بايدن يخطط لجولة أولى في الشرق الأوسط... ويتوقع لقاء زعماء خليجيين وعرب

قال إن هدف زيارته «تقليل الصراعات والحروب العبثية» بين إسرائيل والدول العربية و{إحلال السلام والاستقرار}

الرئيس الاميركي جو بايدن متحدثاً في البيت الأبيض أمس (أ.ب)
الرئيس الاميركي جو بايدن متحدثاً في البيت الأبيض أمس (أ.ب)
TT

بايدن يخطط لجولة أولى في الشرق الأوسط... ويتوقع لقاء زعماء خليجيين وعرب

الرئيس الاميركي جو بايدن متحدثاً في البيت الأبيض أمس (أ.ب)
الرئيس الاميركي جو بايدن متحدثاً في البيت الأبيض أمس (أ.ب)

شدد الرئيس الأميركي جو بايدن على أنه منخرط في العمل لتحقيق الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط، وأوضح أن خطط جولته الأولى لمنطقة الشرق الأوسط لم تكتمل بعد، لكنه توقع أن تتضمن لقاء القادة الإسرائيليين وزعماء بعض الدول العربية، مرجحا أن تكون السعودية ضمن الجولة.
وقال بايدن في معرض إجابته على أسئلة الصحافيين: «ليست لدي خطط نهائية في الوقت الحالي، لكني منخرط في العمل لتحقيق المزيد من الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط». أضاف «هناك احتمال أن ألتقي الإسرائيليين وقادة بعض الدول العربية، وأتوقع أن يتضمن ذلك المملكة العربية السعودية». وأعاد التأكيد على أن «وظيفتي هي إحلال السلام إذا استطعت وهذا ما سأحاول القيام به».
وأشار إلى أنه يريد أن يناقش خلال زيارته تقليل الصراعات والحروب العبثية بين إسرائيل والدول العربية، موضحاً أن هذا الموضوع هو ما سيركز عليه إذا التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في المملكة العربية السعودية.
وأبدى بايدن بعض المؤشرات الإيجابية حول نتائج زيارة مسؤولي البيت الأبيض إلى المملكة، قائلاً «تحدث فريقي حول قضية النقص في حجم إنتاج النفط وأعلنوا أنهم سيقومون بزيادة الإنتاج». ووصف بايدن تلك المحادثات بأنها كانت إيجابية.
وتأتي تصريحات بايدن في إجاباته للصحافيين، أمس الجمعة، خلال استعراضه لتقرير الوظائف الأميركية لتزيد التأكيدات حول توجهات أميركية جديدة لإعادة الدفء إلى العلاقات الأميركية - السعودية، حيث يعيد البيت الأبيض بوصله توجهاته لتعزيز المصالح الاستراتيجية الأميركية.
وأشارت عدة وسائل إعلام أميركية إلى احتمالات زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي إلى المملكة العربية السعودية. لكن المسؤولين في البيت الأبيض امتنعوا عن تأكيد أو نفي هذه التسريبات، مشيرين إلى أن مسؤولي الإدارة يعملون على تفاصيل الرحلة والخطوط العريضة، لكن لم يتم الانتهاء منها بعد.
وأقرت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير بدور السعودية في تحقيق التوافق داخل منظمة الدول المصدرة للنفط، وأشادت بجهود وقيادة الملك سلمان وولي العهد في تمديد هدنة وقف إطلاق النار تحت قيادة الأمم المتحدة.
وتشير بعض المصادر إلى أن مسؤولي إدارة بايدن يعملون خلف الكواليس مع نظرائهم السعوديين لمناقشة المصالح الاستراتيجية المشتركة حول الأمن وأسعار النفط.
وظلت العلاقات السعودية الأميركية على مدار العقود الثمانية الماضية مثالاً يحتذى بعلاقة الحلفاء، ولم تتأثر أو تتبدل حتى مع أعنف الهزات التي تعرضت إليها؛ بفضل حكمة القيادات السياسية البلدين، وحرصها على دعم وتعزيز تلك العلاقات وتجنيبها أي انعكاسات.
وكان للزيارتين التاريخيتين اللتين قام بهما ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى الولايات المتحدة خلال العامين 2016 و2018، دور أساسي في تمتين العلاقات الاستراتيجية بين الرياض واشنطن، وإضفاء زخم نوعي عليها، انطلاقاً مما يجمع البلدين من مصالح مشتركة في الجوانب العسكرية والدفاعية والاقتصادية والاستثمارية.
وتؤمن المملكة بأن ما يجمعها مع الولايات المتحدة من شراكة استراتيجية ومصالح متبادلة هو الأساس الذي قامت وما زالت وستظل عليه هذه العلاقة المتجذرة بين الدولتين والشعبين الصديقين.
