الكهرباء تدخل على خط الأزمة السياسية في العراق

في ظل احتجاجات بوسط البلاد وجنوبها

مؤيدون لمقتدى الصدر في «المنطقة الخضراء» ببغداد يوم الجمعة (رويترز)
مؤيدون لمقتدى الصدر في «المنطقة الخضراء» ببغداد يوم الجمعة (رويترز)
TT

الكهرباء تدخل على خط الأزمة السياسية في العراق

مؤيدون لمقتدى الصدر في «المنطقة الخضراء» ببغداد يوم الجمعة (رويترز)
مؤيدون لمقتدى الصدر في «المنطقة الخضراء» ببغداد يوم الجمعة (رويترز)

في حين يحتكر «تيار» الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الاحتجاجات المطالبة بحل البرلمان في «المنطقة الخضراء» ببغداد وسط مساع لحل الأزمة بين «التيار الصدري» و«الإطار التنسيقي»، حركت أزمة الكهرباء؛ التي تفاقمت خلال الأيام الأخيرة، مظاهرات في أكثر من محافظة عراقية في وسط البلاد وجنوبها، وسط مخاوف من إمكان استغلالها سياسياً...
ففي محافظة النجف، اندلعت مظاهرات جماهيرية بسبب الانقطاع التام للتيار الكهربائي. وفي محافظة البصرة بأقصى الجنوب العراقي، انطلقت مظاهرات جماهيرية للسبب نفسه. وبينما يرشح مراقبون سياسيون امتداد شرارة الاحتجاجات الكهربائية؛ التي غالباً ما تكون موسمية في ذروة ارتفاع درجات الحرارة إلى نحو 53 درجة مئوية، إلى محافظات أخرى من محافظات البلاد، فإن هناك مخاوف من أن تقوم بعض القوى السياسية باستثمارها لصالحها؛ لا سيما في ظل الصراع الحالي بين «التيار الصدري» و«الإطار التنسيقي».
وحاولت وزارة الكهرباء العراقية، في بيان، التخفيف من الأزمة التي تعاني منها البلاد بسبب انقطاع التغذية بالطاقة، فقالت إنه رغم زيادة إنتاج الطاقة الكهربائية في البلاد على ما كان عليه العام الماضي، فإنه بسبب الارتفاع الحاد في درجات الحرارة لم تتمكن الأحمال الكهربائية من تحمل الحرارة العالية، مما أدى إلى انهيار المنظومة في البلاد لساعات عدة.
وبينما عادت الكهرباء بمستويات تشغيلية متباينة؛ سواء في العاصمة بغداد وبقية المحافظات، فإن مراقبين سياسيين يرون أن الأيام المقبلة ستسجل تصاعداً للاحتجاجات الجماهيرية تحت ذريعة المطالبة بتحسين الكهرباء بينما تهدف إلى تطويق احتجاجات «التيار الصدري» المطالب بحل البرلمان. ويقول مصدر سياسي إن زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر؛ الذي لا يزال يرفض أي حلول وسط مع قوى «الإطار التنسيقي»، اقترح حلاً وسطاً للأزمة يقضي بتشكيل حكومة مؤقتة لمدة سنة من دون مشاركة «التيار الصدري» أو «ائتلاف دولة القانون» بزعامة نوري المالكي. وفي حين لم يمكن الحصول على تأكيد أو نفي لهذه المعلومة من أي من الأطراف المعنية، إلا إن تشكيل حكومة انتقالية يبدو أحد الطروحات التي يجري تداولها في الوسط السياسي العراقي حالياً، في ظل عدم التوصل إلى اتفاق مُرضٍ بين الصدر وخصومه في «الإطار». وكان الصدر قد أكد أمس في ذكرى العاشر من محرم أنه «مثلما انتصر الدم على السيف في واقعة الطف، فسينتصر الإصلاح على الفساد في عراقنا الحبيب»؛ على حد قوله. وأضاف الصدر أنه يأمل أن تكون وقفته الاحتجاجية في «المنطقة الخضراء» ببغداد سبيلاً لتحقيق الإصلاح ومحاربة الفساد.
إلى ذلك؛ تواصل المنظومة الدولية جهودها من أجل توصل الفرقاء العراقيين إلى حلول للأزمة الراهنة في البلاد. وفي هذا السياق، بحث مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي مع السفير البريطاني في بغداد مارك برايسون ريتشاردسون الأوضاع السياسية في البلاد. وأكد الأعرجي في بيان لمكتبه أنه أبلغ السفير البريطاني بإمكانية توصل الفرقاء العراقيين إلى حل للأزمة الراهنة خلال الفترة المقبلة من خلال المبادرة التي أطلقها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لجمع الفرقاء السياسيين. وأكد الأعرجي أن مسارات حل الأزمة تتمثل في الجلوس حول طاولة حوار بهدف إيجاد مخرج للانسداد السياسي وتحقيق الإجماع الوطني ودعم الديمقراطية في البلاد تحت مظلة الدستور والقوانين النافذة. كما أكد الأعرجي أن هناك تفهماً من كل الأطراف العراقية لضرورة الاتفاق على حل الأزمة بما يرضي جميع الأطراف.
وتتنوع مطالب الأطراف السياسية بين رغبة ملحة في حل البرلمان والذهاب إلى انتخابات مبكرة، وهي رغبة «التيار الصدري» الذي انسحب من البرلمان العراقي مع أنه يملك القائمة الكبرى (73 نائباً)، وبين المضي في تشكيل حكومة توافقية، وهي رغبة «الإطار التنسيقي» الذي أصبح هو الكتلة الأكثر عدداً بعد انسحاب الصدريين. ومع أن «الإطار» يملك الأكثرية، لكنه يواجه مشكلة الثلث المعطل في قضية انتخاب رئيس الجمهورية، وهو الشرط الأساسي لتكليف مرشحه لرئاسة الوزراء؛ فانتخاب رئيس الجمهورية؛ طبقاً للدستور العراقي، يحتاج إلى أغلبية الثلثين وهو ما لا يملكه «الإطار» وحلفاؤه حالياً.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

