أعلنت قيادة المنطقة الشرقية في جيش التحرير الشعبي الصيني عن تدريبات عسكرية واسعة النطاق حول تايوان، هي الثالثة خلال 30 يوماً.
جاء هذا الإعلان خلال مغادرة السيناتور الأميركية تامي داكويرث الجزيرة، بعد زيارة دامت 3 أيام، ناقشت خلالها مع الرئيسة التايوانية، تساي إنغ ون، خطة التعاون بين الحرس الوطني الأميركي والقوات المسلحة التايوانية.
ووصف مسؤولون صينيون المناورات بأنها تستهدف «التواطؤ» بين الولايات المتحدة وتايوان، وترسل تحذيرات «عادلة» عن تعاونهما العسكري، الذي يمكن أن يعزز القدرة الحربية للجزيرة؛ خصوصاً في المدن.
وقال المتحدث باسم قيادة المنطقة الشرقية في الجيش الصيني، الكولونيل شي يي، في بيان، إن التدريبات «إجراء ضروري تم اتخاذه رداً على التواطؤ بين الولايات المتحدة وتايوان، وهي استعداد قتالي مشترك متعدد المهام في المياه المحيطة بجزيرة تايوان وفوقها».
وتأتي هذه التدريبات بعد تدريبات صينية مماثلة جرت في 9 و25 مايو (أيار) الماضي.
- تدريبات الصين تتجاوز التحذير
ولفت شي، في بيانه، إلى أن الولايات المتحدة اتخذت أخيراً خطوات متكررة بشأن تايوان «حيث تقول شيئاً وتفعل شيئاً آخر، وتشجع وتدعم بشكل علني أو في السر استقلال تايوان، وهو ما يضع تايوان في موقف خطير ويجلب عواقب وخيمة عليها».
وقال إن تايوان جزء من الصين، مشيراً إلى أن «قوات قيادة المنطقة الشرقية ستواصل تعزيز التدريب والتأهب للقتال، وتحسين قدرتهم على أداء مهامهم، من أجل إحباط أي تدخل خارجي والتصدي بحزم لأي محاولات انفصالية لتايوان».
وجاءت تصريحات شي، بعد أن قالت الرئيسة التايوانية إن وزارة الدفاع الأميركية تخطط بشكل استباقي للتعاون بين الحرس الوطني الأميركي والقوات المسلحة التايوانية، عندما اجتمعت مع السيناتور الديمقراطية داكويرث يوم الثلاثاء، لكن لم يتم تقديم تفاصيل حول التعاون.
واستقبلت الصين السيناتور بإرسال ما لا يقل عن 30 طائرة حربية من أنواع مختلفة، إلى منطقة الدفاع التايوانية، في ثاني أكبر عملية توغل صينية هذا العام.
غير أنه مع تبدل العلاقات الأميركية مع تايوان في الفترة الأخيرة، وتكرار الزيارات الرسمية للجزيرة، بات يُنظر إلى التدريبات الصينية على أنها تتجاوز التحذيرات، بل هي استعدادات لنزاع عسكري محتمل بشكل حقيقي، بحسب محللين ومعلقين صينيين، في صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية.
ويعدّ الحرس الوطني الأميركي قوة مسلحة محلية، تتعامل مع الحوادث العامة الطارئة، مثل مكافحة الإرهاب. لذا فإن تركيز تعاونه مع القوات التايوانية قد يكون تمهيداً لتدريبات على حرب المدن؛ حيث تريد الولايات المتحدة تمكين الجزيرة من مواجهة أي هجوم بري عليها، وجرّ الجيش الصيني إلى حرب استنزاف باستخدام حرب المدن، بحسب الصحيفة الصينية.
واعتبر المحللون الصينيون أن هذا التكتيك الجديد يظهر أن القوات الأميركية، سواء أكانت من الجيش أو الاحتياط أو الحرس الوطني، تتعاون مع القوات التايوانية، لمساعدتها على مقاومة «إعادة التوحيد بالقوة». الأمر الذي يرسل «إشارات خاطئة» إلى أن الولايات المتحدة تدعم «استقلال تايوان»، في انحراف عن مبدأ صين واحدة.
- تنديد بالمحادثات التجارية الأميركية مع تايوان
إلى ذلك، نددت الصين بالمحادثات التجارية بين الولايات المتحدة وتايوان، بعد يوم من إطلاق واشنطن مبادرة مع تايبيه لتعزيز العلاقات الاقتصادية.
وقال المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية غاو فينغ للصحافيين: «الصين تعارض ذلك بشدة»، مضيفاً أن بكين «تعارض أي شكل من أشكال التبادلات الرسمية بين أي دولة ومنطقة تايوان الصينية».
وأعلنت الولايات المتحدة وتايوان، الأربعاء، بدء محادثات تجارية ثنائية، في تحدٍ لبكين التي تعتبر الجزيرة إحدى مقاطعاتها، وترفض السماح لها بإقامة علاقات رسمية مع دول أجنبية.
وقالت ممثلة التجارة الأميركية، في بيان، إن نائبتها سارة بيانكي والوزير التايواني جون دينغ أطلقا خلال لقاء عبر الإنترنت، الثلاثاء، «مبادرة التجارة الأميركية - التايوانية للقرن الحادي والعشرين، بهدف تطوير طرق ملموسة لتعميق علاقاتهما الاقتصادية والتجارية». وأضافت أنه من المقرر أن يعقد أول اجتماع «في وقت لاحق من هذا الشهر في واشنطن برعاية مكتب تايبيه التمثيلي الاقتصادي والثقافي في الولايات المتحدة (تيكرو) والمعهد الأميركي في تايوان».
ويمثل «تيكرو» مصالح تايوان في الولايات المتحدة، في غياب علاقات دبلوماسية رسمية، ويتولى مهمات السفارة، بحكم الأمر الواقع.
والهدف من المبادرة التي أطلقت الأربعاء هو تسهيل التبادلات وتبني «ممارسات سليمة وشفافة» والتعاون في مجالي البيئة والمناخ، وكذلك «البحث في تدابير تهدف إلى تسهيل التجارة الزراعية ومكافحة الفساد».
مناورة صينية ثالثة رداً على «تواطؤ» تايوان مع الولايات المتحدة
مناورة صينية ثالثة رداً على «تواطؤ» تايوان مع الولايات المتحدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة