مطالب بـ«تقسيم بيروت» تفتح المعركة «البلدية» قبل أوانها

نواب «التيار» قدموا اقتراح قانون بشأنه... و«القوات» يتجه لخطوة مماثلة

مرفأ بيروت كما بدا بعد الانفجار الذي هز أركان المدينة أغسطس الماضي 2020 (أ.ب*
مرفأ بيروت كما بدا بعد الانفجار الذي هز أركان المدينة أغسطس الماضي 2020 (أ.ب*
TT

مطالب بـ«تقسيم بيروت» تفتح المعركة «البلدية» قبل أوانها

مرفأ بيروت كما بدا بعد الانفجار الذي هز أركان المدينة أغسطس الماضي 2020 (أ.ب*
مرفأ بيروت كما بدا بعد الانفجار الذي هز أركان المدينة أغسطس الماضي 2020 (أ.ب*

قبل أقل من سنة على موعد الانتخابات البلدية في لبنان، برزت إلى الواجهة مطالبات بعض الأحزاب، لا سيما المسيحية منها، بتقسيم بلدية بيروت إلى بلديتين، على غرار ما هي مقسمة في الدوائر الانتخابية، بين بيروت الأولى وتضم مناطق الأشرفية، والصيفي، والرميل، والمدور والمرفأ، وبيروت الثانية التي تضم مناطق ميناء الحصن، والباشورة، وراس بيروت، والمصيطبة، وزقاق البلاط، والمزرعة وعين المريسة.
هذا المطلب وما يرافقه من هواجس طائفية، يعبر عنه، بشكل مباشر أو غير مباشر، نواب «حزب القوات اللبنانية» برئاسة سمير جعجع و«حزب الكتائب اللبنانية» برئاسة النائب سامي الجميل، وكذلك «التيار الوطني الحر» برئاسة النائب جبران باسيل، والذي تقدّم قبل أيام نوابه عبر اقتراح قانون لاستحداث البلديتين، فيما تعارضه «حركة أمل» و«حزب الله»، كما النواب المحسوبين على تكتل «نواب التغيير».
وبعد يومين على اجتماع شارك فيه نواب بيروت من معظم الكتل النيابية، وكان بحث في كيفية «تبديد هواجس» الطائفة المسيحية وتكريس المناصفة في أعضاء المجلس البلدي، إضافة إلى التأكيد على العمل لتصحيح الخلل الذي أصاب مجالس العاصمة في السنوات الماضية وحال دون القيام بعملها، أعلن عدد من نواب «التيار الوطني الحر» عن تقديمهم اقتراح قانون لتقسيم بلدية بيروت إلى بلديتين، وهو ما شكّل مفاجأة بالنسبة إلى كثير ممن شاركوا في الاجتماع الأول، بحسب ما يكشف النائب في «حركة أمل» محمد خواجة لـ«الشرق الأوسط».
من جهته، يكشف النائب في حزب «القوات اللبنانية» غسان حاصباني لـ«الشرق الأوسط» عن العمل على نص قانوني بالتشاور مع جهات وفعاليات في المدينة يتضمن حلاً متكاملاً قابلاً للتطبيق بعيداً عما سماه «السبق الإعلامي». ويقول حاصباني الذي كان أول من دعا إلى «مجلس بلدي لبيروت الأولى»، لأن أهلها غير قادرين على أن يتحملوا الإهمال في الطرق والبنى التحتية والنفايات وغيرها: «يرتكز النص القانوني على استحداث بلديتين لبيروت الموحدة ضمن مجلس مشترك»، وفق تعبيره، رافضاً اعتبار هذا الأمر تقسيماً، مضيفاً: «هوية المدينة لا تحددها البلدية، وفي باريس ولندن بلديات عدة، لكنها تبقى مدناً واحدة غير مقسمة».
