مروان خوري لـ «الشرق الأوسط» : القلب مشغول... و4 أغانٍ جديدة قريباً

قال إن الفنان اللبناني يتكيف مع المتغيرات الموسيقية ولا يرضخ لها

الفنان مروان خوري في مهرجان جرش 2022
الفنان مروان خوري في مهرجان جرش 2022
TT

مروان خوري لـ «الشرق الأوسط» : القلب مشغول... و4 أغانٍ جديدة قريباً

الفنان مروان خوري في مهرجان جرش 2022
الفنان مروان خوري في مهرجان جرش 2022

أسباب غياب مروان خوري تعددت، ولكن بكل تأكيد يبقى شوق الناس إلى أغانيه كما هو. ففي حين يعزو الفنان اللبناني هذا الغياب إلى السنوات الأخيرة، التي كانت قاسية على البشرية وعلى وطنه وعليه شخصياً. إلا أنه حتى عندما صمت عن إصدار ما هو جديد، لم تصمت الموسيقى داخل قلبه وعقله ووجدانه.
لا تبقى الأغاني الكثيرة التي يجمعها خوري في خزائن الألحان والكلمات لوقت طويل، لكنه يختار التوقيت المناسب ليخرجها لجمهوره. وحسب ما يؤكد «الفنان الشامل»، في حديثه مع «الشرق الأوسط»، فإن الوقت قد حان ليصدح بأربع أغنيات جديدة تصدر تباعاً، بدءاً من الشهر المقبل فور انتهاء التوزيع الموسيقي الذي يشرف عليه شقيقه داني خوري والموزعان عمر صباغ وألكسندر ميساكيان.
ولا تقتصر عودة مروان على أداء أغانيه الخاصة، ولكن سيعود كذلك من خلال الأعمال التي ألفها لفنانين آخرين، منها ثلاثة أعمال للفنانة أليسا قيد التنفيذ، إضافة إلى أغنياتٍ لماجدة الرومي، وكارول سماحة، وآدم. فيما لا تزال قنوات الاتصال مفتوحة مع عددٍ من الفنانات العربيات مثل أحلام، وأنغام، وشيرين لبلورة الأفكار الفنية التي ستجمعهن بخوري.

تغيرَ الزمن لكن مروان باقٍ على شغفه
قبل أيام وقف مروان خوري مكرماً في مهرجان جرش الدولي للمرة الأولى في مسيرته. وفي ذلك اليوم لم يخف مروان سعادته بهذا الإنجاز، وكان واضحاً عندما قال: «أفرح طبعاً بالتكريم وحتماً لا أرفضه، لكن منذ بداية مشواري لم أسعَ يوماً خلف الجوائز والتكريمات. أما المهرجانات العربية العريقة فهي اليوم أمام تحدي الاستمرار، وسط كل ما تشهده الساحة الفنية من تحولات»، التي يعتبرها خوري تحولات سريعة لكن مؤقتة، مؤكداً أنه لن يدع التشاؤم يهزمه وعندما يراقب المشهدية الفنية الحالية، يتعامل معها بواقعية، ويطور قدرته على التكيف من دون أن يخدش هويته الموسيقية الحقيقية. كما يؤمن بأن التحدي الأكبر اليوم، بالنسبة إلى فنان حرص منذ البداية على الأصالة، يكمن في التجدد ولكن بناءً على رؤيته الخاصة، وليس بناءً على الرؤية التي يفرضها عصر السوشيال ميديا ومنصات البث الرقمي.
وينتقد خوري وجود الفنانين اليومي على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ويعتبر الأمر غير صحي إطلاقاً. وأوضح أن هاجس البحث عن إيقاع يكون ترنداً أو هاشتاغ على السوشيال ميديا يسيطر على عقول صناع الأغنية «خلال عملية التأليف، وقد يزيد من حظوظ انتشار العمل». لكنه في المقابل لم يفقد الأمل بـ«السميعة» من الجيل الجديد، فهم موجودون ولو أن عددهم انخفض، مضيفاً أنهم «ما زالوا يسمعون الأغنية كحالة وجدانية ويتأثرون باللحن والكلام، ولا يتعاطون معها كمجرد (ترند) أو رقصة».

