واشنطن تتهم موسكو باللجوء إلى «الدول المنبوذة» لتأمين إمداداتها العسكرية

«سي آي إيه»: بعد المسيّرات الإيرانية روسيا تشتري من بيونغ يانغ ملايين القذائف والصواريخ

دبابات روسية مشاركة في مناورات «فوستوك - 2022» (إ.ب.أ)
دبابات روسية مشاركة في مناورات «فوستوك - 2022» (إ.ب.أ)
TT

واشنطن تتهم موسكو باللجوء إلى «الدول المنبوذة» لتأمين إمداداتها العسكرية

دبابات روسية مشاركة في مناورات «فوستوك - 2022» (إ.ب.أ)
دبابات روسية مشاركة في مناورات «فوستوك - 2022» (إ.ب.أ)

في موازاة الهجوم الأوكراني المضاد الذي بدأ قبل أكثر من أسبوع، وتأكيدات سلطات كييف أن قواتها تحقق تقدماً في منطقة خيرسون المحتلة في جنوب البلاد، تزايدت التقارير التي تتحدث عن الصعوبات التي تواجه الجيش الروسي في تأمين الذخائر وخطوط الإمداد، وسط حالة من الفوضى والارتباك، فضلاً عن النتائج التي سببتها العقوبات التي تعرضت لها موسكو وقيدت بشدة سلاسل التوريد؛ ما أجبرها على اللجوء إلى ما تصفه واشنطن بـ«الدول المنبوذة»، لتأمين إمداداتها العسكرية.
وكشفت الاستخبارات الأميركية أن روسيا تشتري ملايين القذائف المدفعية والصواريخ من كوريا الشمالية، بعد أيام من تلقيها شحنات من طائرات إيرانية مسيرة، قال مسؤولون أميركيون، إن بعضها يعاني مشكلات ميكانيكية. وكشف مسؤول عسكري أميركي أن المواجهة الجارية في منطقة خيرسو، بين الجيشين الروسي والأوكراني ستكون مكلفة للطرفين، في حين نفت تقارير إعلامية أميركية ما اعتبرته «حملة تضليل روسية» تتحدث عن خسائر أوكرانية «هائلة»، في محاولة للتأثير على معنويات الأوكرانيين، الذين يواصلون هجومهم في المنطقة، وسط تكتم شديد على معظم تفاصيله.
وقال مسؤولون أميركيون، إن قرار روسيا اللجوء إلى إيران، والآن كوريا الشمالية، علامة على أن العقوبات والقيود المفروضة على الصادرات التي تفرضها الولايات المتحدة وأوروبا، تضر بقدرة موسكو على الحصول على إمدادات لجيشها. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلاً عن المخابرات الأميركية، أن موسكو ستشتري ذخيرة مدفعية من بيونغ يانغ، وذلك عقب تقارير تفيد بأن الجيش الروسي بدأ استخدام طائرات مُسيّرة إيرانية الصنع. وقال مسؤولون أميركيون، إن بوسعهم تأكيد دقة ما نقلته «نيويورك تايمز» وإن المشتريات الروسية الإضافية من العتاد العسكري الكوري الشمالي متوقعة.
وقال المسؤول الذي رفض كشف اسمه «نتوقع أن تحاول روسيا شراء عتاد عسكري إضافي من كوريا الشمالية في المستقبل». وفي معرض رده على سؤال عن تقرير الصحيفة، قال مسؤول عبر البريد الإلكتروني لـ«رويترز»: «وزارة الدفاع الروسية بصدد شراء ملايين القذائف الصاروخية والمدفعية من كوريا الشمالية لاستخدامها في ساحة المعركة في أوكرانيا». وأضاف أن المشتريات تشير إلى أن الجيش الروسي «لا يزال يعاني نقصاً حاداً في الإمدادات بأوكرانيا لأسباب منها قيود الصادرات والعقوبات».
وأفاد تقرير الصحيفة، يوم الاثنين، بأن المعلومات الاستخباراتية لم تقدم أي تفاصيل حول ما تم شراؤه، باستثناء القول، إن الأشياء التي اشترتها روسيا من كوريا الشمالية تضمنت قذائف مدفعية وصواريخ. وفي حين لم تكشف تفاصيل إضافية عن الأسلحة التي ستشتريها من بيونغ يانغ، قال مسؤول أميركي، إنه بخلاف الصواريخ القصيرة المدى وقذائف المدفعية، من المتوقع أن تحاول روسيا شراء معدات إضافية. وقبل بدء الحرب في أوكرانيا، بدأ البيت الأبيض رفع السرية عن التقارير الاستخباراتية حول خطط موسكو العسكرية.
