الرقة السورية تحتضن معرضها الأول للكتاب بعد توقف 10 سنوات

بمشاركة 30 دار نشر سورية وعربية وكردية وأكثر من 4 آلاف عنوان

جانب من معرض الرقة للكتاب (الشرق الأوسط)
جانب من معرض الرقة للكتاب (الشرق الأوسط)
TT

الرقة السورية تحتضن معرضها الأول للكتاب بعد توقف 10 سنوات

جانب من معرض الرقة للكتاب (الشرق الأوسط)
جانب من معرض الرقة للكتاب (الشرق الأوسط)

بعد توقف استمر أكثر من 10 أعوام أُغلق خلالها جميع دور النشر والمكتبات وأكشاك الصحف وتوقف معها أغلب الفعاليات الثقافية بعد سنوات من حكم تنظيم «داعش» الإرهابي، انطلقت فعاليات معرض الكتاب الأول الذي تنظمه هيئة الثقافة التابعة لـ«الإدارة الذاتية لشمال وشرق» سوريا بمدينة الرقة الواقعة أقصى شمال سوريا بمشاركة 30 دار نشر سورية وعربية وكردية عرضت 20 ألف كتاب وأكثر من 4 آلاف عنوان.
وذكرت نائبة رئيسة هيئة الثقافة، روناهي حسن، في اتصال هاتفي معها، أن «عشرات دور النشر من الدول المجاورة مثل لبنان والعراق ومصر، وأوروبية مثل إيطاليا، تشارك في المعرض؛ حيث قررت الإدارة الذاتية إعادة النور وإحياء الثقافة في هذه المدينة التي مُنعت فيها جميع ظواهر الحياة الثقافية لسنوات عديدة، عن طريق الكتب وتحفيز القراءة الورقية»، وأشارت إلى أن المعرض يتضمن «العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والعروض الفنية، وهناك تخطيط لإحيائه سنوياً».
وتحدث مدير مكتبة «مانيسا»، آزاد داود، عن أهمية هذا المعرض قائلاً: «هذه الأهمية تأتي من حقيقة أن الرقة تعرضت خلال سنوات سيطرة تنظيم (داعش) لقمع فكري شمل حرق الكتب ومنع كل أشكال قراءتها وتداولها... ورغم أن الإقبال كان ضعيفاً على شراء الكتب بسبب تدهور الظروف المعيشية في المنطقة عموماً والرقة خصوصاً؛ فإن ذلك لا يقلل من أهميته، ونأمل أن يتحول لتقليد سنوي في ظروف أفضل».
وذكر عضو اللجنة التحضيرية للمعرض، الكاتب عبد المجيد خلف، أن المعرض «حدث مهم لسكان الرقة وإدارتها المدنية، وسنسعى إلى تطويره في الدورات والسنوات المقبلة عبر التواصل مع أكبر عدد من دور النشر والمكتبات، من الداخل السوري ومن الدول المجاورة».
أما عبد الله شيخو، مدير منشورات «نقش»، فيقول عن مشاركتهم في المعرض: «لقد ساهمنا بنحو 14 عنواناً باللغتين العربية والكردية، وكتب مترجمة إلى الكردية مثل رواية (الدجاجة التي كانت تحلم بالطيران) عن الإنجليزية، ورواية (ألف شمس ساطعة) للكاتب الأفغاني خالد الحسيني، ورواية (قصر الطيور الحزينة) للكاتب بختيار علي من الكردية إلى العربية بالتعاون مع (دار الخان) الكويتية، ترجمها الأديب إبراهيم خليل، وكتاب (لا أصدقاء للأكراد سوى الجبال) من الإنجليزية للعربية».
وعن مستوى تنظيم مثل هذا النشاط الثقافي في الرقة، ذكر أنه رغم محدودية مشاركة دور النشر وقلة الأجنحة، «فإنه في النهاية إقامة معرض في مدينة صغيرة كالرقة مقارنة بالمدن السورية المركزية، لهو شيء جيد جداً».
وتصدرت دور النشر الكردية المحلية العاملة في مناطق الإدارة الذاتية؛ التي عرضت كتباً باللغة الكردية بلهجتيها الكرمانجية والسورانية وكتباً خاصة بالأطفال باللغتين الكردية والعربية، قائمة المشاركين في المعرض، إضافة إلى دور نشر كردية من دول الجوار مثل العراق وتركيا وإيران.
ومن بين الدور المشاركة في المعرض، «دار المتوسط» لصاحبها الناشر خالد الناصري؛ التي شاركت بنحو 250 عنواناً، وكانت كتبها من بين أعلى المبيعات، مثل كتب الراحل سلامة كيلة: «اليسار السوري» و«مآسي حلب» و«صور الجهاد من تنظيم (القاعدة) إلى (داعش)»، وكتاب «اعترافات إرهابي» للمترجم السوري منصور المعمري، وكتاب «تسع عشرة امرأة... سوريات يروين» لسمر يزبك.
وتقع مدينة الرقة على الضفة الشرقية لنهر الفرات، وتبلغ مساحتها نحو 27 ألف كيلومتر مربع. وكان يسكنها قبل الحرب السورية نحو مليون سوري؛ فيما اليوم تقدر أعداد السكان بنحو 300 ألف نسمة فقط.
يستمر المعرض حتى 22 من الشهر الحالي.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
TT

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ نجمتين عالميتين تقديراً لمسيرتيهما، هما الأميركية فيولا ديفيس، والهندية بريانكا شوبرا.

واختتم المهرجان عروضه بفيلم «مودي... 3 أيام على حافة الجنون» الذي أخرجه النجم الأميركي جوني ديب، ويروي حكاية الرسام والنحات الإيطالي أميديو موديلياني، خلال خوضه 72 ساعة من الصراع في الحرب العالمية الأولى.

واختير فيلم «الذراري الحمر» للمخرج التونسي لطفي عاشور لجائزة «اليُسر الذهبية» كأفضل فيلم روائي، أما «اليُسر الفضية» لأفضل فيلم طويل، فنالها فيلم «إلى عالم مجهول» للفلسطيني مهدي فليفل، بالإضافة إلى جائزة خاصة من لجنة التحكيم نالها فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» لخالد منصور.