أمطار صيفية رغم الجفاف... التغيرات المناخية تدق «أبواب العرب»

خبراء: ستصبح أكثر تواتراً ويجب الاستفادة منها

مدن شرق السعودية شهدت أمطاراً أمس (واس)
مدن شرق السعودية شهدت أمطاراً أمس (واس)
TT

أمطار صيفية رغم الجفاف... التغيرات المناخية تدق «أبواب العرب»

مدن شرق السعودية شهدت أمطاراً أمس (واس)
مدن شرق السعودية شهدت أمطاراً أمس (واس)

في ظاهرة مناخية لم تعتد عليها منطقة الشرق الأوسط وبخاصة دول الخليج العربي خلال أشهر الصيف التي تميزت على مدى عقود بالجفاف، إلا أن الأوضاع بدأت تأخذ منحى مغايرا خلال الفترة الحالية خاصة بعد أن شهدت عدة دول مطلة على الخليج العربي أجواء صيفية ماطرة، وتحذيرات من احتمالية سقوط زخات من البرد، وفي إطار هذه الأجواء المتقلبة المناقضة لوصف منطقة الشرق الأوسط، تعيش العاصمة السعودية الرياض هذه الأيام حالة ماطرة دفعت السلطات المختصة في البلاد إلى إطلاق تحذيرات من التقلبات المناخية التي تشهدها عدة مناطق مختلفة في البلاد، مؤكدة أن الفرص مهيأة بشكل أكبر لهطول أمطار رعدية تكون ما بين متوسطة إلى غزيرة على مناطق جنوب وشرق السعودية تؤدي إلى جريان الأودية والسيول، والتي ستكون بحسب المركز الوطني للأرصاد في السعودية مصحوبة برياح نشطة وزخات من البرد مع استمرار فرصة تكون السحب الرعدية الممطرة خلال الأيام القادمة، كما شهدت دول الخليج العربي أمطارا صيفية كانت غزيرة ووصلت لدرجة السيول في الإمارات العربية المتحدة والكويت واليمن.
وتعيش منطقة الشرق الأوسط موجة جفاف وصفت بأنها الأسوأ منذ 900 عام، وفقا لدراسة أصدرتها وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» في مارس (آذار) 2006، ولم يتحسن الحال منذ صدور الدراسة، حتى العام الماضي، بل إن الوضع أصبح يسير نحو الأسوأ، ووصفت الإمارات، عبر مركزها الوطني للأرصاد، العام الماضي بأنه الأكثر جفافا خلال الـ19 عاما الأخيرة.
ولا يبدو الوضع بأفضل حالا في دول العالم الأخرى، فعالميا حذرت منظمة الأمم المتحدة في تقرير لها صدر في مايو (أيار) من العام الجاري بعنوان «الجفاف بالأرقام 2022»، من موجة جفاف عالمية قد تؤثر على ثلاثة أرباع سكان الأرض مع حلول عام 2050. وأشار التقرير إلى أن نسبة الجفاف في العقدين الأخيرين ازدادت على الأرض بنسبة 29 في المائة.
وبينما لا تزال أصداء تلك التقارير المرعبة حاضرة في الأذهان، جاءت الأمطار الصيفية الغزيرة غير المعتادة، التي حدثت مؤخرا في عدد من الدول العربية، لتلقي بظلال من الشك حول مدى دقة هذه التقارير، غير أن نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بكلية الزراعة جامعة القاهرة، أزال هذا اللبس بتفسير علمي لما جاء في التشبيه الذي أورده الموقع الأميركي.


أمطار وسيول تغرق أحد شوارع أمارة الفجيرة (رويترز)

