كيانو ريفز لـ«الشرق الأوسط»: تصوير «ماتريكس» الأخير لم يكن نزهة

يجهز فيلماً من الخيال الياباني

ريفز في سلسلة «ذا ماتريكس»
ريفز في سلسلة «ذا ماتريكس»
TT

كيانو ريفز لـ«الشرق الأوسط»: تصوير «ماتريكس» الأخير لم يكن نزهة

ريفز في سلسلة «ذا ماتريكس»
ريفز في سلسلة «ذا ماتريكس»

إذا ما نجح كيانو ريفز في مسعاه، سنراه في المستقبل القريب وهو يمزق أعداءه تمزيقاً. لن يكتفي بفعل القتل ولا بالقليل من العنف، بل سيقتلع أطراف أعدائه ويستخرج أحشاءهم. هذا تبعاً لشخصية ابتدعها وساهم في كتابتها ووضع رسومات شعبية لها تحت عنوان BRZRKR.
في لقاء «كوميك - كون» في سان دييغو الأسبوع الحالي، جلس أمام محدّثه يشرح له كيف سيقوم بذلك. قال: «هو لا شك شخص عنيف جداً. شخص عاش منذ 80 ألف سنة. محارب قاسٍ وعنيف، لكننا سنتعرّف عليه وهو في نقطة فاصلة من حياته. يريد أن يعرف كيف يستطيع أن يعود إنساناً عادياً كسواه من الناس».
ليس أن العنف غريب عن الأفلام التي يمثلها. من مطلع سلسلة «ماتريكس» إلى (1999) وحلقاتها الأربع إلى حلقات «جون ويك»، التي انطلقت أول مرّة سنة 2014 وحالياً ما يستعد للوقوف أمام الكاميرا لبطولة جزء رابع، استخدم ريفز (57 سنة) يديه وقدميه في عمليات قتال متواصلة. قتل كثيرين وأصيب مراراً وتكراراً بجروح كبيرة وتلقى من الرصاص كماً كافياً ليقتل ديناصوراً. لكنّ شخصيتيه في هذين المسلسلين مرسومتان، لكي تقاوم العنف من ناحية وتمارسه على الآخرين من ناحية أخرى.

كما بدا مع باتريك سوايزي في «بوينت بريك»

