تونس: «اتحاد الشغل» يؤكد أنه أصبح «مستهدفاً» من السلطة

الطبوبي قال إنه يخشى «استخدام القضاء لضرب النقابة»

الأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي (أ.ف.ب)
الأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي (أ.ف.ب)
TT

تونس: «اتحاد الشغل» يؤكد أنه أصبح «مستهدفاً» من السلطة

الأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي (أ.ف.ب)
الأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي (أ.ف.ب)

قال الأمين العام لاتحاد الشغل التونسي (نقابة العمال)، أمس، إن الاتحاد بات «مستهدفا بشكل كبير» من السلطات، بعد رفضه المشاركة في المحادثات الجارية بشأن الدستور الجديد، التي دعا إليها الرئيس قيس سعيد الشهر الماضي.
ولم يذكر الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي تفاصيل عن هذا «الاستهداف»، أو بعض تجلياته، لكن مصادر مقربة من النقابة العمالية القوية قالت إن «هناك خشية حقيقية» من أن يستخدم الرئيس سعيد القضاء لضرب النقابة، بعد أن أقال عشرات القضاة الأسبوع الماضي.
وقال الطبوبي أمس بالحمامات، خلال حضوره مؤتمر الاتحاد الدولي لنقابات عمال النقل، إن الحكومة «أرادت وضع الاتحاد في مأزق، وزجه في ركن ضيق بشأن تزكية الإصلاحات المقدمة لصندوق النقد الدولي». مضيفا: «لقد أرادوا أن نوافق على إصلاحات تضرب مصالح الشعب التونسي، ومقدرته الشرائية، فأشاعوا أن الاتحاد باع مصلحة الشعب وخانه، وهو ما يرفضه الاتحاد قطعا في ظل ضعف الأجور، وواقع الفقر المستشري في البلاد، وتآكل الطبقة المتوسطة، وإن رفضنا فإنهم يحملوننا مسؤولية فشل خياراتهم الاقتصادية».
في السياق ذاته، كذّب الطبوبي تصريحات الحكومة حول مشاركة «الاتحاد» في رسم السياسات الاقتصادية، قائلا: «لقد وظفوا صورة تم التقاطها لنا مع حكومة بودن خلال لقاء أولي، كان يفترض أن تكون للذكرى، لا أن تؤيد موافقتنا على رسم سياسات اقتصادية نختلف معها». مبرزا أن الحكومة قدمت خطوطا عريضة للإصلاحات الاقتصادية، لكنها لم تكشف عن التفاصيل الصادمة لهذه الإصلاحات في الندوة التي نظمته لهذا الغرض. وقال الطبوبي بهذا الخصوص: «تلك الندوة تدخل في خانة المناورات الإعلامية والسياسية، و(الاتحاد) بفضل وعيه وإدراكه لحقيقة ما يحاك ضد الشعب، لا يمكنه أن يتخلى عن دوره الوطني، ومجاراة الحكومة في مسارها هذا». مؤكدا أن خروج الحكومة لتقديم ندوة الإصلاحات «جاء استجابة لطلب صندوق النقد الدولي حول مصارحة الشعب بالإصلاحات، لكنهم قدموا العناوين الكبرى فقط دون ذكر التفاصيل. كما أن الحكومة لم تتصل بالاتحاد للتفاوض حول رفع الإضراب المزمع تنفيذه في 16 يونيو (حزيران) الجاري في قطاع المنشآت والمؤسسات العمومية.
في المقابل، طالب «حراك 25 يوليو»، المساند لإجراءات رئيس الجمهورية، خلال مؤتمر صحافي صباح أمس بالعاصمة، بمحاسبة الاتحاد العام التونسي للشغل، «بسبب إمكانية تنفيذه لإضراب سياسي»، مع التأكيد على «ضرورة التدقيق المالي في موارد الاتحاد». متهمين المنظمة الشغلية بـ«الفساد»، ومعتبرين أن أمين عام الاتحاد «غير شرعي بموجب قضيّة الطعن في المؤتمر الأخير». كما هاجم الحراك الإضرابات، وأولها إضراب القضاة. واصفا إياه بـ«إضراب جبهة الخلاص»، وفق تصريح عضو الحراك أحمد الركروكي، الذي اعتبر أن إنجاح الاستفتاء واجب وطني.
من جهته، قال عبد الرزاق الخلولي، عضو المكتب الوطني لحراك 25 يوليو إن اتحاد الشغل «مطالب أن يثبت وطنيته بالانخراط في مسار الإصلاح»، معتبرا أن «قيادة اليوم في المنظمة الشغيلة زاغت عن مبادئها»، ودعا لإفشال إضراب 16 يونيو المقبل
على صعيد آخر، أكد أنس الحمايدي، رئيس جمعية القضاة التونسيين، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في العاصمة التونسية أن 45 قاضيا، من إجمالي 57 قاضيا عزلهم الرئيس سعيد «ليست لهم ملفات فساد من أي نوع، وهم قضاة تحقيق وقضاة من النيابة العامة»، مؤكدا أنهم «رفضوا التعليمات الرئاسية، بعد تعهدهم بملفات أشخاص يعتبرهم سعيد خصوما سياسيين له»، على حد تعبيره. كما أوضح أن عشرة قضاة فقط لديهم ملفات تأديبية، لكن لم يتم البحث معهم أمام المصالح المختصة بوزارة العدل، وقال إن قرار الإعفاء «تم على أساس تقارير سرية».
في السياق ذاته، كشفت تقارير إعلامية محلية أن ليلى جفال، وزيرة العدل، وجهت مراسلة سرية إلى كل رؤساء المحاكم لمطالبتهم بتفعيل قاعدة العمل المنجز، والاقتطاع من مرتبات القضاة المضربين عن العمل منذ الاثنين الماضي. ودعتهم إلى اتخاذ التدابير القانونية الجاري بها العمل في هذا المجال، وموافاة الوزارة بقائمة القضاة الذين أخلوا بواجبهم.
في غضون ذلك، وفي إطار استعداداتها لإنجاح عملية الاستفتاء المقررة في 25 يوليو (تموز) المقبل، عقدت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات اجتماعا، خصص لتحديد قائمة الأطراف المشاركة في الاستفتاء المقبل. ودعا فاروق بوعسكر، رئيس الهيئة الانتخابية إلى ضرورة توفير المعطيات، التي تتطلبها عملية قبول تصاريح المشاركين في الاستفتاء، والرقابة على تمويل الحملات الانتخابية.