يضع مروان خوري علامة استفهام بعد كلمة «موسيقى». تقلقه هذه التساؤلات لكنها لا تغلبه: «إلى أين تتجه الموسيقى التي نعرف؟ هل تبقى الموسيقى أم يبقى الشق الترفيهي منها فحسب؟ هل ستأخذ شكلاً وبصمة صوتية جديدَين؟».
يؤكد مروان أن الفنان الذي عاصر بعضاً من أيام الزمن الجميل، يفتقد لهفة الجمهور إلى الإصدارات الفنية، منوهاً بأن «وسائل التواصل الاجتماعي غيرت طريقة الاستماع. فقد اندثر المجهود الشخصي الذي كان يبذله المستمع. وتحول الجميع إلى أرقام مشاهدات، ففي الماضي كان الناس يترقبون صدور الكاسيت أو الـ(CD) حتى يذهبوا إلى المتجر لشرائه. وكانوا يأخذون وقتهم في الاستماع والتفاعل مع الكلمة واللحن، وعلى ضوء ذلك تتحدد الأغنية الضاربة عبر الراديو».
لكن أمام هذا الأمر الواقع، كيف يستمر فنانٌ آتٍ من زمن القصيدة الممهورة بالحلم واللحن المكتوب على إيقاع القلب؟ ألا يشعر بالغربة عما يجري حوله؟
لا ينكر مروان خوري أنه لا يحس «بالانتماء التام إلى المشهدية الفنية كما في الماضي»، لكنه يعتبر ذلك مؤقتاً، «فالموسيقى متحولة، وما يجري الآن مرحلي، ولن يخلق حالة فنية دائمة». ويضيف: «أنا لا أنسحب أبداً والآتي من أعمال سيؤكد ذلك. الموسيقى هي حياتي وما زال لدي الكثير لأقوله. تعلمت التكيف والتأقلم من كبارٍ سبقوني وألهَموني، كالموسيقار محمد عبد الوهاب الذي أتقن مواكبة الموجات الفنية وبرع في لعبة التطور، من ثلاثينات القرن الماضي حتى الثمانينات».
يحب أن يستلهمَ مروان خوري من الكبار، وهو لا يتردد في استحضارهم من خلال برنامجه التلفزيوني. تكاد لا تمر حلقة من دون أن يقدم إعادة لأغنية من أرشيف أم كلثوم، وعبد الوهاب، ووردة، وعبد الحليم، وزكي ناصيف وغيرهم من أعمدة الغناء العربي. لا يفعل ذلك لأنه عالقٌ في الماضي، بل لأنه ما زال يصاب بالدهشة كلما أصغى إلى ذاك الإبداع الذي يستحق أن يبقى حياً.