في المقابل، يرفض كل من النائب محمد خواجة، عضو كتلة «التنمية والتحرير» برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري، والنائب في كتلة «نواب التغيير» إبراهيم منيمنة، طرح تقسيم بلدية العاصمة، معتبرين أنه «طرح طائفيّ بامتياز ويسيء إلى بيروت وأبنائها». ويصف خواجة في حديث لـ«الشرق الأوسط» الطرح، بأنه «خطير للغاية، لأن تقسيم العاصمة يشكل خطراً على وحدة لبنان ككل ويطرح علامة استفهام في توقيته، وهو مرفوض بشكل تام وسنواجهه». ويلفت إلى أن نواب «التيار» الذين شاركوا في اجتماع نواب بيروت لم يعلنوا عن توجههم لاتخاذ هذه الخطوة، وقال: «في الاجتماع طرحت كل الأمور ومنها الهواجس الطائفية، لا سيما بعد غياب (تيار المستقبل) الذي كان يشكل توازناً في المجلس، نظراً إلى حيثيته الشعبية، وكان تأكيد أننا لا نقبل إلا بالمناصفة وجاهزون لأي إجراء يحفظها».
وفيما لا ينفي خواجة «الأداء السيئ» لمجالس بلدية بيروت في السنوات الماضية الذي أدى إلى إهمال وغياب الإنماء في كل مناطق العاصمة وليس في منطقة دون غيرها، يؤكد «أهمية العمل على تصحيح هذا الخلل في وقت يعاني فيه كل أبناء بيروت كما كل لبنان من الفقر والعوز ونقص الكهرباء والماء، وليس المطالبة بالتقسيم».
والموقف نفسه يعبّر عنه منيمنة بقوله لـ«الشرق الأوسط»: «طبعاً سنقف ضد هذا الطرح المحدود برؤيته ويكشف التفكير الطائفي لدى (التيار الوطني الحر)، كما أنه لا يعكس مصلحة الناس، بل سيؤدي إلى شرذمة أهالي العاصمة». وفيما يلفت منيمنة أيضاً إلى اجتماع نواب بيروت الذي أكد على تكريس المناصفة، يقول: «كان الأولى بأن يتم العمل والتفكير برؤية مستقبلية للمدينة بدل التفكير الطائفي»، مذكراً في الوقت عينه بأن الانتخابات البلدية الأخيرة، كشفت أن الإقبال على الانتخابات كان شبه متساوٍ بين المسلمين والمسيحيين، وبالتالي ليس هناك من خوف في هذا الإطار».
وفي مؤتمرهم الصحافي الذي أعلن خلاله نواب «التيار» نقولا صحناوي وإدغار طرابلسي وسيزار أبي خليل عن اقتراح القانون المقدم من قبلهم، رفض صحناوي القول إن الاقتراح طائفي، داعياً الأحزاب للتعاون والتصويت عليه، معتبراً أن «هذا المشروع إنمائي لبيروت، لأن هناك مناطق كثيرة تعاني من غياب البلدية عنها، والتقسيم، إذا حصل، سيحسن الأداء البلدي وسيسمح بتنفيذ مزيد من المشاريع الإنمائية في العاصمة».
وشرح صحناوي أن اقتراح القانون ينص على أن يكون لبيروت الأولى مجلس بلدي من 12 عضواً، ولبيروت الثانية مجلس بلدي من 12 عضواً، ويجتمع المجلسان معاً شهرياً للعمل على المشاريع المشتركة، أما الجباية فتتم في كل نطاق بلدي على حدة، وتشارك البلديتان في صندوق مشترك يغطي تكاليف الجهاز التنفيذي المسؤول عنه محافظ بيروت.
وفي رد منه على من اعتبروا الاقتراح طائفياً، قال صحناوي: «لماذا لا يقال عن تقسيم الدائرتين في الانتخابات النيابية إنه طائفي، ويرى البعض في هذا الاقتراح بعضاً من الطائفية؟»، لافتاً في الوقت عينه، إلى أن الخلل الطائفي موجود اليوم في البلدية الحالية، وإذا استمر الحال هكذا سيزيد الخلل، ولكن التقسيم إلى بلديتين حتماً يحمي المناصفة.
وهاجس المناصفة الذي تحدث عنه صحناوي كان قد طرحه أيضاً بشكل صريح النائب عن بيروت الأولى في حزب الكتائب نديم الجميل قبل أيام، بعد لقائه مطران بيروت للروم الأرثوذكس إلياس عودة، حيث تحدث عن «هواجس كبيرة على أبواب انتخابات البلدية قريباً»، وقال: «هناك خوف كبير من أن يكون هناك خلل في التوازن الطائفي بمجلس بلدية بيروت».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