يقول نور الدين لـ«الشرق الأوسط»: «ليس معنى هطول مطر كثيف أنه لا يوجد جفاف شديد، ذلك لأن شدة المطر وشدة الجفاف، هما من (الظواهر المناخية الجامحة)».
وتوقعت دراسة نشرتها دورية «ساينس أدفانسيس» في 28 يونيو (حزيران) 2017 أن هذه الظواهر ستكون أكثر تواترا، بسبب تأثيرات التغيرات المناخية.
وتسبب التغيرات المناخية، ما بات يعرف بظاهرة «الاحتباس الحراري»، وما ينجم عنها من ارتفاع في درجات الحرارة، وهو ما سيجعل من تكرار تلك الظواهر الجامحة «جفافا شديدا وهطولا كثيفا للأمطار»، أمرا معتادا، وقد يتسبب ذلك في إلحاق أضرار بالغة بالقطاعات الزراعية الاقتصادية، ما لم يكن العالم مستعدا بالقدر الكافي لمواجهة تلك التهديدات، كما يؤكد نور الدين.
وشدد نور الدين، على أهمية استعداد الدول العربية الكافي للتعامل مع هذه الظواهر الجامحة، مشيرا إلى أهمية وجود آلية لتخزين المياه في فترات الهطول الكثيف للأمطار، للاستفادة منها، بدلا من أن تتحول لأداة تدميرية.
ما دعا له نور الدين، طالب به أيضا، محمود نادي، باحث التغيرات المناخية بجامعة بون بألمانيا، والذي أوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن التغيرات المناخية ينتج عنها ما بات يعرف علميا بـ«الأحداث المناخية غير المتوقعة»، وهو ما يفرض على الدول الاستعداد لمواجهة هذه الأحداث الطارئة.
وأضاف «تعودنا منذ آلاف السنين على نمط معين للطقس وهطول الأمطار، لكن بدأت هذه الأنماط تتغير الآن، لتأتي لنا بأحداث غير متوقعة، مثل ما شهدته الدول العربية مؤخرا».
ويفسر نادي الهطول الشديد للأمطار في مناطق توصف بأنها شديدة الجفاف، استنادا إلى أن تلك الدول تقع على مسطحات مائية، ومع الاحترار العالمي ترتفع درجة حرارة المياه بتلك المسطحات، مما يؤدي إلى زيادة بخار الماء، ويتسبب ذلك في دخول كميات أكبر من المياه إلى الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى هطول أمطار غزيرة وعنيفة.
ومنذ أواخر القرن التاسع عشر، زاد متوسط درجات حرارة سطح الأرض بنحو درجتين فهرنهايت (1.1 درجة مئوية)، وتؤكد البيانات المأخوذة من الأقمار الصناعية وبالونات الطقس والقياسات الأرضية أن كمية بخار الماء في الغلاف الجوي تتزايد مع ارتفاع درجة حرارة المناخ.
ويشير تقرير التقييم السادس للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، التابع للأمم المتحدة إلى أن إجمالي بخار الماء في الغلاف الجوي يتزايد بنسبة 1 إلى 2 في المائة كل عقد، ومقابل كل درجة مئوية ترتفع فيها درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض، يمكن أن تزداد كمية بخار الماء في الغلاف الجوي بحوالي 7 في المائة حسب قوانين الديناميكا الحرارية، كما يؤكد نادي.
وبلغة أبسط كثيرا، يقول أحمد أيوب، الباحث في المعهد المتوسطي لبحوث الزراعة بإيطاليا، إن اللبس الذي قد يكون قد حدث عند البعض، من هطول أمطار صيفية غزيرة في مناطق توصف بأنها تعاني من الجفاف، ربما يكون ناتجا عن فهم خاطئ للتغيرات المناخية.
ويوضح أيوب لـ«الشرق الأوسط» أن التغيرات المناخية ليست حرارة مرتفعة فقط، لكن في معناها الدقيق هي «أحداث مناخية متطرفة»، قد تكون هذه الأحداث موجات شديدة الحرارة أكثر من المعتاد تسبب الجفاف، أو الانخفاض في درجات الحرارة بأكثر من المعتاد أو السقوط الغزير للأمطار في وقت قصير، يؤدي إلى سيول.
