باتت تتيح دخول المساعدات عبر معبر إيرز شمالا (بيت حانون من الجانب الفلسطيني).

وبالقرب من عمان، شهد بلينكن الثلاثاء انطلاق أول قافلة شاحنات محملة بالمساعدات من الأردن مخصصة لدخول قطاع غزة عبر معبر إيرز.

وفي حديث للصحافيين بعد محادثات مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ومسؤولين آخرين في الدولة العبرية، أشار بلينكن اليوم، الى أنه أبلغ القادة الإسرائيليين بوضوح معارضة الولايات المتحدة لهجوم بري واسع على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، مشيرا إلى أنه اقترح «حلولا أفضل» للتعامل مع «حماس».

وقال: «هناك حلول أخرى - وفي رأينا حلول أفضل - للتعامل مع التحدي الحقيقي المستمر الذي تمثله حماس والذي لا يتطلب عملية عسكرية كبيرة» في رفح.

من جهة أخرى، قال البيت الأبيض، في بيان أنه لا رد من «حماس» بعد على مقترح وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.


المعارضة اللبنانية تلجأ مجدداً إلى «المجلس الدستوري»… رغم الخيبات السابقة

المجلس الدستوري (صورة أرشيفية)
المجلس الدستوري (صورة أرشيفية)
TT

المعارضة اللبنانية تلجأ مجدداً إلى «المجلس الدستوري»… رغم الخيبات السابقة

المجلس الدستوري (صورة أرشيفية)
المجلس الدستوري (صورة أرشيفية)

يتقدّم تكتل «الجمهورية القوية»، الخميس، باستدعاء أمام «المجلس الدستوري» يطعن فيه بقانون التمديد للمجالس البلدية والاختيارية الذي أقرّه المجلس النيابي الأسبوع الماضي، بحجة تعذر إجراء انتخابات لهذه المجالس، في ظل الحرب الدائرة جنوب البلاد.

وكان التكتل قد تقدم العام الماضي بطعن مماثل، إلى جانب كتل ونواب آخرين رفضوا التمديد السابق للبلديات بحجة عدم توافر الاعتمادات المالية اللازمة لإجراء الانتخابات. وهو لم ييأس، على ما يبدو، أو يستسلم لاحتمال أن يكون رأي المجلس القانوني مماثلاً لرأيه العام الماضي، والذي استند حينئذ إلى أسباب عدة لرد الطعون، وأهمها الحرص على استمرارية المرفق العام.

أيوب: نتطلع ليكون المجلس منصفاً

وتشير عضو تكتل «الجمهورية القوية»، غادة أيوب، إلى أن «الإصرار من قِبل التكتل على الطعن مجدداً هذا العام بقانون التمديد هو إصرار على الطعن بكل قانون غير دستوري، وهو حق مشروع وواجب وطني»، معتبرة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «ما هو مفاجئ دائماً أنه، وبمتن قرارات المجلس الدستوري، يتم إيراد كل الأسباب التي تؤدي إلى إبطال القوانين، لكن التبرير يكون بالحديث عن ظروف استثنائية يتم التذرع بها».

وتلفت أيوب إلى أن «هناك نواة من القانونيين والدستوريين والقضاة الذين يوافقون معنا أن هذا النوع من القوانين يضرب صورة وجوهر الدستور والمبادئ الدستورية كافة التي أقرّها المجلس الدستوري، من هنا التركيز على دورية الانتخابات وحق الاقتراع والعودة إلى الناس لانتخاب السلطات المحلية التي تمثلهم، لا تلك التي تمثل السلطة»، مضيفة: «يبقى لدينا دائماً أمل بالقضاة والقضاء، ونتمنى أن ينصفنا المجلس الدستوري. وهو إذا وجد أن هناك ظروفاً استثنائية تحتم التأجيل في منطقة معينة، فعليه إنصاف باقي المناطق اللبنانية».

طريقة التعيين والنظام الداخلي

ويتم دائماً التشكيك باستقلالية وحيادية «المجلس الدستوري» وأعضائه، وإن كانت معظم الكتل النيابية لا تزال تلجأ إليه. ويشير المشككون إلى أن طريقة تعيين أعضائه ونظامه الداخلي يتيحان للسياسة التسلل إليه رغم محاولاته المستمرة لإثبات العكس؛ إذ إن المجلس الدستوري الذي أُنشئ بموجب القانون رقم 250 بتاريخ 14/7/1993، نصت المادة 2 منه على أن يتألف من عشرة أعضاء. يعيّن مجلس النواب نصفهم بالغالبية المُطلقة، ويعيّن مجلس الوزراء النصف الآخر بأكثرية ثلثي عدد أعضاء الحكومة. وقد حدد القانون مهمته بمراقبة دستورية القوانين وسائر النصوص التي لها قوة القانون والبت في النزاعات والطعون الناشئة عن الانتخابات الرئاسية والنيابية.

