بايدن يشدد الرقابة على الاستثمارات الأجنبية

وسط قلق من صفقات الصين

وقع الرئيس الأميركي أمرا تنفيذيا يستهدف إقرار إجراءات مراجعة وفحص للاستثمارات الأجنبية في الولايات المتحدة (رويترز)
وقع الرئيس الأميركي أمرا تنفيذيا يستهدف إقرار إجراءات مراجعة وفحص للاستثمارات الأجنبية في الولايات المتحدة (رويترز)
TT

بايدن يشدد الرقابة على الاستثمارات الأجنبية

وقع الرئيس الأميركي أمرا تنفيذيا يستهدف إقرار إجراءات مراجعة وفحص للاستثمارات الأجنبية في الولايات المتحدة (رويترز)
وقع الرئيس الأميركي أمرا تنفيذيا يستهدف إقرار إجراءات مراجعة وفحص للاستثمارات الأجنبية في الولايات المتحدة (رويترز)

وقع الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس على أمر تنفيذي يستهدف إقرار إجراءات مراجعة وفحص للاستثمارات الأجنبية في الولايات المتحدة بهدف حماية مصالح الأمن القومي الأميركي. ويأتي الأمر التنفيذي وسط قلق متزايد من استثمارات الصين في قطاع التكنولوجيا الأميركي وصناعات السيارات والشرائح الإلكترونية.
ويأتي هذا الأمر التنفيذي بعد تزايد القلق والشكاوى من استغلال الشركات الصينية لثغرات في القانون الأميركي وحصول الصين على تكنولوجيا أميركية متقدمة وقدرتها على الوصول لمعلومات تجارية وصناعية حساسة، كما أعرب المشرعون في الكونغرس الأميركي عن قلق من أن الشركات الصينية تدخل في مشاريع مشتركة مع شركات أجنبية وتقوم بشراء حصص أقلية في شركات ومشروعات أميركية للوصول إلى التكنولوجيا الأميركية الحساسة.
وقد واجهت إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب مشاكل كثيرة مع الصين هددت بنشوب حرب تجارية بين البلدين وأثارت إدارة ترمب مخاوف من تطبيق تيك توك الشهير بسبب إمكانية الحصول على بيانات المستخدمين الأميركيين على هذا التطبيق. وخلال الشهور الماضية ذكرت عدة تقارير اقتصادية محاولة الصين من خلال امتلاكها لتطبيق تيك توك، إبرام صفقة مع شركة أوراكل الأميركية. وقالت وزارة الخزانة في تقرير الشهر الماضي إن المستثمرين الصينيين ضاعفوا عدد الطلبات التي قدموها العام الماضي للحصول على تصريح تنظيمي لشراء حصص في بعض الشركات الأميركية.
ورغم ذلك، يشدد المسؤولون الأميركيون أن الأمر التنفيذي الجديد لا يستهدف الصين على وجه التحديد؛ وقال مسؤولون في إفادة صحافية للصحافيين مساء الأربعاء إن الأمر التنفيذي لا يستهدف دولة معينة، وإن ما تفعله لجنة الاستثمار الأجنبي هو النظر في المعاملات على أساس تقييم المخاطر على الأمن القومي وأيضا التركيز على المعاملات التي يمكن أن تعرض البيانات الشخصية للأميركيين للخطر وما يمكن أن يشكل مخاطر على الأمن السيبراني. وأوضح مسؤولون بالإدارة الأميركية أن الأمر التنفيذي سيعزز العمل الرقابي للجنة الاستثمار الأجنبي، وهي لجنة معروفة باسم CFIUS تابعة لوزارة الخزانة وبعضويتها مسؤولون من وزارات الخارجية والدفاع والعدل والتجارة والطاقة والأمن الداخلي، ومهمتها إرسال توصيات حول تعليق أو تمرير أو حظر صفقات استثمارية معينة. ويضع الأمر التنفيذي الجديد إجراءات مشددة لتقييم ما إذا كان الاستثمار الأجنبي أو عمليات البيع لمستثمر أجنبي يمكن أن تؤثر على مرونة سلاسل التوريد والتأثير الذي يمكن أن يحدثه استثمار اجنبي على القيادة التكنولوجية للولايات المتحدة في المجالات التي توثر على الأمن القومي الأميركي.
ويتضمن الأمر التنفيذي أيضا أوامر لمراجعة مخاطر القرصنة السيبرانية والمخاطر التي يمكن أن تتعرض لها الشركات الأميركية من قرصنة البيانات الحساسة والمعلومات التجارية وما يتعلق بأمن مواطني الولايات المتحدة. ويوسع هذا الأمر التنفيذي من الدور الرقابي للجنة الاستثمار الأجنبي أكثر من الإطار الذي أقره الكونغرس في قانون عام 2018، الذي يعطي للجنة سلطة المراجعة والفحص لمحاولة شركة أجنبية الاستحواذ أو الاندماج مع شركة أميركية ومدى تأثير ذلك وخطورته على الأمن القومي الأميركي. ويمنح القانون أيضا سلطة مراقبة بعض المشروعات والصفقات العقارية بالقرب من قواعد عسكرية أميركية وغيرها من مرافق الأمن القومي.
وقالت جانيت يلين وزيرة الخزانة الأميركية -التي تراس أيضا لجنة الاستثمار الأجنبي- «إن وضع حماية من تهديد أجنبي يعزز الأمن القومي الأميركي، وعلينا حماية التكنولوجيا الأميركية وأمن البيانات من أي تهديدات ناشئة.