ويضيف «وقوع مثل هذه الأحداث المتباينة مثل الأمطار الشديدة والجفاف الشديد في منطقة واحدة، هو تأكيد على أن تلك المنطقة تعيش تأثيرات واضحة للتغيرات المناخية في تعريفها العلمي بأنها أحداث مناخية متطرفة».
من جانبها، توضح نسرين اللحام خبير المنظمة العربية للتنمية الزراعية، وهي الذراع الفنية لجامعة الدول العربية في مجال الزراعة والأمن الغذائي، أن هناك نوعين من الجفاف، وهما «جفاف هيدرولوجي»، ويحدث عندما تكون حصيلة سقوط الأمطار في السنة أقل من المتوسط، و«جفاف زراعي»، وفي هذا النوع، ليس بالضرورة أن تكون الحصيلة السنوية لسقوط الأمطار قليلة، ولكنها تأتي في غير وقتها، فلا يكون لها فائدة كبيرة.
تقول اللحام لـ«الشرق الأوسط»: «الجفاف الذي تعيشه الدول التي شهدت الهطول الكثيف للأمطار ينتمي للنوع الثاني، وهذا يفسر ما يبدو ملتبسا عند البعض من أنه كيف توصف مناطق بأنها شديدة الجفاف، رغم الهطول الكثيف للأمطار».
وتشير اللحام إلى اتساع رقعة الأحداث المناخية المتطرفة، فما حدث في الدول العربية، يشبه ما حدث في دول أخرى، فأوروبا التي شهدت الصيف الماضي هطولا شديدا للأمطار وسيولا، تعاني الآن من درجات حرارة مرتفعة للغاية، وجنوب أفريقيا التي عانت من الجفاف في العشر سنوات الماضية، شهدت هذا العام سيولا وأمطارا شديدة تسببت في وفاة 290 شخصا.
ولأنه من الصعب العودة إلى ما كنا عليه قبل الدخول في عصر الظواهر المناخية المتطرفة، تشدد على أهمية الاستعداد لمثل هذه الأحداث، عبر تطوير البنية التحتية للصرف والرفع من القدرة التخزينية لاستيعاب مياه السيول.
وتقول أيضا: «المنظمة العربية للتنمية الزراعية تقوم في هذا الإطار بمشروعات تستهدف حصاد مياه الأمطار وزيادة مرونة المجتمعات في مواجهة آثار التغير المناخي واستخدام محاصيل تتحمل درجات الحرارة المرتفعة».
ويطالب مجدي علام، أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، بضرورة الاستثمار في أساليب الزراعة الذكية مناخيا، لأن التغيرات المناخية أحدثت اضطرابا في فصول السنة، قد لا نستطيع معه زراعة المحاصيل في وقتها.
ويشير علام لـ«الشرق الأوسط» إلى أن من أساليب تلك الزراعة التي يجب الاستثمار فيها، هي الصوب الزراعية التي يتم تكييفها وفق نوع المحصول المزروع بها، فيتم رفع درجة حرارتها لإنتاج محاصيل الصيف، والنزول بدرجة حرارتها لزراعة محاصيل الشتاء.
ما دعت اللحام، وأكد عليه علام، يستند على حقيقة أن الأحداث المناخية المتطرفة ستزداد تواترا في المستقبل، وهو ما أكدت عليه دراسة صادرة عن جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في الإمارات العربية المتحدة.
وقالت الدراسة التي نشرت في أغسطس (آب) العام الماضي بدورية «أتموسفير ريسيرش»، إن الدول القاحلة مثل الإمارات، حيث تتلقى العديد من المناطق معدل أقل من 100 ملم من الأمطار كل عام، يجب أن تخطط للاستفادة من الهطول الكثيف للأمطار في أحداث الظواهر المناخية المتطرفة.
وقالت الدراسة إن الاحترار العالمي وتغير المناخ مسؤولان عن زيادة مدة أنظمة الحمل الحراري متوسطة الحجم (MCSs) في مناطق بحر العرب والخليج العربي والبحر الأحمر، بالتزامن مع الغلاف الجوي الذي أصبح أكثر دفئا، لذلك من المتوقع هطول كمية أكبر من الأمطار في المستقبل، وبالتالي يجب تضمين استراتيجيات تخزين مياه الأمطار وخطط تصريف المياه في المدن الكبرى في استراتيجيات التخطيط الحضري للبلاد لتجنب الأضرار الناجمة عن الفيضانات، والاستفادة من كمية الأمطار الهائلة.



