تصاعد وتيرة الانتقادات لزهران علوش في الغوطة الشرقية بسبب «سجن «التوبة»

ناشطة في الغوطة: بين السجناء من اتهمهم بـ«محاولة النيل من جيش الإسلام»

تصاعد وتيرة الانتقادات لزهران علوش في الغوطة الشرقية بسبب «سجن «التوبة»
TT

تصاعد وتيرة الانتقادات لزهران علوش في الغوطة الشرقية بسبب «سجن «التوبة»

تصاعد وتيرة الانتقادات لزهران علوش في الغوطة الشرقية بسبب «سجن «التوبة»

عادت قضية سجن «التوبة»، أو ما يطلق عليه أهالي الغوطة الشرقية لدمشق تهكمًا بـ«جوية علوش»، إلى الضوء مجددًا، بعد أن فجرت يوم الجمعة الماضي مجموعة من النسوة، من أخوات وزوجات المعتقلين المناهضين لـ«جيش الإسلام» في الغوطة الذي يتزعمه زهران علوش، مظاهرة داخل بلدة سقبا، دعت خلالها رجال الغوطة ونساءها إلى التحرك السريع لإنقاذ المعتقلين المهددين بالإعدام داخل سجن «التوبة» وغيره من سجون «جيش الإسلام» الذي بات يتحكم بشكل مطلق بما يصدر من أحكام شرعية وقضائية داخل غوطة دمشق المحاصرة.
وكشفت الناشطة المعارضة سعاد خبية لـ«الشرق الأوسط»، أن جيش الإسلام «يمتلك عددًا من السجون في كافة مناطق سيطرته داخل غوطة دمشق، إلا أن أشهرها هو سجن التوبة الذي أسسه في مدينة دوما بعد تحريرها، ويضم السجن أعدادًا كبيرة من السجناء، منهم أسرى للنظام إضافة إلى أعداد كبيرة من عناصر وقيادات جيش الأمة الذي أقصاه جيش الإسلام مطلع هذا العام واعتقل الكثير من كوادره وقياداته، ومن ضمنهم أبو صبحي أحمد طه قائد جيش الأمة الذي عرف بدوره القيادي البارز في عمليات تحرير مدينة دوما من النظام وما زال مجهول المصير منذ اعتقاله على يد جيش الإسلام».
وقالت الناشطة إن السجن «يضم أيضا عددًا من عناصر الفصائل التي كانت تؤازر علوش في معاركه، وتم حلها واعتقال منتسبيها كما حدث في سقبا قبل أشهر، إضافة إلى عدد من الناشطين المدنيين الذين اتخذت بحقهم أحكامًا بالسجن بتهمة «تحقير أو محاولة النيل من جيش الإسلام»، وهي التهمة التي باتت معروفة لدى أهالي الغوطة وجعلت كثيرًا من الناشطين والإعلاميين يتناولونها من باب المقاربة مع تهمة «وهن الأمة أو النيل هيبة الدولة» وسواها من التهم الجاهزة التي يطلقها النظام السوري ضد معارضيه.
ولفتت خبية إلى أنه «رغم ادعاء جيش الإسلام بمعاملته الحسنة للسجناء وإخضاعهم لدورات شرعية، ومن ضمنهم النشطاء الإعلاميون الذين تم اعتقالهم من أعضاء تنسيقية عربية وغيرهم من نشطاء الثورة، فإن الأخطر هو ما ذكرته معلومات كثيرة أنه يجري استخدام أساليب التعذيب بحق السجناء أثناء التحقيق بشكل مشابه لما يقوم به النظام داخل الأفرع الأمنية، إضافة لوجود معلومات عن حدوث أكثر من حالة وفاة تحت التعذيب ذكرت أسماؤهم صفحات التواصل الاجتماعي ولم يحدث أن خرج عن جيش الإسلام أي بيان يحمل نفي أو توضيح بهذا الخصوص». وتعتبر الدورات الشرعية من أحد الأحكام الملازمة لأحكام السجن التي يتخذها القضاء الشرعي المسيطر عليه من قبل (جيش الإسلام).
وتنفي مصادر مقربة منه تلك الاتهامات، مؤكدة أنها «اتهامات صادرة عن خصوم سياسيين، يحاولون مماثلة جيش الإسلام بالقوات النظامية لجهة تعذيب السجناء، وهو أمر غير صحيح بتاتًا»، من غير أن تنفي وجود السجون أصلاً.
وشهدت الغوطة في السابق عددًا من المظاهرات والاحتجاجات الواسعة ضد سياسات «جيش الإسلام»، كان آخرها مظاهرة سقبا. وتحدثت نساء في المظاهرة التي نقلت مقاطع منها في مواقع التواصل الاجتماعي، عن تهديد حقيقي بتصفية كل الرجال داخل سجون علوش، مذكرين بإقدام جيش الإسلام قبل أيام على تنفيذ عدد من تلك الأحكام وإعلانه عن نيته في تنفيذ غيرها لاحقًا.
وكان جيش الإسلام قد منع الزيارات عن معظم المعتقلين لديه، خصوصًا خصومه من قادة بقية الفصائل؛ حيث لا يزال مصير كثير منهم مجهولاً.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، خرجت مظاهرة ضد «جيش الإسلام» في دوما انتقدت مكتبه الإغاثي ومجلس الشورى المسيطر على المواد الإغاثية التي تدخل المدينة. وأسفرت تلك الاحتجاجات في حينها عن مقتل شخصين من الأهالي جراء إقدام المظاهرة على اقتحام مخازن ومستودعات مؤسسة «عدالة». وتضاعفت الحملات ضد علوش، مطلع هذا العام، بعد إطلاق حملته الشهيرة التي حملت عنوان «تطهير الغوطة من المفسدين».



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.