- واحد من جيل المستقبل
وُلد في مدينة بيروت، لبنان، سنة 1964. وترعرع في مدينة تورونتو، كندا وأمضى فترة مبكرة من حياته في سيدني، أستراليا. وانتقل إلى هوليوود، حيث بدأ التمثيل على الشاشة بعد أن مارسه على المسرح. أول فيلم ظهر فيه هو«Young blood» سنة 1986 وهذا الفيلم مع«Point Break» و«My Own Private Idaho» (كلاهما في عام 1991) طرحاه كواحد من ممثلي الجيل الجديد لجانب روب لاو، وباتريك سوايزي، وشون بن الذي باشر انتشاره على بعد سنوات قليلة بعد توم كروز، وتوم هانكس، وجوني ديب، وروبرت داوني جونيور.
وجد ريفز نفسه على القمّة في فيلم«Speed» لجان دي بونت (1994).
استندت القصّة هنا على حبكة خيالية لا تخلو من البراعة: أوتوبيس للعموم يشق طريقه في المدينة من دون أن يعلم السائق بأنه إذا ما خفف سرعته ستنفجر القنبلة المزروعة في الحافلة.
ريفز هو أحد الركاب ومن حسن حظهم أنه يعرف كيف ينقذ الوضع في تلك اللحظات الحاسمة.
حتى ذلك الحين، ولمعظم التسعينات، توجه الممثل صوب الأدوار الدرامية والتشويقية. لكنه في سنة 1999 تسلم دوراً كانت هوليوود ترغب في إسناده إلى ويل سميث الذي كان مشغولاً بتمثيل فيلم وسترن كوميدي، بعنوان «Wild Wild West». شركة وورنر، منتجة «ماتريكس»، وحسب روايات، كانت تستطيع انتظار سميث لكي ينتهي من ذلك الوسترن، لكن سميث لم يكن راغباً في تمثيل «ماتريكس» ولاحقاً ما أشاد بأداء ريفز.
في كل الأحوال، تربّع الجزء الأول من «ماتريكس» على قمة العروض السينمائية حول العالم، وأصبح أنجح فيلم لعب ريفز بطولته، خصوصاً إذا ما أضيفت إلى أرقامه ما حققه الجزء الثاني (2001) من ثم الثالث (2003). الجزء الرابع خرج تحت عنوان «The Martix Resurrectionx»، لكنه لم يجد الإقبال نفسه.
في نحو ربع ساعة كان علينا تناول مواضيع كثيرة. لاختصار الوقت تنازلت عن طرح أسئلة تتعلّق بمسيرته وانكببت مباشرة على أسئلة حول أفلامه اليوم.
> ما حكاية هذا المشروع الجديد الذي من الصعب ترتيب أحرف عنوانه من الذاكرة؟
- (يضحك) عليك أن تتعوّد، وربما الأمر سيكون أسهل مما تتصور. كل شيء انطلق من رغبتي في ابتداع شخصية مستوحاة من فن «الأنيمي» (الرسوم الشعبية اليابانية) وما تحفل به من وقائع خيالية بعضها ليس هناك في العالم ما يجاريها.
اهتديت إلى هذه الشخصية واشتركت في كتابتها كرسوم «كوميكس» منذ أكثر من عام. خلال ذلك كنت موقناً من أني سأنقل الشخصية إلى الشاشة، وعرضت الفكرة على «نتفليكس» التي تحمّست والمشروع في طور الكتابة للسينما حالياً.
> هل العنف هو جزء محوري من الفيلم؟ وكيف سيكون شكله وتأثيره؟
- أفضل التفرقة بين العنف للعنف، والعنف للترفيه. لن يكون أعنف من العدد الهائل من الأفلام التي نتابعها اليوم، ومنذ سنوات في السينما أو في التلفزيون.
لكن الفكرة هي العنيفة. المؤثرات البصرية ستوهمك بأن هناك عنفاً قاسياً، لكن القسوة تتبدى كفكرة أكثر منها كفعل مباشر.
> هل تأثرت بسينما «الأنيمي» باكراً؟
- بالتأكيد. عندما كنت ما زلت صبياً في كندا تابعت على أحد القنوات أفلام الرسوم اليابانية. كنت متعجباً أمام ما أراه. لم تكن تشبه أي نوع آخر لا من أفلام الرسوم ولا من أفلام التشويق عموماً.
نعم تستطيع أن تقول إنني تأثرت كثيراً، وصور تلك الشخصيات كانت في بالي حتى عندما كنت أمثّل في «ماتريكس». وأعتقد أن المخرجتين لانا وليلي واشوفسكي، كانتا على الموجة ذاتها. كانتا تفكران «أنيمي» حين كتبتا السيناريو وحين نفذتاه.
> على ذكر «ماتريكس»، هل هناك نية لجزء خامس رغم أن الإقبال عليه لم يكن بمستوى الإقبال على الأفلام السابقة؟
- ربما كان يستطيع أن ينجز أفضل مما أنجزه. أعتقد أن الإنتاج تكلّف كثيراً (195 مليون دولار حسب مصادر)، والفيلم أنتج سريعاً ولم يكن الجمهور حاضراً له. لكن هذا قد يحدث مع أي فيلم وحدث بالفعل. إذن، جواباً على سؤالك، لا. لا أعتقد. ربما بعد سنوات ليست بعيدة لكن ليس الآن.
> تصوير هذا الفيلم كان مشقّة كبيرة بسبب التوقعات التي تصاحب أي جزء لاحق يريد تجاوز الجزء السابق. صحيح؟
- نعم. تصوير «ماتريكس» الأخير لم يكن نزهة بل مشقّة. كلنا عملنا بإخلاص لكي ننجز عملاً أكثر غرابة وتشويقاً وأقل تماثلاً مع النسخ السابقة، طبعاً من دون أن نخون أسباب نجاح تلك الأجزاء. شخصياً كنت أقوم بكل شيء بنفسي. أتمرّن وأتدرب وأنفّذ الكثير من المشاهد الخطرة بنفسي. حين لا أكون أمام الكاميرا تجدني أتابع ما يدور عوض أن أرتاح في حجرتي. هناك مشهد قفز من طابق علوي قمت به بنفسي ومثلته 19 مرّة قبل أن أعلن رضائي عنه.