حب بعد فراق
على قاعدة «كمل حياتك كملها ما عاد تطلع ورا»، يستفيق مروان خوري يومياً إلى نهار عمل جديد. «كورونا» عبرت مع كل ما حملت من عزلة ومسافات، وفي النهاية عادت الجماهير إلى المسارح والمهرجانات. أما ما يجري في لبنان فمن الصعب أن يعبر من دون أن يترك آثاراً على الحركة الإنتاجية الفنية، نظراً لتراجع الاستقرار الاقتصادي والمعنوي وارتفاع منسوب القلق.
لكن الوجع الأكبر هو ذاك الذي كتب سطوراً في حياة مروان خلال السنوات الثلاث الأخيرة. يدخل إلى مكان حميم في روحه ليعترف: «منذ كنت طفلاً وأنا أخشى الفراق. أمضيت عمري أنتظر المصيبة، وعندما حلت وأخذَت أمي، عرفت أنني خسرت السعادة والأمان إلى الأبد».
يخبر «الشرق الأوسط» عن البيت الذي زينته الأم نَسيما بالطمأنينة والسعادة: «كان البعض يظن أنني مصاب بحالة عاطفية منذ الصغر، وأن هذا هو سبب أغاني الحزينة، لكن على العكس. حظيت بحماية زائدة وبطفولة هانئة، وهذا ما أرعبني من خسارة أمي. لا أحد يستطيع تعويض ما أخذت برحيلها».
حتى موسيقياً يقف مروان خوري عاجزاً أمام الفراق، فهو لم يستطع حتى الساعة أن يؤلف أغنية لوالدته المتغلغلة في كل خلاياه حسب وصفه. يعترف: «لم أصدق الرحيل بعد، لكن شيئاً ما تغير في الصميم. شيءٌ ما في داخلي رحل ولن يرجع... على الأرجح أنه الإحساس بالأمان».
https://www.youtube.com/watch?v=lBzh0E0lURs
وحده الحب ينقذ مروان خوري. الحب الذي يلون الأغنيات وذاك الذي يسكن القلب. يبوح بأن «القلب مشغول بالحبيبة نفسها منذ سنوات». لا يتوغل كثيراً في التفاصيل وهذا مفهوم. فكلما أخرجتَ حكاياتك الثمينة إلى الضوء، كلما عرضتَها للاحتراق.
يستعيض عن ذلك بالحديث عن الأغاني الرومانسية والتحولات التي طرأت عليها. يقول: «حتى الحب تغير. مشاعر الحذر وعدم الثقة والخوف المسيطرة على الناس حالياً، خفضت كثيراً من منسوب الحب. أضف أن الجيل الجديد ما عاد يعيش الحب كما كنا نفعل، هم ليسوا من هواة العذاب ولا الحزن. بالتالي لم يعد بالإمكان تقديم أغاني اللوعة والدراما».
منذ بدأ تأليف شارات المسلسلات، أضاف مروان خوري العنصر النفسي والجانب المظلم للحب إلى أغانٍ مثل «العد العكسي» و«أكبر أناني»، وهذه اللعبة تروق له كثيراً، فالحب لغته الأولى مهما تبدلت أحواله.



فك لغز الحركات البارعة للأخطبوط

تمتلك أذرع الأخطبوط أنظمة عصبية مجزأة لتمكينه من أداء حركات استثنائية (جامعة شيكاغو)
تمتلك أذرع الأخطبوط أنظمة عصبية مجزأة لتمكينه من أداء حركات استثنائية (جامعة شيكاغو)
TT

فك لغز الحركات البارعة للأخطبوط

تمتلك أذرع الأخطبوط أنظمة عصبية مجزأة لتمكينه من أداء حركات استثنائية (جامعة شيكاغو)
تمتلك أذرع الأخطبوط أنظمة عصبية مجزأة لتمكينه من أداء حركات استثنائية (جامعة شيكاغو)

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة شيكاغو الأميركية أن الدوائر العصبية التي تتحكم في حركة أذرع الأخطبوطات مجزأة، مما يمنح هذه المخلوقات تحكماً دقيقاً واستثنائياً عبر جميع أذرعها الثماني، وعبر مئات الممصات الموجودة على طول هذه الأذرع، لاستكشاف بيئتها والإمساك بالأشياء والتقاط الفرائس.

ووفق نتائج الدراسة التي نُشرت، الأربعاء، في دورية «نيتشر كومينيكيشين»، تحتوي كل ذراع من أذرع الأخطبوط على نظام عصبي ضخم، مع وجود عدد أكبر من الخلايا العصبية مجتمعة عبر الأذرع الثماني، مقارنة بدماغ الحيوان.

وتتركز هذه الخلايا العصبية في الحبل العصبي المحوري الكبير (ANC)، والذي يتعرج ذهاباً وإياباً أثناء انتقاله من الدماغ إلى أسفل الذراع.

وتتحرك أذرع الأخطبوط ببراعة لا تصدق، فتنحني وتلتف وتتراجع بدرجات لا نهائية من الدقة والحرية تقريباً.

وقال كليفتون راجسديل، أستاذ علم الأعصاب في جامعة شيكاغو والمؤلف الرئيس للدراسة، في بيان صادر الأربعاء: «نعتقد أنها سمة تطورت على وجه التحديد في رأسيات الأرجل ذات الجسم الرخو مع الممصات للقيام بهذه الحركات الشبيهة بحركات الديدان».