تايوان ترصد 13 طائرة و12 سفينة صينية حول أراضيها

طائرتان مقاتلتان صينيتان خلال تدريب سابق قرب تايوان (أرشيفية - أ.ب)
طائرتان مقاتلتان صينيتان خلال تدريب سابق قرب تايوان (أرشيفية - أ.ب)
TT

تايوان ترصد 13 طائرة و12 سفينة صينية حول أراضيها

طائرتان مقاتلتان صينيتان خلال تدريب سابق قرب تايوان (أرشيفية - أ.ب)
طائرتان مقاتلتان صينيتان خلال تدريب سابق قرب تايوان (أرشيفية - أ.ب)

رصدت وزارة الدفاع التايوانية 13 طائرة عسكرية و12 سفينة صينية حول تايوان بين الساعة السادسة صباح أمس الجمعة واليوم السبت.

وتردد أن 12 طائرة عبرت الخط الفاصل في مضيق تايوان ودخلت منطقة تحديد الدفاع الجوي الشمالية، والجنوبية الغربية. ورداً على ذلك أرسلت تايوان طائرات وسفناً بحرية، ونشرت أنظمة صاروخية ساحلية لمراقبة النشاط الصيني، بحسب موقع «تايوان نيوز» اليوم السبت.

ورصدت تايوان منذ بداية الشهر طائرات عسكرية صينية 271 مرة، وسفناً 196 مرة. ومنذ سبتمبر (أيلول) 2020، زادت الصين استخدامها لتكتيكات المنطقة الرمادية بزيادة عدد الطائرات العسكرية، والسفن البحرية -بشكل تدريجي- العاملة حول تايوان.

ويعرف مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية تكتيكات المنطقة الرمادية بأنها «جهد، أو سلسلة من الجهود تتجاوز الردع الثابت،

وضمان تحقيق أهداف الأمن لدولة ما من دون اللجوء إلى الاستخدام المباشر والهائل للقوة».


مطالب في ألمانيا بإصلاحات مالية لتجنب أزمة اقتصادية طويلة

منظر عام للعاصمة الألمانية برلين (رويترز)
منظر عام للعاصمة الألمانية برلين (رويترز)
TT

مطالب في ألمانيا بإصلاحات مالية لتجنب أزمة اقتصادية طويلة

منظر عام للعاصمة الألمانية برلين (رويترز)
منظر عام للعاصمة الألمانية برلين (رويترز)

طالب رئيس اتحاد أرباب العمل الألماني، راينر دولجر، الحكومة بإجراء إصلاحات جذرية خلال العام المقبل، محذراً من استمرار الأزمة الاقتصادية.

وقال دولجر، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية: «ألمانيا بحاجة إلى خطوة كبيرة، وإلا فإننا مهددون بأزمة دائمة. نحن نعيش أطول أزمة منذ تأسيس جمهورية ألمانيا الاتحادية».

وبعد عامين متتاليين من الركود، يُتوقع لعام 2025 نمو طفيف للغاية في الناتج المحلي الإجمالي، في حين لا يتوقع خبراء الاقتصاد انتعاشاً ملموساً في العام المقبل.

وأضاف دولجر: «العالم يتغير بسرعة، وعلينا أن نتحرك إذا أردنا ألا نتخلف عن الركب»، مشيراً إلى أن المستشار الألماني فريدريش ميرتس تحدث في مؤتمر أرباب العمل في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عن «تحول تاريخي»، مذكّراً بالحرب الروسية - الأوكرانية، والأنظمة السلطوية في العالم، والصين التي تتصرف بشكل أكثر عدوانية، إضافة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي يحاول فرض سياسة «أميركا أولاً» عبر الرسوم الجمركية.

وقال دولجر: «هذا التحول يجب أن يدفعنا إلى أن نصبح أقل بيروقراطية وأكثر سرعة، وأن نعيد هيكلة دولتنا الاجتماعية. الأزمات الخارجية تجعل الإصلاحات الداخلية أكثر ضرورة من أي وقت مضى. أذكّر المستشار دائماً بأن السياسة الخارجية والأمنية الجيدة لا يمكن أن تتحقق إلا إذا كان الاقتصاد ينمو»، مؤكداً أن عام 2026 يجب أن يكون عام الإصلاحات الجذرية.

وطالب دولجر بشكل محدد بتقليص كبير في البيروقراطية، ما يمنح الشركات والمواطنين حرية أكبر للتطور، إضافة إلى زيادة صافي الدخل من الأجور.

كما دعا إلى إصلاحات في نظام دولة الرفاه الاجتماعي بما يهدف إلى خفض التكاليف، قائلاً: «يجب أن يصبح نظامنا الاجتماعي أكثر استهدافاً للمستحقين وأكثر عدالة، وأن يكون العمل أكثر جاذبية من عدم العمل. كل ذلك سيجعل ألمانيا أكثر جاذبية للمستثمرين المحليين والأجانب. الاستثمارات في عشرينيات هذا القرن ستقود إلى نمو في ثلاثينياته».

وكان ميرتس أعلن مراراً عن خطط لإصلاحات جذرية، من بينها تشكيل لجنة معنية بالتقاعد، على أن تقدم مقترحاتها بحلول منتصف 2026، ومن المتوقع أن تشمل أيضاً مسألة رفع سن التقاعد.