مقالات ذات صلة

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات محبطة قد تشير إلى تباطؤ بالنمو الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)

تضخم الجملة يقاوم الانخفاض في الولايات المتحدة

ارتفعت تكاليف الجملة في الولايات المتحدة بشكل حاد خلال الشهر الماضي، ما يشير إلى أن ضغوط الأسعار لا تزال قائمة في الاقتصاد حتى مع تراجع التضخم من أعلى مستوياته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد لافتة مكتوب عليها «نوظف الآن» في مغسل سيارات بأحد شوارع ميامي بفلوريدا (رويترز)

زيادة غير متوقعة في طلبات إعانات البطالة الأميركية

ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع، الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)

واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

تخطط إدارة بايدن لزيادة الرسوم الجمركية على رقائق الطاقة الشمسية، البولي سيليكون وبعض منتجات التنغستن القادمة من الصين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أشخاص يتسوقون في متجر بقالة في روزميد - كاليفورنيا (أ.ف.ب)

التضخم الأميركي يرتفع في نوفمبر إلى 2.7 % على أساس سنوي

ارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بأكبر قدر في 7 أشهر في نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
TT

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الخميس، اكتمال الاستحواذ على حصة تُقارب 15 في المائة في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين في «توبكو».

وبالتزامن، استحوذت شركة «أرديان» الاستثمارية الخاصة على قرابة 22.6 في المائة من «إف جي بي توبكو» من المساهمين ذاتهم عبر عملية استثمارية منفصلة.

من جانبه، عدّ تركي النويصر، نائب المحافظ ومدير الإدارة العامة للاستثمارات الدولية في الصندوق، مطار هيثرو «أحد الأصول المهمة في المملكة المتحدة ومطاراً عالمي المستوى»، مؤكداً ثقتهم بأهمية قطاع البنية التحتية، ودوره في تمكين التحول نحو الحياد الصفري.

وأكد النويصر تطلعهم إلى دعم إدارة «هيثرو»، الذي يُعدّ بوابة عالمية متميزة، في جهودها لتعزيز النمو المستدام للمطار، والحفاظ على مكانته الرائدة بين مراكز النقل الجوي الدولية.

ويتماشى استثمار «السيادي» السعودي في المطار مع استراتيجيته لتمكين القطاعات والشركات المهمة عبر الشراكة الطويلة المدى، ضمن محفظة الصندوق من الاستثمارات الدولية.