رحيل فريد مكاري... رفيق درب الحريري الأب

شغل منصب نائب رئيس البرلمان لمدة 13 عاماً

فريد مكاري (الوكالة الوطنية للإعلام)
فريد مكاري (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

رحيل فريد مكاري... رفيق درب الحريري الأب

فريد مكاري (الوكالة الوطنية للإعلام)
فريد مكاري (الوكالة الوطنية للإعلام)

عندما اختار نائب رئيس مجلس النواب اللبناني السابق فريد مكاري الخروج من الحياة النيابية بإرادته، لم يخرج من الحياة السياسية التي واظب على إبداء رأيه حول مجرياتها، وتقديم المواقف «الوطنية» كما يقول عارفوه، وليس أقلها انتقاداته لاستهداف «حزب الله» لدول الخليج العربي، والتشديد على ضرورة حياد لبنان عن المحاور الإقليمية وتحييده عن المواقف الإيرانية... وواظب على ذلك طوال السنوات الأخيرة. عرف مكاري بصراحته القاسية مع حلفائه وأصدقائه، وخصومته الراقية. وكان صدقه مع نفسه، كما يقول أحد عارفيه سبباً واضحاً لابتعاده عن السياسة ورفضه الترشح لانتخابات عام 2016، بعد صفقة انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، مشيراً إلى أن مكاري كان معارضاً لانتخاب عون ومعارضاً أكبر لترؤس سعد الحريري الحكومة في عهده.
فقد غيّب الموت، أمس (الأربعاء)، مكاري عن عمر يناهز الـ75 عاماً، بعد صراع قصير مع المرض الذي اكتشفه قبل نحو شهرين فقط. ومع أنه اختتم حياته النيابية في عام 2018 عندما لم يترشح للانتخابات النيابية، فإنه حافظ على صداقاته في الوسط السياسي، وهو ما يفسر حجم بيانات نعيه من قبل رؤساء ووزراء وزعماء حزبيين، وفي طليعتها موقف رئيس الحكومة الأسبق الذي وصفه بأنه «رفيق درب رفيق الحريري».
ولد مكاري في بلدة أنفه (الكورة) في شمال لبنان سنة 1947، ودرس الهندسة المدنية في جامعة تكساس في أوستن (الولايات المتحدة الأميركية)، ونال منها الإجازة في هذا المجال. وانضم إلى شركتي «أوجيه» السعودية و«أوجيه» العالمية اللتين أسسهما الرئيس الراحل رفيق الحريري. دخل المعترك السياسي للمرة الأولى من باب الانتخابات النيابية، فخاضها عام 1992 وفاز بالمقعد النيابي الأرثوذكسي عن «الكورة». وأعيد انتخابه عن المقعد نفسه في انتخابات 1996 و2000 و2005.
شغل مكاري بين عامي 1995 و1996، منصب وزير الإعلام في الحكومة التي ترأسها الرئيس رفيق الحريري، إلى جانب مشاركته في عدة لجان نيابية فاعلة، بينها «لجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه»، و«لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين»، و«لجنة البيئة» و«لجنة شؤون المهجرين». عُرف بمتابعته للمشروعات الإنمائية في محافظة الشمال، ولا سيما في قضاءي الكورة والبترون في الشمال. وبعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، كان فريد مكاري أحد الوجوه البارزة في قوى «14 آذار»، وفاز في الانتخابات النيابية في عام 2005 من ضمن لائحة تحالف قوى «14 آذار». ومنذ عام 2005، انتخب مكاري نائباً لرئيس مجلس النواب، وبقي في موقعه حتى عام 2018 بعد فوزه في انتخابات عام 2009 أيضاً.
ورأى رئيس مجلس النواب نبيه بري، في بيان نعي مكاري، أنه برحيله «يفقد المجلس النيابي والحياة التشريعية والسياسية واحداً من الزملاء الأعزاء الذين عملوا بإخلاص من أجل لبنان».
وينسحب هذا التقدير على رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري الذي قال: «أبو نبيل، أعز الرجال وأوفى الأصدقاء، رفيق درب الوالد الشهيد رفيق الحريري، ورفيقي في المشقات والأحلام». «وطنيته» كانت محل تقدير الكثيرين، ومن ضمنهم خصومه في السياسة، وقال رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجيّة عبر «تويتر»: «خسرتُه صديقاً عزيزاً وخسرتْه الكورة وفياً لها ولناسها وخسرته السياسة اللبنانية ساعياً لتقريب وجهات النظر برلمانياً وحكومياً وعلاقات».
ورأى الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان أنه «برحيل دولة الرئيس فريد مكاري، يخسر (لقاء الجمهورية) عضواً مؤسساً راقياً، ويخسر لبنان شخصية محبّة للوطن، شجاعة في الدفاع عنه في الأوقات الصعبة». وتوالت تغريدات المعزين بالراحل، وقال رئيس الحكومة الأسبق تمام سلام: «لقد رحل عنا وعن الحياة السياسية والعامة وجه مشرق من لبنان عرف باستقامته ووفائه ووطنيته الخالصة»، مؤكداً أن «ذكراه ستبقى في عقول وقلوب معارفه ومحبيه».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
TT