مقالات ذات صلة

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

شمال افريقيا تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على  أمن الدولة»

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

وجه القطب القضائي لمكافحة الإرهاب طلبا رسميا إلى رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس لبدء تحقيق ضدّ المحامين بشرى بلحاج حميدة، والعيّاشي الهمّامي، وأحمد نجيب الشابي، ونور الدين البحيري، الموقوف على ذمة قضايا أخرى، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف «التآمر على أمن الدولة». وخلفت هذه الدعوة ردود فعل متباينة حول الهدف منها، خاصة أن معظم التحقيقات التي انطلقت منذ فبراير (شباط) الماضي، لم تفض إلى اتهامات جدية. وفي هذا الشأن، قال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وأحد أهم رموز النضال السياسي ضد نظام بن علي، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم الجبهة، المدعومة من قبل حركة النهضة، إنّه لن

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أمس رصد مزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير، مع تعزيز الرئيس قيس سعيد لسلطاته في الحكم، وذلك ردا على نفي الرئيس أول من أمس مصادرة كتب، وتأكيده أن «الحريات لن تهدد أبدا»، معتبرا أن الادعاءات مجرد «عمليات لتشويه تونس». وكان سحب كتاب «فرانكشتاين تونس» للروائي كمال الرياحي من معرض تونس الدولي للكتاب قد أثار جدلا واسعا في تونس، وسط مخاوف من التضييق على حرية الإبداع. لكن الرئيس سعيد فند ذلك خلال زيارة إلى مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة قائلا: «يقولون إن الكتاب تم منعه، لكنه يباع في مكتبة الكتاب في تونس...

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

بعد مصادقة البرلمان التونسي المنبثق عن انتخابات 2022، وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي البرلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي، يسعى 154 نائباً لتشكيل كتل برلمانية بهدف خلق توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان الذي يرأسه إبراهيم بودربالة، خلفاً للبرلمان المنحل الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». ومن المنتظر حسب النظام الداخلي لعمل البرلمان الجديد، تشكيل كتل برلمانية قبل

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس، الاثنين، أنه لا مجال لإرساء ديكتاتورية في تونس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التونسيين «لن ينتظروا أي شخص أو شريك للدفاع عن حرياتهم»، وفق ما جاء في تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأشار التقرير إلى أن عمار أبلغ «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية قائلاً: «إذا اعتبروا أنهم مهددون، فسوف يخرجون إلى الشوارع بإرادتهم الحرة للدفاع عن تلك الحريات». وتتهم المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيد بوضع مشروع للحكم الفردي، وهدم مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أقر إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 من بينها حل البرلمان.

المنجي السعيداني (تونس)

قارب يقل 130 شخصاً ينقلب جنوب الشابة في تونس

شخصان غرقا عندما انقلب قارب جنوب مدينة الشابة التونسية (أرشيفية - رويترز)
شخصان غرقا عندما انقلب قارب جنوب مدينة الشابة التونسية (أرشيفية - رويترز)
TT

قارب يقل 130 شخصاً ينقلب جنوب الشابة في تونس

شخصان غرقا عندما انقلب قارب جنوب مدينة الشابة التونسية (أرشيفية - رويترز)
شخصان غرقا عندما انقلب قارب جنوب مدينة الشابة التونسية (أرشيفية - رويترز)

قالت شركة «أمبري» البريطانية، اليوم (الأربعاء)، إن شخصين غرقا عندما انقلب قارب على متنه 130 شخصاً جنوب مدينة الشابة التونسية.