سفينتان حربيتان أميركيتان تعبران مضيق تايوان... والصين مستعدة «لأي استفزاز»

التحركات الأكثر تصعيداً منذ زيارة بيلوسي

إحدى السفينتين الأميركيتين اللتين عبرتا مضيق تايوان الأحد (أ.ف.ب)
إحدى السفينتين الأميركيتين اللتين عبرتا مضيق تايوان الأحد (أ.ف.ب)
TT

سفينتان حربيتان أميركيتان تعبران مضيق تايوان... والصين مستعدة «لأي استفزاز»

إحدى السفينتين الأميركيتين اللتين عبرتا مضيق تايوان الأحد (أ.ف.ب)
إحدى السفينتين الأميركيتين اللتين عبرتا مضيق تايوان الأحد (أ.ف.ب)

عادت نغمة التصعيد لتسيطر على الوضع المحيط بتايوان بعد عبور سفينتين حربيتين أميركيتين مضيق الجزيرة الأحد؛ الأمر الذي عدّته بكين استفزازاً، ووضعت قواتها في حالة تأهب قصوى. وأعلن «الأسطول السابع» في البحرية الأميركية، في بيان الأحد، أن السفينتين «يو إس إس انتيتام» و«يو إس إس تشانسلورزفيل»، اللتين تحملان صواريخ موجهة، كانتا في مهمة «روتينية» بالمياه الدولية، مؤكداً أن «عبور السفينتين مضيق تايوان يظهر التزام الولايات المتحدة نحو محيط هادي - هندي حر ومفتوح. والجيش الأميركي يحلق ويبحر ويعمل في أي مكان يسمح به القانون الدولي».
ورد الجيش الصيني من بكين بالقول إن الولايات المتحدة «أثارت ضجة كبيرة» حول السفن التي تمر عبر مضيق تايوان. وقال المتحدث باسم «القيادة الشرقية» للجيش، شي يي، إن هذه القيادة «تتابع السفن الأميركية وتحذرها على امتداد مسار عبورها، وهي تعلم بجميع تحركاتها». وأضاف أن «قوات المنطقة (الشرقية) في حالة تأهب قصوى وعلى استعداد (...) لإحباط أي استفزاز».
من جانبها؛ أعلنت وزارة الدفاع التايوانية؛ في بيان مقتضب، أن سفينتين أميركيتين عبرتا مضيق تايوان من الشمال إلى الجنوب، من دون أن تسميهما. وأوضحت أن «الجيش يراقب التحركات في بحرنا ومجالنا الجوي... والوضع طبيعي».
وفي وقت لاحق، قالت الوزارة إنها رصدت 23 طائرة صينية و8 سفن صينية نفذت أنشطة حول تايوان الأحد، في سياق مواصلة بكين أنشطتها العسكرية بالقرب من الجزيرة. وأضافت أن الأنشطة المذكورة تضمنت اختراق 7 طائرات صينية الخط الأوسط الفاصل في مضيق تايوان، والذي يعدّ في الأوقات العادية حدوداً غير رسمية بين الجانبين.
وعرض النائب في «الحزب التقدمي الديمقراطي» الحاكم في تايوان، وانج تينج يو، وهو عضو في «لجنة الدفاع الوطني والخارجية» بالبرلمان، صوراً للسفينتين الأميركيتين وهما تبحران عبر المضيق، وذلك على صفحته على موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي، وكتب أسفلها أن المجرى المائي «ليس بأي حال من الأحوال البحر الداخلي للصين، والمجتمع الدولي يدافع عن النظام الدولي، ونحن لن نسمح لكيان دولي مثير للمتاعب بالتصرف بلا ضمير».
ويعدّ هذا أول مرور لسفن أميركية منذ زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان مطلع الشهر الحالي على رأس وفد من الكونغرس؛ ما أثار غضب بكين، التي تعدّ تايوان «إقليماً منفصلاً عنها سوف تتم إعادة توحيده» مع البر الرئيسي «ولو باستخدام القوة». وأجرى الجيش الصيني حينها مناورات عسكرية غير مسبوقة وواسعة النطاق حول تايوان.


مقالات ذات صلة

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم لندن تحذّر من عواقب مدمّرة لحرب في مضيق تايوان

لندن تحذّر من عواقب مدمّرة لحرب في مضيق تايوان

دافع وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي عن الوضع القائم في تايوان، محذرا من عواقب اقتصادية مدمرة لحرب، في خطاب تبنى فيه أيضًا نبرة أكثر تصالحا حيال بكين. وقال كليفرلي في خطاب ألقاه مساء الثلاثاء «لن تكون حرب عبر المضيق مأساة إنسانية فحسب بل ستدمر 2,6 تريليون دولار في التجارة العالمية حسب مؤشر نيكاي آسيا». وأضاف «لن تنجو أي دولة من التداعيات»، مشيرا إلى أن موقعها البعيد لا يؤمن أي حماية مما سيشكل ضربة «كارثية» للاقتصاد العالمي والصين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم الصين تحقق مع ناشر تايواني في جرائم متعلقة بالأمن القومي

الصين تحقق مع ناشر تايواني في جرائم متعلقة بالأمن القومي

أعلنت السلطات الصينية، الأربعاء، أن ناشراً تايوانياً، أُبلغ عن اختفائه، خلال زيارة قام بها إلى شنغهاي، يخضع لتحقيق في جرائم متعلقة بالأمن القومي. وقالت تشو فنغ ليان، المتحدثة باسم «المكتب الصيني للشؤون التايوانية»، إن لي يانهي، الذي يدير دار النشر «غوسا»، «يخضع للتحقيق من قِبل وكالات الأمن القومي، لشبهات الانخراط بأنشطة تعرِّض الأمن القومي للخطر». وأضافت: «الأطراف المعنية ستقوم بحماية حقوقه المشروعة ومصالحه، وفقاً للقانون». وكان ناشطون وصحافيون في تايوان قد أبلغوا عن اختفاء لي، الذي ذهب لزيارة عائلته في شنغهاي، الشهر الماضي. وكتب الشاعر الصيني المعارض باي لينغ، الأسبوع الماضي، عبر صفحته على «ف

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم رئيس غواتيمالا يبدأ زيارة لتايوان

رئيس غواتيمالا يبدأ زيارة لتايوان

وصل رئيس غواتيمالا أليخاندرو جاماتي الاثنين إلى تايوان في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع هذه الجزيرة التي تعتبر بلاده من الدول القليلة التي تعترف بها دبلوماسياً. وسيلقي جاماتي كلمة أمام البرلمان التايواني خلال الزيارة التي تستمر أربعة أيام.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
العالم بكين تحتج لدى سيول إثر «تصريحات خاطئة» حول تايوان

بكين تحتج لدى سيول إثر «تصريحات خاطئة» حول تايوان

أعلنت الصين أمس (الأحد)، أنها قدمت شكوى لدى سيول على خلفية تصريحات «خاطئة» للرئيس يون سوك يول، حول تايوان، في وقت يشتدّ فيه الخلاف الدبلوماسي بين الجارين الآسيويين. وتبادلت بكين وسيول انتقادات في أعقاب مقابلة أجرتها وكالة «رويترز» مع يون في وقت سابق الشهر الحالي، اعتبر فيها التوتر بين الصين وتايوان «مسألة دولية» على غرار كوريا الشمالية، ملقياً مسؤولية التوتر المتصاعد على «محاولات تغيير الوضع القائم بالقوة».

«الشرق الأوسط» (بكين)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.