كيانو ريفز

- جزء واحد
> فيلم كهذا لا تستطيع أن تصوّره حسب مراحله طبعاً. ليس هناك إلا أفلام قليلة يمكن تصويرها باتباع سرد الأحداث، لكني قرأت أن التصوير قسّم العمل على مرحلتين. المشاهد التي تدور في النهار أولاً، ثم مجموعة المشاهد التي تدور في الليل.
- لم يُصوّر كل شيء على هذا النحو، لكن العديد من المشاهد الليلة صورناها في الشهر الأخير من العمل. كنت أنام في السابعة صباحاً وأستيقظ في الواحدة أو في الثانية ظهراً. لم يكن هذا أفضل حالاً من التمثيل نهاراً والسهر على قراءة مشاهد اليوم التالي ليلاً ثم سرقة بعد ساعات الليل للنوم.
> هل تمارس خلال التصوير أعمالاً أخرى، مثل مناقشة مشاهد لاحقة أو مراجعة ما تم تصويره أو تقديم اقتراحات؟
- الممثل الذي هو أنا ليس أكثر من جزء واحد في عملي. نعم أراقب وأناقش وربما أتدخل لكني لا أطالب. هذا بالنسبة للفيلم الذي نتحدّث فيه («ماتريكس: انبعاث») لكن بالطبع هناك حدود أقف عندها وليس من طبيعتي أن أتجاوز الآخرين أو أتدخل في أعمالهم.
> ماذا عن BRZRKR الذي وضعت فكرته وتشترك في إنتاجه؟
- هذا مختلف. كما تقول، وضعت فكرته وأشرفت على نشره ووقفت وراء الرغبة في تحويله إلى فيلم وتراني هذه الأيام أتابع كل شيء من السيناريو وما بعد، لكن هذا لأني أنا المنتج. وأنا منتج لأن المشروع هو حلمي، ولا أستطيع تسليمه إلى آخرين قد لا يشاركونني النظرة ذاتها.
> أخيراً، هل تعتقد أن توجهك صوب أنواع أفلام الأكشن والشخصيات الصينية واليابانية له علاقة بخلفيتك الشخصية؟
‫- بالتأكيد. والدي من هاواي، ووالدتي إنجليزية وفي الشجرة جذور برتغالية وصينية... طبيعي أن أكون تحت تأثير الجزء الشرقي. ‬‬
> هل من تأثير لبناني؟
- (يضحك) أنت لبناني. أخبرني.
لا أعتقد.


مقالات ذات صلة

حكيم جمعة لـ«الشرق الأوسط»: مسلسل «طراد» يثير تساؤلات عميقة

يوميات الشرق المخرج حكيم جمعة أثناء تصوير مسلسل طراد (الشرق الأوسط)

حكيم جمعة لـ«الشرق الأوسط»: مسلسل «طراد» يثير تساؤلات عميقة

هل هناك لصوص أبطال؟ سؤال عميق يطرحه المسلسل السعودي «طراد» المقتبس عن قصة الأسطورة الإنجليزية «روبن هود» الذي أخذ على عاتقه سرقة أموال الأغنياء وتقديمها للفقراء

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق شكري سرحان في أحد مشاهد فيلم «ابن النيل» (أرشيفية)

كتاب مصري جديد يحتفي بشكري سرحان في مئوية ميلاده

في ظل الجدل الذي أثير أخيراً حول «موهبته» احتفى مهرجان الأقصر السينمائي في دورته الـ14 بذكرى مئوية ميلاد الفنان المصري الكبير شكري سرحان.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل الأميركي براد بيت (رويترز)

باستخدام الذكاء الاصطناعي... محتال يوهم سيدة بأنه «براد بيت» ويسرق أموالها

تعرضت امرأة فرنسية للاحتيال من قبل رجل أوهمها بأنه الممثل الأميركي الشهير براد بيت، باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، وحصل منها على مبلغ 830 ألف يورو.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق مريم شريف ونهال المهدي شقيقتها بالفيلم (الشركة المنتجة)

«سنووايت» يستهل عروضه التجارية ويعوّل على حبكته الإنسانية

تنطلق، الأربعاء، العروض التجارية للفيلم المصري «سنووايت» الذي شهد عرضه العالمي الأول في الدورة الرابعة بمهرجان البحر الأحمر السينمائي.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان شكري سرحان قدم أدواراً مهمة في السينما المصرية (أرشيفية)

تصاعد الجدل حول انتقاد رموز الفن المصري بعد أزمة «شكري سرحان»

تصاعد الجدل خلال الأيام القليلة الماضية حول أزمة انتقاد رموز الفن المصري على خلفية انتقاد موهبة الفنان الراحل شكري سرحان بعد مرور 27 عاماً على رحيله.