وبينما تراجعت وتيرة كشف تلك التقارير في الأشهر الأخيرة، عاودت واشنطن رفع السرية عن بعض التقارير الاستخبارية، لتسليط الضوء على الصعوبات التي يواجهها الجيش الروسي، بما في ذلك المعلومات الأخيرة حول شراء طائرات إيرانية من دون طيار ومشاكل الجيش الروسي في تجنيد الجنود. ورغم محاولة الكرملين الحفاظ على صورة روسيا العسكرية، عبر تنظيمها مناورات «فوستوك - 2022» الضخمة في شرق البلاد بمشاركة «الدول الصديقة»، يقول المسؤولون الأميركيون إنه عندما يتعلق الأمر بقدرة روسيا على إعادة بناء جيشها، كانت العقوبات الأميركية والأوروبية فعالة، في منعها من شراء الأسلحة والإلكترونيات اللازمة لصنع أسلحتها، على الرغم من أنها لم تشل روسيا اقتصادياً حتى الآن، أو تقوّض سلطة الرئيس الروسي جراء العقوبات على الأوليغارشية المحيطة به.
ومع تحرك معظم الدول بحذر في مواجهة الضغط الأميركي، وتحول روسيا إلى أكبر دولة تتعرض للعقوبات الأميركية والغربية، بعد إيران وكوريا الشمالية، ركزت روسيا على إبرام صفقاتها مع طهران وبيونغ يانغ، المعزولتين إلى حد كبير عن التجارة الدولية بسبب العقوبات الأميركية والدولية؛ مما يعني أنهما لن تخسرا الكثير من إبرام الصفقات مع روسيا.
وفي الشهر الماضي، أكد مسؤول أميركي أن الطائرات المُسيّرة الروسية الصنع واجهت «إخفاقات عديدة». وقال إن روسيا خططت على الأرجح للحصول على مئات الطائرات المُسيرة الإيرانية من طرازَي «مهاجر - 6» و«شاهد». ورأى أن الاتفاق الجديد مع كوريا الشمالية يظهر اليأس في موسكو.
وكان واضحاً منذ أشهر، سواء من العمليات الروسية في أوكرانيا أو ما كشفته الإدارة الأميركية، أن موسكو تواجه صعوبات مع أسلحتها العالية التقنية. وشهدت الأسلحة الموجهة بدقة، مثل صواريخ كروز، معدلات عالية من الفشل، سواء في إطلاق النار أو في إصابة الأهداف. كما تم استنفاد المخزونات الروسية من هذه الأسلحة الدقيقة؛ مما أجبر الجنرالات على الاعتماد بشكل أقل على الصواريخ، وبدلاً من ذلك اعتمدوا سياسة الأرض المحروقة عبر القصف المدفعي الوحشي الذي دمر المدن والبلدات الأوكرانية في شرق البلاد.
ويرى خبراء، أن سعي روسيا للحصول على مزيد من ذخيرة المدفعية، يعد علامة على أن مشاكل الإمداد من المحتمل أن تكون أعمق من مجرد المكونات المتطورة للدبابات الحديثة أو الصواريخ الدقيقة. وهو ما قد يشير أيضاً إلى فشل هائل للمجمع الصناعي العسكري الروسي الذي من المحتمل أن يكون له جذور عميقة وتداعيات خطيرة للغاية على القوات المسلحة الروسية.
وصعّدت أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، هجومها على مستودعات الذخيرة الروسية. واستخدمت نظام صواريخ «هيمارس» واستفادت من تقارير الاستخبارات الأميركية لضرب الخطوط الأمامية الروسية وتدمير مخابئ الذخيرة. ورغم عدم وضوح تأثير تلك الهجمات على مخزون الذخيرة الإجمالي، فإن روسيا اضطرت إلى التراجع وتحريك نقاط تخزين الذخيرة؛ مما قلل فاعلية قوات المدفعية.