وتعد المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة لاعبان أساسيان في سوق الطاقة العالمية، وهو ما يكسب جهود تمتين العلاقات الاستراتيجية بين البلدين أهميةً خاصةً، في ظل تشاركهما في العديد من الهواجس، وتحديداً ما يتعلق منها بدعم جهود مكافحة الانبعاثات الكربونية والتغير المناخي. كما تتشارك المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة في الكثير من المشاغل والتحديات التي تواجه المنطقة والعالم، وهما قادرتان بما يمتلكانه من قيادتين واقتصادين قويين من مواجهة كل ما من شأنه أن يؤثر على الأمن والسلم الدوليين أمنياً واقتصادياً وسياسياً.
ومن المتوقع أن يقوم الرئيس الأميركي برحلته الأولى، خلال فترة رئاسته، إلى منطقة الشرق الأوسط، حيث يزور إسرائيل بناء على دعوة وجهها إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت. ومن المقرر أن يركز في تلك الزيارة على دعم الإدارة الأميركية حل الدولتين وإقرار السلام ودعم السلطة الفلسطينية.
وتشير التسريبات إلى أن لقاءات الرئيس الأميركي قد تشمل زعماء وقادة كل من مصر والعراق والأردن وقادة دول مجلس التعاون الخليجي.
في تل أبيب، أفادت مصادر سياسية بأن جولة بايدن ستبدأ في إسرائيل في 23 يونيو (حزيران) الحالي وينتقل إلى الأراضي الفلسطينية في اليوم التالي وربما يلتقي قادة دول الخليج.
وأكد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أيال حولاتا، أنه اتفق مع مسؤولين أميركيين على تفاصيل الزيارة، خلال زيارته إلى واشنطن. وقالت مصادر إسرائيلية إن تأخر البيت الأبيض في الإعلان عن هذه الزيارة نابع من الأزمة السياسية في إسرائيل واحتمال سقوط الحكومة حتى موعد الزيارة.
ويتفاءل المحللون بإمكانية عقد اجتماع بين الرئيس بايدن والأمير محمد بن سلمان خلال زيارة بايدن للشرق الأوسط، لأن الزيارة ترسل رسالة إيجابية لأسواق النفط العالمية وتبعث الأمل لمستهلكي البنزين في الولايات المتحدة في انخفاض محتمل لأسعار هذه المادة التي تسجل ارتفاعاً غير مسبوق، إضافة إلى ارتفاع المواد الغذائية في ظل اضطراب سلاسل الإمداد.
ويواجه الرئيس بايدن والديمقراطيون غضباً متزايداً من الناخبين الأميركيين بشأن ارتفاع الأسعار ومستويات التضخم العالية، بما يضع عبئاً سياسياً كبيراً على الإدارة والديمقراطيين الذين يستعدون لخوض سباق انتخابات التجديد النصفي التشريعي في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
ويقول المحللون إن اجتماع بايدن والأمير محمد بن سلمان سيعزز الشراكة بين الولايات المتحدة (أكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم) والمملكة العربية السعودية (أكبر مصدر للنفط في العالم).
وزار منسق مجلس الأمن القومي الأميركي لمنطقة الشرق الأوسط بريت ماكغورك وكبير مستشاري أمن الطاقة في وزارة الخارجية الأميركية عاموس هوكشتين، المملكة العربية السعودية قبل عشرة أيام. وتركزت المحادثات حول أمن الطاقة وأسعار النفط في الأسواق العالمية وسبل تحقيق الاستقرار في الأسعار.
كما قام المبعوث الأميركي الخاص لليمن تيموثي ليندركينغ بزيارة الرياض عدة مرات لمناقشة الجهود السعودية لتحقيق الاستقرار في اليمن والتي أدت مؤخراً إلى تمديد الهدنة اليمنية شهرين. وأثنى الرئيس الأميركي على تلك الجهود وتعهد ببذل كل الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى تسوية دائمة بين الأطراف المتحاربة في اليمن.
وأعلنت منظمة «أوبك+» أول من أمس الخميس أنها ستضخ المزيد من النفط في الأسواق لمواجهة ارتفاع تكاليف الطاقة في جميع إنهاء العالم، فقررت زيادة شهرية للإنتاج بواقع 648 ألف برميل خلال يوليو (تموز) وأغسطس بدلاً من 432 ألف برميل يومياً حالياً. وأشاد البيت الأبيض بدور المملكة العربية السعودية في تأمين هذه التعهدات. وتزامن ذلك مع إشادة البيت الأبيض بجهود السعودية لتمديد هدنة وقف إطلاق النار في اليمن.