هدنة غزة: المفاوضات باتت في «مراحلها النهائية»

تفقّد الناس دماراً خلفته الغارة الإسرائيلية على مدرسة الفارابي وسط مدينة غزة تؤوي عدداً من النازحين اليوم الأربعاء (أ.ف.ب)
تفقّد الناس دماراً خلفته الغارة الإسرائيلية على مدرسة الفارابي وسط مدينة غزة تؤوي عدداً من النازحين اليوم الأربعاء (أ.ف.ب)
TT

هدنة غزة: المفاوضات باتت في «مراحلها النهائية»

تفقّد الناس دماراً خلفته الغارة الإسرائيلية على مدرسة الفارابي وسط مدينة غزة تؤوي عدداً من النازحين اليوم الأربعاء (أ.ف.ب)
تفقّد الناس دماراً خلفته الغارة الإسرائيلية على مدرسة الفارابي وسط مدينة غزة تؤوي عدداً من النازحين اليوم الأربعاء (أ.ف.ب)

يسعى المفاوضون المجتمِعون، اليوم الأربعاء، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، إذ باتت المباحثات بشأنه في «مراحلها النهائية»، وفقاً لقطر، بعد حرب متواصلة منذ أكثر من 15 شهراً سقط فيها آلاف القتلى.

وقبل أيام قليلة من عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، في 20 يناير (كانون الثاني) الحالي، تكثفت المباحثات غير المباشرة في الدوحة؛ من أجل التوصل إلى هدنة مصحوبة بالإفراج عن رهائن محتجَزين في قطاع غزة.

وفيما يستمر الطرفان في وضع الشروط، حثَّهما الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال اتصال هاتفي، أمس الثلاثاء، على إبداء «المرونة اللازمة» في المفاوضات؛ للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وفق المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية محمد الشناوي.

وقالت قطر، الوسيط الرئيسي إلى جانب الولايات المتحدة ومصر، إن المفاوضات باتت في «مراحلها النهائية»، وأن العَقبات الأخيرة التي تعترض التوصل إلى اتفاق «جَرَت تسويتها»، دون توضيح ماهيتها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري: «نحن على أمل بأن هذا سيؤدي إلى اتفاق قريباً جداً».

وقال مصدران مقرَّبان من «حماس» إن الحركة ستطلق سراح 33 رهينة في مقابل إفراج إسرائيل عن نحو ألف معتقل فلسطيني، في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار. وأفاد أحد المصدرين بأن الإفراج عنهم سيجري «على دفعات، بدءاً بالأطفال والنساء»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية». وأعربت «حماس» عن أملها في أن «تنتهي هذه الجولة من المفاوضات باتفاق واضح وشامل».

وأكد المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد منسر أن إسرائيل تسعى لإطلاق سراح «33 رهينة»، خلال المرحلة الأولى، وأنها مستعدة لإطلاق سراح «المئات» من المعتقلين الفلسطينيين.