الغضب... كيف تتعرّف على هذا الشعور وتتعامل معه؟

الغضب يُصبح مشكلة عندما نفرط في إظهاره ويبدأ بالتأثير على الحياة اليومية (بيكسلز)
الغضب يُصبح مشكلة عندما نفرط في إظهاره ويبدأ بالتأثير على الحياة اليومية (بيكسلز)
TT

الغضب... كيف تتعرّف على هذا الشعور وتتعامل معه؟

الغضب يُصبح مشكلة عندما نفرط في إظهاره ويبدأ بالتأثير على الحياة اليومية (بيكسلز)
الغضب يُصبح مشكلة عندما نفرط في إظهاره ويبدأ بالتأثير على الحياة اليومية (بيكسلز)

الغضب شعورٌ قويٌّ ينتابك عندما تسوء الأمور، أو يظلمك أحدهم. عادةً ما يتسم بأحاسيس ترتبط بالتوتر، والإحباط، والضيق. يشعر كل شخص بالغضب من حين لآخر، فهو رد فعل طبيعي تماماً تجاه المواقف المُحبطة، أو الصعبة.

لا يُصبح الغضب مشكلة إلا عندما تُفرط في إظهاره، ويبدأ بالتأثير على حياتك اليومية، وعلاقاتك بالآخرين. تتفاوت شدة الغضب من مجرد انزعاج بسيط، إلى غضب عارم. وقد يكون أحياناً مفرطاً، أو غير منطقي. في هذه الحالات، تصعب السيطرة على هذا الشعور، وقد يدفعك ذلك إلى التصرف بطرقٍ لم تكن لتتصرف بها في الظروف العادية، وفقاً لموقع «فيري ويل هيلث».

ما أبرز خصائص الغضب؟

عندما نغضب، يمر جسمنا بتغيرات بيولوجية وفسيولوجية معينة. من أمثلة التغيرات البيولوجية التي قد يمر بها جسمك ما يلي:

- زيادة مستويات الطاقة.

- ارتفاع ضغط الدم.

- زيادة في هرمونات مثل الأدرينالين.

- ارتفاع درجة حرارة الجسم.

- زيادة توتر العضلات.

لا يظهر الغضب بنفس الشكل لدى الجميع، ونعبّر عنه بطرق مختلفة. من بين السمات الخارجية التي قد تلاحظها عند الغضب ما يلي:

- ارتفاع الصوت.

- قبضة اليد المشدودة.

- العبوس، أو التجهم.

- شد الفك.

- ارتجاف الجسم.

- سرعة ضربات القلب.

- التعرق المفرط.

- المشي ذهاباً وإياباً بشكل مفرط.

ما مضاعفات الغضب؟

الغضب شعور طبيعي، وصحي في الغالب. ومع ذلك، يمكن أن يكون ضاراً بصحتك النفسية، والجسدية عندما تفقد السيطرة عليه.

عندما تغضب، يزداد معدل ضربات قلبك، ويرتفع ضغط دمك بشكل حاد. وتعريض جسمك لهذه التغيرات بشكل متكرر قد يؤدي إلى حالات ومضاعفات طبية مثل:

- ارتفاع ضغط الدم.

- الاكتئاب.

- القلق.

- الأرق.

- إدمان المخدرات.

- قرحة المعدة.

- أمراض الأمعاء.

- داء السكري من النوع الثاني.

التعرف على الغضب

لا يظهر الغضب بنفس الشكل لدى الجميع، فنحن نعبّر عنه بطرق مختلفة. قد يجد البعض في الصراخ متنفساً لغضبهم، بينما قد يعبّر عنه آخرون بضرب شيء ما.

الغضب شعور إنساني طبيعي، ولكن من المهم إيجاد طرق صحية للتعبير عنه.

ما أبرز الأسباب؟

لا يظهر الغضب بنفس الشكل لدى الجميع، فنحن نعبّر عنه بطرق مختلفة. قد يجد البعض في الصراخ متنفساً لغضبهم، بينما قد يعبّر عنه آخرون بضرب شيء ما.

الغضب شعور إنساني طبيعي، ولكن من المهم إيجاد طرق صحية للتعبير عنه.

ما أبرز الأسباب؟

قد ينجم الغضب عن مؤثرات خارجية، أو داخلية. قد يثير غضبك شخص ما، أو حدث ما. قد تغضب لأن أحدهم تجاوز دورك في الطابور. قد تشعر بالغضب عندما تتعرض للأذى العاطفي، أو التهديد، أو الألم، أو عند مواجهة موقف ما.