مقالات ذات صلة

بايدن يطلق حملة جمع التبرعات وترمب ينهي القطيعة مع «سي إن إن»

الولايات المتحدة​ بايدن يطلق حملة جمع التبرعات وترمب ينهي القطيعة مع «سي إن إن»

بايدن يطلق حملة جمع التبرعات وترمب ينهي القطيعة مع «سي إن إن»

يتجه الرئيس الأميركي بايدن إلى مدينة نيويورك، الأسبوع المقبل، للمشاركة في حفل لجمع التبرعات لحملة إعادة انتخابه. ويستضيف الحفل المدير التنفيذي السابق لشركة «بلاكستون»، وتصل قيمة التذكرة إلى 25 ألف دولار للفرد الواحد. ويعدّ حفل جمع التبرعات الأول في خطط حملة بايدن بنيويورك، يعقبه حفل آخر يستضيفه جورج لوغوثيتيس، الرئيس التنفيذي لمجموعة «ليبرا غروب» العالمية، الذي دعم الرئيس الأسبق باراك أوباما، ويعدّ من المتبرعين المنتظمين للحزب الديمقراطي. ويتوقع مديرو حملة بايدن أن تدر تلك الحفلات ما يصل إلى 2.5 مليون دولار.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بايدن يدعو رئيس مجلس النواب الأميركي للتفاوض حول أزمة سقف الدين

بايدن يدعو رئيس مجلس النواب الأميركي للتفاوض حول أزمة سقف الدين

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن أجرى محادثة هاتفية الاثنين مع رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي حول أزمة رفع سقف الدين الوطني للولايات المتحدة، ودعاه للتفاوض شخصيا الأسبوع المقبل. وقال بيان مقتضب إن بايدن دعا مكارثي وكبار القادة الجمهوريين والديموقراطيين الآخرين في الكونغرس «لاجتماع في البيت الأبيض في 9 مايو(أيار)». بصفته رئيسا للغالبية الجمهورية في مجلس النواب، يملك مكارثي سلطة رقابية أساسية على الميزانية الأميركية. ومع ذلك، كان بايدن واضحا بأنه لن يقبل اقتراح مكارثي ربط رفع سقف الدين بخفض كبير في الإنفاق على برامج يعتبرها الديموقراطيون حيوية للأميركيين. وزاد هذا المأزق من احتمال أول

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب يتعهد «سحق» بايدن انتخابياً

ترمب يتعهد «سحق» بايدن انتخابياً

تعهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، «سحق» الرئيس جو بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فيما أدلى نائبه مايك بنس بشهادته في إطار تحقيق فيدرالي بشأن هجوم 6 يناير (كانون الثاني) 2021 على مبنى الكابيتول. وقال ترمب، الخميس، أمام حشد من نحو 1500 مناصر، «الاختيار في هذه الانتخابات هو بين القوة أو الضعف، والنجاح أو الفشل، والأمان أو الفوضى، والسلام أو الحرب، والازدهار أو الكارثة». وتابع: «نحن نعيش في كارثة.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ هجوم على ترشح بايدن للرئاسة بسبب عمره: قد يموت على الكرسي

