«الأطلسي» يختبر في مترو روما تقنيات لمكافحة الإرهاب

قطار أنفاق يصل إلى محطة مترو سول في مدريد ( ا ف ب )
قطار أنفاق يصل إلى محطة مترو سول في مدريد ( ا ف ب )
TT

«الأطلسي» يختبر في مترو روما تقنيات لمكافحة الإرهاب

قطار أنفاق يصل إلى محطة مترو سول في مدريد ( ا ف ب )
قطار أنفاق يصل إلى محطة مترو سول في مدريد ( ا ف ب )

بموازاة التعبئة حيال الحرب الضارية في أوكرانيا على حدوده، ينشط الحلف الأطلسي على جبهة أخرى هي جبهة الإرهاب الداخلي، فيختبر هذا الأسبوع في مترو روما تقنيات قادرة على رصد أسلحة أو متفجرات.
ويهدف مشروع «دكستر»، أحد مشاريع البحث العلمي ذات الأهداف غير العسكرية التي يطورها الحلف، إلى ضمان أمن قطارات الأنفاق والمحطات والمطارات التي يمر عبرها يومياً مئات ملايين المسافرين والركاب في العالم، وتستهدفها اعتداءات دامية بشكل متكرر.
ويعتمد «دكستر» تقنيات مختلفة تستخدم أجهزة استشعار وبرمجيات من أجل توفير معلومات آنية للشرطيين وعناصر الأمن الذين يراقبون الركاب في المساحات العامة.
في هذا السياق، نُصبت هذا الأسبوع شاشات كبيرة في أحد أنفاق المترو في ضاحية العاصمة الإيطالية، تبث صوراً بالألوان صادرة عن أنظمة رادار وليزر.
ويصدر الرادار المستخدم لمسح الركاب العابرين صوراً ثنائية الأبعاد وثلاثية الأبعاد عالية الدقة تكشف بالأحمر وجود سلاح، في حين يسمح نظام ليزر برصد آثار مواد متفجرة.
وبعد ذلك يتم دمج نتائج جهازي الاستشعار وتحليلها بواسطة برمجية، ويُرسَل إنذار سريع إلى شرطي في قاعة المراقبة عبر نظارات ذكية يضعها.
وأوضح هنري بوما، الباحث في هيئة الأبحاث الهولندية، لوكالة الصحافة الفرنسية «بإمكاننا ضم معلومات جهازي الاستشعار الأول والأخير ودمجها، وتوجيه رسالة إلى عنصر الشرطة».
نموذج أولي
حقق النظامان خلال الشهر الأخير من التجارب نسبة نجاح مائة في المائة في رصد الأفراد الذين يحملون سلاحاً أو عليهم آثار متفجرات.
أما الاختبارات على حشود كبيرة، فأعطت نسبة نجاح «تفوق 99 في المائة»، بحسب بوما.
وأوضح مساعد الأمين العام للحلف الأطلسي المكلف التحديات الأمنية الناشئة، ديفيد فان ويل، أن هذه التقنية قد تكون لها «وطأة ملموسة» على حياة المدنيين، مشيراً إلى أنها تتميز عن عمليات التفتيش العشوائية بأنها أكثر دقة وأقل اقتحامية.
وتشارك في المشروع نحو عشرة معاهد أبحاث من دول أعضاء في الحلف الأطلسي (إيطاليا وفرنسا وألمانيا وهولندا) أو شريكة له (أوكرانيا وكوريا الجنوبية وصربيا وفنلندا).
وأوضحت دونيز بيتن، التي تشرف على برنامج الحلف الأطلسي للعلم في خدمة السلام والأمن، أنه «مجرد نموذج أوليّ» في الوقت الحاضر.
وتابعت «نأمل أن يكون بإمكاننا في غضون سنة أو سنتين تسويقه لاستخدامه في قطارات الأنفاق والمطارات وغيرها من البنى التحتية التي تختارها الدول».
وفي ظل تراجع التمويل العام لمشاريع البحث والتطوير المدنية منذ عقود، تعتبر برامج على غرار «ديكستر» مهمة لسد ثغرات القطاع الخاص أو حتى تحفيزه على المشاركة فيها، على ما أوضح فان ويل. وأضاف «هدفنا تحفيز التتبّع الآني الذي سيتولّاه بشكل أساسي القطاع الخاص»، مشيراً إلى إمكان إصدار تراخيص باستخدام تقنية «دكستر».


مقالات ذات صلة

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن الدول واستقرارها

شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن الدول واستقرارها

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن الدول واستقرارها

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن الدول واستقرارها». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

قال الاتحاد الأوروبي إنه «يدين بشدة» قرار القضاء الإيراني فرض عقوبة الإعدام بحق المواطن الألماني - الإيراني السجين جمشيد شارمهد، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وأيدت المحكمة العليا الإيرانية يوم الأربعاء حكم الإعدام الصادر بحق شارمهد.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد «النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

«النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

قال مدير صندوق النقد الدولي لمنطقة أوروبا اليوم (الجمعة)، إنه يتعين على البنوك المركزية الأوروبية أن تقضي على التضخم، وعدم «التوقف» عن رفع أسعار الفائدة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأوضح ألفريد كامر، خلال إفادة صحافية حول الاقتصاد الأوروبي في استوكهولم، «يجب قتل هذا الوحش (التضخم).

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم أوروبا تسجّل في 2022 أعلى إنفاق عسكري منذ الحرب الباردة

أوروبا تسجّل في 2022 أعلى إنفاق عسكري منذ الحرب الباردة

سجّل الإنفاق العسكري في أوروبا عام 2022 ارتفاعاً بوتيرة سريعة غير مسبوقة، حيث وصل بعد الغزو الروسي لأوكرانيا إلى مستويات لم تشهدها القارة منذ الحرب الباردة، وفق ما أفاد باحثون في مجال الأمن العالمي. وأوردت دراسة لـ«معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام» أن ارتفاع الإنفاق الأوروبي على الجيوش ساهم بتسجيل الإنفاق العسكري العالمي رقماً قياسياً للمرة الثامنة توالياً حيث بلغ 2.24 تريليون دولار، أو 2.2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وعززت أوروبا انفاقها على جيوشها عام 2022 بنسبة 13 في المائة أكثر مقارنة بالأشهر الـ12 السابقة، في عام طغى عليه الغزو الروسي لأوكرانيا. وهذه الزيادة هي الأكبر م

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.