أحياناً نستخدم الغضب بديلاً لمشاعر أخرى نفضل تجنبها، كالألم العاطفي، أو الخوف، أو الوحدة، أو الفقد. في هذه الحالات، يصبح الغضب شعوراً ثانوياً. قد يكون الغضب رد فعل على ألم جسدي، أو استجابة لمشاعر الخوف، أو لحماية النفس من هجوم مُتَوَهَّم، أو رد فعل على موقف مُحبط.

غالباً ما يكون سبب الغضب مُحفِّزاً، قد يكون منطقياً، أو غير منطقي. من بين المُحفِّزات الشائعة التي تُسبب الغضب:

- التعامل مع فقدان شخص عزيز.

- فقدان وظيفة.

- الانفصال العاطفي.

- الفشل في عمل أو مهمة.

- الشعور بالإرهاق.

- التعرض لحادث، أو الإصابة بحالة تُسبب تغيرات جسدية (مثل فقدان البصر، أو القدرة على المشي).

كما قد يكون الغضب عرَضاً، أو رد فعل لحالة طبية. قد يكون الغضب عرَضاً للاكتئاب، أو تعاطي المخدرات، أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، أو اضطراب ثنائي القطب.

العلاج

الغضب شعور طبيعي نشعر به جميعاً، ويستطيع معظم الناس إيجاد طرق صحية للتعبير عنه. مع ذلك، يحتاج البعض إلى العلاج. يُعدّ العلاج النفسي الطريقة الأكثر شيوعاً لعلاج الغضب المفرط.

يسهل على معظم الناس تحديد مُسببات الغضب، والمشاعر الكامنة وراءه. لكن البعض الآخر يُعاني من الغضب فجأة، وبشكل حاد دون القدرة على كبحه، أو تحديد مُسبباته.

إذا كنت تُعاني من نوبات غضب متكررة، وحادة تُسبب لك أو لمن حولك ضرراً جسدياً ونفسياً، فقد تحتاج إلى مساعدة متخصصة للتعامل مع غضبك.

يُستخدم علاج إدارة الغضب لمساعدتك على تعلّم طرق صحية للتعامل مع هذا الشعور.

آليات التأقلم

يُعدّ إيجاد طرق للتأقلم مع الغضب أمراً بالغ الأهمية. عندما نسمح للغضب بالسيطرة على حياتنا، فإنه يؤثر على كل ما نقوم به. قد يُلحق الضرر بعلاقاتنا مع أحبائنا، ويُسبب مشكلات في مكان العمل. إذا كنت تجد صعوبة في كبح جماح غضبك في بعض المواقف، فإليك بعض آليات التأقلم التي قد تُساعدك.

تحديد السبب: الخطوة الأولى للتعامل مع الغضب هي تحديد السبب الجذري له. قد يكون شعوراً آخر، كالخوف، أو الوحدة. قد يكون سببه شجاراً، أو فكرة مزعجة خطرت ببالك.

التأمل: يُعدّ التأمل مفيداً جداً في المساعدة على التحكم في المشاعر الإنسانية. يمكنك البدء بتقنيات تأمل بسيطة، كتمارين التنفس العميق. عندما تواجه موقفاً يُثير غضبك، خذ لحظة قبل أن تُبدي رد فعل. يمكنك أخذ عدة أنفاس عميقة لتهدئة نفسك، أو محاولة العدّ حتى تشعر بالهدوء.

ممارسة الرياضة: لا تقتصر فوائد الرياضة على صحتك البدنية فحسب، بل تمتد لتشمل صحتك النفسية أيضاً. كما أنها وسيلة لتوجيه مشاعرك، كالغضب مثلاً، بطريقة مفيدة، وبنّاءة. فممارسة الجري أو السباحة لفترة قصيرة عند الشعور بالغضب قد تساعد في تهدئة المشاعر.

التعبير عن الغضب: لا تكبت غضبك، فالتعبير عنه فور الشعور به هو أفضل طريقة لتجاوزه. فكبت المشاعر قد يؤدي إلى انفجار مفاجئ وشديد في وقت غير متوقع.

تجنب المحفزات: إذا كنت سريع الغضب، فمن المفيد محاولة تحديد محفزاتك، وتجنبها. إذا كنت تشعر بالغضب غالباً عند التحدث مع شخص معين، أو حول موضوع معين، فتجنبه، أو تجنب ذلك الموضوع حتى تتعلم كيفية التحكم في غضبك بشكل أفضل.