كوريا الشمالية تلجأ إلى الطب التقليدي لمحاربة «كورونا»

علاجات عشبية تقليدية تباع في كوريا الشمالية (أ.ب)
علاجات عشبية تقليدية تباع في كوريا الشمالية (أ.ب)
TT
20

كوريا الشمالية تلجأ إلى الطب التقليدي لمحاربة «كورونا»

علاجات عشبية تقليدية تباع في كوريا الشمالية (أ.ب)
علاجات عشبية تقليدية تباع في كوريا الشمالية (أ.ب)

زعمت تقارير وسائل الإعلام الحكومية الكورية الشمالية مؤخراً، أن ما يسمى «طب كوريو» التقليدي يلعب دوراً رئيسياً في مكافحة الأمة لفيروس كورونا، الذي أودى بحياة الملايين في جميع أنحاء العالم.
ووفقاً لوكالة أنباء «أسوشييتد برس»، يشير «طب كوريو» إلى التركيبات العشبية، والوخز بالإبر، والحجامة، والكي.
وبينما تنشر وسائل الإعلام الحكومية قصصاً حول فاعلية هذا العلاج في التصدي لـ«كورونا»، هناك تساؤلات حول فاعليته مع الأعراض الحادة لـ«كورونا».
ويعتقد بعض الخبراء، أن كوريا الشمالية تقوم باستخدام هذا العلاج لمجرد أنها لا تملك ما يكفي من الطب الحديث لمحاربة الفيروس، وأنه، مثل العديد من جوانب الحياة الأخرى في كوريا الشمالية، يتم استخدامه كـ«رمز سياسي»، حيث إن ذلك سيسمح لبيونغ يانغ في نهاية المطاف بالقول إن قادتها قد تغلبوا على تفشي المرض، في حين فشلت دول أخرى مراراً وتكراراً في ذلك، وذلك دون مساعدات خارجية وباستخدام العلاجات المحلية.

وقال يي جونهيوك، الطبيب والباحث التقليدي في معهد كوريا الجنوبية للطب الشرقي «علاج الأعراض الخفيفة لفيروس كورونا باستخدام (طب كوريو) ليس خياراً سيئاً. لكن الفيروس لا يسبب أعراضا خفيفة فقط». وأضاف «عندما نفكر في المرضى الذين يعانون من أعراض حادة وخطيرة، نجد أن كوريا الشمالية تحتاج بالتأكيد إلى لقاحات وأنظمة رعاية طارئة وموارد طبية أخرى يمكنها استخدامها لتقليل الوفيات».
من جهته، قال لي جوانغ جين، الذي درس الطب الكوري الشمالي التقليدي قبل فراره من بيونغ يانغ في عام 2018 من أجل حياة جديدة في كوريا الجنوبية، إنه اعتاد على علاج الحمى والأمراض الطفيفة الأخرى بالأدوية العشبية التقليدية. لكنه أشار إلى أن هذه العلاجات قد لا تفيد مع الأمراض الخطيرة. وأشار إلى أن كوريا الشمالية ليس لديها نظام صحي قوي يمكّنها من مساعدة الأشخاص المصابين بالعدوى الشديدة والذين قد يموتون في نهاية المطاف.
ومنذ أكثر من شهرين، اعترفت كوريا الشمالية بأول تفشٍ لفيروس كورونا، وأبلغت البلاد عن 157 «حالة حمى» في المتوسط كل يوم في الأيام السبعة الماضية، وهو انخفاض كبير عن الذروة التي بلغت نحو 400 ألف حالة يوميا في مايو (أيار).
وتقول بيونغ يانغ، إن 74 فقط من نحو 4.8 مليون مريض بالحمى قد ماتوا، وهو معدل وفيات قدره 0.002 في المائة سيكون أدنى مستوى في العالم إذا كان صحيحاً.
وعلى الرغم من الشك الخارجي المنتشر حول حقيقة إحصاءات كوريا الشمالية المبلّغ عنها، لا توجد مؤشرات على أن تفشي المرض قد تسبب في كارثة في البلاد.
ويقول بعض الخبراء الخارجيين، إن الشمال قد يعلن رسمياً قريباً الانتصار على «كورونا» في محاولة لتعزيز الوحدة الداخلية، والتأكيد على دور طبها التقليدي في هذا الأمر.

وقال كيم دونغسو، الأستاذ في كلية الطب بجامعة دونغشين بكوريا الجنوبية «تعتز كوريا الشمالية بطبها التقليدي بشكل كبير وتعدّه أحد رموزها السياسية. فليس لدى كوريا الشمالية العديد من الإنجازات الأكاديمية والثقافية للإعلان عنها؛ لذلك فهي تريد أن تشير إلى هذا الطب التقليدي على أنه أحد أهم إنجازاتها».
وأدرجت كوريا الشمالية رسمياً «طب كوريو» - الذي سُمي على اسم مملكة كورية قديمة - في نظام الرعاية الصحية العام في الخمسينات من القرن الماضي.
وقد نمت أهمية هذا الطب بشكل حاد منذ منتصف التسعينات، عندما بدأت كوريا الشمالية تعاني من نقص كبير في الطب الحديث خلال المجاعة الشديدة والاضطراب الاقتصادي الذي أودى بحياة مئات الآلاف من الناس.
ويوجد في كل مستشفى في كوريا الشمالية قسم لـ«طب كوريو». وهناك أيضاً مستشفيات تعالج الأشخاص باستخدام هذا الطب التقليدي فقط.