مقالات ذات صلة

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

العالم إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

أعلنت السلطات المعينة من روسيا في القرم إسقاط طائرة مسيرة قرب قاعدة جوية في شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا، في حادثة جديدة من الحوادث المماثلة في الأيام القليلة الماضية. وقال حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجاييف على منصة «تلغرام»: «هجوم آخر على سيفاستوبول. قرابة الساعة 7,00 مساء (16,00 ت غ) دمرت دفاعاتنا الجوية طائرة من دون طيار في منطقة قاعدة بيلبيك».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا، اليوم الخميس، من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين الذي اتهمت موسكو كييف بشنّه، لتكثيف هجماتها في أوكرانيا. وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء من دول الاتحاد مكلفين شؤون التنمي«ندعو روسيا الى عدم استخدام هذا الهجوم المفترض ذريعة لمواصلة التصعيد» في الحرب التي بدأتها مطلع العام 2022. وأشار الى أن «هذا الأمر يثير قلقنا... لأنه يمكن استخدامه لتبرير تعبئة مزيد من الجنود و(شنّ) مزيد من الهجمات ضد أوكرانيا». وأضاف «رأيت صورا واستمعت الى الرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، صباح اليوم (الخميس)، نقلاً عن خدمات الطوارئ المحلية، أن حريقاً شب في جزء من مصفاة نفط في جنوب روسيا بعد هجوم بطائرة مسيرة. وقالت «تاس»، إن الحادث وقع في مصفاة «إلسكاي» قرب ميناء نوفوروسيسك المطل على البحر الأسود. وأعلنت موسكو، الأربعاء، عن إحباط هجوم تفجيري استهدف الكرملين بطائرات مسيرة، وتوعدت برد حازم ومباشر متجاهلة إعلان القيادة الأوكرانية عدم صلتها بالهجوم. وحمل بيان أصدره الكرملين، اتهامات مباشرة للقيادة الأوكرانية بالوقوف وراء الهجوم، وأفاد بأن «النظام الأوكراني حاول استهداف الكرملين بطائرتين مسيرتين».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

تثير الهجمات وأعمال «التخريب» التي تكثّفت في روسيا في الأيام الأخيرة، مخاوف من إفساد الاحتفالات العسكرية في 9 مايو (أيار) التي تعتبر ضرورية للكرملين في خضم حربه في أوكرانيا. في الأيام الأخيرة، ذكّرت سلسلة من الحوادث روسيا بأنها معرّضة لضربات العدو، حتى على بعد مئات الكيلومترات من الجبهة الأوكرانية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. تسببت «عبوات ناسفة»، الاثنين والثلاثاء، في إخراج قطارَي شحن عن مساريهما في منطقة محاذية لأوكرانيا، وهي حوادث لم يكن يبلغ عن وقوعها في روسيا قبل بدء الهجوم على كييف في 24 فبراير (شباط) 2022. وعلى مسافة بعيدة من الحدود مع أوكرانيا، تضرر خط لإمداد الكهرباء قرب بلدة في جنو

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

أكد سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) نشر وحدات عسكرية إضافية في أوروبا الشرقية، وقام بتدريبات وتحديثات للبنية التحتية العسكرية قرب حدود روسيا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك»، اليوم الأربعاء. وأكد باتروشيف في مقابلة مع صحيفة «إزفستيا» الروسية، أن الغرب يشدد باستمرار الضغط السياسي والعسكري والاقتصادي على بلاده، وأن الناتو نشر حوالى 60 ألف جندي أميركي في المنطقة، وزاد حجم التدريب العملياتي والقتالي للقوات وكثافته.


حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.