هجوم على ترشح بايدن للرئاسة بسبب عمره: قد يموت على الكرسي

قالت المرشحة للرئاسة الأميركية نيكي هايلي إن الرئيس الأميركي جو بايدن قد يموت في منصبه في حال أعيد انتخابه. وسلطت حاكمة ولاية ساوث كارولينا السابقة البالغة من العمر 51 عامًا، وسفيرة دونالد ترمب السابقة لدى الأمم المتحدة الضوء على سن بايدن، وقالت لشبكة «فوكس نيوز»: «أعتقد أنه يمكننا جميعًا القول إنه إذا صوتنا لجو بايدن، فإننا نعول حقاً على الرئيسة هاريس، لأن فكرة أنه سيبلغ سن 86 عاماً ليست عادية». عندما أعلنت ترشحها لسباق الرئاسة، دعت هايلي جميع المرشحين الذين تزيد أعمارهم على 75 عامًا إلى اختبار معرفي - والذي سينطبق على بايدن البالغ من العمر 80 عامًا، ودونالد ترامب البالغ من العمر 76 عامًا. يظ

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بايدن سيلتقي 18 من قادة المحيط الهادئ في بابوا غينيا الجديدة

بايدن سيلتقي 18 من قادة المحيط الهادئ في بابوا غينيا الجديدة

أعلن وزير خارجية بابوا غينيا الجديدة اليوم (السبت)، أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيلتقي 18 زعيما من قادة منطقة جنوب المحيط الهادئ خلال زيارته للأرخبيل في مايو (أيار) المقبل في إشارة إلى حملة متجددة لجذب حلفاء في المنطقة. وقال وزير خارجية بابوا غينيا الجديدة جاستن تكاتشينكو إن بايدن يخطط للقاء أعضاء كتلة منتدى جزر المحيط الهادئ في العاصمة بينما تحاول الولايات المتحدة تكثيف حملتها الدبلوماسية لجذب حلفاء في المنطقة. وبين القادة المدعوين رئيسا وزراء أستراليا ونيوزيلندا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب يكشف عن استراتيجية لمنع اندلاع صراع مع الصين بشأن تايوان

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
TT

ترمب يكشف عن استراتيجية لمنع اندلاع صراع مع الصين بشأن تايوان

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

أظهرت وثيقة أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يسعى إلى منع حدوث صراع مع الصين بشأن تايوان وبحر الصين الجنوبي، عبر تكثيف بناء قوة عسكرية للولايات المتحدة وحلفائها، وفق ما نشرت «رويترز».

وحدّدت إدارة ترمب نهجها تجاه واحدة من أكثر القضايا الدبلوماسية حساسية في العالم في وثيقة تتعلق باستراتيجية الأمن القومي تتألف من 29 صفحة، ومؤرخة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، ولكن لم تُنشر على الإنترنت إلا في الآونة الأخيرة.

وجاء في الوثيقة أن «منع الصراع بشأن تايوان، من خلال الحفاظ على التفوق العسكري، يُمثل أولوية».

وتعدّ الصين أن تايوان، التي تنعم بحكم ديمقراطي، جزءاً لا يتجزأ منها، ولم تتراجع بكين مطلقاً عن فكرة استخدام القوة لإخضاع الجزيرة لسيطرتها. كما أن للصين مطالبات بالسيادة على مناطق شاسعة، تشمل بحر الصين الجنوبي بأكمله تقريباً، وهو بحر متنازع عليه مع عدد من جيرانها الأصغر.

وليس للولايات المتحدة، شأن معظم الدول، علاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان. لكن واشنطن هي أهم داعم دولي للجزيرة، وهي ملزمة بحكم القانون بتزويد تايوان بوسائل الدفاع عن نفسها.

وتوضح الوثيقة أن إدارة ترمب ترى أن عدم الاستقرار قرب تايوان يُشكل خطراً بسبب هيمنة الجزيرة على تصنيع أشباه الموصلات، ولأن حصة كبيرة من التجارة العالمية تمر عبر المياه القريبة.

ودائماً ما كانت هذه القضية مصدر إزعاج في العلاقات الأميركية الصينية.

وتجنّب الرئيس الجمهوري إلى حد بعيد التصريح مباشرة بالطريقة التي يمكن أن يرد بها على تصاعد التوتر بشأن الجزيرة، وقال إنه يتطلع إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع الرئيس الصيني شي جينبينغ.

وحضّ كذلك اليابان وكوريا الجنوبية، وهما حليفتان إقليميتان رئيسيتان، على زيادة الإنفاق الدفاعي.

وورد في أحدث وثيقة «سنكّون جيشاً قادراً على صد العدوان في أي مكان، في سلسلة الجزر الممتدة من اليابان إلى جنوب شرق آسيا... لكن الجيش الأميركي لا يستطيع القيام بذلك بمفرده، وينبغي ألا يضطر إلى ذلك».