«الوقت يداهم»

وقُتل أكثر من 46645 فلسطينياً، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، في الحرب الإسرائيلية على غزة، وفق بيانات وزارة الصحة التي تديرها «حماس» وتَعدُّها «الأمم المتحدة» موثوقة. وتُواصل إسرائيل شن غارات جوية على قطاع غزة، حيث قُتل 61 فلسطينياً، على الأقل، خلال أربع وعشرين ساعة حتى صباح أمس الثلاثاء، وفق وزارة الصحة في غزة.

طفل فلسطيني جريح بمستشفى الأقصى عقب غارة إسرائيلية في دير البلح بقطاع غزة (إ.ب.أ)

وفي غزة، تأمل النازحة نادية مصطفى ماضي في التوصل لوقف إطلاق نار. وأكدت: «أنا مستعدة لإعادة بناء حياتي وسط الأنقاض».

ومنذ اندلاع الحرب، لم يجرِ التوصل سوى إلى هدنة واحدة استمرت أسبوعاً في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، واصطدمت المفاوضات غير المباشرة، التي تجري منذ ذلك الحين، بتصلب الطرفين. إلا أن الضغوط الدولية زادت للتوصل إلى وقف لإطلاق النار يترافق مع الإفراج عن الرهائن الذين لا يزالون محتجَزين في قطاع غزة، خصوصاً بعدما وعد دونالد ترمب بتحويل المنطقة إلى «جحيم»، في حال عدم الإفراج عن الرهائن، قبل عودته إلى السلطة.

أطفال وأهالٍ فلسطينيون يكافحون من أجل الحصول على الغذاء بمركز توزيع في خان يونس بقطاع غزة (أ.ب)

وقالت جيل ديكمان، قريبة الرهينة كارمل غات، خلال تجمُّع، مساء أمس الثلاثاء، في القدس: «الوقت يُداهمنا، والرهائن الأحياء سيموتون في نهاية المطاف. والرهائن الذين قضوا قد يُفقد أثرهم. يجب التحرك الآن».

«منطقة عازلة»

وأفاد مسؤول إسرائيلي بأن المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق ستبدأ في «اليوم السادس عشر» على دخول المرحلة الأولى حيز التنفيذ. وأوردت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن المرحلة الثانية ستتناول «الإفراج عن باقي الأسرى، الجنود الذكور، الرجال في سن الخدمة العسكرية، وجثث الرهائن الذين قُتلوا».

وقال مسؤول في الحكومة الإسرائيلية، أمس الثلاثاء: «إننا قريبون من الهدف، لكننا لم نبلغه بعد»، لكنه شدد على أن إسرائيل لن تغادر «غزة ما دام لم يعد جميع الرهائن؛ الأحياء والأموات». كما ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه سيُسمح لإسرائيل بالحفاظ على «منطقة عازلة» في قطاع غزة، أثناء تنفيذ المرحلة الأولى. وأفاد مصدر مقرَّب من «حماس» بأن الجيش الإسرائيلي سيبقى على «عمق 800 متر داخل القطاع، في شريط يمتد من رفح جنوباً حتى بيت حانون شمالاً»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويفيد المعلِّقون الإسرائيليون بأن نتنياهو قرر، في النهاية، تجاهل ضغوط وزراء اليمين المتطرف في حكومته المناهضين لوقف إطلاق النار. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، من روما: «ثمة إرادة فعلية من جانبنا للتوصل إلى اتفاق حول الرهائن. في حال نجحنا في ذلك، ستؤيد الاتفاق غالبية في الحكومة».

متظاهر يرفع لافتة خلال احتجاج يدعو لاتخاذ إجراءات لتأمين إطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين في غزة أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب أمس (أ.ف.ب)

واقترح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال كلمة ألقاها في واشنطن، أمس الثلاثاء، إرسال قوة أمنية دولية إلى قطاع غزة، ووضعه تحت إشراف الأمم المتحدة. ورأى كذلك أن على السلطة الفلسطينية الموجودة في الضفة الغربية المحتلة أن تدير القطاع في المستقبل.