حزب الله يعلن عن العملية الأولى في جرود عرسال وتحذيرات لبنانية من تداعيات المعركة

مفتي لبنان: أي اعتداء على عرسال هو اعتداء على كل اللبنانيين

عناصر من حزب الله أثناء تشييع احد مقاتلي الحزب في منطقة الغازية جنوب لبنان (أ.ف.ب)
عناصر من حزب الله أثناء تشييع احد مقاتلي الحزب في منطقة الغازية جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

حزب الله يعلن عن العملية الأولى في جرود عرسال وتحذيرات لبنانية من تداعيات المعركة

عناصر من حزب الله أثناء تشييع احد مقاتلي الحزب في منطقة الغازية جنوب لبنان (أ.ف.ب)
عناصر من حزب الله أثناء تشييع احد مقاتلي الحزب في منطقة الغازية جنوب لبنان (أ.ف.ب)

في عملية هي الأولى من نوعها في جرود عرسال منذ انطلاق معركة القلمون في سوريا، بين حزب الله والجيش السوري من جهة والمجموعات المعارضة على رأسها جبهة النصرة من جهة ثانية، في بداية الشهر الحالي، أعلنت وسائل الإعلام التابعة للحزب يوم أمس عن مقتل كامل أفراد مجموعة إرهابية من «النصرة» في كمين للحزب في جرود عرسال من جهة نحلة، بينما لا تزال الأطراف اللبنانية تحذر من نتائج انغماس الحزب في معركة عرسال وتداعياتها على البلاد.
وأشار إعلام الحزب إلى أن «من بين قتلى المجموعة التكفيرية قائد ميداني حيث تم تدمير آلية عسكرية وغرفة اجتماعات لهم». وأوضح أن «مجموعة جبهة النصرة المستهدفة تم رصدها عبر طائرة استطلاع وكانت تنوي تنفيذ عمل إرهابي انطلاقا من الكسارات في جنوب عرسال».
وأوضح مصدر في قوى «8 آذار» التي تضم حزب الله وحلفاءه لـ«الشرق الأوسط»، أنّه بإعلان حزب الله عن هذه العملية يمكن القول إن عملية تطهير جرود عرسال من المسلحين قد بدأت، وكشف المصدر أنّ الحزب كان قد نفذ منذ يوم السبت الماضي نحو ثلاث عمليات في جرود منطقتي بريتال ويونين في البقاع، لكنه اختار أن يعلن عن تلك التي نفذت أمس في جرود عرسال ضمن سياق الخطة في مقاربته للموضوع وفق ما سبق لأمين عام الحزب حسن نصر الله أنّ أكد أنّ «جرود عرسال التي لا يوجد فيها إلا مسلحون غير لبنانيين لا قيود عليها بعيدا عن أي خطوط حمراء قد يرفعها البعض تحت شعارات مذهبية». وأوضح لا بد من الفصل بين «معركة جرود عرسال» و«معركة عرسال»، إذ إن في الجرود هناك فقط مسلحين غير لبنانيين، بينما في عرسال هناك ثلاث فئات، هي المدنيون اللبنانيون والسوريون إضافة إلى المسلحين غير اللبنانيين، مما يجعل طبيعة المعركتين مختلفة.
لكن مصدرا في بلدة عرسال أكد رفض الأهالي هذا التوصيف، وقال إنهم يعتبرون أنّ أي معركة قد تندلع في الجرود لن تكون منطقتهم بعيدة عنها، لا سيّما أنّ الأهالي يملكون أراضي في الجرود ويعتاشون من أعمالهم فيها، ولا سيما الكسارات.
في غضون ذلك، وبينما لا يزال موضوع هذه المعركة التي لوّح أمين عام حزب الله بخوضها ما لم تقم الدولة اللبنانية بها، محور اهتمام المسؤولين، اعتبر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أنّ أي اعتداء على عرسال وأبنائها هو اعتداء على كل اللبنانيين.
وخلال زيارة له إلى تركيا تلبية لدعوة رسمية قال دريان، إن «رياح الفتنة تعصف في المنطقة العربية، ونخشى على لبنان من التأثر بها وهي تشكل مصدرا للقلق على النسيج الوطني اللبناني، ولبنان يمر بأدق الظروف وخصوصا على حدوده مما يطلب وعيا في تحمل المسؤولية التي تقع على عاتق الدولة تداركا للوقوع في فخ المؤامرة التي تستهدف أمن وسلامة واستقرار أهلنا».
كذلك، كان الموضوع الأمني محور لقاء جمع يوم أمس، وزير الداخلية نهاد المشنوق ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وبعد اللقاء قال المشنوق: «ناقشنا موضوع الجيش والأمن والحدود والوضع العربي وفي كل مكان».
وفي الإطار نفسه، قال النائب في كتلة المستقبل أحمد فتفت إن حزب الله يخرق كل الخطوط الحمر، ولا يحق له اتخاذ قرار بشن أي حرب في عرسال، هو يتصرف تصرفا ميليشياويا مع الدولة، ويحاول الإمساك بقرارها، كما حاول أن يقول للجميع إنه رئيس لبنان، وإنه المرشد الأعلى للجمهورية اللبنانية».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.