روبيو: الغرامة الأوروبية على «إكس» اعتداء على الشعب الأميركي

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (أ.ف.ب)
TT

روبيو: الغرامة الأوروبية على «إكس» اعتداء على الشعب الأميركي

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (أ.ف.ب)

أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، اليوم (الجمعة)، أن قرار الاتحاد الأوروبي بفرض غرامة مالية كبيرة على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي هو اعتداء على الشعب الأميركي من قبل حكومات أجنبية، كما يعد هجوماً على جميع شركات التكنولوجيا الأميركية.

وأضاف روبيو في منشور على «إكس»: «أيام فرض الرقابة على الأميركيين عبر الإنترنت قد ولت».

وقررت الجهات المنظمة لقطاع التكنولوجيا في الاتحاد الأوروبي في وقت سابق اليوم تغريم «إكس»، المملوكة للملياردير إيلون ماسك، 120 مليون يورو بسبب «انتهاكات» تتعلق بالمحتوى على الإنترنت بعد تحقيق استمر لعامين، وأمهلت المنصة 60 يوماً لتقديم حلول و90 يوماً للتنفيذ.

وانتقد رئيس لجنة الاتصالات الاتحادية الأميركية بريندان كار قرار المفوضية الأوروبية، قائلاً إن أوروبا تغرم شركات التكنولوجيا الأميركية لأنها ناجحة، وتسعى للحصول على أموال غير مستحقة.

وحذر نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس الاتحاد الأوروبي، أمس (الخميس)، من فرض عقوبات على «إكس»، قائلاً إن على أوروبا «دعم حرية التعبير بدلاً من مهاجمة الشركات الأميركية بسبب أمور تافهة».

وقالت المفوضية الأوروبية في وقت سابق اليوم رداً على فانس إن قوانين المحتوى الرقمي «ليست رقابة».


أميركا تواصل حربها على «قوارب المخدرات» رغم الانتقادات

طائرة تابعة لشركة «ساتينا» تتلقى تحية مائية عند هبوطها في مطار سيمون بوليفار الدولي في مايكيتيا بفنزويلا (أ.ف.ب)
طائرة تابعة لشركة «ساتينا» تتلقى تحية مائية عند هبوطها في مطار سيمون بوليفار الدولي في مايكيتيا بفنزويلا (أ.ف.ب)
TT

أميركا تواصل حربها على «قوارب المخدرات» رغم الانتقادات

طائرة تابعة لشركة «ساتينا» تتلقى تحية مائية عند هبوطها في مطار سيمون بوليفار الدولي في مايكيتيا بفنزويلا (أ.ف.ب)
طائرة تابعة لشركة «ساتينا» تتلقى تحية مائية عند هبوطها في مطار سيمون بوليفار الدولي في مايكيتيا بفنزويلا (أ.ف.ب)

قُتل أربعة أشخاص في ضربة جوية أميركية ضد قارب يُشتبه في تهريبه مخدرات شرق المحيط الهادئ، في خضم مساءلات في الكونغرس حيال ما إذا كانت الولايات المتحدة ارتكبت جريمة حرب خلال هجوم في سبتمبر (أيلول) الماضي بجنوب البحر الكاريبي لاستهدافها شخصين نجوا من الضربة الأولى.

ترمب ووزير الدفاع بيت هيغسيث في قاعدة كوانتيكو 30 سبتمبر 2025 (أ.ب)

وأعلنت القيادة العسكرية الجنوبية في الجيش الأميركي وقوع الضربة الـ22 ضد «قوارب المخدرات» الخميس، وسط انتقادات متزايدة من المعارضة الديمقراطية للضربات التي بدأت في 2 سبتمبر (أيلول) الماضي، وأدت حتى الآن إلى مقتل أكثر من 87 شخصاً حتى الآن، من دون تقديم أي دليل على صلاتهم بتهريب المخدرات. وأفادت عبر منصات التواصل الاجتماعي بأنها استهدفت «قارباً في المياه الدولية تديره منظمة مصنفة إرهابية»، مضيفة أن «معلومات استخبارية أكدت أن القارب كان يحمل مخدرات غير مشروعة، ويعبر طريقاً معروفاً لتهريب المخدرات في شرق المحيط الهادئ». وأكدت «مقتل أربعة رجال من إرهابيي المخدرات كانوا على متن القارب».

