حراسة مشددة على شاهدة رئيسية ضد نتنياهو

زودت عائلة رئيس الوزراء السابق بالشمبانيا والحلي والسيجار الفاخر

بنيامين نتنياهو وزوجته سارة يقترعان في الانتخابات العامة يناير 2013 (غيتي)
بنيامين نتنياهو وزوجته سارة يقترعان في الانتخابات العامة يناير 2013 (غيتي)
TT

حراسة مشددة على شاهدة رئيسية ضد نتنياهو

بنيامين نتنياهو وزوجته سارة يقترعان في الانتخابات العامة يناير 2013 (غيتي)
بنيامين نتنياهو وزوجته سارة يقترعان في الانتخابات العامة يناير 2013 (غيتي)

بعد أن تعرضت لتهديدات بالقتل وفرضت الشرطة حراسة مشددة عليها في بيتها وفي الطريق إلى المحكمة، وقفت هداس كلاين، المسؤولة عن أعمال رجلي الأعمال اليهوديين، الأميركي أرنون ميلشتاين، والأسترالي جيمس باكر، على منصة الشهود في المحكمة أمس، وأدلت بإفادة مطولة كشفت فيها كيف زودت رئيس الوزراء السابق، بنيامين نتنياهو وزوجته سارة، بكميات ضخمة من الشمبانيا والسيجار الفاخر والحُلي.
وجرت الإفادة وسط حشد كبير من الصحافيين الذين اعتبروها «درامية»؛ إذ إن كلاين تعتبر الشاهدة الأساسية في الملف 1000، أحد الملفات الثلاثة التي يحاكم فيها نتنياهو أمام المحكمة المركزية في القدس، منذ أربعة أشهر. ومنذ أن تسربت إفادتها واتضح أنها تورّط نتنياهو بتهمة خيانة الأمانة بشكل شبه مؤكد، تعرضت لتهديدات كي تنسحب من المحكمة وتتراجع عن إفادتها. وقالت في شكوى إلى الشرطة، إن مجهولين يتصلون بها ويبعثون لها برسائل واضحة اللغة والهدف، يقولون لها إنها يجب أن تتراجع عن التعاون مع المحكمة لإسقاط نتنياهو، وإذا لم تفعل فستكون حياتها وحياة أناس من عائلتها في خطر. وقد فرضت الشرطة حراسة مشددة ودائمة عليها. وحسب لائحة الاتهام، تؤكد النيابة على وجود علاقات شخصية غير سليمة بين نتنياهو وميلشتين، وأنه من نهاية العام 2011 وحتى نهاية العام 2016، حصل الزوجان نتنياهو على منافع شخصية متنوعة، زادت عن الحد. وقد قرر ميلتشين في العام 2013، تعريف نتنياهو بشريكه الأسترالي باكر، وأنه خلال الأعوام بين 2014 و2016، تم إرسال علب سيجار وصناديق شمبانيا بشكل متواصل إلى عائلة نتنياهو، بناءً على طلب الزوجين، وأن هذا كان عبارة عن «خط إمداد»، بمبلغ إجمالي يقدر بـ690 ألف شيقل (نحو 200 ألف دولار)، وهذا عوضاً عن «هدايا ثمينة» أخرى، مثل الجواهر والحُلي لزوجة نتنياهو واستضافة الابن يائير نتنياهو في فيلا باكر في الخارج، والضغط على باكر كي يشتري بيتاً مجاوراً لبيت نتنياهو في مدينة كيساريا بسعر مبالغ به ثم قيام نتنياهو وعائلته باستخدام هذا البيت للسباحة والاستجمام وشواء اللحوم، وغيرها.
ووفقاً للائحة الاتهام، فإن نتنياهو سعى لدى الإدارة الأميركية من أجل تجديد تأشيرة دخول ميلشتين إلى الولايات المتحدة، وفي العام 2013، توجه نتنياهو إلى وزير المالية في حينها، يائير لبيد، بشأن تمديد فترة الإعفاء من تقديم تقارير إلى ضريبة الدخل للمواطنين العائدين إلى العيش في إسرائيل، لكي يستفيد منه ميلتشين. وفي العام 2015، سعى نتنياهو شخصياً وطلب من مدير عام وزارة الاتصالات، مساعدة ميلتشين في موضوع من اختصاص الوزارة، ثم حاول إرساء مناقصة على ميلتشين للسيطرة على شركة اتصالات عملاقة.
كما روت كلاين في إفادتها، أمس (الثلاثاء)، أنها كانت تحضر الشمبانيا لسارة نتنياهو والسيجار لنتنياهو وتسلمهما هذه الهدايا في المسكن الرسمي لرئيس الحكومة في القدس أو في فيلا نتنياهو في قيساريا. وأوضحت، أن سارة كانت تطلب الشمبانيا منها ومن مسؤول آخر في الشركة بشكل صريح «كنت أتلقى اتصالات هاتفية حول أمور أخرى. وكانوا يسمون السيجار (الأوراق الخضراء)، والشمبانيا (الزهرية)». وقالت، إن «أحد الأمور التي علّمها ميلتشين لباكر، إضافة إلى محبة أرض إسرائيل ومحبة اللغة والناس، هو أنه عندما نسافر للقاء الزوجين نتنياهو لا يمكن القدوم بأيد فارغة».
وأفادت كلاين بأنه «في إحدى المرات، كنا في عزبة ميلتشين وحضر نتنياهو حاملاً علبة سيجار، وقال لي (هذا هو النوع الذي أريده). وقد بحثت عن هذا النوع من السيجار عندما سافرت إلى كوبا فلم أعثر عليه. إنه يدخن سيجاراً نادراً. وفي أحد الأيام اتصل بي أرنون من بلفور (مسكن رئيس الحكومة) وقال (لقد أخفقتِ بشكل رهيب في السيجار الصحيح. نتنياهو غاضب)». وقالت، إن ميلتشين طلب منها السفر إلى خارج البلاد من أجل شراء سيجار وشمبانيا من المطار، «كي يكون لدينا مخزون».
وكشفت كلاين، عن أن الزوجين نتنياهو طلبا منها هذه الهدايا حتى عندما بدأت تحقيقات. وأضافت «لم أخبر سارة بأن الشرطة بدأت تحقق معي، لكنني أبلغتها بأننا نتصرف بشكل غير قانوني في منحها هذه الهدايا. فأجابت (فحصنا الأمر قانونياً. القانون يجيز ذلك ويمنع الهدايا إذا كانت عبارة عن بيت للسكن وليس هذه الهدايا الصغيرة)».


