حكومة طرابلس تؤكد خلوّ الخبز من مواد «مسرطنة»

توعدت بإجراءات قانونية ضد مهربي «برومات البوتاسيوم»

جانب من حملة تفتيش شنها مركز الرقابة الليبي على مخابز صبراتة (مركز الرقابة على الأغذية والأدوية)
جانب من حملة تفتيش شنها مركز الرقابة الليبي على مخابز صبراتة (مركز الرقابة على الأغذية والأدوية)
TT

حكومة طرابلس تؤكد خلوّ الخبز من مواد «مسرطنة»

جانب من حملة تفتيش شنها مركز الرقابة الليبي على مخابز صبراتة (مركز الرقابة على الأغذية والأدوية)
جانب من حملة تفتيش شنها مركز الرقابة الليبي على مخابز صبراتة (مركز الرقابة على الأغذية والأدوية)

تصاعدت ردود الأفعال في ليبيا بعد الحديث عن احتواء الدقيق والخبز في البلاد على مادة «برومات البوتاسيوم»، «المسرطنة»، في وقت أكدت السلطات في طرابلس أن نتائج تحليل آخر عينات تم سحبها من عموم ليبيا جاءت خالية من أي مواد «مسرطنة».
وقال محمد الحويج، وزير الاقتصاد والتجارة بحكومة «الوحدة» المؤقتة، إن «نتائج التحاليل التي أجراها مركز الرقابة على الأغذية والأدوية منذ بداية الأزمة، أكدت خلوّ العينات المسحوبة من الخبز والدقيق ومحسن الخبز من وجود مادة (برومات البوتاسيوم)».
وأشار الحويج، في مقطع فيديو مساء أمس (الاثنين)، إلى أن العينات التي تم سحبها بقرار من النائب العام المستشار الصديق الصور من مختلف المخابز ومصانع الدقيق بجميع أنحاء ليبيا، حتى الآن، جاءت نتائجها «مطمئنة»، لافتاً إلى أن اللجنة التي شكّلها مركز الرقابة في وقت سابق لسحب العينات وإخضاعها للتحاليل المخبرية من كامل ربوع البلاد بالشراكة مع جامعة بنغازي ومعامل مختبرات أخرى أكدت أيضاً خلوّ العينات من وجود مادة «برومات البوتاسيوم».
ورأى الحويج أن سبب الحديث عن وجود هذه المواد في الخبز، اعتمد في وقت سابق على «نتيجة بحث إحدى الطالبات بمشروع تخرجها والتي تبنته جهات أخرى ودفعت به عبر مواقع تواصل الاجتماعي مما أثار حالة من الهلع والخوف بين المواطنين؛ متجاوزةً بذلك الجهات المعنية ذات الاختصاص وعلى رأسها مركز الرقابة على الأغذية والأدوية».
وسبق للدكتور ناجي قريش، مدير المركز الليبي المتقدم للتحاليل الكيميائية، الإعلان في التاسع من الشهر أغسطس (آب) الجاري، عن إجراء تحليل عينات من الدقيق والخبز، أظهرت وجود مادة «برومات البوتاسيوم» بنسب كبيرة. لكنّ مركز الرقابة على الأغذية والأدوية في ليبيا شكّك في هذه النتائج في حينها، وقال في مؤتمر صحافي حينها، إن هذه «معلومات مغلوطة»، من شأنها نشر الهلع بين المواطنين، داعياً النائب العام إلى تشكيل لجنة وفتح تحقيق فيما أعلنه المركز الليبي المتقدم.
ودخل عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، على خط الأزمة، ووجه باتخاذ إجراءات قانونية رادعة ضد من يهرّب مادة «برومات البوتاسيوم» إلى ليبيا ولا يلتزم بقرار حظرها الصادر من وزارة الاقتصاد. وقال: «يجب القبض على المخالفين لهذه التعليمات، وإغلاق أنشطتهم».
وكان الدبيبة يتحدث إلى حكومته، أمس، وقال إن «هذه المادة محرَّمة ويمنع دخولها البلاد بالقانون»، مشدداً على الحرس البلدي والأمن الداخلي ووزارة الداخلية مراقبة المخابز التي تخضع لسيطرة الدولة.
وتساءل الدبيبة عن إمكانية وجود أدوات كشف هذه المادة في الخبز والدقيق، على غرار أجهزة الكشف عن المخدرات والحشيش، بينما قال مركز الرقابة على الأغذية والأدوية اليوم، إنه يواصل حملات المسح الشامل على جُل المخابز في طرابلس، للتأكد من ممارسات الإنتاج الجيد للخبز بما يطابق المواصفات الليبية المعتمدة، وسحب عينات من دقيق والخبز بأمر النيابة العامة.
وقال محمد الزيات، مدير مكتب الإعلام بمركز الرقابة، في تصريحات إعلامية، إن اللجنة الخاصة بمكتب النائب العام «ستعلن عن النتائج بوجود مادة (برومات البوتاسيوم) من عدمه في القريب العاجل»، لافتاً إلى أن حملات التفتيش على المخابز سجّلت بعض المخالفات مثل سوء تخزين الدقيق، والتهوية السيئة، لكن لم يكن هناك وجود لهذه المادة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.