ويمكن للأخطبوطات أن تتحرك وتغير شكل ممصاتها بشكل مستقل. كما أن الممصات مليئة بمستقبلات حسية تسمح للأخطبوط بتذوق وشم الأشياء التي يلمسها -مثل الجمع بين اليد واللسان والأنف.

درست كاسادي أولسون، وهي طالبة دراسات عليا في علم الأعصاب الحاسوبي والتي قادت الدراسة، بنية الحبل العصبي المحوري واتصالاته بالعضلات في أذرع الأخطبوط ذي البقعتين الكاليفورني (Octopus bimaculoides)، وهو نوع صغير موطنه المحيط الهادئ قبالة ساحل كاليفورنيا.

وكانت هي والباحثة المشاركة بالدراسة جريس شولتز، وهي طالبة دراسات عليا في علم الأحياء التنموي والتجديدي والخلايا الجذعية، تحاولان النظر إلى المقاطع العرضية الدائرية الرقيقة للأذرع تحت المجهر، لكن العينات استمرت في السقوط من الشرائح. لقد جربوا شرائح طولية من الذراعين وكان حظهم أفضل، مما أدى إلى اكتشاف غير متوقع.

تمتلك الأخطبوطات ثماني أذرع ومئات الممصات على طول هذه الأذرع (جامعة شيكاغو)

وباستخدام العلامات الخلوية وأدوات التصوير لتتبع البنية والاتصالات بين أجزاء الحبل العصبي المحوري الكبير، رأوا أن أجسام الخلايا العصبية كانت معبأة في أعمدة تشكل أجزاء، مثل الأنبوب المموج. يتم فصل هذه الأجزاء عن طريق فجوات تسمى الحواجز، حيث تخرج الأعصاب والأوعية الدموية إلى العضلات القريبة. وتتصل الأعصاب من أجزاء متعددة بمناطق مختلفة من العضلات، مما يشير إلى أن هذه الأجزاء تعمل معاً في وحدة واحدة متسقة للتحكم في الحركة.

قالت أولسون: «بالنظر إلى هذا من منظور دراسات النمذجة الحاسوبية، فإن أفضل طريقة لإعداد نظام تحكم لهذه الذراع الطويلة والمرنة للغاية هي تقسيمها إلى أجزاء أصغر».

وأوضحت: «ولكن يجب أن يكون هناك نوع من الاتصال بين الأجزاء، مما يساعد في تنعيم أداء تلك الحركات بهذا الشكل الفريد».

وتشير النتائج إلى أن «الجهاز العصبي ينشئ خريطة مكانية أو طبوغرافية لكل ممص». ويعتقد الباحثون أن هذه «الخريطة الماصة»، كما أطلقوا عليها، «تسهل هذه القدرة الحسية الحركية المعقدة».

ولمعرفة ما إذا كان هذا النوع من البنية شائعاً بين رأسيات الأرجل ذات الجسم الرخو الأخرى، درسوا أيضاً نوعاً آخر شائعاً في المحيط الأطلسي من أنواع الحبار الساحلي طويل الزعانف، والذي يحتوي على ثماني أذرع ذات عضلات وممصات مثل الأخطبوط.

وفي حين انفصلت الأخطبوطات والحبار عن بعضهما البعض منذ أكثر من 270 مليون سنة، وفق نتائج دراسات التطور، فإن التشابهات في كيفية تحكمهما في أجزاء من أطرافهما باستخدام الممصات -والاختلافات في الأجزاء التي لا تفعل ذلك- تُظهر كيف يمكن التطور دائماً من إيجاد أفضل الحلول.

وهو ما علق عليه راجسديل: «إن الكائنات الحية التي تمتلك هذه الزوائد الممتلئة بالممصات والتي تتحرك مثل الديدان تحتاج إلى نوع مناسب من الجهاز العصبي. وقد تطورت لرأسيات الأرجل بنية مقطعية تختلف تفاصيلها وفقاً لمتطلبات بيئاتها».