أنقرة تنتظر رد موسكو لفتح ممرات نقل الحبوب من أوكرانيا

جهود لنزع لغم في ميناء ماريوبول في 29 أبريل الماضي (أ.ب)
جهود لنزع لغم في ميناء ماريوبول في 29 أبريل الماضي (أ.ب)
TT

أنقرة تنتظر رد موسكو لفتح ممرات نقل الحبوب من أوكرانيا

جهود لنزع لغم في ميناء ماريوبول في 29 أبريل الماضي (أ.ب)
جهود لنزع لغم في ميناء ماريوبول في 29 أبريل الماضي (أ.ب)

أكدت تركيا دعمها خطة الأمم المتحدة لحل أزمة تصدير الحبوب من أوكرانيا عبر فتح ممرات آمنة في البحر الأسود، مشيرة إلى أنها تنتظر رد روسيا على مقترحها الذي قدمته خلال زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووفد عسكري لأنقرة الأسبوع الماضي.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده تدعم الخطة الأممية للممرات الآمنة لحل أزمة تصدير الحبوب الأوكرانية، وفي مقدمتها القمح. وأضاف في تصريحات الخميس: «نرى أن خطة الأمم المتحدة خطة قابلة للتطبيق، بالإضافة إلى أنه سيكون من المفيد تنفيذها تحت مظلة الأمم المتحدة من حيث شرعية العمل الذي يتعين القيام به». وتابع أنه شرح لنظيره الروسي خلال لقائهما في أنقرة مؤخراً، أنه لا ينبغي أن يكون هناك عمل ثنائي أو أحادي الجانب في هذا الشأن، وأنهم ينتظرون رد روسيا بخصوص الممرات المزمعة. ولفت إلى أنه إذا كان هناك اجتماع رباعي (بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة) فستتم مناقشة جميع القضايا، بما في ذلك الآلية التي سيتم إنشاؤها وتشغيلها والإشراف عليها بالتفصيل، ويجب معالجة مخاوف الجميع، كما يجب أن تضمن الآلية ذلك.
وخلال زيارته لتركيا، تعهد لافروف بأن بلاده ستقوم بتأمين ممرات آمنة تسهل تصدير الحبوب الأوكرانية، وعلى رأسها القمح، إلى العالم بالتعاون مع تركيا، وأنها مستعدة لضمان سلامة السفن التي تنقل الحبوب والتي تغادر الموانئ الأوكرانية. واعتبر لافروف أن مسؤولية حل مشكلة استئناف شحنات الحبوب من الموانئ الأوكرانية تقع على عاتق أوكرانيا، حيث يجب أن تقوم بنزع الألغام التي نشرتها في المياه المحيطة بالموانئ التي ستستخدم لنقل الحبوب، وليس هناك إجراء ينبغي على الجانب الروسي فعله لأنه نفذ بالفعل الالتزامات الضرورية.
وكانت أنقرة عرضت، بناءً على طلب من الأمم المتحدة، مساعدة لمرافقة القوافل من الموانئ الأوكرانية، رغم وجود ألغام كشف عن بعضها قرب السواحل التركية، عقب الاجتياح العسكري الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي. وكانت أوكرانيا، التي تعد رابع أكبر مصدر للذرة في العالم، على وشك أن تصبح ثالث أكبر مصدر للقمح قبل اندلاع الحرب التي تسببت في رفع أسعار المواد الغذائية، ما يهدد بحدوث مجاعات في الدول التي تعتمد على الصادرات الأوكرانية، خصوصاً في أفريقيا والشرق الأوسط.
وبلغت نسبة صادرات أوكرانيا قبل الحرب 12 في المائة من إجمالي القمح، و15 في المائة من الذرة، و50 في المائة من زيت دوار الشمس في العالم. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأسبوع الماضي: «في الوقت الحالي، 20 إلى 25 مليون طن من الحبوب عالقة، وقد ترتفع الكمية في الخريف إلى ما بين 70 إلى 75 مليون طن».
بدوره، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن المنظمة تعمل بتعاون وثيق مع السلطات التركية لإنشاء ممرات آمنة لصادرات الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود. وقال دوجاريك إن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ممتن للغاية لتعاون الرئيس رجب طيب إردوغان ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو والجيش التركي، الذين عملوا بشكل بناء من أجل حل هذه المشكلة.
وأضاف أن الأمم المتحدة على اتصال مع جميع الأطراف المعنية، وأن التفاصيل لا تزال قيد الإعداد، وسيتعين على الجانبين الأوكراني والروسي الاتفاق، كما سيتعين على جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الجيش التركي، أن تشعر بالراحة للمضي قدماً بالخطة.