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

لبنان وإسرائيل يقتربان من وقف النار

جانب من الدمار الذي خلفته ضربة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية أمس (رويترز)
جانب من الدمار الذي خلفته ضربة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية أمس (رويترز)
TT

لبنان وإسرائيل يقتربان من وقف النار

جانب من الدمار الذي خلفته ضربة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية أمس (رويترز)
جانب من الدمار الذي خلفته ضربة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية أمس (رويترز)

يقترب لبنان وإسرائيل من التوصل إلى هدنة، بجهود أميركية وفرنسية، إذ أعلن في الولايات المتحدة وفرنسا أمس (الاثنين) أن المفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح وأن الدولتين توشكان على إصدار بيان مشترك تعلنان فيه وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

وفيما تضاربت التصريحات ومعلومات المصادر حول موعد إعلان البيان، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر واسعة الاطلاع في واشنطن، أن الجانبين الأميركي والفرنسي يستعدان لإعلان هدنة بين لبنان وإسرائيل لمدة 60 يوماً تتضمن بدءاً فورياً بإجلاء عناصر «حزب الله» وأسلحتهم من المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني «بشكل يمكن التحقق منه»، مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها منذ بدء الغزو البري المحدود للأراضي اللبنانية. وسيستند الإعلان المرتقب إلى القرار 1701 وسيتضمن إنشاء «آلية مراقبة».

وفي تل أبيب، أعلن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعا مجلس الوزراء المصغر (الكابينت) إلى الاجتماع اليوم لمناقشة القرار، في حين سرت أنباء عن معارضة له من اليمين المتطرف.

وفي بيروت، نقل عن رئيس البرلمان نبيه بري أنه تبلغ بالأجواء الإيجابية وأن البيان الأميركي ــ الفرنسي متوقع في غضون 36 ساعة، وأن الأمانة العامة لمجلس الوزراء بدأت التحضير لجلسة يحضرها كل الوزراء يعلن بعدها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الموافقة على القرار بالإجماع.

وبالتزامن مع الأنباء الواردة من واشنطن، كانت الغارات الإسرائيلية في أعلى درجاتها، مخلّفة مجازر في ضواحي بيروت والبقاع (شرق)، إضافة إلى استمرار المعارك مع عناصر «حزب الله» في الجنوب.