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

قال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن قائداً كبيراً في «حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية، خلال حرب العراق، قُتل في غارة إسرائيلية على سوريا.

واعتقلت القوات الأميركية علي موسى دقدوق، بعد مداهمة عام 2007، عقب عملية قتل فيها عناصرُ يتنكرون في صورة فريق أمن أميركي، خمسة جنود أميركيين. ووفقاً لموقع «إن بي سي» الأميركي، أطلقت السلطات العراقية سراحه لاحقاً.

وأضاف المسؤول الدفاعي الأميركي، وفق ما نقل عنه موقع «إن بي سي»، أن تفاصيل الضربة الجوية الإسرائيلية غير معروفة، متى حدثت، وأين وقعت في سوريا، وهل كان هدفها دقدوق تحديداً.

الغارة المعقدة، التي ساعد دقدوق في التخطيط لها، حدثت في مجمع عسكري مشترك أميركي-عراقي في كربلاء، في 20 يناير (كانون الثاني) 2007.

تنكَّر مجموعة من الرجال في زي فريق أمن عسكري أميركي، وحملوا أسلحة أميركية، وبعضهم كان يتحدث الإنجليزية، ما جعلهم يَعبرون من عدة نقاط تفتيش حتى وصلوا قرب مبنى كان يأوي جنوداً أميركيين وعراقيين.

كانت المنشأة جزءاً من مجموعة من المنشآت المعروفة باسم «محطات الأمن المشترك» في العراق، حيث كانت القوات الأميركية تعيش وتعمل مع الشرطة والجنود العراقيين. كان هناك أكثر من عشرين جندياً أميركياً في المكان عندما وصل المسلّحون.

حاصرت العناصر المسلّحة المبنى، واستخدموا القنابل اليدوية والمتفجرات لاختراق المدخل. قُتل جندي أميركي في انفجار قنبلة يدوية. بعد دخولهم، أَسَر المسلّحون جندين أميركيين داخل المبنى، واثنين آخرين خارج المبنى، قبل أن يهربوا بسرعة في سيارات دفع رباعي كانت في انتظارهم.

طاردت مروحيات هجومية أميركية القافلة، ما دفع المسلّحين لترك سياراتهم والهروب سيراً على الأقدام، وخلال عملية الهرب أطلقوا النار على الجنود الأميركيين الأربعة.

وفي أعقاب الهجوم، اشتبه المسؤولون الأميركيون بأن المسلّحين تلقّوا دعماً مباشراً من إيران، بناءً على مستوى التنسيق والتدريب والاستخبارات اللازمة لتنفيذ العملية.

وألقت القوات الأميركية القبض على دقدوق في مارس (آذار) 2007. وكما يذكر موقع «إن بي سي»، أثبتت أن «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري الإيراني»، كان متورطاً في التخطيط لهجوم كربلاء. واعترف دقدوق، خلال التحقيق، بأن العملية جاءت نتيجة دعم وتدريب مباشر من «فيلق القدس».

واحتجز الجيش الأميركي دقدوق في العراق لعدة سنوات، ثم سلَّمه إلى السلطات العراقية في ديسمبر (كانون الأول) 2011.

وقال المسؤول الأميركي: «قالت السلطات العراقية إنها ستحاكم دقدوق، لكن جرى إطلاق سراحه خلال أشهر، مما أثار غضب المسؤولين الأميركيين. وعاد للعمل مع (حزب الله) مرة أخرى بعد فترة وجيزة».