3 انتكاسات

ويوضح الخبير الدستوري الدكتور عادل يمين، أن «إنشاء المجلس الدستوري عملاً بتوصيات اتفاق الطائف شكّل خطوة إصلاحية جدية لضمان سمو الدستور وحمايته، لكن هذه الخطوة تعرضت لأكثر من انتكاسة: أولاً، عند تعديل الدستور عام 1990، من دون الأخذ بكامل ما أوصى به اتفاق الطائف، وبالتحديد لجهة إعطاء المجلس الدستوري صلاحية تفسير الدستور، معتبراً أن عدم القيام بذلك كان يهدف إلى أن تبقى السلطات السياسية متحررة من قرارات المجلس (الدستوري) التفسيرية، ويبقى هناك هامش للمسؤولين السياسيين بتفسير الدستور، كل منهم بحسب ما يراه خلال ممارسته للحكم».

ويشير يمين في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الانتكاسة الثانية كانت في طريقة تعيين أعضاء المجلس، بحيث إن العملية ظلت بيد السلطات السياسية، وتحديداً السلطتين التشريعية والتنفيذية، أي أن القوى السياسية هي التي تتحكم بعملية التعيين؛ الأمر الذي يؤدي إلى جعل الاختيار مصبوغاً بالسياسة. وللأسف، في بعض الأحيان نلاحظ تأثير ذلك على بعض الأداء في عمله». ويضيف: «أما الانتكاسة الثالثة فتتمثل بالنصاب الذي حدد في نظام المجلس الداخلي، لجهة وجوب حضور 8 أعضاء من أصل 10؛ الأمر الذي أفسح المجال للسياسيين بأن يحاولوا التأثير على 3 أعضاء في المجلس، بحيث إذا غاب هؤلاء تعطل النصاب. أضف إلى ذلك أن الأغلبية المطلوبة للبت بالقرارات، وهي 7 من أصل 10، تعتبر أغلبية عالية. ففي حال لم تتوافر في الاتجاه ذاته يكون قد عجز عن اتخاذ القرار».

ويرى يمين أن «تجربة المجلس انطوت على إخفاقات ونجاحات في آن، ولكن يفترض العمل على تفعيله وتحصينه وتعديل نظامه الداخلي لناحية طريقة تعيين الأعضاء وتوسيع أصحاب الصفة في تقديم الطعن، والنصاب المطلوب لانعقاد اجتماعاته، والأغلبية المطلوبة للبت بقراراته، كما منحه صلاحية تفسير الدستور».

ميل إلى الاستقلالية

من جهته، يعتبر رئيس مؤسسة «جوستيسيا» الحقوقية، المحامي بول مرقص، أن «المجلس الدستوري في ولايته الراهنة سعى أعضاؤه إلى إظهار ميل إلى الاستقلالية عن طريق تأمين نِصاب الحضور حيال طعون صعبة دقيقة قدّمت لهم، رغم أنهم أخفقوا في تأمين الأكثرية للتصويت في اتجاه معيّن. كما أنهم، حيال الطعون في التمديد للبلديات والمخاتير، أعطوا فرصة للسلطة السياسية للتمديد مرة أخرى، وكانوا يعللون قراراتهم بعدم الدستورية، ثم لا يلبثون أن ينصاعوا في النتيجة التي يؤولون إليها في عدم الإبطال، للأمر الواقع الذي تحشرهم فيه السلطة السياسية، التي تلعب على ربع الساعة الأخير، فيخشون تفريغ المؤسسات إن هم أبطلوا قوانينها غير الدستورية»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المجلس الدستوري، وفي معرض النظر في الطعن بقانون تمديد ولاية البلديات السنة الماضية، شرّع للمجلس النيابي التشريع في ظل الامتناع عن انتخاب رئيس للجمهورية، مقابل إعطاء نفسه حق تفسير القوانين بما لم يمنحه إياه قانون إنشاء المجلس الدستوري».

ويرى مرقص أن «قرارات المجلس الدستوري، الملزمة للسلطات كافة، لم تأتِ عموماً على قدر الانتظار، ولم تفاجئ السلطة السياسية التي استفحلت في تجاوز الدستور، ولم تحرجها؛ ولذلك نراها لا تحسب حساباً كبيراً لقراراته قبل ذهابها إلى التشريع الهجين. هذا دون أن نلقي اللوم على المجلس القاصر في أدواته وإمكاناته المتواضعة عن جبه وحش السلطة».

أبرز الطعون التي أخذ بها المجلس

ولعل أبرز الطعون التي أخذ بها المجلس في السنوات الماضية كانت الطعون النيابية. ففي عام 2022 أبطل نيابة رامي فنج وفراس السلوم (مجتمع مدني) عن دائرة طرابلس، وأُعلن فوز كل من فيصل كرامي (حليف «حزب الله») عن المقعد السني بدلاً من فنج، وحيدر آصف ناصر بدلاً من السلوم عن المقعد العلوي. وفي عام 2019 أبطل المجلس أيضاً عضوية ديما جمالي، النائبة عن تيار «المستقبل». ومؤخراً، أوقف المجلس مفعول عدد من المواد في قانون موازنة 2024، بعد خمسة طعون تقدم بها عدد من النواب. لكن المجلس فشل في وقت سابق في الاجتماع للنظر في تمديد ولاية البرلمان اللبناني عندما غاب ثلاثة أعضاء، هما شيعيان ودرزي عن جلساته ما أفقده النصاب القانوني اللازم، وهو ما يشتبه بأنه تم بإيحاء من المرجعية السياسية للطائفتين آنذاك.