مقالات ذات صلة

علماء ألمان يتحققون من أدلة استخباراتية حول نشأة فيروس كورونا في مختبر صيني

العالم ألمانيا تطلب من علماء التحقق من الأدلة التي قدمها جهاز الاستخبارات بشأن نشأة فيروس كورونا في مختبر صيني (أ.ب)

علماء ألمان يتحققون من أدلة استخباراتية حول نشأة فيروس كورونا في مختبر صيني

كشفت تقارير إعلامية أن ديوان المستشارية الألمانية طلب من علماء التحقق من الأدلة التي قدمها جهاز الاستخبارات بشأن نشأة فيروس كورونا بمختبر بمدينة ووهان الصينية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
علوم 400 مليون شخص مصابون بـ«كوفيد طويل الأمد» في العالم

400 مليون شخص مصابون بـ«كوفيد طويل الأمد» في العالم

عدواه أدت إلى تغييرات دائمة وغير مرئية في أجزاء مختلفة من الجسم.

داني بلوم (نيويورك) أليس كالاهان (نيويورك)
آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ وسط ازدياد عدم الثقة في السلطات الصحية وشركات الأدوية يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم (أ.ف.ب) play-circle

مخاوف من كارثة صحية في أميركا وسط انخفاض معدلات التطعيم

يحذِّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من «كارثة تلوح في الأفق» مع انخفاض معدلات التطعيم، وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جائحة كورونا نشأت «على الأرجح» داخل مختبر ولم تكن طبيعية (أ.ف.ب)

فيروس كورونا الجديد في الصين... هل يهدد العالم بجائحة جديدة؟

أثار إعلان علماء في معهد «ووهان» لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يُعرف باسم «HKU5 - CoV - 2» قلقاً عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

أميركا: إنقاذ شاب احتجزته زوجة والده 20 عاما داخل غرفة

 كيمبرلي سوليفان (56 عاما) التي تم تحديد هويتها على أنها زوجة والد الضحية لحظة اعتقالها (متداولة)
كيمبرلي سوليفان (56 عاما) التي تم تحديد هويتها على أنها زوجة والد الضحية لحظة اعتقالها (متداولة)
TT
20

أميركا: إنقاذ شاب احتجزته زوجة والده 20 عاما داخل غرفة

 كيمبرلي سوليفان (56 عاما) التي تم تحديد هويتها على أنها زوجة والد الضحية لحظة اعتقالها (متداولة)
كيمبرلي سوليفان (56 عاما) التي تم تحديد هويتها على أنها زوجة والد الضحية لحظة اعتقالها (متداولة)

أنقذت السلطات الأميركية شابا من ولاية كونيتيكت قال إنه كان محتجزا قسرا لمدة 20 عاما، وذلك بعد أن أشعل النار في غرفته ليتمكن من لفت انتباه فرق الإنقاذ واستعادة حريته، وفقا لما أعلنته الشرطة يوم الأربعاء.

وتم توجيه تهم القسوة والخطف إلى زوجة والده، التي يزعم أنها كانت تحتجزه طوال هذه الفترة. ووفقا للشرطة، هرعت فرق الإطفاء والإنقاذ في مدينة ووتربري إلى المنزل بعد بلاغ عن اندلاع حريق. وعند إنقاذ الشاب (32 عاما) الذي بدا هزيلا

بشدة، كشف أثناء تلقيه العلاج من استنشاق الدخان أنه تعمد إشعال الحريق. وقال للشرطة «أردت حريتي»، مشيرا إلى أنه كان محتجزا منذ أن كان عمره 11 عاما.

وأوضحت التحقيقات أن الضحية، الذي لم يتم الكشف عن اسمه، تعرض لسوء معاملة طويلة الأمد والجوع والإهمال الشديد والمعاملة اللاإنسانية، ولم يتلق أي رعاية طبية طوال تلك السنوات. وقال قائد الشرطة فيرناندو سبانيولو في بيان «المعاناة التي تحملها هذا الضحية على مدار أكثر من 20 عاما أمر مفجع ولا يمكن تصوره».

وتم اعتقال كيمبرلي سوليفان (56 عاما) التي تم تحديد هويتها على أنها زوجة والد الضحية، ووجهت إليها تهم الاعتداء والخطف والاحتجاز غير القانوني والقسوة وتعريض حياة الآخرين للخطر بتهور.