كلينتون تختار نيويورك لانطلاق مهرجانها الانتخابي الأول

أعلنت أنها تترشح للرئاسة للدفاع عن الطبقة الوسطى مشددة على أنها تهتم بمشكلات الناس

هيلاري كلينتون المرشحة الأوفر حظًا لكسب ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض سباق الرئاسة الأميركية، بين أنصارها ومؤيديها في أول تجمع انتخابي حاشد أمس في محاولة لتقديم نفسها كمدافعة عن المواطن الأميركي العادي وتفنيد أسباب رغبتها في قيادة البلاد (أ.ف.ب)
هيلاري كلينتون المرشحة الأوفر حظًا لكسب ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض سباق الرئاسة الأميركية، بين أنصارها ومؤيديها في أول تجمع انتخابي حاشد أمس في محاولة لتقديم نفسها كمدافعة عن المواطن الأميركي العادي وتفنيد أسباب رغبتها في قيادة البلاد (أ.ف.ب)
TT

كلينتون تختار نيويورك لانطلاق مهرجانها الانتخابي الأول

هيلاري كلينتون المرشحة الأوفر حظًا لكسب ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض سباق الرئاسة الأميركية، بين أنصارها ومؤيديها في أول تجمع انتخابي حاشد أمس في محاولة لتقديم نفسها كمدافعة عن المواطن الأميركي العادي وتفنيد أسباب رغبتها في قيادة البلاد (أ.ف.ب)
هيلاري كلينتون المرشحة الأوفر حظًا لكسب ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض سباق الرئاسة الأميركية، بين أنصارها ومؤيديها في أول تجمع انتخابي حاشد أمس في محاولة لتقديم نفسها كمدافعة عن المواطن الأميركي العادي وتفنيد أسباب رغبتها في قيادة البلاد (أ.ف.ب)

أعلنت هيلاري كلينتون بعد أسابيع عدة على إعلان عزمها الترشح للانتخابات الرئاسية الأميركية أنها ستعقد أول مهرجان انتخابي لها في نيويورك (أمس). ومن المتوقع قدوم آلاف المؤيدين إلى جزيرة روزفلت الصغيرة على ايست ريفر بين مانهاتن وكوينز حيث من المفترض أن ينضم إلى كلينتون زوجها الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون وابنتهما تشيلسي في أول ظهور للعائلة مجتمعة منذ إعلان ترشح كلينتون. ويرى معسكرها في التجمع الذي يتم في معقلها حيث شغلت مقعد سيناتور عن الولاية طيلة ثماني سنوات فرصة لاستعادة الحماسة بعد تراجع في الاستطلاعات ولتعبئة حشد من المؤيدين. وأعلنت كلينتون (67 عاما) في تسجيل دعائي نشر عشية التجمع أنها تترشح للرئاسة للدفاع عن الطبقة الوسطى مشددة على أنها تهتم لمشكلات الناس.
وقالت كلينتون وزيرة الخارجية السابقة في التسجيل «الجميع يستحق فرصة ليحقق طموحه وهذا حلم نتقاسمه والمعركة التي يجب أن نخوضها». وأضافت «والدي وهو ابن عامل مصنع تمكن من إطلاق شركة صغيرة بينما والدتي التي لم تتلق تعليما عاليا أرسلت ابنتها إلى الجامعة». واستعرض التسجيل مسيرة كلينتون الممتدة على أربعة عقود في الخدمة العامة وحاول الرد على المخاوف من أنها بعيدة عن شواغل الناس بفضل ثروتها الطائلة. وكشف استطلاع للرأي أجرته «سي إن إن» الأسبوع الماضي أن عددا متزايدا من الأميركيين يعتبر أنها غير صادقة أو جديرة بالثقة، 57 في المائة بعد أن كانت هذه النسبة 49 في المائة في مارس (آذار). وتابعت كلينتون في التسجيل «كل يوم الأميركيون وأسرهم بحاجة إلى نصير يحارب من أجلهم، وأريد أن أقوم أنا بهذا الدور. أنا لن أتخاذل أبدا». ومن المتوقع أن تأتي كلمة كلينتون مختلفة عن الماضي فهي ستركز على تجربتها الشخصية وعلى الصعوبات التي واجهتها والدتها بسبب بيئتها الفقيرة لتظهر كلينتون بأن دوافعها تتجاوز مجرد الطموح.
ودوروثي رودهام تخلى عنها والداها عندما كانت لا تزال طفلة وأرسلت لتعيش مع جديها اللذين أساءا معاملتها قبل أن تغادر المنزل لتعمل مدبرة منزلية في سن الـ14 خلال فترة الركود الكبيرة في عشرينات القرن الماضي.
ومن المتوقع أن تركز كلينتون أيضا في كلمتها على حقوق النساء مع إبراز مدى ابتعاد الحزب الجمهوري عن شواغل الناخبين المتحدرين من بيئات متنوعة.
ويشكل هذا التجمع مرحلة جديدة في حملة كلينتون ستركز فيها على سياسة محددة وتتوجه إلى حشود أكبر بعد أن أمضت عدة أسابيع تعقد فيها لقاءات صغيرة في ولايات استراتيجية. وقالت كارين فيني إحدى المتحدثات باسم الحملة لـ«سي إن إن» إن التركيز سيكون من الآن فصاعدا على دوافع كلينتون ورؤيتها المستقبلية. وأوضحت فيني «سيتم التركيز على الجانب الشخصي. ستسمعونها تتحدث كثيرا عن والدتها لأن تجربتها أثرت على كلينتون إلى حد كبير ومن سن صغيرة». وتعتبر كلينتون في أفضل موقع للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية. ومنذ إعلان ترشحها في الثاني عشر من أبريل (نيسان) عقدت الكثير من اللقاءات غير الموسعة خصوصا في ولايتي أيوا في الوسط ونيوهامشر في شمال شرقي البلاد.
وجاء في استطلاع للرأي أجرته جامعة كوينيبياك نشر الخميس الماضي أن كلينتون ستحصل على 57 في المائة من أصوات الديمقراطيين متقدمة كثيرا على أقرب منافس لها سيناتور ولاية فيرمونت بيرني ساندرز (15 في المائة) ونائب الرئيس جو بادين (9 في المائة) الذي لم يعلن بعد عزمه على الترشح. والمرشحان الجمهوريان الوحيدان اللذان قد ينافسان كلينتون جديا هما ماركو روبيو وراند بول.
وفي حال جرت الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 اليوم فإن كلينتون ستحصل على 46 في المائة من الأصوات بمواجهة المرشح الجمهوري بول، وعلى 45 في المائة بمواجهة المرشح الجمهوري روبيو.
كما أنها ستفوز بسهولة (47 في المائة مقابل 37 في المائة) على الجمهوري جيب بوش حاكم فلوريدا السابق وشقيق الرئيس السابق جورج بوش.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.