داليا ماهر (القاهرة )

صفة شخصية أساسية قد تدفع الأزواج إلى الطلاق... احذرها

العصابية التي تتميز بعدم الاستقرار العاطفي هي المحرك الرئيسي للطلاق لدى الكثير من الأزواج (رويترز)
العصابية التي تتميز بعدم الاستقرار العاطفي هي المحرك الرئيسي للطلاق لدى الكثير من الأزواج (رويترز)
TT

صفة شخصية أساسية قد تدفع الأزواج إلى الطلاق... احذرها

العصابية التي تتميز بعدم الاستقرار العاطفي هي المحرك الرئيسي للطلاق لدى الكثير من الأزواج (رويترز)
العصابية التي تتميز بعدم الاستقرار العاطفي هي المحرك الرئيسي للطلاق لدى الكثير من الأزواج (رويترز)

من المفترض أن يكون الزواج الصحي مكاناً آمناً للشريكين. لا يعني ذلك بالطبع غياب الصراع أو أن تكون في حالة معنوية جيدة بجميع الأوقات، ولكن كيفية التعامل مع لحظات التوتر أو التجارب العاطفية اليومية أو الأحداث الحياتية الأكثر أهمية قد تؤثر على طول عمر العلاقة.

العصابية التي تتميز بعدم الاستقرار العاطفي والتفاعلية العالية، هي المحرك الرئيسي للطلاق لدى الكثير من الأزواج. في حين أن جميع العلاقات تشهد صعوداً وهبوطاً، فإن الأفراد الذين لديهم مستويات عالية من العصابية هم أكثر عرضة لتفسير تلك التغيرات بطرق سلبية ومدمرة، وفقاً لموقع «سايكولوجي توداي».

وهناك سببان لكون المستويات العالية من العصابية أداة لنهاية الزواج، وفقاً للأبحاث:

التحيز السلبي القوي يصعد الصراع

أحد الأسباب الرئيسية لكون العصابية العالية ضارة جداً بالزواج هو تحيزها السلبي القوي. غالباً ما يفسر الأفراد العصابيون الأحداث الغامضة أو المحايدة من خلال عدسة متشائمة، مما يؤدي إلى تصعيد الصراعات التي قد تكون طفيفة بخلاف ذلك.

وجدت دراسة أجريت عام 2020 ونشرت في مجلة «BMC Psychology» أن الأزواج الذين لديهم مستويات أعلى من العصابية يعانون من مستويات أقل من الرضا الزوجي. ويرجع هذا إلى حد كبير إلى أن هؤلاء الأفراد يميلون إلى التركيز بشكل أكبر على التجارب السلبية، وتفسير حتى التعليقات أو الأفعال الحميدة من شريكهم على أنها عدائية أو تهديدية.

يشرح الباحثون: «قد تظهر التأثيرات السلبية للعصابية على الرضا الزوجي من خلال خلق القلق والتوتر والبحث عن العداء والاندفاع والاكتئاب وانخفاض احترام الذات».

ويميل الأفراد الذين يعانون من عصبية شديدة إلى أن يكونوا أكثر حساسية للتوتر، وحتى المضايقات البسيطة قد تؤدي إلى ردود فعل عاطفية غير متناسبة. وفي سياق الزواج، يمكن لهذه الميول أن تخلق حقل ألغام عاطفي، مما يسبب صراعاً دائماً وسوء تفاهم وإرهاقاً لكلا الشريكين.

تفاعلات قد تضعف العلاقة

يواجه الأفراد الذين يعانون من تفاعلات عاطفية عالية صعوبة في إدارة مشاعرهم، وغالباً ما يتفاعلون بحساسية عالية، ونوبات غضب شديدة، وتعافي بطيء من المشاعر السلبية.

وجدت دراسة أجريت عام 2022 ونشرت في «Frontiers in Psychology» أن التفاعلات العاطفية العالية مرتبطة أيضاً بمستويات أقل من «استجابة الشريك المتصورة»، التي تشير إلى مدى شعور الزوج بالفهم والتقدير والرعاية من قبل شريكه.

ويُنظر بسهولة إلى الأفراد الذين لديهم ميول عاطفية عالية على أنهم غير ودودين أو حتى عدائيين من قِبَل أزواجهم، كما كتب الباحثون. لذلك، عندما يكون أحد الشريكين شديد التفاعل العاطفي، غالباً ما يشعر الآخر بالأذى أو الإهمال أو سوء الفهم، مما يؤدي إلى انخفاض جودة الزواج.

لكي تزدهر العلاقة، يحتاج كلا الشريكين إلى الشعور بأن احتياجاتهما العاطفية يتم تلبيتها. الأزواج الذين يمكنهم التعامل بهدوء مع التوتر والاستجابة للاحتياجات العاطفية لبعضهم بعضاً يبنون الثقة والمشاعر الإيجابية.

من ناحية أخرى، عندما يتفاعل أحد الشريكين باستمرار بغضب أو قلق أو إحباط، يصبح من الصعب على الآخر تقديم الدعم. تؤدي هذه الديناميكية إلى تآكل القرب الذي يحتاجه الأزواج للحفاظ على رابطة صحية.