ووقعت الضربة في وقت تواجه فيه إدارة الرئيس دونالد ترمب ووزير الدفاع بيت هيغسيث انتقادات، بسبب عملية وجهت خلالها القوات الأميركية ضربة ثانية على قارب سبق أن قُصف في البحر الكاريبي، مما أدى إلى مقتل ناجيَين اثنين من الضربة الأولى. وقُتل 11 شخصاً في الضربتَين الأولى والثانية.

السيناتور مارك كيلي (أ.ب)

واحتدم الجدال الأسبوع الماضي عندما أفادت صحيفة «واشنطن بوست» بأن اثنين من الناجين من الضربة الأولى كانا متشبثين بقاربهما المشتعل، قُتلا في ضربة ثانية أذن بها هيغسيث.

وبعد مشاهدة مقطع فيديو قدمته وزارة الدفاع (البنتاغون) إلى أعضاء من الكونغرس، وعُرض خلال جلسة مغلقة مع المسؤول عن العمليات الخاصة في القوات المسلحة الأميركية الأميرال فرنك برادلي، أكد كبير الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب جيم هايمز، أن الضربة أدت إلى مقتل «بحّارَين غارقين»، موضحاً أن الفيديو يُظهر «شخصين من الواضح أنهما في حالة حرجة، من دون وسيلة تنقل، قتلتهما الولايات المتحدة»، ومشيراً إلى أن الأميرال برادلي قدّم «عناصر سياقية» في شأن قراره. وأضاف: «نعم، كان في حوزتهما مخدرات»، لكنهما «لم يكونا في وضع يسمح لهما بمواصلة مهمتهما بأي شكل من الأشكال».

صورة مجمّعة للرئيسين الأميركي ترمب والفنزويلي مادورو (أ.ف.ب)

ودافع رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري توم كوتون عن القرار، واصفاً إياه بأنه «عادل». وأكد على غرار هايمز، أن الأميرال نفى تلقيه أمراً من وزير الدفاع بالقضاء على جميع البحارة على متن السفينة.

تأتي هذه الحملة العسكرية الأميركية في إطار تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا. ويتهم ترمب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بأنه زعيم كارتل لتهريب المخدرات. أما مادورو فينفي ذلك بشدة، مندداً بمحاولة الولايات المتحدة إطاحة حكومته بذريعة مكافحة تهريب المخدرات.

ومع استمرار هذا التوتر، تواجه فنزويلا عزلة جوية بعدما أعلن الرئيس ترمب إغلاق المجال الجوي لهذا البلد في أميركا الجنوبية، وبعدما علّقت شركات الطيران الأجنبية رحلاتها حرصاً على سلامة طائراتها وركابها.

أنصار المعارضة الفنزويلية يشاركون في وقفة احتجاجية للمطالبة بالإفراج عن السجناء السياسيين الفنزويليين في بوغوتا بكولومبيا (رويترز)

ونشر ترمب تحذيراً جاء فيه: «كل شركات الطيران والطيارين وتجار المخدرات والبشر، يُرجى اعتبار المجال الجوي فوق فنزويلا وحولها مغلقاً تماماً».

وألغت شركتا «بوليفانا دي أفياسيون» و«ساتينا» الكولومبيتان رحلاتهما إلى كاراكاس الخميس، فيما مدّدت شركة «كوبا إيرلاينز» البنمية تعليق رحلاتها حتى 12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وسبق أن علقت شركات «إيبيريا» و«تي إيه بي» و«أفيانكا» و«غول» و«لاتام» و«إير أوروبا» والخطوط الجوية التركية و«بلاس ألترا» رحلاتها إلى فنزويلا. واتهمت كاراكاس هذه الشركات بـ«الانخراط في أعمال إرهاب الدولة» التي تمارسها واشنطن، وألغت تراخيص تشغيلها.

ولا يؤثر إغلاق المجال الجوي الذي أشار إليه ترمب على الرحلات التي تقل مهاجرين رحّلتهم الولايات المتحدة إلى فنزويلا. ووصلت، الأربعاء، طائرة تقل عدداً من هؤلاء، وكان من المتوقع وصول طائرة أخرى الجمعة.