إسرائيل تملأ غياب هوكستين بالغارات والتوغلات

دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)
دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)
TT

إسرائيل تملأ غياب هوكستين بالغارات والتوغلات

دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)
دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)

تملأ إسرائيل غياب الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكستين الذي يحمل مبادرة أميركية لوقف إطلاق النار، بالغارات العنيفة، وتوسعة رقعة التوغل البري الذي وصل إلى مشارف مجرى نهر الليطاني، في محاولة لفصل النبطية عن قضاء مرجعيون.

وفيما انتقل هوكستين إلى واشنطن من دون الإدلاء بتصريحات حول زيارته إسرائيل، أكدت مصادر لبنانية لـ«الشرق الأوسط» أنَّ الموفد الأميركي «بقيَ على تواصل مع المفاوضين اللبنانيين»، مشيرة إلى أنَّ المحادثات لوقف النار «تتقدم ببطء، لكن بثبات في اتجاه إيجابي».

ميدانياً، وصلت القوات الإسرائيلية إلى بلدة ديرميماس، انطلاقاً من بلدة كفركلا، ما يعني أنَّها سارت على طريق لنحو 5 كيلومترات في العمق اللبناني، لتصل إلى مشارف الليطاني، بعد تمهيد ناري بالمدفعية وغارات جوية نفذتها طائرات حربية ومسيّرات. وقال «حزب الله»، في المقابل، إنَّه استهدف تلك القوات في النقاط التي وصلت إليها.

بالموازاة، كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على ضاحية بيروت الجنوبية، واستهدفت الأحياء المسيحية المقابلة للضاحية في عين الرمانة والحدت، وهي خطوط التماس السابقة في الحرب اللبنانية، وذلك عقب إنذارات وجهها الجيش للسكان بإخلاء الأبنية.