مقالات ذات صلة

أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

العالم صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)

أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

قال 4 أشخاص مطلعين، الثلاثاء، إن إدارة الرئيس الأميركي ترمب وأوكرانيا تخططان لتوقيع صفقة المعادن التي نوقشت كثيراً بعد اجتماع كارثي في البيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يسار) ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (وسط) والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يحضرون اجتماعاً في لندن (إ.ب.أ)

ماكرون يرحب بنية زيلينسكي «استئناف الحوار» مع ترمب

رحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، بنية نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «استئناف الحوار مع الولايات المتحدة الأميركية»، وفق ما أفاد الإليزيه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم سيكون لتجميد المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا لفترة طويلة تأثير كبير في المجالات التي يصعب على الأوروبيين تعويضها (أ.ب)

معدات عسكرية أميركية يصعب على الأوروبيين تعويضها لأوكرانيا

لا شك في أن تجميد المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا، لفترة طويلة، سيكون له تأثير كبير في المجالات التي يصعب على الأوروبيين تعويضها.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (يسار) يتحدث مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب (وسط) ونائب الرئيس الأميركي جي دي فانس (يمين) بالمكتب البيضاوي بالبيت الأبيض (إ.ب.أ) play-circle

رغم تجميد المساعدات... أوكرانيا «مصممة» على التعاون مع أميركا

أعلنت أوكرانيا الثلاثاء أنها «مصممة» على مواصلة التعاون مع الولايات المتحدة ولا تزال تريد ضمانات أمنية ذات «أهمية وجودية» بالنسبة إليها

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا صورة ملتقطة في 1 مارس 2025 في العاصمة البريطانية لندن تظهر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال لقائه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (د.ب.أ)

زيلينسكي: أوكرانيا مستعدة للعمل في ظل «قيادة ترمب القوية» لتحقيق السلام

قال الرئيس الأوكراني زيلينسكي، الثلاثاء، إنه يريد «تصحيح الأمور» مع الرئيس الأميركي ترمب، ويريد العمل تحت «القيادة القوية» لترمب لضمان سلام دائم في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)

أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
TT

أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)

قال 4 أشخاص مطلعين، الثلاثاء، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وأوكرانيا تخططان لتوقيع صفقة المعادن التي نوقشت كثيراً بعد اجتماع كارثي في ​​المكتب البيضاوي، يوم الجمعة، الذي تم فيه طرد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من المبنى.

وقال 3 من المصادر إن ترمب أبلغ مستشاريه بأنه يريد الإعلان عن الاتفاق في خطابه أمام الكونغرس، مساء الثلاثاء، محذرين من أن الصفقة لم يتم توقيعها بعد، وأن الوضع قد يتغير.

تم تعليق الصفقة يوم الجمعة، بعد اجتماع مثير للجدل في المكتب البيضاوي بين ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أسفر عن رحيل الزعيم الأوكراني السريع من البيت الأبيض. وكان زيلينسكي قد سافر إلى واشنطن لتوقيع الصفقة.

في ذلك الاجتماع، وبّخ ترمب ونائب الرئيس جي دي فانس زيلينسكي، وقالا له إن عليه أن يشكر الولايات المتحدة على دعمها بدلاً من طلب مساعدات إضافية أمام وسائل الإعلام الأميركية.

وقال ترمب: «أنت تغامر بنشوب حرب عالمية ثالثة».

وتحدث مسؤولون أميركيون في الأيام الأخيرة إلى مسؤولين في كييف بشأن توقيع صفقة المعادن على الرغم من الخلاف الذي حدث يوم الجمعة، وحثوا مستشاري زيلينسكي على إقناع الرئيس الأوكراني بالاعتذار علناً لترمب، وفقاً لأحد الأشخاص المطلعين على الأمر.

يوم الثلاثاء، نشر زيلينسكي، على موقع «إكس»، أن أوكرانيا مستعدة لتوقيع الصفقة، ووصف اجتماع المكتب البيضاوي بأنه «مؤسف».

وقال زيلينسكي، في منشوره: «اجتماعنا في واشنطن، في البيت الأبيض، يوم الجمعة، لم يسر بالطريقة التي كان من المفترض أن يكون عليها. أوكرانيا مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن لإحلال السلام الدائم».

ولم يتضح ما إذا كانت الصفقة قد تغيرت. ولم يتضمن الاتفاق، الذي كان من المقرر توقيعه الأسبوع الماضي، أي ضمانات أمنية صريحة لأوكرانيا، لكنه أعطى الولايات المتحدة حقّ الوصول إلى عائدات الموارد الطبيعية في أوكرانيا. كما نصّ الاتفاق على مساهمة الحكومة الأوكرانية بنسبة 50 في المائة من تحويل أي موارد طبيعية مملوكة للدولة إلى صندوق استثماري لإعادة الإعمار تديره الولايات المتحدة وأوكرانيا.

يوم الاثنين، أشار ترمب إلى أن إدارته لا تزال منفتحة على توقيع الاتفاق، وقال للصحافيين إن أوكرانيا «يجب أن تكون أكثر امتناناً».

وأضاف: «وقف هذا البلد (الولايات المتحدة) إلى جانبهم في السراء والضراء... قدمنا لهم أكثر بكثير مما قدمته أوروبا لهم، وكان يجب على أوروبا أن تقدم لهم أكثر مما قدمنا».