حذر سكان بلدة في شمال بوركينا فاسو قطَع «الجهاديون» الطريق الذي يصلها بباقي أنحاء البلاد، من أن الإمدادات الغذائية آخذة في النفاد، في رواية تؤكدها أيضاً منظمة «أطباء بلا حدود».
جاء ذلك في وقت اعترف فيه الجيش بمقتل مدنيين، خلال قصف جوي ضد «الجماعات الجهادية»، في شرق البلاد.
دمر متشددون في 25 يونيو (حزيران) جسراً يعتبر الطريق الوحيد إلى بلدة سيبا، المقر الإداري لإقليم ياغا.
ورغم أن السكان حاولوا إصلاح الأضرار بسرعة، فإن الجسر دمر في هجوم لاحق، مما أدى إلى عزل سيبا عن باقي أنحاء البلاد.
وقال أحد سكان بلدة سيبا عبد الله لي، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «الوضع الغذائي حرج». وأضاف: «لقد دققنا ناقوس الخطر، ولكن في الوقت الحالي لا نرى الضوء في آخر النفق... يشعر الناس هنا بأنه جرى التخلي عنهم».
من جهتها، أكدت «منظمة أطباء بلا حدود» أن الجوع يتفاقم. وقال أولريش كريبين نامفيبونا، مدير المشروع التابع للمنظمة الخيرية في بوركينا فاسو: «هناك حاجة يائسة للطعام. الناس يأكلون أوراق الشجر كل يوم».
وأضاف: «إذا لم يتم القيام بشيء فعلياً من أجل إعطاء الطعام لهؤلاء الناس، فسنشهد كارثة في الأيام المقبلة؛ فالأزمة الغذائية ستضرب الأطفال أكثر من غيرهم».
وقال محمد ديكو، وهو من سكان سيبا، إن الجسر لم يكن حيوياً فقط للبلدة، ولكن لأجزاء من إقليم ياغا، بما في ذلك صلحان ومانسيلا. وباتت سيبا التي يبلغ عدد سكانها 30 ألف نسمة، ملاذاً لكثيرين فروا من ياغا بسبب الهجمات الإرهابية.
في هذه الأثناء، اعترف الجيش بمقتل مدنيين، خلال قصف جوي ضد «الجماعات الجهادية»، في شرق بوركينا فاسو، من دون تحديد عدد هؤلاء، بينما أفاد سكان المنطقة «وكالة الصحافة الفرنسية» بسقوط نحو «ثلاثين» قتيلاً.
وأشار بيان صحافي صادر عن هيئة أركان الجيش إلى أن «عمليات استهدفت الجماعات الإرهابية المسؤولة عن العديد من الانتهاكات نُفذت في مناطق عدة (جمانجا وجابيجا ومانديني وبونو وأوبياغو وبوغنو - سانكوادو) في المنطقة الشرقية».
وأضاف: «خلال هذه العمليات التي أدت إلى تحييد عشرات الإرهابيين، تسببت الضربات، للأسف، في وقوع ضحايا بين المدنيين». وبينما لم يذكر البيان عدد الضحايا، فقد قال سكان المنطقة الذين تحدثت معهم «وكالة الصحافة الفرنسية»، عبر الهاتف من واغادوغو، إن «ثلاثين مدنياً»، معظمهم من النساء، قُتلوا في القصف.
وقال أحد السكان، طلب عدم الكشف عن هويته، إنهم «تجمعوا لتدشين طاحونة، عندما وقعت المأساة». وأوضحت «وكالة الأنباء البوركينية»، أمس، أن سلاح الجو والمدفعية البوركينية شنَّا هجوماً في منطقة الغابات في نوواهو وكونكونموجريه، وسط شرق البلاد، ما أدى إلى مقتل 20 عنصراً إرهابياً.
يُذكر أن القوات المسلحة البوركينية قتلت، في 13 من يوليو (تموز) الماضي، ما لا يقل عن 17 إرهابياً، وفككت قواعد، واستولت على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر، وذلك خلال عملية عسكرية برية وجوية شمال البلاد.
الجوع يحاصر بلدة بشمال بوركينا فاسو
الجيش يعترف بمقتل مدنيين خلال قصف جوي ضد «الجماعات الإرهابية»
الجوع يحاصر بلدة بشمال بوركينا فاسو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة